إنهم بشر وليسوا جمادات
جثث أطفال ونساء ورجال من دون ملامح و أشلاء متناثرة وقطع لحم ودماء بريئة زاكية للمدنيين مرمية على الطرقات وتحت الأنقاض وصوت الزنانات( كما يطلق عليها محليا) فوق الرؤوس ليلا ونهارا ودبابات الميركافا و البارجات و الصورايخ التي تزلزل الأرض و تدك كل مكان وهي تطلق بحقد وغل و تعطش للدماء ورغبة في القتل من دون حسيب ولا رقيب تلك هي تفاصيل الحياة اليومية في غزة ومناطقها المنكوبة من بعد ضربة طوفان الأقصى.
والله اننا نعجز عن التعبير عما نراه كل يوم من مشاهد
يشيب لها رأس الوليد هذا ان بقي في مكانه ولم يفصل عن الجسد بسبب القذائف الحارقة والمشوهة
التي تطلق بكل خباثه وعمد من أجل كسر ما بقي من أمل لهؤلاء المدنيين الأبرياء في
الحصول على هدنة ولو مؤقته من هذا الجحيم اليومي ولكنهم الصهاينة الحاقدين
الكارهين الذين لا يفهمون أي لغة سوى لغة الألم والوجع الذي يجب أن يذوقوا منه
طال الزمن أو قصر .
ورغم تلك الجراح والدماء النازفة التي تحرك لها البشر والحجر واشتعلت شوارع عواصم لم نتوقع في يوم ما ان تتأثر بما يجري في الأراضي المحتلة وقامت شخصيات مؤثرة بأفعال وتصرفات فاقت ما قام به العديد من المسلمين والعرب تعبيرا و تنديدا و تضامنا بل إن الصهاينة نفسهم حدثت بينهم انقاسامات بسبب طول مدة الحرب وبسبب مقتل العديد من الأسرى الموجودين لدى المرابطين وبسبب عدم استطاعة نتنياهو وحكومته الفاشلة على القضاء على حركة حماس و اجنحتها العسكرية على الرغم من الدمار الهائل الذي أحدثوه و الاغتيالات التي نفذها جهاز استخباراته ضد قادة بارزين في حماس إلا أن هنالك العديد ممن يسمون بشرا ما زالت احاسيسهم مجمدة ولم يقوموا بإستخدامها ولو لمرة واحدة وللأسف الشديد معدومي الاحساس والمشاعر هؤلاء يعتبرون أخوة لأولئك الذين يقطعون لأشلاء و تحرق جثث أطفالهم و شبابهم وبناتهم بقنابل وصواريخ الحقد الصهيوني التي تطلق لمحو كل شيء يذكرهم بأفعالهم و بحقيقة اغتصابهم للأرض واعتدائهم على حقوق الفلسطينيين من دون وجه حق و لترسيخ مقولة الجيش الذي لايقهر والقوة الصهيونية التي لا يوجد مثل لها على الإطلاق في الشرق الأوسط وهذا ما فندته وكذبته تلك السواعد المباركة و العزائم الثابته و القلوب العامرة بالإيمان و المصدقة بوعد الله .
لماذا يترك الفلسطينيين في مثل هذا الوقت و هذه الظروف الصعبة لوحدهم ؟
و سيقول قائل هذا افتراء عظيم منك كيف تقول أن الفلسطينيين تركوا لوحدهم ألم ترى إلى تلك المساعدات التي تصلهم عبر البر والبحر والجو؟! وهل نسيت التحركات السياسية المكوكية التي قام بها قادة ووزراء العرب والمسلمين من اجل احتواء الوضع والتوصل إلى هدن من اجل ايقاف الدماء التي تراق في غزة وغيرها من مناطق فلسطين المحتلة؟! وهل نسيت المظاهرات والمسيرات التي خرجت في الشوارع تآزر وتناشد وتندد و تشجب ؟!
لا لن ولم أنسى تلك الجهود المشكورة ولكن هل أحدثت تلك المساعدات وتلك التحركات السياسية أي تغيير في المشهد الفلسطيني وهل توقف حمام الدم وهل توقف سقوط الشهداء وهدم المنازل والمباني فوق الرؤوس وهل وافق الصهاينة على كل المقترحات لوقف إطلاق النار ؟ وهل تم التلويح لهم بعقوبات أو أي إجراءات فيها ردع لهم ؟ والأهم من ذلك هل هذا كل ما نستطيع فعله من أجل اخواننا ؟ ألم يعد في يدنا القيام بأفعال نحفظ بها كرامتنا و نقوي بها اخوتنا ونزيل بها اختلافاتنا و نقرب فيما بيننا بدلا من التفرق الذي استشرى في الأمة و قطعنا إلى احزاب وجماعات وتبدلت روح التعاون والخوف على الأخ و التألم لمصابه و وجعه وأصبحت المصالح و الولاءات هي التي تقودنا والعديد منا باع نفسه للشيطان ووضع يده في يد العدو وضيع اخرته من أجل مصالح دنيوية .
وحتى المتضامنين على مواقع التواصل الاجتماعي يتم محاربتهم والعمل على تقييد حرية تعبيرهم وإغلاق حساباتهم أن قالوا كلمة حق أو نشروا منشورا داعما لأهل غزة ألهذه الدرجه أصبحنا ضعاف حتى في البوح والتعبير عن مشاعرنا و أوجاعنا ؟!
وهنالك أمر آخر مزعج في وسائل التواصل الاجتماعي وهو تحول منشورات التضامن وفضح الصهاينة بالصوت والصورة إلى معارك بين المستخدمين وخاصة العرب منهم وإذا أردت أن ترى أصحاب الايدلوجيات و ما يسمى بالذباب الالكتروني و اولئك الغيورين على أمتهم وغيرهم الكثير من النوعيات فما عليك إلا أن تقرأ التعليقات التي توجد تحت اي منشور من تلك المنشورات بالإضافة إلى البثوث المباشرة التي أصبحت منتشرة في أغلب برامج التواصل والتي يجد فيها المستخدم مساحة كافيه للتعبير عما يجول في خاطره وان كان الموضوع يتناول حال الأمة فإن الأجواء تشتعل أكثر وأكثر وترتفع حرارة الحوار ويبدأ التراشق والسباب بأبشع الألفاظ وخاصه ان كان من يدير الحوار متحيزا و متعصبا لحزب أو جماعة أو حاكم أو دولة.
والأمر الآخر هو تغير اراء بعض المشاهير و انقلابهم على المقاومة الفلسطينية والتشكيك في كل ما يجري على الأرض بل إنهم تعدوا ذلك إلى الاستهزاء بالشهداء وخاصة إن كان هذا الشهيد قياديا كما حدث عند اغتيال إسماعيل هنية و المحزن أن بعض اولئك كانوا يمدحون الفصائل المقاتله ليلا ونهارا على منابرهم ويرفعون المعنويات ويذبون عنهم إن أراد أحد النيل منهم وها هم اليوم يتصرفون عكس ذلك ولا ندري ما الاسباب هل هي ذممهم التي بيعت للعدو وتم شراؤها بأبخس الأثمان ام أنهم من عبدة المال الذي يجارون تيار المغريات ويسيرون معه في اي جهه يتجه إليها ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا