- saraha-time لماذا نحن ؟ - saraha-time

هنا تجد الصراحه والوضوح في المناقشه والحوارمن دون تجريح أو تطاول

اخر الأخبار

الاثنين، 21 أكتوبر 2024

لماذا نحن ؟

 

هو الكونُ حيٌّ يحبُّ الحَيَاةَ ويحتقرُ الميْتَ مهما كَبُرْ

لماذا نحن ؟


ليس اعتراضا او امتعاضا او رفضا لقضاء الله وقدره على كون العرب والمسلمين في كل مكان هم المتضررين والضحايا الذين يسقطون في أغلب الحروب والنزاعات في هذا العالم ولكنه تساؤل مشروع يجهل  ويعلم أغلبنا اجابته أو أجوبته المتنوعه وأريد به وضع اليد على بعض الجروح المتفتقه منذ سنوات طويلة التي أثقلت جسد أمتنا ولم تجد إلى اليوم من يضمدها ويعالجها.



فلسطين ولبنان والعراق وسوريا والسودان وليبيا ومصر والمملكة العربية السعودية والكويت وعمان والامارات والبحرين وتونس والجزائر و المغرب والصومال ونيجيريا وساحل العاج واثيوبيا والفلبين وميانمار والهند وباكستان وافغانستان والشيشان و البوسنة والهرسك و غيرها الكثير من الدول المسلمه التي  لا تسعفني ذاكرتي لتذكر الاحداث الدامية التي مرت بها إما من أعدائها او من ابنائها العاقين واشتركت جميعها في أمر واحد وهو أنها دول مسلمه تؤمن برب واحد و تقرأ كتاب واحدا ووتتبع سنة نبي واحد وحتى أن اختلفت في اللغات و المذاهب وطرق العمل المرتبطة بها .



فما الذي يجعل بلداننا وشعوبنا أكثر عرضة للخطر من غيرها من حيث كثرة الأرواح التي تزهق بها ومن حيث كثرة الخراب والدمار الذي يحل بمدنها وقراها والاستغلال الواضح والصارخ لمواردها واراضيها وامكانياتها لضربها من الداخل وكثرت المؤامرات والدسائس ضدها التي لا تستهدف الأشخاص فقط بل تسعى لضرب ثوابث الدين وسلخ الشعوب منها ؟ 



اجابة التساؤلات السابقة  عديدة ومتنوعه وأولها هو الصراع الأزلي بين الحق والباطل الذي بدأ منذ بداية الخلق وقد كتب الله على من امنوا به الى يوم البعث أن يذقوا الفتن بشتى انواعها اختبارا وتثبيتا لهم حتى يأتي يوم الراحة في جنات الخلد وليشعروا حينها بلذه ما يلاقونه الأن والذي أحلهم بسببه ربهم دار المقام الأبدي ولأننا نتبع الدين الحق الذي يكرهه أعدائنا في كل أجيالهم فهذا أمر متوقع الحصول فالإسلام منذ أن شرعه الله دينا حقا للناس جميعا وأرسل لنشره خير رسله وختمهم بخير البشر صلوات ربي وسلامة عليه نبي الله محمد بن عبدالله بدأ معادوه وكارهوه والحاقدون عليه استهدافه في العقيدة التي جاء بها والأشخاص الذي حملوا رايته واستمرت تلك الاستهدافات والمكائد وتوارثتها الأجيال المعادية للإٍسلام  كالروم والفرس وخرج لنا بعد ذلك اليهود وبالتحديد الصهاينة الذي انحرفوا انحرافا تاما عما كان عليه يهود ذلك الوقت الذين وإن كذبوا الرسل وقتلوهم ولم يؤمنوا بما جاؤا به إلا أنهم لم يفعلوا ما يفعله احفادهم اليوم من تنكيل وقتل على الهوية والدين واللغة والعرق واراقة الدماء ويتحججون ببعض الخرافات التي جاءت في تلمودهم المحرف والتي تدعوهم إلى الابقاء على حياتهم واستمرار نسلهم وتصنفهم بأنهم أفضل البشر ويتميزون عن البقية وبكل تأكيد هنالك تعليمات تتعلق بالقتل واراقة الدماء وخاصة دماء العرب والمسلمين الذين يقومون بإبادتهم من دون تفكير أو تردد وصاحب تلك المعتقدات وساهم في ترسيخها التطبيل والدعم الغير محدود من الغرب الكافر الذي تقوده أمريكا وبريطانيا واللتان يتلاعب بهما ويديرهما كيف يشاء اللوبي الصهيوني الذي توغل في كل مفاصلهما وفي كثير من دول العالم للأسف الشديد بالاضافة الى الدول ذات المعايير المزدوجة والتي تظهر لنا الحب والألفة والتعاطف وهي في الخفاء تحرض علينا باستمرار .


وكما ذكرنا خروج جيل مختلف من اليهود لابد أن نذكر الفرس ايضا الذين ظهروا لنا بحلة جديدة يغلفها طابع اسلامي يخفي خلفه خبث وحقد دفين جاء بثوب لا يمكن التعرف عليه يغري من يراه ويجعل الشخص متطمنا ومرتاحا لمن يرتديه ثوب الدين وثوب الحب والخوف على المصالح والأخوة الإسلامية التي كما يجب أن تكون وما أن تمكنوا وارسوا قواعدهم وثبتوا اقدامهم حتى خلعوا ذلك الثوب  الجميل وبانت مساوئهم للملأ وخرج بوجههم الطائفي القبيح الذي تبين لاحقا أن طائفيته ليست لمن يحملون مذهبه و أفكاره ولكنها لأبنائه الخلص فقط وليست لمن كان ولائهم له  وأصبح هؤلاء بالنسبه له اداه وعصا يستخدمونها كيف يشائون لضرب من يريدون ضربه وفي حال انتهائهم منهم سيرمونهم كما فعلوا مع الكثير ممن خدموا مصالحهم لفتره وخاصة بعد أن تتأزم المواقف وينالهم الكثير من  اللوم والعتاب والتهديد والوعيد من بعض القوى الدولية التي لها تأثير عليهم  وحتى بعد ذلك فإنهم لا ينسحبون بهذه السهوله بل إنهم يبقون شيئا من أثرهم وبصمتهم على تلك الأداه التي استخدموها وذلك بتركها ضعيفة  غير قادره على الإتكاء و الاعتماد على نفسها من أجل النهوض مره أخرى وضرب مسمار في نعشها يتمثل بتجنيد من يمثلها ويقوم بما تريده ولكن بغطاء وطني لا يمكن ايقافه او الاعتراض عليه من أجل الاستمرار في اضعافها حتى القضاء عليها.


ومن الأسباب التي جعلتهم يتكالبون علينا أيضا ضعفنا وتفرقنا الى جماعات وأحزاب وملل يقتل بعضنا بعضا ويكفر بعضنا الاخر من دون اي سبب ويكفي فقط أن يختلف اثنان في الرأي حتى ترتفع الاصوات على المنابر ووسائل الأعلام وفي زمننا الحالي على مواقع التواصل الاجتماعي وينسى هؤلاء أنهم اخوة في الله وفي الدين وفي الملة وللأسف الشديد أصبح لنا تاريخ أسود في الخلافات والتقاتل الداخلي وتسليم الاعداء والمحتلين الإمبراطوريات والدول والأراضي والبقع الاسترايجية بكل سهولة ومن دون أي عناء أو مشقة  لهم وكنا دائما ما نختصر عليهم الوقت والأزمنه بردات الافعال التي لم يكن فيها الكثير من الجهد  من أجل السيطرة والحفاظ على البقاع الواسعه والشاسعه من أمتنا التي كانت مترامية الأطراف في تلك الحقبة كما أننا أصبحنا محترفين في تضييع مجد الأجداد الذي من أجله قطعوا المحيطات وجابوا العالم  ووصلوا الى بلدان لم يصل إليها قبلهم أحد وحملوا الرسالة التي جاء بها الدين بكل أمانة وأوصلوها كما جاءت من دون زيادة أو تقصان  ولو كتب الله لتلك الامبراطوريات والدول الاسلامية أن تستمر وفق القواعد الإسلامية الصحيحة الخالصة والصافية  التي أسست عليها من دون اي شوائب لكنا أسياد هذا العالم ولأصبحنا قوة لا يستهان بها أبدا كما كنا في الحقب السابقة.


ومن أحد أهم الأسباب التي نخرت في أمتنا سابقا وحاضرا وجعلتنا مستهدفين وصيدا سهلا للعدو المتربص هو التلاعب ببعض الشخصيات المحسوبة على الأمة أو هي بالأساس من تسير أمر الأمة والدول التي تمثلها كبعض الحكام والأمراء و الوزراء والتيارات والأحزاب وبعض الشخصيات النافذه والمؤثرة التي يفترض أن تكون مساندة لبناء الأمة وجعلها كالورم الخبيث في جسدها فمثلا هنالك أشخاص اصحاب قرار ملوكا كانوا أو أمراء تم تعيينهم ووضعهم او الدفع بهم او التدخل لصالحهم من أجل تولي زمام الامور في ذلك البلد او هذا وبعد ذلك يتم ادراتهم وتوجيههم وفق الاجندات التي وضعها العدو وفي حال خروج هذا الشخص عن السيطرة يتم الاستغناء عنه وجلب شخص اخر يقوم مكانه ويؤدي الدور ويقول سمعا وطاعة لذلك المحتل من دون اي مراجعة لقرار او رفض لتكليف وبذلك يكون هؤلاء وضعوا لهم قدما في هذا البلد وضربوا مسمارا في جداره وحتى وان غادروه فعليا وتركوا أهله يديرون شؤونهم ويقررون مصيرهم والأمثله في هذا النوع كثيره جدا ولا يمكن حصرها في كلمة وأسطر بسيطه .



وعكس ذلك هو التحريض على الأشخاص الذين يقفون في وجوه المحتل ويفضلون اوطانهم على الاتفاق معه من أجل نيل بعضا من متاع الدنيا الزائل إما ثروات أو سلطة أو قوة او غيرها من الأمور التي يسيل من أجلها لعاب أولئك الذين يطمعون كثيرا في الحصول على مكاسب دنيوية ترضي غرورهم وتشبع جشعهم وهذه الفئه أيضا لدينا عليها نماذج كثيره جدا بداءا من الملك فيصل انتهاء بياسر عرفات إلى معمر القذافي  وغيرهم الكثيرين  الذين وان تضاربت واختلفت الأراء عن أسباب مقتلهم إلا أن اغلبها اتفقت على أنهم وقفوا في وجه الصهاينة وأعداء الأمة وكانوا يرفضون التسليم والخضوع وحتى ياسر عرفات الذي قيل وقيل عنه الكثير إلا انه في النهاية رفض وفضل البقاء على فلسطينيته ولذلك تم قتله وهذا حسن ظن منا فيه وفي غيره من الحكام الذين نعلم أنهم يحبون أوطانهم وشعوبهم وقبل ذلك دينهم ولكنهم قد يضعفون ويخفضون رؤوسهم إما للضغط الذي يقوم به العدو المحتل أو بسبب الخوف على مصالح الوطن أو بسبب ضعف نفسي وتخاذل . 



ومن الأسباب ايضا هو التبرئ من الأخ الذي يخالفني في الرأي وبيعه للعدو بل التحالف ضده والسعي الى القضاء عليه و لنا في الصراع الذي لا أعلم حقيقة بدايته حتى تحوله لعداء صريح وواضح بين حركتي فتح وحماس اكبر دليل ومثال حيث أصبح الأخوة الأعداء الذين لا تفرق بينهم حدود ولا يختلفون في لغة او دين او هوية وما يجمعهم يفترض أن يكون أكثر من الذي يفرقهم ولكنهم سعروا نيران العداء والاختلاف بينهم ودار ما دار بينهم من مواجهات وتصفيات جسديه لقادة بل ان البعض منهم وضع يده في يد الصهاينة وساندهم واعانهم وبدا يسهل أمورهم في القاء القبض على من يريدون من الجانب الأخر وحتى بعد مقتل السنوار الذي قبل أن نعتبره منتميا وقياديا في حركة حماس فهو مواطن فلسطيني ويجب الحزن عليه والتعزيه لاستشهاده ولكن لم تصدر اي رسالة مواساة او تعزية من قادة فتح وعلى راسهم محمود عباس ابو مازن حسب ما قاله قياديون في حماس ولا أعلم إلى متى يستمر هذا الخلاف الذي ما زال الفلسطينيون يرددون بسببه جملتهم المشهورة ( ضيعتوا القضية ) . 


وسأختم بهذا السبب الذي يبدوا للبعض ظلما لفئة ولكني اراه عكس ذلك وهو السلبية الكبيرة الموجودة لدى الشعوب المسلمة وبالتحديد الشعوب الناطقة بالعربية التي تظهر ضعفا وخوفا على أرض الواقع رغم ألمها وتقطع قلوبها وغضبها عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تكون اغلبها الحسابات فيها بأسماء مستعاره او كنيات والقاب تجنبا للرصد بعكس ما تقوم به الشعوب الأخرى التي تخرج وترفض وتندد وتعترض وتعتبر عن رأيها في الشوارع وعبر المنصات الاجتماعية وتبقى ارائها ثابته لا تتزحزح وقد يرد البعض ويقول أن لدى الغرب توجد حرية رأي وتعبير بسبب الديمقراطية التي يعيشونها أما في دولنا فإنه لا يمكنك التعبير وان قلت كلمة فإنه سيتم سحبك وسحلك وسجنك وتعذيبك وهذا أمر حاصل في دولنا المسلمة للأسف وواقع ولكن فيما يتعلق بالديمقراطية هذه الكلمة التي جاء بها الغرب وتحمل الكثير والكثير في طياتها فإن ديننا هو من أرسى قواعد حرية الرأي والتعبير ولم يمنع أي أحد من البوح بما في داخله فالايات الكريمة والاحاديث الشريفة في كثير منها دعت الانسان الى التعبير والبوح سواء كان الأمر يتعلق بالتعبير عن الحب او الاعجاب أو الاعتراض على فعل او الغضب لتصرف غير سوي او غيرة على الدين وغيرها من الامور  ولكن وفق ضوابط واساليب وبالنسبة للشعوب والقمع الذي يتحدث عن الجميع أرى انه حين يظهر الشعب برمته ويقف وقفة رجل واحد يعترض ويندد ويناشد من دون تخريب او تدمير للممتلكات ومقدرات الوطن ويخرج من أجل الحقوق الواجبة له ولأخوانه ومن دون وضع اليد او التعاون او الاستماع  لعدو او حتى صديق حليف واحساس السلطات أن هذا الشعب لن يرضى أن تؤكل حقوقه وأن يتم ظلمة والتعدي عليه فإن الأمور ستتغير حينها و سيتم النظر إلى الأمر من زاوية ومنظور أخر وسيتم وضع حساب للقرارات التي يجب أن تكون وأما السلبية الموجودة الأن هي من تبقي الوضع على ما هو عليه وبكل تأكيد لن يستطيع فرد مهما بلغت قوته وسلطته وسطوته أن يواجهه شعبا حرا ابيا يريد التغيير ورأينا ذلك وعاصرناه في السنوات الماضية في مصر وغيرها من الدول العربية  وكما قال الشاعر التونسي ابو القاسم الشابي :

هو الكونُ حيٌّ يحبُّ الحَيَاةَ

ويحتقرُ الميْتَ مهما كَبُرْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا