- saraha-time من المسافة صفر - saraha-time

هنا تجد الصراحه والوضوح في المناقشه والحوارمن دون تجريح أو تطاول

اخر الأخبار

الاثنين، 18 ديسمبر 2023

من المسافة صفر

 

من المسافة صفر 

مناطق ملتهبة لا تهدا فيها أناس عشقوا الحياة وعشقوا أرضهم وكرهوا الاحتلال ورفضوا أن يرضخوا للضغوط التي انصبت عليهم من كل صوب من أجل اخراج حماس والمقاتلين التابعين لها والفصائل المقاومة الأخرى من بينهم وفضلوا الثبات على إعطاء الصهاينة نصرا مزيفا لايستحقونه أبدا ورددوا كلنا مشروع شهيد فكيف للشهيد أن يخنع ويتقاعس ويؤثر دنياه على أخرته .



  وبغض النظر اتفقت ام لم تتفق مع حماس والفصائل الأخرى ومع توجهاتها وما تقوم به في بعض الأحيان من مغامرات تجعل  الشعب الفلسطيني في مختلف القطاعات والقرى والمدن يتعرض لأشد أنواع الظلم والاضطهاد ولحملات صهيونيه فيها من العشوائيه والوحشية الكثير  ولكن من المؤكد أنك ستتفق على أنهم اصحاب حق ويحق لهم الدفاع بكل ما يقدرون عليه وبأي طريقة يرونها مناسبة عن حقهم في العيش على ارضهم بحرية وسلام مثل باقي الشعوب والتمتع بخيرات بلدهم من دون المشاركة مع اي احد اخر وستتفق أيضا على ان الناس في الاراضي المحتله  لديهم من الصبر والقوة والتحمل والثبات ما يفوق كل دول العالم مجتمعه خاصة وأن أعدائهم صهاينة منزوعي الرحمة لا يردعهم دين ولا انسانية عن ارتكاب المجازر والفظائع وتاريخهم الدموي الاسود خير دليل وشاهد على همجيتهم .



 ولو انزعجت من بعض الرسائل التي يرسلها بعض من تصلهم كاميرات الاعلام أو تكون خدمة الانترنت متوفرة لديهم من أهل غزه حينما يعبرون عن حنقهم وغضبهم من اخوانهم الذين تركوهم لقمة سائغة للصهاينه ينكلون بهم ويقتلون من يستطيعون قتله منهم ووقفوا يتفرجون عليهم بل إنهم عجزوا عن ارسال المساعدات الغذائيه لهم وحتى بعد دخولها اليهم لم تكن مثلما كان متوقعا وغيرها الكثير من المأخذ التي يراها اخوتنا في فلسطين علينا  فعليك ان تتوقف وتتهمل  قليلا قبل أن تحكم وضع نفسك في مكانهم وبلدك في وضع بلدهم التي مر على احتلالها قرابه ٧٥ سنة  ومناطقهم التي هدمت ودمرت وأصبحت مدن أشباح وخرابا بعدما كانت عامرة بأهلها فأنا متأكد بأنك ستجد لهم ملايين الاعذار وستقدر ما يخرج من قلوبهم ويصل الى مسامعك حينها .


ومع  التوغل الصهيوني في المناطق الفلسطينية واستمرار المقاومة التي على الرغم من ضعف امكانياتها وانقطاع طرق ووسائل الدعم الا انها مستمره في تكبيد الصهاينه المزيد من الخسائر في العتاد والارواح  وأصبحت الأمراض النفسيه ملازمة لجنود الاحتلال ومهما حاول الصهاينه الظهور بمظهر المقاتلين الاقوياء أصحاب البأس والشدة إلا انهم يعانون معاناة داخليه أظهرتها المقاطع المتداولة لذويهم وهم يروون ما حل بأبنائهم الملتحقين بالجيش الاسرائيلي حيث امتنع عدد كبير  منهم من التوجه الى الجبهات المشتعله التي أصبح فيها القتال والمواجهات من المسافه صفر وكذلك هو الحال بالنسبة لأولئك العائدين من غزة والمواجهات الدامية مع ابطال المقاومة الفلسطينية حيث رفض اغلبهم العودة من جديد للقتال واكتفوا بالمناطق البعيده عن خطوط التماس والمواجهه المباشره .


وعلى الرغم من الأخذ والرد والشائعات  التي يطلقها الصهاينه من اجل قتل الروح المعنويه العاليه  لدى المقاتلين و تضييق الخناق على الأرض بالقصف والطائرات والبوارج التي جعلت القطاع والمناطق الفلسطينية في حصار شديد وما  يعيشه الشعب الفلسطيني من معاناه في كل قطاعاته وحواريه وأزقته إلا أن الثبات الرهيب  الذي نراه والاعتياد الغير عادي على هذا الجو الرهيب الذي امتلئ دمائا وخرابا وموتا جعل العالم بأسره يعجب  بهذا الشعب الجبار الذي لم ولن تكسره الة الحرب الصهيونية فكم هو عظيم ذلك المشهد الذي يواسي  فيه الشهيد ابناء الشهيد حينما يفقدون اباهم فتراه يطبطب عليهم ويشد من ازرهم ويحاول اخراجهم من جو الحزن ويواسيهم ويذكرهم بما سيلقونه من جزاء بعد صبرهم في الدنيا والاخره وأن هذا اصطفاء واختيار لهم من المولى عزوجل رفعا لدرجاتهم وتكفيرا لسيئاتهم  وما هي الا ايام معدودات ويلحق بركب الشهداء  ذلك الشخص المسلم الثابث المؤمن بقضاء الله وقدره والابتسامة تعتلي وجهه المنور مثل هذه العينات الرائعه من البشر كيف لها ان تخضع وتستسلم للعدو المغتصب؟! و كيف لها ان ترضى بالظلم وتصفق لفاعليه ومرتكبيه  الصهاينة المعتدين الذين لا يستثنون منطقة عن اخرى او دينا عن اخر او جنسا عن اخر بل يعاملون الجميع بنفس الطريقة والاسلوب الهمجي؟! فالعدو ليست حماس بل كل فلسطيني و كل عربي ومسلم حر .


وكم هو عظيم ومؤثر منظر تلك الأم الصابره المحتسبه  وهي تطبع قبله على جبين ابنها الذي استشهد وهو يحمل بندقيته في وجه الصهاينه ويدافع عن أهله وعرضه من دون أن تذرف دمعة من عينها حتى لا تفرح ذلك الصهيوني الذي يشاهد هذا المشهد عبر التلفاز وقلبه يرجف خوفا وفكره يأخذه بعيدا هو يفكر في كيفيه كسر هذا العزيمة التي لا تلين لهؤلاء البشر المختلفين في الجوهر والمضمون عنهم وعن باقي اعدائهم من العرب والمسلمين .


وفي وسط  الاحداث الدائرة على الاراضي الفلسطينية برزت لنا الكثير من الايجابيات ومن أهمها في نظري هي تعرية الصهاينه بشكل واضح أمام جميع سكان هذا العالم واظهار القذاره التي يمتازون بها  عن غيرهم حيث كان هنالك من يدافع عنهم ويعتمد نظرية المؤامره التي تعرضوا لها ويدافع عنهم ويستميت في ذلك ويستحضر المحرقة التي تعرضوا لها  في عهد النازيه  وما يسمى بالهولوكوست ومحارية السامية ولكن بعد تجاوزهم كل الخطوط الحمراء في هجومهم الاخير على غزة والمناطق الفلسطينية  وتفننهم  في القتل والتدمير وانتهاك حرمات دور العبادة والمستشفيات التي لم تسلم منهم هي و المرضى والاطفال الرضع الذين فيها والذين تم التعرض لهم وقتلهم وهم احياء بمنع الاجهزة والمعدات الطبيه التي يحتاجونها من العمل بشكل سليم و افتعالهم  الكثير من الامور من أجل الظهور بمظهر الطرف المعتدى عليه والذي يحق له رد الظلم الذي وقع عليه بدءا بموضوع الاسرى الى المستشفيات التي قصفوها واقتحموا الكثير منها لأسباب اختلقوها ولم يصدقها اي أحد حتى الداعمين لهم ومن ثم الصور والمقاطع التي قالوا انها تخص الانفاق التي كان يستخدمها المقاومين ومقاتلي الفصائل وأنهم سيطروا عليها وقتلوا المئات من المقاتلين الذين يستخدمونها  إلى الحدث الاخير وهو قتل الاسرى الذي خرجوا وهم يرفعون الرايات البيضاء والذين تمت تصفيتهم بدم بارد وهم من كانوا احد اسباب اجتياح غزة اي انهم اصبحوا غير مهمين كما كانوا ووجب الاستغناء عنهم وغيرها الكثير والكثير من الاحداث التي لم تصلها كاميرات الاعلام ووصلت الينا عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت النظرة مختلفه لهم بل أصبح حلفائهم منزعجين منها وخرجت مظاهرات رافضة  في البلدان الداعمه واصبح الضغط على الحكومات قويا واتوقع ان تثمر هذه الضغوطات على تغييرات كبيره سنرى نتائجها قريبا بإذن الله تعالى.


وبما أننا نتحدث عن القتال الدائر في غزة فلا بد أن نذكر ما يفعله المقاتلين الصابرين المرابطين بالعدو الصهيوني ومرتزقته على الأراضي الفلسطينية بدون استثناء  فهنالك ملاحم تسطر ودروس تعلم ورسائل توعيه ترسل لكل العالم ولكل مظلوم على هذه البسيطه وما يقوم به مقاتلي الفصائل  لا تستطيع اعتى الجيوش واكثرها تسليحا القيام به وعلى الرغم من التطور في اسلحة الصهاينة والمعدات الحديثه التي يمدها بهم الشيطان الأكبر كما تطلق ايران وحرسها الثوري وفصائلها في لبنان وسوريا والعراق واليمن على الولايات المتحدة الامريكية  وانا  اتفق مع إيران في هذه التسميه على الرغم من تشكيكي في العداوة التي تظهر أمام الملأ لأني اؤمن ان المصالح التي تجمع الغرماء قد تمحو اي خلاف سياسي .



الفصائل الفلسطينية أذاقت الصهاينة الويل وجعلت الجيف تحترق في الاليات والدبابات التي تم إعطابها وخاصة دبابات الميركافا التي كان الصهاينة يعتمدون عليها إعتمادا كليا ويراهنون على القوة القتاليه التي تتمتع بها وتم بفضل الله وتوفيقه وبقوة وهمة الأبطال إثبات بطلان القصص الاسطورية التي اقترنت بها وتم إبطال تأثيرها وقدرتها على ترجيح كفة  جيش الصهاينة وتميزت هجمات المقاتلين الأحرار من مختلف الفصائل بالضرب من المسافة صفر  وهي المسافة التي اسقطت المئات من القتلى من الصهاينة  حيث  امتازت بالدقه والمباغته وقلة فرص الخطأ  والأمر الأخر الذي تميزت به هو  التوثيق المباشر لكل هجمة والإخراج الرائع لتفاصيل الهجمات سواء كانت للاليات او لتجمعات الجنود الاسرائيلين الذين أصبحوا أهدافا سهلة المنال للمرابطين .


عزيمة المقاتلين وقبلهم أهل غزة والمناطق الفلسطينية قلبت الموازين وجعلت الصهاينه وحكومتهم الحقيرة يتخلون عن الغطرسة والكبر والنظر بتعالي للفلسطينين ويرضحون للهدن وأنا متأكد أنهم الأن يبحثون عن طريقة من أجل التهدأه وحفظ ماء الوجه قبل أن تزداد موجات الغضب والضيق في الداخل الاسرائيلي بعد الخسائر الكبيره التي لحقت بالكيان الصهيوني وبسبب عدم استطاعتهم  حسم هذا الاقتتال ولا نستبعد أن يحدث تصعيد مجنون في الأيام القادمة  تليه مفاوضات ومحاولات للخروج من هذه الدوامة التي وجد نتنياهو وحزبه فيها . 



 التأثير  الكبير  للأحداث الأخيره التي عقبت طوفان الأقصى لاحظنا انعكاسه في عقليه وتفكير الكثير من المؤثرين في هذا العالم وخاصة من كانوا غير مهتمين بالشؤون السياسيه التي تخص الشرق الأوسط والصراع الفلسطيني الصهيوني لأن الأمر أصبح انسانيا ولم يعد سياسيا فقط ولا يحتاج الى تنظير بل يحتاج الى عقل واعي وقلب يحس ويشعر  ويرى  مدى فداحة ما يجري في حق الشعب الفلسطيني الذي لم يطلب سوى حقوقه في حفظ مقداسته وعدم استفزازه بتدنيسها من قبل المستوطنين و إقامة دولته التي نهبت منه والعيش على أرضها وممارسة كل ما يحلو له من دون تضييق أو خوف وتأمين حياة مستقبلية جميله وكريمة لأبنائه الذين يستحقون العيش كالباقيين تصان وتضمن لهم كل الحقوق في الدراسه والتعليم ونيل رعاية صحيه والتمتع بكل نواحي الحياة . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا