على وشك
هل نحن على وشك نشوب حرب شامله في الشرق الاوسط أم ان ما يحدث مجرد فعل ورد فعل او انه حفظ لماء الوجه أم انه اتفاق مبرم في الغرف المظلمة يدفع ثمنه الأبرياء وتدمر به الأوطان؟
تلك التساؤلات وغيرها الكثير ظهرت مره اخرى بعد الضربة الايرانية الثانيه للأراضي المحتلة في الفترة التي بدا فيها نتنياهو وحكومته المجرمه في ارسال الصاروخ تلو الصاروخ على الضاحية الجنوبية لبيروت وغيرها من المناطق الاخرى في لبنان واستمرار الصهاينة في الاغتيالات التي طالت عددا كبيرا من قادة حزب الله وقادة حماس وبعض افراد الحرس الثوري بالإضافة الى المجازر التي لم تتوقف منذ بدايتها في غزة وباقي المناطق الفلسطينية والتي لم تبقي بشرا وحجرا وشجرا الا وطالته ودخول اليمن والحوثيين على الخط وارسالهم المسيرات والصورايخ جهة تل ابيب ورد الأمريكان والبريطانيين عليهم وتوعد الصهاينة بالرد الكبير القريب على ايران.
والغريب في الأمر هذه المره هو الاتفاق الذي كان بين المحللين السياسين والمتابعين للأحداث السياسية في الشرق الأوسط وبالتحديد حقيقة الصراع الصهيوني الايراني حيث اتفق الجميع أن الضربات الايرانيه حملت رساله للصهاينه اتفق جزء منهم على مضمونها وهو أن اسرائيل غير محصنه وبالامكان استهداف ابعد نقطه فيها وان ايران لديها اسلحة نوعيه جديده يمكنها الحاق ضرر كبير بالصهاينه وخاصة الصورايخ الفرط صوتيه التي ذكر ان روسيا هي من مدت ايران بها وان نظام القبة الحديدية وانطمة التصدي والردع الصهيونيه ليست ذات كفاءة وفاعليه امام اي هجوم مكثف وأن امريكا والغرب تعلم بأن الصهاينه ليسوا هم اللاعب الوحيد في المنطقة الذي يستطيع أن يسرح ويمرح فيها ويحتمي بهم بعد أن يقوم بمغامراته وتعدياته على باقي الدول والمناطق في المنطقة.
واختلف الاخرين على مضمون الرسالة واعتبروها محاولة لحفظ ماء الوجه من الجانب الايراني وللإبقاء على المؤيدين وخاصة الشيعة منهم والجماعات الاسلامية التي تبحث عن مصالحها والتي تدعم كل من يخدمها وتسانده وهو ضحك على عقول الفئه التي تكبر وتهلل لكل من يعادي الصهاينة ويقف في وجههم ويكسبهم خسائر حتى لو كانت بسيطه وستتلوها ردة فعل مدمره من الجانب الاسرائيلي وتفسير هؤلاء بهذه الطريقه اعتمد على التكرار للسيناريو التي قام به الايرانيين والذي تمثل بالتواصل مع الولايات المتحدة الامريكية قبل الضربة بساعات والتي بدورها قامت بإيصال التنبيه للصهاينه والسبب الثاني هو عدم وجود رؤوس متفجره كما ذكر المحللين العسكريين في الصورايخ التي ارسلت لضرب تل ابيب حيث ذكر ان الصواريخ الاسرائيلية حملت مواد متفجره مخففه لم تكن بالقوة التدميريه والتفجيرية التي ينبغي ان تحدثها والسبب الأكبر هو النتيجة التي خلفتها تلك الهجمة التي تعتبر ضخمة بالنظر الى عدد الصورايخ التي تم اطلاقها من ايران والتي لم يكن لها ذلك القدر الكبير من التأثير وخاصة في ظل اعتراض المضادات والأنظمة الدفاعيه الاسرائيلية لعدد كبير منها وكذلك المضادات التي تم نصبها فوق الاراضي الاردنيه والتي اختلف فيما اذا كانت تابعة للجيش الملكي الاردني ام انها تابعة للجيش الأمريكي حليف الصهاينة الأول وداعمهم في كل أعمالهم .
وبين هذا الفريق وذاك نطرح التساؤال التالي إلى أين تسير هذه المنطقة التي لا تهدأ أبدا ؟ وإلى ماذا يخطط الصهاينة؟ الذين خرج رئيس وزرائهم في الأمم المتحدة قبل أيام وتحدث بعد تهديد ووعيد عن دول النعمة ودول اللعنة وصنف دول الشرق الأوسط بتصنيف اثار الكثير من علامات الاستفهام عن الأفكار التي يحملها الصهاينة والتوجهات التي يسيرون عليها التي طرأ عليها بعض التغيير الممزوج بالخبث الواضح والصريح كما هي عادتهم وعن موقف الدول التي اعتبرها نتنياهو دول النعمه وجعل خارطتها خضراء اللون في إشارة الى انها دول قد تكون صديقة للكيان او ان بعضها اصبح بالفعل صديقا له وبكل تأكيد قصده انها لا تشكل خطرا عليه ولا على مواطنيه بعكس تلك الدول التي اشتركت في امر واحد وهو وجودها في المحور الذي شكلته ايران وسمته محور المقاومة والممانعة والذي توجد في مليشيات لها ولاء ظاهر او مخفي للملالي والتي حدثت لها اشتباكات مباشره او غير مباشرة مع الصهاينة ومازالت تقف في وجه نتنياهو وحكومته.
بعد هذا التقييم الصهيوني الا يجب أن تقف تلك الدول التي وضعت في خارطة النعمة للتفكير لبرهه وتراجع حساباتها قليلا وتتسائل ما سبب تقييمي في الدول التي لا تشكل خطرا على الصهاينة ؟ وهل يجب أن لا اهتم بذلك التصنيف واعتبره استفزازا لنتنياهو لبعض الدول كإيران واذرعها في لبنان واليمن والعراق ولأهل فلسطين وخاصة غزة ؟ وهل يجب أن يأمن الصهاينة المحتلين جانبي ويعتبروني لا أشكل خطرا عليهم أم أنه يجب أن أكون مصدر قلقا وخوف لهم لأنهم أعداء ولا يجب أن يعتبروني مسالما و هينا ولينا معهم ويمكن أن أميل لهم في يوم وأن أرضى بإقامة علاقات بينهم ؟ وهل هذا التصنيف الإسرائيلي لبلدي في الوقت الذي يباد فيه أخواني في الدول العربية على يد الصهاينة سيجعلني في منأى عن مطامعهم وغاياتهم التي لا تقف عند حدود؟ بكل تأكيد لا فالصهاينه لمن يجهل ذلك لديهم أطماع تطوي كل بلداننا العربية طي وتجعلنا جميعا على مائدتهم ولن يرحموا احدا في سبيل تحقيق تلك الأطماع فلا تفرح يا من وضعوا بلدك في خارطة النعمة فالكل سواسية عندهم وحتى من وضعوا في خارطة اللعنه قد لا يكونوا اعداء دائمين وخاصة في ظل التضارب في التصرفات والتصريحات وردات الأفعال بين ايران واسرائيل .
ختاما ما يدور في الشرق الأوسط من قتل وتنكيل من الصهاينه وانتهاك لحرمات بلداننا عربية لن يتوقف الا بوقفه صادقه بين الأخوان من دون انتظار تدخل ذلك البلد و تلك السلطة فما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة ولن يعرف مرضك ويعاني ألمك إلا أنت ومن هو قريب منك أما من يبحث عن حاجة له منك فهذا تحكمه وتسيره مطامعه والعاقل من سيفطن لذلك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا