لوبيز في بلاد الحرمين
انتقادات لها أول وليس لها أخر طالت ومازالت تطال المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا بعد الحفلات التي لا يمكن وصفها إلا بالمخزية في موسم الرياض الذي سبق لي انتقاده وانتقاد تركي ال شيخ الذي يدير كل تلك الفعاليات التي أزعجت الكثيرين من داخل وخارج المملكة وخاصة الحفلة الاخيرة للمطربة الأمريكية اللاتينية جنيفير لوبيز المعروفة بأسلوبها الأستعراضي الجريئ جدا وملابسها المثيره والتي تتسب ببعض الاحراج للدول التي تقوم بإستضافة حفلاتها أو دعوتها لأي حدث وخاصة إن كانت مجتمعات تلك الدول غير متعودة ومنفتحه على مثل تلك الحفلات أو حديثه العهد بها .
لست من محبي ومتابعي موسم الرياض وما يحدث فيه من فعاليات ولكن ما يصل الينا من مقاطع وصور في مواقع التواصل الاجتماعي تجعل العاقل حيرانا ويتسائل عما يجري في ذلك البلد الذي كان مضربا في الالتزام والتوزان والاعتدال بين امور الدنيا وأمور الدين وتجعله غاضبا حين يرى العري والتفسخ الذي يجري على تلك البقعة الطاهره التي يوجد بها قبر خير البشر صلوات ربي وسلامة عليه وصاحبيه الكرام ويوجد بها بيت الحرام والذي مرت حضارات وأقوام عديدة على ترابه ومن مازال يحمل بقلبه غيره على دينه وعلى بلاد المسلمين سيشعر بما أشعر به وشعر به الكثير من المنتقدين وسيتسائل أين تلك الدعوات والتحذيرات التي كان يطلقها علماء المملكة ضد نشر الفساد في الأراضي المقدسه .
موسم الرياض و صدماته جعلا الناس ينقسمون إلى فئتين الأولى فيها غيره كبيره على بلاد الحرمين وترفض أن ترى ما يحدث فيها وتعتبره فوق حرمته واضراره وتشويهه بصورة المملكة العربية السعودية التي كانت منارة للإيمان ومقصدا لطلاب العلم من كل مكان من علامات الساعة التي أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم والتي ظهر اغلبها وبقي الشيء اليسير منها والتي يجب أن ينتبه الناس إليها ويفيقوا من غفلتهم التي طال أمدها نسأل الله أن يكتب لنا حسن الخاتمة وأن لا يفزع قلوبنا ولا يفجعها يوم الفزع الأكبر .
ولولا حب هذه الفئه للسعودية لما انتقدت وانكرت ما يحدث وحتى وإن اعتبر شباب وبنات المملكة الذين نحبهم ونتمنى لهم الخير والهداية والصلاح ولجميع شباب وبنات الأمة ما يحدث تطورا ورقي وسعي نحو تصدر المشهد السياحي والاقتصادي في الشرق الأوسط والتحول إلى وجهه جاذبه لكل المستثمرين العالميين والاقليمين والباحثين عن النجاح والتقدم ومنافسه دول مجاوره كالامارات العربية المتحدة وخاصة إمارة دبي وفرصه سانحه لهم للتمتع ببعض الملذات التي حرموا منها لفترات طويلة من عمر المملكة بسبب الاجراءات التي كانت متبعة حينها والتي وللأسف الشديد بعض إبطالها وانهاء العمل بها أصبحت بدائلها سببا في هذا التغير والانحراف المخيف الذي نراه .
وأما الفئه الأولى التي نتحدث عنها فلا ترى الأمور مثلما يراه شباب وبنات المملكة والقائمين على تلك الانشطة والأعمال بل إنها ترى أن تلك التغيرات ستكون له اثار وانعكاسات خطيره على المجتمع السعودي وقد ظهر كثير منها والسعوديين هم أكثر من يشعر بتلك التغيرات وهم لا يسعون إلى عودة السعودية إلى زمن الصحوة الذي لم يكن سيئا إلى ذلك الحد ولكن ما رادفه من أعمال عنف وانحراف في النهج المتزن الذي تسير عليه السعودية هو من تسبب في محاربته والقضاء على دعاته والناشرين له بل إنهم يريدون للمملكة الاستمرار في التقدم والرقي والتوسع في النفوذ على الصعيد الدولي والاقليمي في كل المجالات وأن تتعاظم قوة السعودية وسطوتها فقوتها قوة للأمة جمعاء وضعفها ضعف لنا جميعا.
وفيما يتعلق بمن يعترضون وينددون من داخل المملكة بما يجري على أرضها وهذا كما يعلم الجميع من الأمور الممنوعه والمحظورة في أغلب دولنا العربية باستثناء الكويت التي تتمتع بشيء بسيط من الديمقراطية التي لم يتم توظيفها بالشكل الصحيح حتى الان فأقول لهؤلاء ألتزموا بالقوانين والأنظمة ولكن قوموا بأضعف الايمان وأنا لا أره من أضعفه ولكنه سلاح قوي يمكن أن يغير كل ما يحدث وهو المقاطعة والابتعاد عن كل ما يتعلق بهذه الفعاليات المعيبه واحب أن اوضح مره أخرى أن لا أملي على السعوديين ما يفعلون ولكن أقدم نصيحة لعلها تنفع إن لم تضر و تذكر قلب وعقل غفلا عما يجري ولا أدعوا إلى مقاطعه موسم الرياض الترفيهي التراثي الثقافي لأن فيه الكثير من الأمور الجيده ويكفي أنه اقامته تعتبر متنفسا للمواطنين والمقيمين على أرض المملكة وأدعوا فقط الى مقاطعة تلك الامور التي فيها دعوات الى التحلل والاختلاط ومشاهدة الأجساد العارية والرقص على رقص تلك المغنيه وهذا المطرب واعتياد مثل هذه الأمور فلا بد من التعبير بشكل صريح واظهار الرفض بمقاطعة تلك الفعاليات المخزية وما فيها من أمور تغضب الله ورسوله وتوهن وتضعف عزم وقوة شباب المملكة الذي كانوا في يوم من خيرة شباب الأمة ويتقدمون ميادين الجهاد والدفاع عن الأمة في كل مكان واليوم نرا الكثير منهم يتقدم ايضا ولكن في الصفوف الأولى القريبه من المسرح الذي ترقص عليه تلك الكاسية العارية .
وأما الفئة الثانية فهي الفئة الخطيرة التي تعمل للتربص ورصد الزلات والأخطاء والتصرفات غير المقبوله من هذه الدولة وتلك الشخصية حتى تبث سمومها وتخرج الغل الذي في قلوبها وتتفن في تشنيع الفعل واضافة لمساتها الخبيثه على التصرف الذي ترغب بإظهاره واتخاذه ذريعه لقدح وذم فاعله وتتذرع بحجج وذرائع الدين الذي هو بريئ من أفعالها وتصرفاتها ولا يرضى بما تقوم به .
قد يكون ما فعله تركي ال شيخ الذي يدير موسم الرياض ويضع أجندته أمرا غير معتاد في السعودية وهذا كان كالصيد الثمين لأولئك الحاقدين وبمثابه طوق النجاه بعد أن فشلت ورقة غزة وفلسطين وما يجري لإخواننا المستضعفين هناك وفي لبنان التي حاول هؤلاء استخدامها لتحريض على المملكة وجعلها شماعة لتعليق اسباب كل ما يجري في المنطقة والأمة عليها ولذلك اشهروا أسلحتهم وسنوا سكاكينهم وارسلوا صبيانهم و مرتزقتهم على كل مواقع التواصل الاجتماعي وطلبوا منهم النباح والعويل والتشهير والذم بالسعودية وبولي العهد الأمير محمد بن سلمان واشعرونا أن المملكة ومن فيها ملائكة لا يجب عليهم ارتكاب خطأ أو زلة وهذا أمر لا يمكن أن يكون فالبشر في أي مكان يكونوا فيه لا بد أن تقع منهم بعض الأخطاء فهكذا خلقهم الله جل في علاه ولم يعصم عن الزلل والخطأ إلا فئه قليله منهم وهم الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم .
قد يقول القائل أنه يجب على الحكومة السعودية ومنظمو موسم الرياض أن يضعوا حرمه المقدسات الدينية الموجودة على أرضها في الحسبان وأن لا يجعلوا الامور منفلته إلى هذه الدرجة أو أن يضعوا ضوابط إن كان يصعب عليهم منع قيام تلك الفعاليات الدخيله على المجتمع السعودي وانا اؤيد هذا القول بقوة وهذا الأمر ليس بمستحيل ولا صعب على الجهات المسؤوله هناك وكما فعلت الجهه المنظمة للعبه المصارعه الحرة عندما ألزمت المصارعات بإرتداء ملابس ساتره تخفي مفاتنهن كان من الأحرى بها القيام بذلك مع المغنيه جنيفير لوبيز التي خرجت بلبس شبه عاري أمام الآلاف من المتابعين وأعطت الحاقدين فرصة سانحة للنيل من السعودية التي كالعادة لم تكترث بما يقوله وينشره هؤلاء ولكني أعتقد أن هنالك مراجعه ودراسة للحدث و ردة الفعل لدى المسؤولين .
في الختام موسم الرياض بكل فعالياته شأن سعودي خالص لا يحق لأي أحد التدخل فيه ولكن من باب عتب المحب والخائف على سمعة هذا البلد العظيم كتبنا لعل كلماتنا هذه تلقى اذان مصغيه وعقول واعية ويكون لنا بصمة خير بسيطة لا نريد بها سوى الخير والسداد لبلاد الحرمين الشريفين حفظ الله المملكة حكومة وشعبا وجعلها كما كانت نبراسا وقائدة لأمة المسلمين والحضن الدافئ لشعوبها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا