اندونيسيا صوت حق في القمة الغير عادية
من لم يستمع الى تلك الكلمات المؤثره الصادقه النابعه من قلب غيور محب لدينه وأخوانه فأنصحه أن يستمع اليها بكل تركيز نعم هي كلمات نائب وزير الخارجية الاندونيسي في القمة العربية والإسلامية غير العادية الذي أصبح وبلاده مضربا للمثل في العزه والصدح بالحق وعدم الخوف والاقدام وتلقوا سيلا من الثناء والتقدير من الشعوب العربية والإسلامية التي سأمت من انتظار من يأتي ويرد لها الأمل في ولاة الأمر الذين لم يعودوا مقنعين منذ سنين لكل من يستمع لخطابتهم ويتابع مؤتمراتهم التي يفترض أنها تتناول شؤون الأمة وما تمر به من أوقات صعبه لم تمر بمثلها في ما مضى .
ما قاله نائب وزير الخارجية الاندونيسي هو توجه بلد بأكمله وليست مجرد كلمات في قمة فمقترحاته المطروحه نقيت بعناية واختصرت الكثير من الكلام ولو كانت تلك المقترحات هي محور هذه القمة او ما ترسب بعد انعقادها لكفت ووفت ولأنصفت ولو بشيء قليل اخواننا في فلسطين ولجعلتهم يشعرون أنهم غير منسيين وأن ضمير الأمة مازال حيا وينبض بحبهم ويعترف بأخوتهم وهم ليسوا وحدهم كما يشعرون الأن .
اندونيسيا في اقتراحاتها وجهت ضربه إلى كل الأنظمة العربية والإسلامية وجعلت الكره في ملعبهم وأرسلت لهم عدة رسائل مضمونها أن هذا ما يجب أن تكون عليه الخطابات في القمم والمؤتمرات وخاصة عندما تقام في ظروف مشابهه لما عليه حال الأمة اليوم .
وأنه لا يوجد شيء يدعو للخوف والتردد وخاصه عند المطالبة بالحقوق وأن الأخوة الاسلامية أقوى رابطا من الأخوة في النسب والدم فهذه مبنية على روابط قد تنتهي لخلافات تافهه وأما تلك فهي مبنيةعلى ميثاق وبركة ومباركة من الله وهذا ما يجب أن تكون عليه تجاه أخواننا في فلسطين الذين نشعر جميعنا بمعاناتهم ولكن لا يكفي أن نشعر فقط بل يجب أن نعمل ونقدم ونضحي كما ضحوا والتضحية لهم تكون بما في ايدينا من امكانيات وقدرات لم نستخدم شيئا منها حتى الأن ولم نستطيع ذلك إلا بالوحدة في الرأي والقرار وتحكيم الضمائر والعقول وجعل هم الأمة والسعي لرفعتها هو الأساس والمنطلق .
النداء الذي وجهته اندونيسيا والأماني التي أرادتها بكلمتها هي أمنيات كل الشعوب العربية والمسلمة ولذلك لقيت كل هذا التأييد والإعجاب فالجميع يرغب بتحرير فلسطين والصلاه في المسجد الأقصى وزيارة الأراضي المباركة واقامة دولة فلسطينية مستقلة لها حدودها واستقلاليتها عن الصهاينة المحتلين والكل يرغب في أن يعيش شعب فلسطين الجبار كما كان يطلق عليه الراحل ياسر عرفات أن يعيش حياة هانئه رغيدة لهم فيها كل الحرية في التعبير والابداع و اعمار بلدهم الذي اثقلته الجراح ونزف الكثير من ابنائه المخلصين الذين كانوا سيساهمون كثيرا في نهوض الأمة وتقويتها بما لديهم من قوة وعزيمة وثبات لا يلين وحب واخلاص لا تزعزعه الظروف القاسيه.
كلمة الحق الاندونيسية ركزت على الحق المشروع في المقاومة والذي للأسف يعتبره الكثيرين من الارهاب وينعتون من يقومون به ارهابيين وهذا هو أقسى طعنه توجه لخاصره الفلسطينين وخاصه حين تأتي من الأخ الذي كنت تنتظر منه الوقوف الى جانبك والدفاع عنك ولو بالكلمة ورد التهم والافتراءات عنك وتأييد موقفك وتصرفك في دفاعك عن أرضك وعرضك وحتى وإن اختلف معك أو مع من يساندك طالما ربطك وربطه رب و دين ومقدسات واحدة فهل تجد هذه الكلمة أذان صاغيه ونجد من يحتوي المقاومة ويقرب المجاهدين منه ويقترب منهم .
كلمة الحق الاندونيسية تناولت التطبيع الذي سعت اليه الكثير من الدول مع الصهاينة وجرت نحوه بقوه ولا ادري حتى الان ما هي الاسباب وماهي المكاسب التي ستجنيها او جنتها من ذلك وإن كان ذلك تلبية لمطالب أمريكا وقادتها الذين يدعمون اسرائيل بكل ما لديهم من قوة مجبرين وليسوا مخيرين بذلك بسبب قوة اللوبي اليهودي الذي يسيطر على الولايات المتحدة الامريكية وعدد من دول اوروبا وينتشر في مفاصلها ويجعل من الدول الأقوى في العالم تابعه له فهذا أمر مخزي ومخجل جدا ويجب التراجع عنه لأن العلاقات لا تبني على الاجبار والضغوطات والخوف ولو حصل وبنيت على ذلك ستبقى علاقات هشه جدا وستزول بسرعه عند اول نقطة خلاف بين الطرفين وسيكون هنالك تململ من الطرف الضعيف الذي سيحاول التمرد على الوضع الذي يعيشه اما بالسر أو بالعلن فهل من هنالك من يعي ويفهم أن العلاقة ان كانت مع اخ لك بالدين أفضل لك مع العلاقه مع عدو أزلي يحتل مقدساتك ويقتل اخوانك ويستبيح دمائهم وارضهم .
رئيس الوزراء الاندونيسي في مقترحات بلاده اشار الى الاوراق التي توجد بيد الامة ومنها الضغط على المؤسسات والمنظمات الدولية من أجل القيام بدورها بشكل فعال ومحاصرة الصهاينة والتضييق عليهم لمنعهم من الاستمرار في غيهم وطغيانهم وحتى ان لم تقم تلك المؤسسات بما يلزم فلا بد من أن نقوم نحن بما يتوجب علينا فالضغط عليها والتعبير لها عن ما يتعصر قلوبنا من ألم تجاه إخواننا في فلسطين وإظهار ذلك على أرض الواقع بما لدينا من أسلحة وامكانيات وموارد سيحدث الأثر الكبير الذي به ستخضع كل القوى ولنا في التاريخ خير دليل على ما نستطيع فعله ولكن ما اختلف في الماضي عن الحاضر هو النظرة المختلفه التي كانت لدى الجيل الأول من الحكام الذي لانزكيهم على الله لأنهم بشر وقعوا في اخطاء وقاموا بتجاوزات ولكنهم كانوا محبين لأمتهم غيورين على مقدساتهم وانتم تعلمون الجيل الذي أقصده بكل تأكيد.
كلمة الحق الاندونيسية نتمنى أن تكون منطلق لولاة أمرنا يتم البناء عليها والتركيز على ما جاءت به والعمل به ونرجو من الله ان ينزع الخوف والرهبه من البشر من قلوبهم ويزرع ويغرس بها خشيته حتى يقومون بما يجب ويسمح للشعوب في تقرير المصير والمساهمة برفع شأن الأمة والتعبير عن الرأي بدون قيود وأكرر شكري وتقديري لاندونيسيا حكومة وشعبا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا