- saraha-time ولاة الأمر واتهامات التخاذل والعمالة للعدو - saraha-time

هنا تجد الصراحه والوضوح في المناقشه والحوارمن دون تجريح أو تطاول

اخر الأخبار

الاثنين، 15 يوليو 2024

ولاة الأمر واتهامات التخاذل والعمالة للعدو

ولاة الأمر واتهامات التخاذل والعمالة للعدو

ولاة الأمر واتهامات التخاذل والعمالة للعدو


منذ أن حفظنا العقل وبدأنا في فهم  بعض ما يدور حولنا ونحن نسمع ونرى ونعيش ونتعايش مع ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة من قتل وترويع وتهجير وإذلال من الصهاينة المغتصبين للحجر والبشر والشجر وشملتنا تلك التصرفات أيضا لأننا والفلسطينيين كل لا يتجزأ ولو باعدت بيننا المسافات والحدود فالمصاب واحد والمصيبة حلت على الجميع من دون استثناء .


وليس جديدا او مستغربا كل ما يقوم به الصهاينة في حق العرب والمسلمين في كل مكان فهم الذين لم يسلم منهم انبياء الله الكرام صلوات ربي وسلامه عليهم ومن جاء بعدهم  ويكفي أن الله جل وعلا عراهم وكشف مكرهم وخداعهم في العديد من آياته وتحدث عنهم رسوله الكريم   في بعض أحاديثه وعاش فترة من الزمن معهم وأبرز لنا مكرهم وما هم عليه من خبث ونفاق وروى لنا صحابته رضوان الله عليهم  والتابعين الكثير عنهم ورأينا كل ذلك بأعيننا عبر مافعله هذا الجيل  الذي قد يكون أكثر شراسة من الأجيال السابقة في الأراضي الفلسطينية المحتلة .


وقد يقول القائل إن اليهود  أقرب الطوائف إلى المسلمين وهم ينحدرون من نسل إبراهيم وابنه إسحاق وابنه يعقوب عليهم السلام وغيرها الكثير من الأفكار التي تدعو إلى التقارب معهم وفهم تفكيرهم لتجنب شرهم واقول لهؤلاء ان اليهود  السابقين  الذين اعطاهم الله ما لم يعطي غيرهم من الأمم في ذلك الزمن من خيرات وبركات ومعجزات وارسل لهم الأنبياء الذين كذبوا وقتلوا على يدهم و اجلوا عن المدينة وقبل ذلك عملوا معاهدات ونقضوها بل نواجه صهاينة معدومي الضمير صهاينة متطرفين يرون أنهم أنبل وأنقى الناس وهم من يستحقون العيش على هذه الأرض وهم من يصنفون الناس على حسب أعراقهم وانتمائهم وهم مختلفين حتى مع من يحمل جنسية هذا البلد الذي أطلق عليه إسرائيل .


ولست هنا في معرض ذكر صفات هؤلاء القوم الذين لا تخفى على أحد او أفعالهم التي يراها جميع من يقيم على وجه البسيطة والتي عبر كل من له عقل  بإختلاف دياناته وتوجهاته وثقافاته  عن فظاعتها ورفضها رفضا تاما ولكن اريد التحدث عن أمر قد يكون جل الشعوب العربية والمسلمة متفقة عليه أو تكاد توافق من يحمل هذه الفكرة وتؤيد وجهة نظرة وقد يكون ذلك بسبب الأمال الكبيرة التي كانت مرسومة ومرتبطة بأبطال موضوعنا والتي تحولت على مر السنين الطويلة إلى خيبات أمل وصلت لمرحلة اليأس وعدم الرجاء باستثناء البطانة والفئة التي توجد حولهم وخاصة المستفيدة من ارتباطها بهم . 


 حديثي هذه المرة عن ولاة أمور المسلمين والاتهامات التي توجه لهم وخاصة اتهامهم بالتخاذل والعمالة للغرب وانقيادهم خلف المصالح والأهواء الشخصية وتفضيلها على مصلحة الوطن والأمة العربية والإسلامية وسنحاول التفصيل في تلك الاتهامات واسبابها وما سبب ضعف التأييد الشعبي للكثير من الحكام وما الذي افتقده الحكام الحاليين وكان موجودا في الأباء المؤسسين او الجيل السابق الذي كان له نصيب الأسد في تصدر الأحداث التي دارت في تلك الفترة الزمنية من تاريخ الأمة . 


 لا يخفى عليكم ما تمر به أمتنا من أحداث عاصفة سقط ضحيتها ومازال يسقط ملايين الأبرياء من إخواننا  بسبب رفضهم الظلم ورغبتهم بالحرية وبسبب الكراهية الشديدة التي تحملها قلوب الأعداء صهاينة كانوا أم امريكان أم غيرهم من تلك الجنسيات الحاقدة علينا والتي حاكت المؤامرات بالليل والنهار لهذه الأمة من أجل ضربها والقضاء عليها  حتى لا يكون لها نفوذ وسلطة تضر مصالح الدول الاستعمارية التي تتصارع فيما بينها لوضع يدها على أكبر المساحات في هذا العالم من أجل تحقيق أهدافها  التي بنيت على العداء للإسلام وأهله والبشرية جمعاء ولأنها تعلم أنه باجتماع أمتنا على قلب رجل واحد وسعيهم لنفض غبار الذل والمهانة وكسر تأثير الغرب  و حصاره لنا ستتغير موازين القوى و سنصبح قوة لا يستهان بها وهذا ما ذكره قادتهم و فلاسفتهم ومنظريهم منذ قديم الأزل وما زالوا يرددونه .


ولقد كان للقضية الفلسطينيه أهمية كبرى لدى كل المسلمين فبمجرد ما حدثت النكسه وتم ارسال  اليهود إلى فلسطين استنفر العرب وحدث تصادم مع الغرب لهذا الأمر وكانت هنالك جولات اعتراض قويه لم تقتصر على الشجب والتنديد اللذان آتيا لاحقا واختفيا حاليا بشكل نهائي فقد كانت القلوب مترابطه والآراء متحده والخوف على المصير الواحد المشترك هو من يحرك الجميع فالكل يعلم أن هذا الورم السرطاني إن لم يستأصل من تلك البقعه المباركة من الجسد العربي سينتشر بشكل سريع ويصل ضرره إلى كل الجسد وهذا ما حصل للأسف الشديد وخاصة حين دبت الخلافات في صفوف ابناء البلد الواحد والتي أثرت على الأخوة في باقي الدول .


ما دار من أحداث في تاريخ الأمة بدءا من الاتفاقات المشؤومة والأحداث التي جرت في مصر والأردن ولبنان وسوريا وهي من دول الطوق المؤثرة الأولى على المشهد الفلسطيني بشكل مباشر وانتهاءا إلى الضعف والوهن الكبير في الأمة بشكل عام والذي تمثل بالخضوع للغرب الذي ضرب مسمار الفتنه والخوف في جدار الأمة عبر الاغتيالات وخداع وتجنيد بعض الحكام الذي ضعفوا أمام اغراءات السلطه والنفوذ وباعوا ما لا يفترض أن يباع وضيعوا الأمانة التي أعطيت إليهم كان له الدور الكبير في تأكيد هذه السيطرة الغربية على الأمة التي مهدت للعدو الصهيوني وسهلت لهم طريقهم الذي كان يفترض أن يمتلئ بالحواجز العملاقه الضخمه مثل تلك الجدران العازله التي وضعوها بين مناطقهم المحتله وبين الفلسطينين ولكنه للأسف الشديد فرش  بالورد والأزهار الجميله.


ولا ننكر أن هنالك رؤساء تصدوا للمشروع الغربي ووقفوا لوحدهم في وجهة القوى العظمى ولكن كما يقال الكثرة تغلب الشجاعة وخاصة إن كان من ضمن الكثرة اخوك الذي يعرف أسرارك  ويعرف كل ما تخفيه وماتنوي فعله  وهو من قام بدورين متناقضين أحدهما الوقوف معك والتظاهر بمساندتك وتقديم ما تريده من مساعده والآخر هو التواصل مع العدو واطلاعه على كل ما تنوي وتخطط لفعله  أو استغلالك للوصول إلى مصالح شخصية والتضحية بالأخوة والمصير المشترك بينكما والقيام بدور الجاسوس المزدوج .


وهنالك الكثير من الخبايا والأسرار التي لم تظهر لنا حتى الآن فالتاريخ  عميق لن نستطيع سبر اغواره وإخراج ما يحويه  حتى وإن حاولنا ذلك وخاصة مع رحيل اولئك الذين حفروا اسمائهم في سجلاته وحملوا معهم كما هائلا من الأسرار التي لم يعرفها حتى اقرب الناس إليهم وتركوا لنا الغاز لم تحل حتى اليوم وأتى من بعدهم من كتبوا التاريخ بطريقتهم التي لا تخلو من التحيز والتعصب والتأثر بالظروف المحيطه وفق ايدولوجيات وتوجهات تأثرت بها صياغة التاريخ وأحداثه .


والبعض شكك في تاريخ الأمة القديم  وما سبقه من عصور غابرة منذ عصر ابونا ادم وبداية الخليقة إلى زمن خير البشر صلوات ربي وسلامة عليه وصحابته الكرام ومن تبعهم من تابعين وتسائل عن سبب تصديقنا لما دار وحدث في تلك العصور التي كانت قبلنا بملايين السنين ونحن لم نكن متواجدين فيها واقتناعنا بما سمعناه وقرانا عنه من معجزات واشياء خارقة للعادة وتشكيكنا بما وصل الينا في السنوات القريبة الماضية وهي أمور وتصرفات  متوقعة الحدوث من اي انسان ولمثل هؤلاء نقول انظروا إلى مصادر الاخبار والقصص التي نقلت لنا ما دار منذ ملايين السنين وستعرفون سبب تصديقنا لها وتشكيكنا في غيرها فشتان بين معلومات مستقاه من كلام كلام المولى عز وجل وأحاديث رسوله وروايات من تخرجوا من مدرسته الشريفة ومن ساروا على نفس النهج ومعلومات بنيت على الاباطيل والأكاذيب التي تأتي من هنا وهناك .


ومع احترامي لكل من يتحدث في التاريخ و يناقش ما حدث في العصور والأزمنة السابقة من وقائع وتقلبات ويستند إلى المذكرات وشهادات من صنعوا التاريخ وشاركوا في أحداثه احب أن أقول لهم إن كل ما يتفضلون به يعتبر ناقصا أو مبالغا فيه لأننا لسنا في تلك الحقبة التي وقعت فيها الأحداث وتغيرت أيضا الشخصيات المؤثرة وقد يكون اغلبها فارق دنيانا ومن بقي منهم لابد أن يتأثر بعوامل التقدم في السن مثل ضعف الذاكرة ونسيان التفاصيل الصغيرة ومن لا يتقبل وجهت نظري ادعوه إلى متابعة البرامج السياسية المختصه وسيرى الاختلاف في الأراء ووجهات النظر والتفاصيل  الذي تقدمه كل قناة حتى وإن كانت تناقش نفس الفكرة وتتناول نفس الموضوع  فكل قناه تسير وفق  التوجهات والسياسات الموضوعه  علمانية كانت أم إسلامية أو غيرها  وبالنسبه للمذكرات الشخصية التي كتبها القادة والساسه عن ما عاصروه فهي كتب بشر وليست كتابا منزلا من السماء ولا بد أن يعتريها ويشوبها العديد من الأخطاء والزياده والنقصان.


قراءة التاريخ جميله جدا وممتعه وفيها مافيها من  المواعظ والدروس والعبر  ولكن يجب التأكد من المصدر الذي تستقي  منه معلوماتك وتطل من خلاله على نافذة التاريخ الزاخر بكل ما هو جميل وغامض ومفاجئ وصادم  لتأخذ بعض الفوائد للحاضر والمستقبل .


وبالعودة إلى عنوان موضوعنا نجد أن نقل التاريخ والشهادات على العصر من الأشخاص الذين  عايشوا  تلك الفترات من الزمان و عمروا إلى وقتنا الحاضر  يساهم في وصول كل  الأفكار سلبية كانت أم ايجابية عن الحكام والحكومات  والدول  وحتى إن لم يقصد ناقلوا التاريخ و الشاهدين عليه ذلك وبسبب  السلمية   والعاطفية التي تغلب علينا  وتلعب دورا كبيرا في التأثير  بأنفسنا  بالإضافة إلى أن الجيل الجديد والذي جله من الشباب  لم يعاصر فترات مهمة من تاريخ الأمة ولكن وصلتهم عبر التقنيه الحديثه بعض المقاطع القديمة  المصحوبة بالتعليقات  وبعض  المقالات والكتب الالكترونيه التي تم  تسريبها بعد مئات و الالاف السنين من خروج المستعمر من المنطقة  وفيها الكثير من الأسرار والصدمات والتي لا نعرف صحة ما تحويه من عدمها  وقد يصادف نشرها  تردي في  الأوضاع المعيشية في أغلب دولنا العربية والإسلامية وهذا ما قد يشكل صورة قاتمة غير واضحة المعالم عن قادتنا و حكامنا السابقين ومن جاء بعدهم وسار على نهجهم والذين قد يرمون بالخيانه أو التخاذل أو العمالة للغرب  بالإضافة إلى التشويه الذي يمارسه المعارضين و الكارهين و الحاقدين عليهم عبر وسائل الاعلام المختلفه الحديثه والتقليدية.



فمثلا بعد رحيل الزعيم الليبي معمر القذافي ظهرت الكثير من الأقاويل عنه بعضها يتحدث عن الفضائح و المؤمرات والدسائس التي كان يقوم بها ضد اخوانه العرب الذين لا يوافقونه في الآراء والأفكار ويعتبرونه مجنونا و اندفاعيا  و تناولوا كتابه الاخضر وجعلوه موضوعا للكثير من البرامج الحوارية وبعضها  كان يراه شخصية فريدة من نوعها كانت تطمح إلى إحداث ثورة ضد الغرب وكان يسعى لاستعادة الامجاد بغض النظر عن مخالفاته وممارساته التي تستحق الانتقاد ولكنه في نظرهم قائد حقيقي تم خذلانه والتآمر عليه ولم يجد من ينصره ويساعده  لترجمة أفكاره النيرة التي بدأ كثيرا منها ولكن لم تكتمل بسبب ما واجهه من تحديات خارجية وخاصة من الغرب الذي كان يخشى أن تقوم القارة السمراء بنهضة تجعلها تكتفي ذاتيا وتصبح دولها قوية متحده يعز أهلها ويستغنون عن الغرب الذي يستغل ثرواتهم بكل أنواعها البشرية والطبيعية والاقتصادية ، وهنالك نماذج كثيرة للعديد من القادة والمنظمات والحركات مثل الرئيس المصري جمال عبدالناصر ومن كان معه من الضباط الأحرار والرئيس انور السادات و حركة الإخوان المسلمين الأكثر إثارة للجدل إلى يومنا هذا و منظمة التحرير الفلسطينية والحركات التي خرجت منها وحزب البعث بفرعية السوري والعراقي اللذان حظيا بسمعة متضاربة ومختلفه  و لا ندري هل ما حقيقة هذه السمعة التي كان عبارة عن  اتهامات لفرع وإطراءات بالأخر .



 ولم يخلى اي قائد عربي من الانتقاد والهجوم حتى حكام دول الخليج العربي المؤسسين رموا بسهام الخيانة والتآمر مع العدو ضد الأمة بسبب عدم اتفاقهم على مواقف معينه مع إخوانهم حكام الدول العربية الأخرى وتم التنقيب والبحث عن زلاتهم و هفواتهم و سقطاتهم التي قد يكونون ارتكبوها في بعض فترات حياتهم أو حكمهم  على الرغم من المواقف التي سطرها التاريخ لهم في أوقات مهمة و مفصلية من تاريخ الأمة ولا يمكن لأي عربي حر نكرانها أو نسيانها ولكن هكذا كانت تسير الأمور في تصنيف القادة و فرزهم على الأرجح !! 


ومع مرور الأجيال كانت تلك الأفكار  تكبر وتتعاظم أكثر   واكثر وكان  استمرارها  في الانتشار يزيد من تشتت العقول و حيرتها والمحظوظ من اولئك الحكام من ترك  بلاده في خير وأمن وأمان وجمع حوله من يخافون الله في الشعب والوطن ولا يسعون إلى تنمية ثرواتهم وزيادة ارصدتهم وهم نادرين طبعا  لانه سيجد المحبة والامتنان في حياته أو بعد مماته من أبناء شعبه  حتى وإن خالفه القادة الآخرون وحاولوا تشويه سمعته أو الكيد له والنيل من شخصه وحتى وإن كانت له بعض المخالفات المخفيه التي لا يعرفها الشعب أو يعرف بعضها فإن الوضع الآمن والعيش الرغيد الذي يتمتع به الشعب سيكون شافعا له عن كل الزلات التي قام بها بإستثناء المعارضين الذين سيبحثون عن الزلات والسقطات حتى ينالوا منه وضربنا مثالا في معمر القذافي الذي كان الليبيون يعيشون في فترة حكمه في رغد من العيش وكانت ليبيا مقصدا للعمل من ابناء الدول المحيطة بها كمصر  وحتى قبل سقوط القذافي فيما يسمى بالربيع العربي كان الليبيون يرسلون الى الخارج للعلاج وسبق لي أن رايت عددا منهم في أوروبا وهم من الفئة والطبقة الفقيرة وليسوا من الأغنياء وهذا يعني أن الوضع كان مختلفا في الداخل الليبي وإن وجدت بعض التجاوزات ولكنها ليست بذلك القدر الخطير الذي يجعل ليبيا وقائدها مستهدفين  و اعتقد أن ما جعل القذافي مستهدفا هو أفكاره التي كان كانت تخص القارة السمراء التي كان يسعى لرقيها وإخراجها من هيمنة المستعمر الضيقة إلى فضاء الحرية الواسع و انزعاج الغرب منها أو بعض العداوات التي بناها مع بعض الكارهين له وقس ذلك على باقي الدول العربية التي اثير الجدل عنها .


وقليل الحظ من الحكام والرؤساء   من يترك بلده في تمزق وفقر وتتحول مجتمعاته إلى طبقات فيها الغني  وميسور الحال و المعدوم و يورث الحكم و السلطة لفئة جائعه لا يهمها سوى النهب والسلب وإكثار الثروات والأرصدة ويعيش باقي الشعب في معاناة من أجل لقمة العيش وتتشكل حينها الأحزاب المعارضة التي لا يصبح هدفها سوى الوصول للسلطة لإصلاح الوضع الحالي في هذا البلد على الرغم من أنها تعلم بقرارة أنفسها بأن كل حزب سيستلم السلطة سيقوي نفسه وسيقوم  بتنفيذ اجنداته وأهدافه ولن يلتفت إلى الوطن وسيسوق الشعارات تلو الشعارات من أجل تمكين نفسه ولكنها ستظل شعارات فارغة من دون أي تأثير .



ولاة الأمر والحكام ومن يقودون الدول تكون العيون مركزه عليهم و بانتظار قراراتهم وحتى وإن لم يكن هنالك أمل ورجاء فيهم وفي ما قد يصدر منهم ولنا في جامعة الدول العربية خير مثال ودليل فعلى الرغم من انعقاد العديد من الاجتماعات التي كانت اغلبها مخيبا للامال ولم يكن على قدر الطموح الا أنه بمجرد إعلان انعقاد قمة فإن جميع آمال الشعوب و وتطلعاتها وأعينها تترقب هذه القمة وتنتظر ما قد يتمخض عنها من قرارات واقتراحات والجميع يعلم أنها كالعادة لن تتعدى الشجب والتنديد ولكن لأن المجتمعين قادة وأصحاب قرار فإن هذه المشاعر هي التي تطغى على الأنفس وتجول في القلوب وهذا لأهميتهم وتأثيرهم فمهما كرهت أو اختلفت مع ولي أمرك وحاكمك الا أنك ستكون في انتظار أخباره وقراراته الحاسمه التي بها يكون صلاح حال الوطن وازدهار  أو دماره وتراجعه إلى الخلف أكثر وأكثر وستكون من اوائل الذين يلهجون بالدعاء له بالتوفيق والنجاح في الوصول إلى الأهداف الكبيرة المبنية عليه إلا إذا كان في قلبك مرض وامتلئ حقدا لأن لم تحصل في فترة حكمه على اي شيء تستحقه وفيه رضى لك وهذا حال الأغلبية أو أنه منع من يحملون فكرك و توجهك من الوصول إلى مطامعهم في تدمير البلد الذي يحكمه.


الصورة  الطبيعية التي يفترض أن يكون عليها  الحكام والرؤساء هي القيام بدور الآباء واستحضار ما لهذه الشخصية وما عليها  قبل التعامل بشخصية  الحكام والرؤساء التي فيها ما فيها من التعقيدات والالتزامات و التجاذبات التي لا تنتهي  فالشعب  يعتبر نفسه بمثابة الأبناء والحكام  بمثابة الأب  الذي يفترض أن يحنو و يداري ويخاف ويساعد ويخطط لكل ما فيه رفعه الوطن والمواطن و يجعل لكل شيء خط عودة وخطة بديلة خاصة في ظل الضعف الذي تعيشه الأمة وأن لا يدخل وطنه وشعبه في مغامرات عنترية تكون وبالا وهلاكا عليهم  وأن يضع المصلحة العامة فوق المصلحة الشخصية وأن لا يكون البحث عن السمعه الطيبه ارضاءا للنفس هو الأهم على حساب الواقع الذين يعيشه الوطن ومن يقيمون عليه ولكن وللأسف الشديد ما نعيشه ونراه على ارض الواقع مختلف تماما الا من رحم ربنا جل وعلا وذلك لأن أغلب الحكام الذين غادروا دنيانا ومن يحكم منهم اليوم يتفنون في جعل شعوبهم تصل إلى قمة الكراهيه والمعاداة لهم بسبب ما يتم فرضه عليهم من حياة لا يتوفر فيها الإحساس بالأمان على الحياة الحالية والمستقبلية التي يبحث عنها كل شخص والتي يفترض أن تكون في أعلى درجاتها في الوطن الذي نشأنا فيه وتربينا على حب ترابه .


الحديث عن  الوطن والحكام أصبح موجعا و مؤلما جدا  بعكس ما يجب أن يكون عليه وجميع الأطراف مشتركة في الوصول إلى هذا الحال ابتداءا من ولاة الأمر إلى الحاشية وأصحاب التأثير والعلماء الربانيين وانتهاءا بالشعوب التي كان أغلبها سلبيا ولم يحدث التأثير المطلوب حتى وإن كان هو المتضرر الأول من كل ما يجري في الأوطان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا