
لم تنصروهم فلما تعادوهم ؟!
غريبه هي تلك الاراء والانتقادات اللاذعه التي توجه كالسهام الى اخواننا في غزة وخاصة المرابطين والمحاهدين كما نراهم ويراهم كل من تهمه القضية الفلسطينينه من حركة حماس الذي اختلفت ام لم تختلف معهم فهم اكثر من يخشاه الصهاينه ويحسبون لهم ألف حساب وحتى وإن اتخذهم الصهاينه عذرا وذريعة بجانب من اسروهم من اسرائيلين واجانب من اجل الاستمرار في جرائمهم وهجتهم الشرسه على المدنيين الابرياء وعلى كل مظاهر الحياه في قطاع غزة .
أنا لست من مؤيدي حماس في بعض الافعال و الاقوال والتصرفات ولكني اجد لهم الأعذار دائما وخاصة في ظل التخاذل والخضوع العربي والإسلامي وانا اقف معهم قلبا وقالبا لانهم في جهاد ومقاومة ضد المعتدين و المحتلين لارضهم و مقدساتنا وانا اقدر الوضع التي وضعت فيه الحركة منذ نشأتها وما مرت به من صراعات داخليه و خارجيه و تصادم مباشر وغير مباشر مع شقيقتها حركة فتح التي ظفرت بالسلطة وتخلت عن السلاح وزادت وللأسف الشديد من محنة اهل غزة والقطاع بركونها و خضوعها او كما يقول الكثيرين بتحولها الى حركة عميلة و اداة ضد الفلسطينين ولصالح اسرائيل بالاضافه الى الضغوطات الكبيرة والتشكيك والتخوين الذي تعرضت له حماس بسبب انتمائها لحركة الأخوان المسلمين "المشيطنة" لدى اغلب الدول العربية بسبب منهجيتها وافكارها وخلطها بين السياسة والدين والكثير من المآخذ التي جعلت مؤسسيها وابرز قادتها مكروهين وغير مقبولين على الرغم من وجود محبين ومنتمين كثر لها حتى وان لم يظهروا ذلك علانيه.
وبالعودة الى حركة المقاومة الاسلامية التي لا ننكر ان لديها الكثير من المحاسن والافعال والمواقف المشرفه التي لا يمكن لعاقل تجاوزها وخاصة في بداياتها والتاريخ النضالي الكبير الذي قامت به والأسماء اللامعة و المميزة التي قدمتهم طوال فترة مقاومة الصهاينة والمرار الذي اذاقته للمغتصبين بعملياتها النوعية وغير النوعية وما كبدته لاسرائيل من خسائر و اظهارها الوجه القبيح و الفاشي لهذا الكيان القذر الا انه مع مرور الوقت وتعاظم قوة الحركة وازدياد المنتمين والمؤيدين لها اصبح هنالك بعض الامور السلبيه التي شوهت تلك الصورة الجميلة للحركة وبدأت ترتفع الاصوات في الداخل قبل الخارج المنددة بالظلم الذي تتعامل به الحركة مع كل من يعارضها وانها تتعامل بالحديد والنار مع أي شخص يقول لا وكفى اعتراضا على أي فعل لا يعجبه وسمحت لمن يتصيدون الأخطاء بالعثور على مدخل للانتقاص منها وضرب تاريخها النضالي في مقتل واتهمها الكثيرين بالعماله للصهاينه وانها تحولت من أداة لارهابهم و مقاومتهم الى عصا في يدهم يضربون بها كل من يعاديهم وان ظهر العداء بين الطرفين وهذا أمر لا يمكن تصديقه بسهوله بل ان الكثيرين جعلوا حماس السبب الرئيسي في اشتعال الصراع بين الاخوة برفضها كل محاولات التفاهم والصلح التي كانت تعرضها حركة فتح عليها و طمعها في السلطة والتحكم بالقطاع والتفرد بالمقاومة من دون التفاهم مع اشقائها في فتح كما ربط ظهور بعض الخونة الفلسطينين والعملاء لإسرائيل بها و بظلمها وطريقة تعاملها القاسية وخاصة في المناطق التي تسيطر عليها وتحكمها بقبضة من حديد حيث تصاعد الرفض و الانزعاج الداخلي وادى ذلك انتشار فكر مخالف لما تحمله الحركة وتغيرت نظرة الكثيرين لها وبداوا بالسعي الى الاطاحة بقادتها ورموزها بالتعاون مع الصهاينة و تزويدهم بأماكن ومواقع تواجد القادة والاسلحة واطلاع الجانب الاسرائيلي على أي معلومة قد تساهم في احباط مخطط او ضبط مقاوم او اغتيال جهادي .
بعد كل ما ذكر تجد عزيزي المتابع ان حركتي حماس وفتح اشتركتا في امر واحد وهو الاتهامات بالعمالة للصهاينة التي طالت كلا منهما الا ان حماس كان لها النصيب الاكبر لكونها الحركة الاكبر والاقوى و الاكثر تأثيرا والتي ارتبط اسمها بالمقاومة والتصدي للعدو الصهيوني والعمليات التي قامت بها عبر مجاهديها في تل ابيب والقدس وفي المستوطنات الاسرائيلية ولارتباط اسمها بردات الفعل الاسرائيليه التى يستشهد في كل مره فيها العديد من الابرياء من الجانب الفلسطيني وتدمر المباني والبيوت وتهد فوق رؤوس ساكنيها والتي تلام دائما حماس عليها من المجتمع الدولي والدول العربية ولذلك فإنه من الطبيعي إن النصيب الاكبر من الهجوم والمعاداه وتشويه السمعه سيكون لها ولكن المزعج هو أن من يعاديها ويهاجمها لم يتمكن من نصرة اهل غزة التي تحكمها بل انه اكتفى سابقا بالشجب والتنديد واما مؤخرا فقد تركهما واستغنى عنهما نهائيا ولم تعد ردود الافعال تلك مطروحة في قاموسه بل إنه وصل به الأمر إلى الطلب من حماس تسليم سلاحها والتوقف عن مواجهة الصهاينة وترك المجال لهم للعبث كيفما يشاؤون ونسي هؤلاء أنه بسقوط المقاومة سنسقط جميعنا و سنصبح أضعف مما نحن عليه الآن .
ولأولئك المهاجمين نقول لماذا لا تكفوا ألسنتكم و ايديكم عن أهل غزة و عن حماس و مقاتليها ؟ الا تخجلون من التحدث عنهم وانتم لا يمكنكم نصرتهم أو نصرة المدنيين منهم ولو بأضعف الإيمان ؟ وكيف بعد الدمار والخراب والتهجير الذي يليه تهجير والشهداء الذين سقطوا من المدنيين بغير ذنب تريد من اخواننا أن لا يغضبوا و يثأروا و يقاوموا المحتل الغاصب ؟ وهل وضعت نفسك في مكانهم يا من تهاجمهم و تنتقدهم و تتشفى منهم ؟ ولمن يحسبون على العلماء هل هذا المصاب الجلل يستوجب منكم النصر والتثبيت ورفع الهمم أم أنه يستوجب غير ذلك ؟ وهل كنتم على علم أن تعليقكم و استصغاركم لأفعال حماس والفصائل الفلسطينية المقاتله يسعد اليهود و يجعلهم فخورين بما قاموا به ويدفعهم إلى القيام بالمزيد ؟ والأهم من ذلك اما تخشون ربكم و تخافون من مخالفة آياته التي امركم بها بالنصرة و الفزعه لاخوانكم وانتم تقومون بعكس ذلك ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا