جرأة موصلة للوقاحة
هنالك بعض الصفات التي يتميز بها الرجال ولا تليق الا عليهم بل انه من الضروري أن تكون تلك الصفات بهم لأنها تزيد من رجولتهم وتميزهم وتزيد من مستوى الخشونة التي ميزهم الله بها عن النساء ومن يقرر منهم التخلي عن هذه الصفات تجده شاذا عن قرنائه في كل حركه وسكنه .
أما بالنسبة للنساء فقد ميزهن الله أيضا بصفات وسمات لا تليق إلا عليهن وترتبط ارتباطا كاملا برقتهن ونعومتهن وما جبلوا عليه من طباع خاصة بهن وان حاولت إحداهن التخلي عنها والبحث عن صفات أخرى لا تليق بها تصبح شاذة ومخالفة ومختلفة عن الباقيات.
وفي السابق كان هنالك حرص كبير لدى النساء على المحافظة على الأنوثة التي لديهن فتراهن في جل تصرفاتهن مميزات ورقيقات بدون تصنع وبعيدات عن التشبه بالرجال في كل شيء وحتى من تشذ عن هذه القاعدة لا تستمر فيها الا قليلا وتعود الى صوابها وتراجع نفسها وتتذكر بأنها انثى وليست ذكرا .
وقد تفنن كبار الشعراء والادباء في الازمنة الغابرة في وصف المرأة والتغني في حيائها وانوثتها وبعيدا عن الأوصاف الجسدية التي تثير الرجال وتستهويهم فهنالك ايضا طباع وصفات تجعل الرجل يبهر بالمرأة ويتعلق قلبه بها فهم لا يقيسون جمال المرأة بمواصفاتها الخارجية فقط بل كانوا يركزون على الأمور الداخلية الخفية والتي لا تكون ظاهرة للجميع ولا يراها أو يشعر بها الا من تعامل مع عن قرب كمن استحلها بشرع الله وسنة نبيه وعاش معها أو أجبرتها الظروف الطبيعية على التعامل معه أو من تعرف على البيئة التي نشأت بها والسلالة التي تنحدر منها جيدا .
ومع مرور الأزمنة والأيام أخذت تلك الصفات الرائعه بالتراجع شيئا فشيئا ومع كل تقدم يحدث وتطور نراها تتناقص ليس عند الجميع حتى لا نكون ظالمين ولكنه عند الاغلب وبدأت تطفو على الساحة صفات جديدة لم تكن موجودة في السابق فبعد ان كانت المرأة تخجل من الحديث الى الرجال والنظر إليهم بشكل مباشر اصبح حديثها مع الرجال أمرا طبيعيا ومعتادا وأصبحت هي من تبحث عنه وتتسبب به واصبح تحديها للرجل والنظر في عينيه امرا غير مستغرب وبعد ذلك تطورت الأمور الى ان تقوم المرأة بمزاحمة الرجال في كل نواحي الحياة من دون الخجل منهم بل نسيت الكثيرات منهن أنها امرأة ولا يليق بها ما يليق بالرجل.
وظهرت لنا نوعيات غريبه و عجيبه من البشر كل تفكيرهم وتخطيطهم وافكارهم متعلقه بالنساء منهم اولئك الذي اخذوا على عاتقهم مسؤوليه تحرير المرأة من عفتها وعفافها وحاربوا من اجل نزع حجابها وطالبوا بخروجها ومشاركتها بشكل اكبر مع الرجال في كل مكان ورفعوا شعارات المظلومية لها وغرروا بها وجعلوها تطالب ببعض الأمور التي كانت بالنسبة لها حماية ووقاية ولكنهم يرونها تقريبا عكس ذلك كل ذلك تحت شعار المساواة والحرية.
نعم هؤلاء سعوا وعملوا جاهدين على تدنيس عفة المرأة بشتى الطرق وللأسف استطاعوا من الوصول الى أهدافهم بشكل واضح وبعد ان بلغوا المستوى الأعلى من هذا السعي وظهرت لنا نوعية جديدة أخرى وكانت بقيادة النساء أنفسهن وهي حركة النسوية التي خرجت من رحم تلك الفرق السابقة وتشبعت بأفكارها ولكنها أصبحت أكثر نضجا وجرأة ووقاحة وأتت من أجل تنفيذ أهداف أكبر وأقوى لإسقاط ما بقي من المبادئ المتربطة بالفطره السليمة المتعارف عليها والتي فطر عليها الإنسان بكل اجناسه وأتت لضرب التماسك الأسري وتفكيك الروابط التي تبنى وتقام عليها المجتمعات وهي بكل تأكيد لم تأتي من فراغ بل كان خلفها ووراءها جماعات ودول تعادي الإسلام وأهله وكل الدول العربية التي على الرغم من التحريف والتغيير الذي طالها الا انها استمرت في الحفاظ على هويتها السليمه وهذا الأمر ازعج الحاقدين واجج نيران الحقد بداخلهم .
وحملت الحركة النسوية الكثير من الأفكار المنحلة والتي يرفضها الدين والعقل وطالب منتسبيها بإسقاط الولاية عن ولي الأمر وأن تكون المرأه حرة في كل تصرفاتها من دون خوف او خشية من الله اولا ومن ثم ولي أمرها والمجتمع ثانيا أنه الانحلال والدعوة له في ابشع وافظع صورها وشجعت الحركة على الكثيرات على الهرب من بلادهن الى اوروبا من اجل التمتع بكل ما هو ممنوع هناك وبعد ان يتم الاحتفاء بالهاربات والتطبيل لهن يتركن لمواجهة مصيرهن اما بالتعري والعيش حياة العاهرات بكل ما فيها او بالجلوس على قارعة الطريق واستجداء الناس والمحظوظة من توفق بالعودة الى بلدها وتعلن توبتها وتتحمل سهام النقد ونظرات المجتمع وافراده اليها وتختفي عن الأنظار لفترة وتعود لممارسة حياتها بعد ذلك بشكل مختلف عما كانت عليه سابقا ولكنه اخف واهون مما رأته في تلك البلدان التي تنادي بالحرية وهي بعيدة كل البعد عنها.
وبسبب ما سبق وصلنا اليوم الى زمن انقلبت فيه المفاهيم وأصبحت جرأة النساء ووقاحتهن امرا عاديا بل انه اصبح دليل قوة المرأة وحافزا لها للقيام بالكثير من المنكرات والمحرمات من دون مراعاة لأي ضوابط شرعية أو عرفية أو عادات وتقاليد وأصبحت المرأة الجريئة الوقحة مطلبا لدى الديوثيين من الرجال لأنها تعتبر مصدر دخل وثروة ستدر عليه الكثير من الأموال بسبب عدم خشيتها من أي أحد وقدرتها على تحدي كل العوائق وتخطيها من دون حياء أو خجل وهي مستعدة للتعري وكشف ما يجب ستره عبر وسائل الاعلام الاجتماعي و في الحياة الواقعية .
وللأسف فالوقاحة المخلوطة بالجرأة أصبحت تلفت الأنظار وأصبحت الساقطات اللواتي يمتزن بها مضربا للأمثال وقدوة لكثير من الفتيات المراهقات والكثير من التافهات اللواتي يعتبرن ما تقوم به هذه الفئه أمرا يستحق التقليد وكم سمعنا من قصص للعديد من الفتيات خدعن ولحقن بركب الفاشانيستات ومن على شاكلتهن من الرخيصات وانتهي بهن المطاف في ورطة ومشكله لم يخرجن منها إلا بعد فضيحه او ضياع مستقبل أو مفارقة للحياة بخاتمة لا يتمناها أحد.
وللأسف الشديد وهذا أمر ملحوظ بشكل واضح وهو أن الاشخاص الذين ترعرعوا في بيئة فيها حرية العهر وممارسة الرذيله والقيام بكل التصرفات والممارسات التي لا تجوز لدينا نحن المسلمين لم يصلوا إلى الدرجات التي وصلها الكثير من بنات المسلمين وشبابهم من التفسخ والانحراف فمن يسلك هذا الطريق من بناتنا وشبابنا تجده يتفنن في اضفاء لمسته الخاصة والتي يجب أن تختلف في نظره عن الجميع لذلك يتفوق على من اخترعوا واسسوا تلك التصرفات وحتى من تخرج لعرض مفاتنها الغضه للزناه والبغاه وهي من دولة مسلمه او عربية يكون ما تقوم به مثيرا للغريزه والشهوه أكثر بعشرات او مئات الاضعاف من تلك الاجنبية التي اعتادت على السير وهي مبرزة لكل مفاتنها وقد يكون السبب هو ما تقدمه من مفاتن والطريقة التي تقوم بها بذلك وبسبب عدم تعود الجمهور على مثل هذه العينات في بلداننا.
والغريب في الأمر هو توجه الغرب إلى الاعتراض على الحريات الزائدة التي لديه بعد ان رأى انها تسبب المزيد من التفكك في الأسر وتاخذ المجتمع الى مزيد من الضياع وتسحبه الى الهاوية بسرعه كبيره ووجدوا الحل في الإسلام والتعاليم التي أتى بها ولذلك غيروا الكثير من المفاهيم التي كانوا ينادون بها واصبحت الانقسامات متزايده بشكل مستمر بين الرافضين للتغيير والمؤيدين له والساعين لحدوثه بعكسنا نحن فقد بدأنا التعود والجري نحو هذا الطريق على الرغم من علمنا بنهايته .
ما نراه الان في اغلب بلداننا من مناظر تقشعر لها الابدان وتعتصر القلوب الما عليها لفتيات في عمر الزهور وهن يتنافسن في الوصول الى اعلى درجات الوقاحة والجرأة في اللباس والكلام والتصرفات أمر يستحق الوقوف عنده وتحليل اسبابه ودراستها ووضع خطط وحلول ناجعه لها كما يجب ان يتم تفعيل دور المؤسسات الدينية التي غاب دورها بشكل كبير بعد ان كانت متداخله في كل نواحي حياتنا بالتوجيهات والنصائح والتحذير حتى تلك الأماكن التي تعتبر مرتعا للرذيله كان هنالك فيها تذكير وتوجيه وتوعيه.
واما اليوم فإنه تم ربطها وللأسف الشديد بالتطرف والجماعات الارهابيه وأصبحت تركز على الأمور التي لا تنفع المجتمع ولا توقظ الغافلين عن غفلتهم بل تساهم في غفلتهم أكثر وتركت الساحة خالية لمن يبثون السموم ويسعون الى وصول الشعوب الى الانفتاح الذي سينهي مجتمعاتنا ان لم نتدراك ما يحدث الان ما دام هنالك وقت يمكن اقتناصه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا