.jpg)
اليمن والتصادم المباشر مع الصهاينة
تابعنا جميعا الاحداث الملتهبه التي حصلت في منطقتنا التي لا تهدا ابدا والتي تفاجئنا الأطراف المتصارعة فيها ومن يدعمها بالجديد في كل يوم والذي تمثل هذه المره بتبني الحوثيين للهجوم الذي طال تل أبيب بمسيرة قال عنها الجانب الاسرائيلي انها ايرانية الصنع ولكن الحوثيين قالوا انها صناعة محلية يمنية و أوقع الهجوم بعض الخسائر بالاضافة الى قتيل صهيوني والرد الذي استهدف ميناء الحديدة و أسفر عن احتراق صهاريج أو خزانات وقود وسقوط ٦ قتلى من جراء الاستهداف والحرائق التي اندلعت وبهذا الهجوم والرد المباشر نبدأ حديثنا .
الهجوم الحوثي الذي يأتي من ضمن السلسلة المستمره التي تقوم بها الفصائل والحركات التابعة لما يسمى بمحور المقاومة والممانعة الذي تديره ايران وبالتحديد حرسها الثوري والمرشد العام خامنئي واللذان شكلا لهما أيدي في الخارج متمثلة بالفصائل الشيعية في العراق ولبنان والزيدية الحوثيين في اليمن بالاضافة الى الميليشيات النشطة في سوريا والتي جلبتها ايران و حرسها الثوري ، هذه الهجمات كما ذكرنا من ضمن سلسلة بدأها حزب الله اللبناني الايراني وبعد ذلك الفرع العراقي من الحزب المذكور والفصائل الشيعية المتعاونة معه بالاضافة الى ما سمي بالمسرحية الايرانية الاسرائيلية التي لا اعلم هل نعتبرها رد أم أنها مجرد مناوشات لم تؤثر على الواقع بأي شيء لا في الوضع في غزة التي دمرت و سويت بالأرض ولا في الداخل الاسرائيلي الممزق والذي يوشك ان يتهاوى قريبا بإذن الله تعالى ومن ثم الحوثي اليمني الذي تصدر المشهد السياسي في اليمن وبدأ بالتصرف كما يحلو له أو كما يملئ عليه من أسياده في ايران من دون مراعاة للأوضاع الصعبة التي يمر بها هذا البلد الذي يعاني شعبه في صنعاء وبعض المناطق القريبه من أوضاع اقتصادية صعبه والجزء الأخر منه يتحرك بسرعة كبيرة وقوية من أجل الانفصال وتشكيل وطن مستقل وإرجاع اليمن إلى الأوضاع السابقة التي كان عليها حين كان هنالك يمن جنوبي ويمن شمالي.
والحوثيين كانوا قبل ذلك وما زالوا يقومون باعتراض السفن التي تعبر البحر الأحمر أما بالخطف والحجز او بالاستهداف المباشر لها ولمن عليها و تسببوا برعب في هذا الممر البحري المهم وذلك بحسب تصريحاتهم نصرة لشعب فلسطين وبالتحديد قطاع غزة الذي استهدفه الصهاينة و عاثوا فيه الفساد وقتلوا فيه الالاف من المدنيين الأبرياء و هدموا المساجد والمنازل والمباني فوق رؤوسهم و تركوهم بين قتيل وجريح و مشرد و نازح .
وبالنسبة للصهاينة او بالتحديد رئيس الوزراء نتنياهو فإن ما حصل هو طوق نجاة اخر يلقى له مثل طوق النجاة الايراني الذي حملته تلك المسيرات التي قالت ايران انها اطلقتها في ظل الانزعاج و الضيق والدعوات إلى الاستقالة والتنحي عن السلطة والغضب الاسرائيلي الذي يتزايد يوما بعد يوم عليه بسبب عدم تمكنه وحكومته من القيام بأي شيء مما وعدوا به من بداية طوفان الأقصى الى اليوم والنتائج ان عدت نتائج التي تم التحصل عليها لا ترضي الشعب اليهودي وبالتحديد اهالي الاسرى الذين مازالوا ينتظرون حتى و ان جعلت عمليات نتنياهو المجنونه والمتهورة مخاوفهم تتزايد واملهم يقل وجاءت تلك الأحداث لتشغل الداخل الإسرائيلي بما يجري في الخارج وتوحد صف الصهاينة وتشيح بنظرهم ولو لبعض الوقت عن أداء نتنياهو وحكومته إلى الخطر القادم من وراء الحدود إن عد خطرا من الأساس !!
ومن منظور آخر قد تكون هذه العمليات مسرعة لإنهاء تواجد نتنياهو على رأس الحكومة الاسرائيلية حيث لم تعد المدن والمستوطنات في مأمن من نيران إيران و حزب الله و الحوثي والفصائل العراقيه وحتى إن كانت عملياتهم التي نسمع بها ولا نرى أثرها مجرد طلقات عابره للاستهلاك الإعلامي إلا أنها تتسبب بالفزع في قلوب الصهاينة وتسبب لهم خسائر وتربك حساباتهم وتجعل تركيزهم مشتت بسبب كثرة الجبهات التي يقاتلون عليها وهذا ما ينعكس سلبا على الأداء الدفاعي أو الهجومي وحتى الاستخباراتي وبكل تأكيد الملام الأول والأخير هو رئيس الوزراء الصهيوني وحكومته ولذلك ارتفعت الأصوات المعارضة التي تحدثت بوضوح عن كل ما يجري في جلسة الكنيست الاسبوع الماضي وأثارت غضب نتنياهو الذي حاول أن يبرر موقفه وأنه لوحده والضغوط كلها منصبه عليه ويجب مساندته ودعمه بدلا من لومه.
الوضع يبدو لي متشابها بالنسبه للحوثي والكيان الصهيوني فكلاهما يعانيان من أوضاع داخليه صعبة جدا وهنالك ضغوط منصبه عليهم وراعين وداعمين ينتظرون النتائج ومجتمع دولي يريد ايقاف ما يجري وضبط بوصلة المنطقة التي اختلت ووجهت الجميع إلى الطريق الخاطئ الذي يبدو أن لا يوجد أمل في النجاة منه وكلا الطرفين يلومان غيرهما عند حدوث أي حدث على الأرض فالحوثي وجهه لومه المصحوب بالتهديد والوعيد للمملكة العربية السعودية ووعد بإيقاف مطار الرياض عن العمل وبضربات تفوق الضربات السابقة التي قام بها ضد السعودية وبالتحديد في بقيق وكذلك الصهاينة فهم يلومون حماس والمقاتلين الفلسطينين ومصر وغيرها من الدول المجاورة على ما جري ويجري في غزة والمناطق الفلسطينية الأخرى وكأن هؤلاء المدنيين الذين يسقطون بالالاف وتهدم بيوتهم وتحرق خيامهم ويقصفون في العراء وهم ينزحون لا قيمة لهم والأهم هو الكرامة الصهيونية وحتى الأسرى الموجودين لدى حماس إن كانوا على قيد الحياة لم يعودوا يذكرون مثلما كان ذلك في بداية طوفان الأقصى .
مغامرة الحوثي التي لا ندري إلى أين ستصل ؟ ستتسبب بمزيد من المعاناة للشعب اليمني وسقوط ضحايا من أي جانب يدخل الحوثي في صراع معه وستنتقل المعاناة التي أراد الحوثي تخفيفها عن أهل غزة إلى أرض اليمن ولا تغرنا تلك الشعارات التي ترفع من اولئك البعيدين عن اليمن بأنها مقبرة الغزاة في الماضي والحاضر وأن اليمني لا يهاب الموت وهو يقبل عليه كإقباله على عروسه وغيرها من تلك الكلمات الرنانة التي تسبب النشوة والزهو والفخر ولكنها لا تغير واقعا أو حال ولا نستطيع نكران بأس اليمنيين وشدتهم عند القتال وتمرسهم ولكنهم في النهاية بشر ويدور عليهم ما يدور على البشر من أحوال وظروف فلا قوة تبقى ولا بأس يدوم وهذه من سنن الله في الكون ومهما كنت قويا ولديك ما لديك من وسائل ردع ودعم كبير من حلفائك فلا بد أن تعلم أن التعدي على الغير سيوجب الرد من الطرف المعتدى عليه ومعنى ذلك بإنك ستشاركه في الخسائر في الأرواح والممتلكات وأنا أقصد المملكة العربية السعودية إن اقدم الحوثي على الإعتداء عليها ولنا في الصهاينة أكبر مثال فعلى الرغم من الألم الذي يشعر به أخواننا الذين يستشهدون يوميا ونشعر به نحن ايضا لكوننا جزء منهم إلا أن هنالك ألم يشعر به الصهاينة ولكنهم لا يبدونه ومن يتابع صفحات المعارضة سيرى مدى المعاناة التي يحاولون اخفائها عنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا