- saraha-time عجز مخجل ومميت - saraha-time

هنا تجد الصراحه والوضوح في المناقشه والحوارمن دون تجريح أو تطاول

اخر الأخبار

السبت، 17 فبراير 2024

عجز مخجل ومميت

 

عجز مخجل ومميت 

مع استمرار المجازر الاسرائيلية في حق اخواننا الفلسطينيين وسقوط الضحايا وارتقاء الشهداء في غزة والمناطق الأخرى وأمام الصمت المخزي للعالم بأسره  وقلة الحيلة لدى العرب والمسلمين وعدم استطاعتهم القيام بأي دور ايجابي من أجل كبح جماح الصهاينه في هجومهم الهمجي على العزل والمدنيين على الرغم من المحاولات المتواضعه من هنا وهناك والتي بأت جميعها بالفشل وفي ظل وجود الدعم اللامحدود لحكومة الكيان من دول الاستعمار والقوى العظمى المدارة داخليا من اللوبي الصهيوني في ما تقوم به من أعمال وأفعال يندى لها جبين البشرية التي فقدت بشريتها يقف العقل عاجزا عن التفكير و الاستيعاب أمام كل ما يحدث من فظائع لأن ما يجري  شيء يصعب  تصوره و استيعابه.


وعلى الرغم من سنوات الصراع الطويله التي فاقت المئة سنة بين أصحاب الأرض والمحتلين ان احتسبنا بدايتها منذ المؤتمر الصهيوني الأول في عام 1897  إلا أن جولة القتال الحالية تعتبر من أصعب الجولات التي مرت على أخواننا في غزة والمناطق الفلسطينية وأشرسها فهي لم تترك أحدا إلا وطالته بحميمها حتى الأجنة في بطون أمهاتهم لم يسلموا و ذاقوا من ويلاتها وفارقوا الحياة قبل أن يخرجوا إليها بسبب الغل والحقد الاسرائيلي على كل ما هو فلسطيني وعربي ولأنهم يعلمون أن الجينات التي حملها اولئك الذين اذاقوهم الويل واخترقوا حصونهم واسروا وقتلوا جنودهم المدججين بمختلف أنواع السلاح  هي نفس الجينات التي يحملها الجنين الفلسطيني في بطن أمه وهي جينات لا يمكن منع انتشارها ابدا وهي تنتقل من جيل إلى أخر وكل جيل يظهر تجده يحمل نفس المبادئ ونفس التوجهات ويعادي نفس العدو .


وكذلك هو الأمر بالنسبه للصهاينة الذين يزرعون في أجيالهم بعض الأفكار التي يراها الصهاينه من الثوابت في عقيدتهم و التي يجب أن تبقى متوارثه جيلا بعد جيل ولكن الفرق بين الجيلين هو أن الجيل الفلسطيني ينشأ على حب الأرض والدفاع عنها لأنها أرضه وهو صاحب حق فيها فيجب عليه التضحيه و نزف الدماء من أجل الحصول على مراده واستعادة حقه المسلوب ولا خيار له غير ذلك ولذلك تكون دوافعه هي الأقوى مقارنة بغيره وكما يقول الفلسطينيين  الحق دائما هو المنتصر والشهداء لا يموتون .



 ويعرف هؤلاء المحتلين  في قرارة  أنفسهم ان ما يتعرضون له من مقاومة من هذا  الشعب الجبار الحر الذي  يأبى أن يعيش في ظل الأحتلال ولديه نفس طويل وقلب شجاع  يساعده على مواجهة احدث المعدات والاسلحة بصدور عاريه وايدي خالية دليل على كون اقامتهم ومعيشتهم على هذه الأرض باطلة و لن تكون هانئة أبدا بل إن الأرض والسماء ستشتعل عليهم جحيما وسيأتيهم أكثر مما ذاقوه وإن اغتروا بالتأييد الصريح الذي يحظون به من الولايات المتحدة الأمريكية  وبريطانيا وبعض دول الاتحاد الاوروبي  والتأييد الضمني الذي يلقونه من دول العالم والمجتمع الدولي بالصمت والسكوت المزعج عن كل ممارساتهم التعسفيه .


وهن وضعف وعجز  مخجل ومميت تعيشه أمتنا الإسلامية التي أصبحنا نرى فيها  قول نبينا الكريم صلوات ربي وسلامة عليه رأي العين حينما وصفنا بأننا كغثاء السيل وها نحن على عددنا وعدتنا وعتادنا ضعاف لا نستطيع على القيام بأي شيء وفي الحقيقه نحن أقوى مما نحن عليه ولكن  ما زرعته قوى الشر والظلام في عقولنا وأظهرت بعضه لنا على أرض الواقع لنا جعلنا نؤمن بذلك ونضع مصيرنا في أيديهم ونرضخ لكل ما يقررونه من دون أي اعتراض  ولو راجعنا أنفسنا قليلا وبحثنا عن أسباب الوهن وأزلناها لنعكست الأمور وتغير الواقع الحالي المؤلم والمؤسف إلى واقع رائع وجميل كله عزة وكرامة ومواقف قويه مشرفه ومستقبل مشرق   وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في نفس الحديث الاسباب التي جعلتنا في هذا الحال وهي حب الدنيا وكراهية الموت .



فتخيلوا معي اخوتي لو اقبلنا على الدنيا بالمنظور الذي أراد نبينا صلى الله عليه وسلم أن نراها به ولو أصبحنا لا نخشى من الموت بل نحن من يقبل عليه ويتمناه طمعا في ما عند الله من جزاء عظيم يفوق كل ما تمتعنا به في هذه الدنيا من متاع هل سيكون حالنا مثل هذا الحال؟ وهل سنرضى ان نعطي الدنيه في ديننا ودنيانا؟ وهل سيكون لهولاء المتعالين والمعتدين علينا هذه القوه التي يتمتعون بها بسبب ضعفنا وهواننا على أنفسنا وعلى الناس؟ وهل سيظلموننا وهم يعلمون اننا نرفض الظلم واننا سنثور على الظالم ونخلعه من مكانه طال الزمن أو قصر؟ وساترك لكم حرية التفكير في  الإجابة .



وماجعل العجز الذي يعترينا أكثر ايلاما ووجعا هو عدم وجود رغبة صادقه لدينا في إحداث أي تغيير وحتى ردات أفعالنا لم ترتقي في يوم من الأيام إلى ردة فعل أطفال فلسطين الذي يخرجون في اللقاءات والمقابلات التي تلتقطها وسائل الاعلام المختلفه وهم يخرجون من تحت الأنقاض نعم هذه هي الحقيقة التي يجب أن لا نخجل منها لأن الأطفال الذين يتحدثون بعفويه وبراءة يصرخون اعتراضا على أفعال الصهاينه ويقولون ما يشعرون به وكلهم عزة وعزيمة تتحدى الصهاينه وتثير الذعر فيهم وتعطيهم نظرة مستقبليه للوضع الذي سيكون عليه حال المقاومة الفلسطينية التي كان الصهاينه مخطئين حينما اقتصروها على الفصائل الفلسطينية فقط وكأن احتلالهم للأرض وقتلهم الأبرياء وتشريدهم الملايين في المخيمات وفي خارج حدود البلاد أمر يخص اولئك الذين حملوا السلاح للدفاع عن أرضهم  ضد هذا العدوان فقط ونسوا أن هذا الأمر مرتبط بكل الشعب الفلسطيني وليست فئه واحدة منه .


بعكسنا نحن الذين أصبحنا نعجز حتى عن التعبير عن تعاطفنا مع أخواننا لأننا نخشى أن تنزعج حكومات بلادنا من هذا التعاطف الذي سيلامون عليه من الدول المؤيدة للصهاينه والتي تعلم أن الشعوب اذا انتفضت وسعت للتغيير فلن يستطيع أحد ايقافها عما تهدف وتسعى إليه ولذلك فهم يبذلون جهدهم للتخدير والتهدأة بشتى الطرق وما كل تلك الملهيات التي تم اختراعها ونشرها بين شبابنا وبناتنا إلا وسائل لذلك وقد نجحت هذه الطرق في إلهاء الشباب الذين فيهم القوة  والحيوية وعليهم تبنى الأمال عن قضايا أمتهم وجعلوا جل اهتمامهم في وسائل التواصل الاجتماعي واخر الصيحات والألعاب والبرامج التافهه التي لاتزيد العقل إلا تخلفا وجهلا .


وحتى اولئك الذين لم يتأثروا وجدوا نفسهم أغرابا في مجتمعاتهم التي أصبحت تسير خلف قافلة الغرب من دون ادراك وإن قرر أحدهم المواجهه والنصح وقفت في وجهه الملايين وحاربته بكل قوة والموفق هو من يستمر في المقاومة لأن الحق هو المنتصر في النهاية مهما كانت قوة الباطل  وهذا ما يجب أن نفهمه جميعا ولكننا نستعجل النصر وإن تأخر انتكسنا وتركنا كل الطرق المؤدية إليه.


ومن الطبيعي أن يثور شعب ويلتحم في لحمة واحدة لا يستطيع أحد تفريقها عندما يكون المستهدف هو بلده وحتى وأن شذ البعض عن القاعدة ووقف في صف المعتدي وساعدة على التوغل في البلد وخان شعبه إلا أن هذه الفئه الخائنة صغيره جدا وسرعان ما يتم كشفها واستتابتها أو القضاء عليها إن أبت ذلك ولكن الأغلبية العظمى هي التي تصمد وتقاوم وتورث هذا الفكر جيلا بعد جيل وكما يعلم الجميع بأن الأفكار الحية والصادقة  لا تموت حتى وإن مات مؤسسوها ومخترعوها وهذا هو بالضبط ما يحصل في فلسطين وما يفترض أن يحصل في كل الدول العربية والإسلامية . 



لأن فكرة الحرية والجهاد ومقاومة العدو وعدم الرضوح له من الأفكار التي تميزت بها أمتنا في الأزمنة والعصور السابقة ومن يقلب صفحات التاريخ المشرق لهذه الأمة ويرى ما مرت به سيرأى كيف كان أمراء المسلمين والقادة مكملين  لشعوبهم التي كان جلها لا يرضى بأن يهان وأن يكون مطيه للعدو وحتى الفترة التي ضعف فيها بعض أمراء المسلمين وأعطوا الاعداء تنازلات كانت الشعوب هي الفيصل وهي المنارة التي أرشدت القيادة إلى الطريق الصحيح ولذلك لم يجد الغرب ودول الاستعمار أفضل من تفكيك هذه اللحمه بين الدول وشعوبها وقادتها بزرع الفتنه بينهم وجعل التناحر والتنافس على السلطة والخيرات في مقدمة ما يطمحون إليه ومن يخرج لتذكيرهم بالأخوه ويحاول جمعهم والتقريب بينهم يحارب ويرمى بسهام الغدر والخيانه ومن ثم يتم اغتياله وحصل ذلك للعديد من قادة المسلمين وحكامهم . 


وكم هي مخجله تلك المناظر التي نراها  من خلف الشاشات لأخواننا  في غزة والمناطق الفلسطينية وهم يعانون الأمرين بعد تلك الضربات العشوائية لمساكنهم وسقوطهم بين قتيل وجريح في الشوارع والأزقة وتسارع الناجين منهم لاسعاف المصابين أو تجميع الاشلاء المتقطعة قبل أن تعود موجة القصف التالية التي قد يكونون هم ضحاياها في المرة القادمة وكم هو مفجع صوت ذلك الأب وتلك الأم وهم ينتحبون وتعتصر قلوبا ألما بسبب فقدان ابن أو بنت أو عائلة بأكلمها أليس ما يحصل لهم عجزا وضعفا منا ؟! أليس منظر جثث الشهداء وهي تفترش الأرض بحثا عن مكان لدفنها وإكرامها عجزا وضعفا منا؟ أليس الخراب والدمار الهائل الذي طال كل شبر في غزة والمناطق الفلسطينية بعد سنوا ت التعمير الطويلة التي كانت من أجل ما دمر في السابق عجزا وضعفا منا ؟! أليس مشهد تلك العمليات التي يقوم بها المقاومين من كل الفصائل بما لديهم من أسلحة بسيطة والجيوش العربية الجرارة تخزن أسلحتها حتى تبلى من دون أستخدام دليلا على عجزنا وضعفنا ؟!


أليس منظر الصهاينه المغتصبين وهم يدنسون المساجد ويدكون الدور على من بها عجزا وضعفا منا ؟! أليس انتشار مقاطع الجنود الاسرائليين  وهم يسخرون مما يحدث في غزة دليل على عجزنا وضعفنا ؟! أليس التنكيل وترويع الأمنين ودفعهم دفعا إلى الهرب من مناطقهم إلى المناطق التي قيل عنها أمنه وهي عكس ذلك عجزا وضعفا منا ؟أليس اعتداء المستوطنين الذين قدموا إلى هذه الأراضي المباركة على أهل الأرض الأصليين عجزا وضعفا منا؟! أليس التشفي والمباركة التي تنقلها مواقع التواصل الأجتماعي لليهود بسبب رضاهم عما يجري في غزة وللفلسطينين عجزا وضعفا منا ؟!.


أليست هرولة الوزراء والمسؤولين العرب إلى أمريكا والدول الراعية والداعمه للصهاينة من أجل استجدائها للضغط على نتنياهو وحكومته من أجل ايقاف عاصفة القتل التي اطلقوها عجزا وضعفا منا ؟! أليس الدعم الأمريكي الذي يأتي للصهاينة أمام أعيننا عجزا وضعفا منا ؟! أليست الوعود الكاذبة التي أطلقتها بعض الدول وبعض المنظمات لدعم أخواننا المستضعفين ولم تنفذ شيئا منها عجزا وضعفا منا ؟! أليس ايقاف قافلات المساعدات والسماح لدخول جزء صغير جدا منها بعد تفتيشه أو افراغ أغلبه عجزا وضعفا منا ؟! أليس اعتراض اليهود على حكومة نتنياهو وما تقوم به من تصرفات لا تضمن اطلاق سراح الاسرى وحثم اياها على تشديد العمليات وقتل المزيد من المدنيين حتى اخراج اخر اسير عجزا وضعفا منا ؟! أليس اختلافنا في الرأي والموقف وعدم صدور بيان واحد موحد يدين ويدعم المقاومة عجزا وضعفا منا ؟! أليس ضعف الاهتمام بما يجري في فلسطين وانشغالنا بالتفاهات بعد مرور خمسة شهور عليها عجزا وضعفا منا ؟! أليس وضعنا الحالي الذي أصبحنا فيه كالمكبلين بالقيود ولم يعد لنا حق بتقرير المصير عجزا وضعفا منا ؟!



أنا لا أقصد بكل ما ذكرته سابقا جلد الذات ولوم النفس ولكني أسعى إلى تحريك الضمائر واستيقاظ العقول وكسر القلوب لحاجز الخوف والعودة إلى الألفة والمحبة  التي كنا عليها والشعور بالآلام اخواننا في كل مكان ومعرفة ما يجب أن تكون عليه الأوضاع فوجع  غزة وألمها  يجب  أن يشعر به  ويعيش معاناته من يعيش في الخليج العربي  ووجع العراق ونزيفه هو ما يجب يشعر ويلمسه من في المغرب العربي  واختلال الأمن في اليمن هو نفسه ما يعيشه الأخوة في مصر فالمشاعر والاحاسيس والألم واحد مهما تباعدت المسافات . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا