
هل قلوبنا وعقولنا سليمه؟
بكل تأكيد لا فكيف نكون اصحاب قلوب وعقول سليمه ونحن نرى الابادة الجماعية والقتل بكل دم بارد ومن دون اي ذنب والتصفيه الممنهجه لكل نواحي الحياة التي يتعرض لها اخواننا المدنيين وغير المدنيين في غزة ولم نحرك ساكنا ولم ننطق بحرف او نتفوه بكلمة من كلمات الشجب والانكار التي كان العالم يسمعها منا سابقا بل ان قادتنا الاشاوس لم يعقدوا تلك القمة الطارئة التي يلتقون فيها و يخرحون منها مثلما أتوا فهل بعد كل هذا هل ترون انه بقي شيء من احساس في القلب وشيء من ادراك في العقل ؟!
امر محير ويدعو الى الجنون ذلك الذي يجري في امتنا الاسلامية نسأل الله السلامة فالكل حكاما و محكومين يعيشون حياتهم بكل تفاصيلها وكأنهم في غيبوبة تجعلهم لا يدركون ما الذي يجري حولهم على الرغم من اصوات القصف و النسف و دوي الصواريخ والقنابل التي تسمع وترى وهي تلقى فوق الخيام و المباني وقطع اللحم التي مزقتها الة القتل الصهيونية التي لا تفرق بين طفل وامراه وشيخ كبير و بين مسعف وطبيب و مقاتل يدافع عن ارضه فجميعهم في نظر من يديرونها سواء.
وسياتي اولئك المثبطين والمتقاعسين ومحبي الدنيا وكارهي الموت وسيقولون ما الذي نستطيع فعله ؟! و كأن هذا السؤال عنوان لمرحلة الضعف التي تمر بها الأمة وهو احد الردود التي لا يخلو منها أي حدث فارق في تاريخ الأمة و لهؤلاء نقول أفعلوا ما فعله من سبقونا من رجال أمتنا الذين عاشوا مثلما عشنا و ذاقوا مرارة الضعف والانكسار الذي نذوق و يلاته الان فصبروا ودعموا و استنهضوا الهمم ولم يتركوا اخوانهم لوحدهم حتى وان كانت هوة الخلاف واسعه و القلوب ممتلئة على بعضها بالقليل من الكراهيه والكثير من التشكيك والتخوين وقام كل من له دور وتاثير بدوره على اتم وجه واستمروا في محاولاتهم حتى قامت الأمة و نفضت عنها غبار الخزي والهوان والضعف.
ولمن يبحثون عن جواب على السؤال السخيف المذكور أعلاه اود أن أخبرهم بمعلومة قد يجهلها الكثيرين وهي أن هنالك جيشان لدولتين عربيتين موجودان في غزة حاليا ليس للقتال وانما لحماية بعض المواقع التي سمح لهم الكيان الصهيوني بالتواجد فيها وهذا ضمن اتفاق بينهم وبين واسرائيل والمؤسف انهم يتواجدون في منطقة تم اخلاء اهلها منها مثل رفح وباقي المناطق التي طالتها نيران الصهاينه وهذا الامر يطرح سؤالا اخرا وهو هل هذا التواجد ضمن المخطط الاسرائيلي الامريكي من اجل قيام مناطق عازله ضمن خطة التهجير التي طرحها المجنون ترامب والنتن ياهو ؟ ! وهل نعجز عن فعل شيء لأهل غزة بعد أن تمكن جيش عربي من الدخول الى غزة حتى وانكان ذلك باتفاق مع جيش الاحتلال ؟
وهنا يأتي سؤال مهم لا نريد له اجابه بل نريد له تفسيرا وحلولا ناجعه وهو ما سر هذا الوهن والضعف الذي لم يمر علينا مثله ؟! على الرغم من ان هذه الاحداث متكرره وسبق ان عاشت الأمة مثل وجعها ولكن المخطط أكبر هذه المرة اوسع والخطوات التي اتخذت لتطبيقه اشرس واقسى من السابق لان التهجير هذه المره يحمل اجندات خطيرة في ظل الموافقه العمياء من الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها المجنون دونالد ترامب والذي جعلني اوافق ايران واذرعها حزب الله والحوثيين والفصائل العراقيه المسلحة في اطلاقهم اسم (( الشيطان الاكبر)) عليها فهي بالفعل تقوم بدور الشيطان وتغذي ربيبتها اسرائيل وتدعم موقفها من أجل جعل هذا الكيان القذر امرا واقعا يجب العيش معه والانصياع لقوانينه التي يفرضها على المنطقة والتي تم تحضيرها في المطبخ الأمريكي بعد ان تم زرعه بالقوة في وسطنا بوعد بلفور المشؤوم.
ولأن التساؤلات التهكميه تشير الى عدم الرضا والاقتناع بما يحدث فلا مانع من طرح بعضها وهل كالتالي :
1-هل منظر النازحيين الذين يساقون سوقا الى الاماكن التي يرغب بها الصهاينه عبر مسيرات الموت الكواد كابتر التي تقتل وتقصف كل من يحيد عن الطريق التي ترشدها إليه امر عادي؟!
2- هل منظر تلك العائله التي مسحت وشطبت اسمائها من سجل سكان غزة بأكملها نتيجة قصف منزلها وهدمه عليها يعتبر حدثا عابرا ستطوى صفحته وتنسى اثاره الملطخه بالموت والدماء مع الايام ؟!
3- هل رائحة الموت والقتل التي ينشرها خنازير الجيش الصهيوني وهم يضحكون من تدميرهم المباني واقتحامهم بعض البيوت التي نزح اهلها منها و التقاطهم مقاطع الفيديو على اسرة النازحيين والشهداء امر لا يدعو الى الغضب والحقد على كل ما هو يهودي ؟
4- وبعد مقتل الالاف من الفلسطينين المدنيين المسالمين ومن يفترض بهم انقاذ حياتهم من مسعفين وطواقم طبية ودفاع مدني والعبث الاسرائيلي والأمريكي في سوريا ولبنان واليمن وابتزاز مصر والأردن وشراء الاصوات المنددة والمعترضه على كل افعالهم هل بقيت لأحد منكم ابناء امتي الأحرار ثقة بولاة أمور المسلمين و المجتمع الدولي الذي يتفرج على ما يجري ؟
5-اين ذهب معنى البنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ؟! هل هو للتباهي والرفع على الإعلام في المسيرات وللظهور الإعلامي فقط؟! الا يجب أن يطبق على أرض الواقع ويعمل به وبالعديد من الايات والأحاديث التي تدعو إلى رمي كل الخلافات خلف الظهور والنظر إلى الأمام عند حلول الخطوب والنوائب .
6- الا يستحق اخواننا في فلسطين والا يستحق المسجد الأقصى والا يستحق من يكافح اعدائنا بكل ما يمتلكوه أن نحزن لهم ونظهر حزننا جليا بافعالنا وتصرفاتنا في يومنا وغدنا؟! ولما نظهر لهم عدم الاكتراث ونلهث حول الدنيا أو بالأحرى لما من تبع سبيل من يريدون تغييب عقولنا على القضية الأم بكل ما اخترعوه وخططوه من خطط و ملهيات الا يوجد بيننا عقل يعي ويدرك؟
أظهروا اخواني الحزن و افعلوا كل ما تستطيعون من أجل إخوانكم ثوروا اغضبوا من دون التصادم مع الأمن وانما ثورة سلميه بشتى الطرق المتاحة لكم حتى لا نعتبر محرضين ومأججين لنيران الله تعالى يعلم أنها لن تتأجج لانه لم يعد هنالك من يتفاعل مع حرارتها ويشتغل عيظا ويلتهب غيرة على إخوانه وأمته وانشروا جرائم الصهاينة اوقفوا الكثير من لهوكم وعبثكم وكونوا سندا لاخوانكم حتى وإن ابعدتكم المسافات ولكن لا تنشغلوا عنهم بدنياكم التي لا يوجد بها في ظل ما نراه من دماء وأرواح طاهره تزهق و جثث تسقط وتحرق وبيوت تهدم وخيام تحرق على من فيها أي متعه واي جمال و أصبحت دنيا مظلمة من كثر الدماء التي تسال فيها وذهب ذلك البريق الذي كنا نراه وان كنت ترى يا قارئ كلماتي عكس ذلك فراجع نفسك أو صل صلاة أخيرة على قلبك وروحك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا