القتل لمجرد القتل في غزة
قتل وقنص وقصف بطائرات الكواد كابتر والدبابات والزوراق الحربية وكل ما يوجد لدى هؤلاء الشرذمة من عتاد امريكي وبريطاني تمت تجربته في غزة بعد ما سمي باتفاق وقف اطلاق النار وتبادل الأسرى .
اما الوضع الانساني لأهالي غزة فلا يمكن وصفه إلا بالمأساوي والمزري والمعيب لكل من على هذا الكون ولكل من بيده قرار ويستطيع التأثير ولو بالشيء البسيط على كل ما يخص التدخلات الانسانيه من أجل انقاذ شعب غزة المحاصر الذي ترك لوحدة بين فكي الكماشه الصهيونيه التي تحاصره من كل الجهات برا وبحرا وجوا والتي تمنع وصول ابسط الاحتياجات اليه وفي حقيقة الأمر ليسوا هم المحاصرين بل نحن من يحاصرنا ضعفنا وذلنا وهواننا وخضوعنا لقوى الشر التي لم تستقوي الا بضعفنا وعجزنا.
الصهاينة بعد قصفهم و تدميرهم للمباني التي كانت تؤوي الفلسطينين في غزة وتحويلهم لها الى ركام يحتاج الى من يغطيه و يستره حتى يصبح مكان صالح للعيش هذا إن وجدت مقومات له في ظل صوت الرصاص الاسرائيلي حاصد الأرواح وطارد النوم من العين باتوا كالمشارك في لعبة القنص والذي يسعى لنيل اكبر قدر من النقاط عن طريق اقتناص الفرائس الشاردة من دون التمييز بينها فكل ما يتحرك يعتبر بالنسبه له هدف مشروع والهدف كسر إرادة الفلسطينيين في غزة والضفة وكل الأراضي المحتلة وهذا بكل تأكيد لن يحدث بإذن الله مع شعب تعايش مع بطش الاحتلال وتأقلم مع كل ما يفعله الصهاينة له .
صحفيا كان او طفلا صغيرا او شيخا كبيرا او مسعفا او من فريق الانقاذ او الفريق الخيري أو ايا مما يمشي على تراب غزة فهو مستهدف و ستطاله نيران الاحتلال التي لا تفرق بينهم و يتساوون عندها ولو اختلفوا عند غيرها فهمجية الصهاينة وحكومتهم التي ساعد ترامب على زيادة اشتعال نارها وانتشار رقعتها لا تحكمها ولا تحدها حدود ولا تستجيب سوى للغة القوة التي وللأسف الشديد لم نعد نعرف منها سوى معناها وطريقة كتابتها .
وسيقول قائل هل لدينا الكفاءة والمقدرة على مواجهة العدو الصهيوني المدعوم من القوى الكبرى في العالم والمزود بترسانة من الاسلحة التي لا تمتلكها كل الدول العربية مجتمعة ؟ وهل كل امكانياتنا وقدراتنا تستطيع أن تفرض تغييرا على المشهد السياسي في المنطقة في ظل ما تعيشة دول الطوق وباقي الدول العربية من الضعف والهوان والاختلاف الانقسام الداخلي والخارجي ؟ والسؤال الأهم من سيقوم بالدور الأهم في جمع كلمة العرب وإظهارها للعالم والعمل بكل اصرار وحزم على تنفيذها وعدم الاكتفاء بكونها حبرا على الورق ؟
وردا على تلك الاسئله اود ان أقول نعم نحن مجتمعين نصبح قوة لا يمكن الاستهانة بها لأن إمكانياتنا جبارة و بالوحدة و التٱلف ستكبر بكثير و سنقارع بها اقوى قوة على وجه هذه الأرض ولكن هل سنتواضع لبعضنا و نخفض جناح الكبر والتعالي و نشطب المسميات ونلغي الأحزاب والجماعات ونوحد الصف لنصل إلى الغاية الأسمى والتي بها تقوم وتنهض الأمة من جديد؟!
وأما فيما يتعلق بمن سيجمع تلك الدول المختلفه و المنقسمه على ثوابتها وسيكون هو حامل راية جمع القوة والصف فهذا الدور يجب ان يقوم به الجميع من دون أن نلقي بحمل هذه المهمه على أحد وبكل صراحة ليس هناك ملك او امير أو رئيس معاصر يرتجى منه نصرة غزة واهلها فالكل منبطح وخائف من العصا الأمريكية ومن كان يتباهى بحبه للقدس وتضحياته خاب اليوم ولم يعد يستطيع حتى شجب مايحدث وادانته بل إنه لم يعد قادرا على رد الظلم عن نفسه.
الصهاينة وأمهم امريكا خططوا ونجحوا في تهيئة الوضع على الأرض ووضعوا المجتمع الدولي أمام واقع لا يمكن تغييره الان على حد أدنى ولكن مستقبلا سيتغير بقدرة القدير ولن يستطيع هؤلاء الاستمرار كيفما يشاؤون ويشتهون وكل ما يحدث الأن يخفي نهاية مفرحة لكل مظلوم في فلسطين وغيرها من الدول العربية والمسلمة .
شعب غزة والضفة الغربية ومن يدافعون ويصدون الصهاينة من مجاهدي حماس والقسام وكل الفصائل الفلسطينية يستحقون أن يأخذوا استراحة محارب لفترة طويلة يضمدون فيها جراحهم و يعالجون مصابيهم و يضمون موتاهم ويواروهم الثراء ويفرحون بالمفرج عنهم من أسراهم و يعيدون تجميع قوتهم التي بفضل الله لن ولم تضعف لأنهم على حق والأهم من كل ذلك يجددون ثقة الحاضنة الشعبية فيهم ويطيبون خاطر الذي انزعجوا مما اقدموا عليه في السابع من اكتوبر لأنهم يعلمون أن ما تبع طوفان الأقصى كان مدمرا ومزلزلا وجاء كالبركان الثائر بحميمه على كل مافي قطاع غزة من بشر وشجر وحجر وعاش حينها الغزاويين أياما يعجز الواصف عن وصفها لصعوبتها ومرارة اوقاتها ومازال الصهاينة يذيقونهم من علقهما بعد ان خابت كل مساعيهم و خرجوا من هجمتهم بشروط المجاهدين والكثير من الخزي والعار الذي فاق الركام الذي أحدثوه على الأرض.
نزع الثقة بين الفلسطنيين والمقاومة وضربها في مقتل هدف من اهم الاهداف التالي ركز عليها الصهاينة طوال فترة مقاومة الفلسطينين لهم بل انهم سعوا الى اكبر من ذلك وهو بث روح اليأس والقنوط في نفس اهل غزة والمناطق المتضررة عن طريق القصف والقتل وجعل الاجواء في الاراضي المحتلة لاتطاق ونجحوا في التأثير على جزء ليس بقليل من الفلسطينين الذي خرج العديد منهم لوسائل الاعلام وتحدثوا عن المعاناة التي سببتها لهم حماس ولكن حتى ضيقهم وامتعاظهم لم يدفعهم الى وضع يدهم بيد المحتل عكس ما فعله اولئك العملاء المأجورين الذين وللأسف الشديد كانوا يظهرون ومازالوا بشكل مقزز في صفوف أهالي غزة على الرغم من التصدي القوي لهم من قادة حماس وباقي الفصائل المقاومة وأبرزهم الراحل يحيى السنوار
الوضع على الارض مختلف بشكل كبير عما نراه ونسمعه في نشرات الاخبار فالكاميرا والمراسلين ان كانوا يغطون كل نواحي المشهد ولكنهم لم يغطوا تفاصيله العميقه وخباياه التي قد تخفى عليهم ويصعب ان يلمسوها في تغطيتهم لذلك كان مراسلو الداخل الفلسطيني هم المرآه العاكسه للصورة بكل تفاصيلها من دون تزييف ومن دون تحريف او مداهنه ولذلك وجب دعم هؤلاء لأنهم ينقلون الحقيقة بعيدا عن الجزيرة والعربية وغيرها من القنوات التي لها مالها من ايدلوجيات ومصالح ومطامع وللعلم فمراسلوا الداخل هم في الاصل نازحون كبقية اهالي مناطق غزة وجزء من الضفة ولكنهم مهتمين بإيصال حقيقة ما يجري على الأرض لكل العالم مهما كانت الأخطار.
حقيقة واحدة لا يمكن التغاظي عنها في غزة وهي أن الموت في غزة أبرز عنوان وله العديد من الاسباب اولها القصف والقنص وكل ما ترتكبه الالة الصهيونيه من فظائع مستخدمة اقذر ما صنعه الانسان وحرمه هل غيره ومنها ما تسمى بالكواد كابتر والثاني هو الموت جوعا بسبب نقص الطعام و للاسف الشديد أصبح الصهاينة هو من يتحكمون فيه ويسمحون ويمنعون مروره لأن المعابر تحت ايديهم والشاحنات التي تحمل الطعام والمساعدات بشتى انواعها لا تتحرك إلا بأوامرهم وتعليماتهم والطعام المتوفر في القطاع أغلبه أو جله من المعلبات التي لا تحمل القيمة الغذائية الكبيرة ولكنها تساعد في سد شيء من الجوع ولكن الاجساد المنهكه تحتاج الى طعام ذو قيمة غذائية ليعوض تعبها ومعاناتها التي مرت بها وحتى ما يسمى بالتكيه التي يفترض أن تساعد اكبر عدد من الناس وتسد جوعهم لم تعد تكفي بسبب الاعداد الكبيرة التي تتزاحم من رجال ونساء وحتى من يريد شراء المنتجات التي تباع في الاسواق فإنه يواجه صعوبتين الاولى قلة المعروض في المحلات والثاني وهذا هو الصعب والمؤسف جشع التجار و رفعهم الاسعار اضعاف مضاعفه على الناس حتى وصلت الدجاجة الواحده في القطاع الى ١٠٠ شيكل واكثر وغيرها من منتجات كانت لا تتعدى ال١٠ شيكل واذا بها اليوم تصل الى المئات والألوف.
والسبب الثالث نقص الخدمات الطبيه التي تم تعطيلها بشكل تام في القطاع وانعكست نتائج ذلك على المصابين الذين بدأوا بالتساقط الواحد تلو الواحد وخاصة اولئك الذين اصيبوا في بداية الاحداث والشهور التي تلتها والذين اصيبوا حديثا ايضا بالاضافة الى نقص الادوية والمعدات الطبية المطلوبه للعلاج وحتى الطاقم الطبي لم يعد موجودا بسبب عمليات التصفيه التي أصابت العديد من الممرضين والمسعفين والأطباء بالاضافة الى المستشفيات التي سوت بالأرض وغدت أثرا بعد العين ولم تعد تصلح للاستخدام نهائيا.
المشهد في الاراضي المحتله واضح ولا يحتاج لتحليل ولكن لعل كلمة منا تصل إلى مسامع بعض من لهم قلوب وافئدة وعقول واعيه وضمائر حيه تخاف الله وتخشاه وتعلم أن لديها مسؤوليه تجاه إخوانهم في الدين وأمتهم التي تنزف دما في أكثر من مكان وتعلم أيضا أن القوة بيد الله وحده وليست بيد البشر امريكانا كانوا أم يهودا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا