- saraha-time مهدي باكستان - saraha-time

هنا تجد الصراحه والوضوح في المناقشه والحوارمن دون تجريح أو تطاول

اخر الأخبار

السبت، 6 يناير 2024

مهدي باكستان

 

مهدي باكستان

مهدي باكستان 

باكستان هذا البلد المسلم العجيب الذي يوجد فيه تنوع غريب في الأعراق  واللغات وتفاوت واضح في طبقات المجتمع من الناحية الفكرية والمعيشية  ولذلك من يتابع نشرات الأخبار المهتمة بالشأن الباكستاني سيرى الأحداث والقضايا التي لا تصدق ولا يمكن أن يتوقعها أي شخص في بلد مسلم ولا أنكر أن مثل هذ الأمور قد تحدث في بلد ولكن ليس بهذا القدر الهائل وفي فترات متقاربة جدا ، فيصعب أن يمر يوم من دون جريمة أو حدث كبير لا يمكن توقعه .


قد يكون الوضع الأمني الداخلي وضعف دور في المؤسسات الدينية في المجتمع  وعدم قيامها  بذلك التأثير الكبير على الرغم من وجود أصحاب الفضيلة العلماء أصحاب الرأي السديد والنظرة الثاقبة  بالإضافة الى الفساد المستشري في البلد  وطبيعية أبناء البلد القاسية التي جعلت اغلبهم يتصفون بالشدة  في التعامل والحديث والعقلية التي يغلفها جهل بالقوانين والأنظمة والتي تستبدل بعفوية كبيرة في التعاطي مع الأمور وكذلك القبلية وعاداتها وتقاليدها التي تم توارثها من جيل لجيل على الرغم مما تحويه من ظلم للإنسان وتغييب كامل للعقل وخاصة تلك المرتبطة بالزواج والعقاب وقضايا الشرف  من أهم الأسباب التي جعلتنا نسمع بتلك القصص الغريبة التي ترد لنا من باكستان .


ومؤخرا سرقة قضية محمد قاسم أو من أطلق عليه محبيه وشبهوه بـ( المهدي ) كل الأضواء عن باقي القضايا فما هي قصة مهدي باكستان ؟ 


هو شخص باكستاني الجنسية ظهر من بين صفوف المواطنين الباكستانيين فجأة وتصدر المشهد وزرع في أدهن  الناس وعقولهم بقصد ام من غير قصد فكرة كونه المهدي المنتظر المذكور في الأحاديث حتى ولو يصرح بذلك علنا ولكن كل أحاديثه وتصرفاته تشير إلى تقمصه هذا الدور وأنه كما يدعو رأى في منامه أحلام كثيرة عن وقائع وحوادث حصل بها والبعض الآخر سيحدث في القادم من أيام  ووصلت له رسائل من الله جل وعلا وزار رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه أكثر من مرة في حلمه وعلم من كل ذلك أن له كرامة وتفضيل على كثير من عباد الله وبدأ المذكور في تفسير وذكر ما رأه في أحلامه ونقل تلك رسائل تلك الرؤى والمنامات إلى الناس بل إنه بدا بالتنبؤ وذكر توقعات بالوقائع والاحداث في بلده والعالم وأخرها توقعه بأنه بتاريخ 20/01/2024 سيحدث أمر عظيم في بلاده باكستان  والمؤسف في الأمر أن المذكور وجد القنوات والإذاعات ومنصات التواصل الاجتماعية التي ساعدته وسهلت له الطريق ولذلك انتشر صيته بكل سهوله في كل مكان وبدأ الناس في الاستماع إلى حديثه ولو من باب الفضول الذي يتحول تدريجيا الى اعجاب ومن ثم الى تصديق . 


وقد يكون هذا الشخص متمرس في الكلام وفي تلفيق وتأليف القصص والروايات واستخدام تعابير الجسد والوجه في تسويق ما يقوله ويرويه وخاصة على البسطاء من عامة الناس وهو يوازن بين أحلامه والرؤى التي تأتيه وبين اعترافاته بأنه شخص عادي لا علاقة له بالمهدي عليه السلام  وكل ما يحصل معه هو تكريم من رب العالمين له وقد تكون أتته أحلامه بالفعل ولكنه بالغ كثيرا في ذكرها وفضل أن يكون ذكره على كل لسان وان يأخذ زخما وسمعة لا يستحقها . 



 وبسبب وجود التنوع الفكري والتعليمي كما ذكرنا سابقا ووجود فئه كبيره من البسطاء  في القرى والضواحي وحتى المدن ولعدم وجود دور قوي للأمن في التصدي لمثل هذا الشخص  استطاع المذكور أنه يؤثر في المجتمع الباكستاني ويكسب ود الكثيرين من ابنائه وتأييدهم وأصبح له اتباع يدافعون عنه وينتظرون اخباره ويخافون من تحذيراته ويستبشرون بما يبشر به ويخبر عنه وازداد هؤلاء المصدقين بشكل لافت مما اضطر الكثير من العلماء وطلاب العلم الى التصدي لهم والسعي لمحاولة ردهم عن هذا الاعتقاد والتصديق الأعمى الذي وصلوا إليه وهم يشكرون على ذلك ولكني استغرب تأخرهم في التصدي لمثل هذا الشخص ومن على شاكلته ولاادري ماهي الاسباب هل بسبب تجنبهم للترويج لهذه الفتنة التي يريد المذكور أن يثيرها من باب اميتوا الباطل بالسكوت عنه أم أن هنالك تقييد لدور علماء باكستان بوضع قوانين وعوائق تمنعهم من قول الحق ؟! وهل المنظمات الاسلامية والجمعيات الدينية لا يعنيها مثل هذا الأمر الذي وإن كانوا يرونه غير مؤثر وسيزول وينتهي مع الوقت إلا أني أراه خطيرا وسيؤثر في إيمان ومعتقدات الكثيرين خاصة في زمن سرعة انتشار المعلومة والخبر الذي نعيش فيه.



وهنالك الكثير والكثير من الروايات عن المهدي واقصد الروايات التي تخص أهل السنه والجماعة فقط لأن روايات إخواننا الشيعة الذين يأخذون الأمور بالعاطفه ومن منطلق حبهم لأهل البيت فرواياتهم فيها الكثير من المغالطات والتأليف وهم في انتظار للمهدي المنتظر كما يحبون أن يطلقوا عليه ويدعون له بالفرج لأنه يعتقدون أنه نزل الى ما يطلقون عليه السرداب وغيرها الكثير من الأمور التي لا تجوز وسبب الاهتمام الأول لكونه من عترت النبي صلى الله عليه وسلم ولأنه سيقوم بنصرة الشيعة وتخليصهم من الظلم الذي وقع عليهم  .


وتعزيزا لنفسه وحتى يؤكد للناس انه المهدي المزعوم كما يقول قام قاسم بإنشاء موقع إلكتروني بإسمه وترجمه الى اللغة العربية ورد فيه على التساؤلات والاستفسارات الموجود لدى الناس ووضع ايضا اول لقاء تم إجراءه معه حيث كان يتحدث فيه عن نظرته وما حصل معه وعن الرؤى والرسائل التي قال انها وصلت اليه وعن الكثير والكثير من الأمور التي لن تمر على أي شخص عاقل مؤمن بالله وله ذهن وعقل يعي ويزن الأمور بالشكل الصحيح وسأترك لكم الرابط هنا حتى تشاهدوا وتسمعوا بنفسكم ما يقوله هذا الشخص ويهذي به .


  https://muhammadqasimpk.com/ar/blog/is-muhammad-qasim-imam-mahdi


اطلعت على الموقع المذكور وقرات تفاصيل المقابلة التي أجراها مهدي باكستان مع احد المذيعين في العام الماضي  ولكن لفت انتباهي فور دخولي للموقع سؤال كتب بالخط العريض وهو هل محمد قاسم الإمام المهدي؟.


سؤال يدل على  غباء كاتبه وخبثه فكيف لإنسان أن يسأل مثل هذا السؤال وهو يعلم أن ظهور المهدي سيكون بأمر الله في وقت يختاره الله ولم يأتي حتى الأن وحتى الطريقة التي سيأتي بها وكيف سيكون حال الكون حينها وذكرت العديد من الأحاديث الشريفة التي تدل على ذلك وقد صحح العلماء الكثير منها وأنها مروية  الرسول صلى الله عليه وسلم ومنها قوله : لا تقومُ الساعةُ حتى يملِكَ [ الناسَ ] رجلٌ من أهلِ بَيْتي ، يُواطِئُ اسمُه اسمي ، واسمُ أبيه اسمَ أبي ، فيملأُها قِسطًا وعَدلًا )) .


محمد قاسم لم يكون الأول ولن يكون الأخير وكما مر غيره ولم يتركوا أثرا في العصور والازمنة السابقة على الرغم من قيامهم بالكثير من التصرفات التي سالت فيها الدماء وانتهكت في بعضها الحرمات سيمر هو ايضا ولكن لابد أن يعي الناس المخدوعين فيه أن المهدي الذي سيأتي في أخر الزمان لن يعرف أحد بمكانة ووقته إلا الله تعالى  وقد نكون حينها قد غادرنا هذه الحياة بأكملها ولم يبقى منا سوى الذكرى والاثر الطيب ان وجد . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا