
طوفان الأقصى .... تساؤلات مشروعة
في البداية وقبل أي شيء نسأل الله الرحمه والمغفرة لشهداء غزة والضفة و كل بقعة من بقاع امتنا الجريحة ونسأله بمنه وفضله أن يبرم لأهل فلسطين أمر رشد يعزون فيه وينصرون ويقتص لهم من الصهاينة المعتدين ويرد كيدهم في نحرهم ويجعل طائراتهم و أسلحتهم ويلا ووبالا عليهم يارب العالمين ويزيد الأمة وحكامها وقادتها تكاتفا وحبا وحرصا على قضايانا الثابتة حتى يكونوا عونا وسندا لإخواننا الفلسطينيين إنه ولي ذلك والقادر عليه .
بعد جولات الكر والفر التي جرت في غزة وفي مستوطنات الأراضي المحتلة وبعد القصف المجنون وتجربة أصناف مختلفه من أسلحة الفتك والقتل من قبل الصهاينة تحت ذريعة دك أنفاق المقاتلين ومخابئهم التي عجز الصهاينة عن الوصول إليها بل تكبدوا خسائر لا يمكن حصرها في الجنود والعتاد وأصبح المقاتلين بالنسبة لهم كالأشباح التي لا ترى انتهى ذلك السيناريو المرير على الطرفين مؤقتا بعقد هدنة بين الصهاينة بضمانة ووساطة أمريكية من جانب وبين حركة المقاومة الإسلامية حماس بضمانة ووساطة مصرية وقطرية من الجانب الأخر .
وسنقف هنا لطرح بعض التساؤلات المشروعة التي تخص الأحداث التي عقبت السابع من أكتوبر لأن هنالك أمور مازالت غامضة بسبب سرعة مرور الأحداث وكثرتها على الساحة الفلسطينية ومحيطها .
أول تلك التساؤلات يتعلق بالعناد والكبر الذي كان يتحدث به المسؤولين الإسرائيليين على قنوات التلفاز وعلى المنصات المختلفة حول القضاء على حماس والفصائل المسلحة فأين ذهب كل ذلك الأن ؟
وأين هو الأمر الواقع الذي كان الكيان الصهيوني سيفرضه على غزة وأهلها وأين النظام الجديد الذي سيسير عليه القطاع في القادم من ايام؟
وهل سيخرق الصهاينة الهدنة كعادتهم أم أنها ستصمد لبعض الوقت خاصة في ظل الخسائر والهزائم والانكسارات الداخلية التي لحقت بالجيش وكل الصهاينة التي هربت فئه كبيرة منهم من المستوطنات الواقعة على غلاف غزة ؟
وهل تهديد وزير الدفاع الاسرائيلي بإكمال القتال ضد مجاهدي حماس والفصائل الاخرى بعد انتهاء ايام الهدنة سيؤثر سلبا على الواقع الحالي وسيزيد من تعقيد الأمور والمعاناة؟
وهل سيعود الصهاينة بخطط جديدة مدروسة للسيطرة على الأرض والعمل على تهجير المدنيين الفلسطينيين من أجل الحصول على فرص أكبر للقضاء على حماس مثلما يزعمون وهل ستسمح دول اقليمية لها ثقل ووزن وتأثير مباشر مثل مصر بذلك ؟
وفيما يتعلق بموقف نتنياهو والإحراج الذي تسبب به مقاتلي القسام له أمام الشارع الإسرائيلي كيف ستكون ردة فعل حكومته التي أصبحت في مأزق كبير لا يمكن الخروج منه بسهولة إلا بالقيام بعمل عنتري يعجب الصهاينة ويرضيهم على حساب المدنيين الفلسطينيين ؟
وهل الثقة التي انتزعت من مكانها بعد الاختراق الكبير للمنظومة الأمنية التي كان يعول عليها الكيان الصهيوني وكل من يعيش في الأراضي المحتلة بأن تحميهم من أصحاب الأرض الذين لم يتوقفوا عن المقاومة في أي مكان وجد فيه اليهود ستعود إلى ما كانت عليه بعد أي عملية عسكرية قادمة ؟
وهل دول العالم الحر وشعوبها الذين خرجوا إلى الشوارع والميادين اعتراضا على القتل الذي لحق بالمدنيين الفلسطينيين والتدمير الذي طال مساكنهم سيستمرون في قول الحق والاعتراض على الحكومات التي تساعد المعتدي وهل بإمكانهم القيام بدور أكثر فعالية حتى إيقاف هذا التيار الجارف لكل حي في غزة والأراضي المحتلة ؟
وبالنسبة لحماس وقادتها ومقاتليها والفصائل المنضوية تحت لوائها هل تم دراسة الخطوات التالية التي ستعقب الهدنة وهل سيكون هنالك سعي لتمديد الهدنة حتى يتم التعامل مع الخراب الذي سببه العدوان الصهيوني والضحايا الذين سقطوا و المجازر البشعة التي ارتكبت في حقهم ؟
وهل ستتم دراسة كل الاحتمالات ووضع سيناريوهات للمواجهات القادمة التي قد تكون أكثر خطورة مما حصل في الأسابيع الماضية خاصة بعد رسائل التهديد والوعيد الذي أرسلها قادة ومسؤولين صهاينة عبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية ووسائل التواصل الاجتماعي؟
وهل هذا التخطيط المدروس والاستدراج الذكي الذي تم لقوات الاحتلال في غزة والذي يبدو أنه لم يأتي من فراغ بل أتى من تخطيط سنين طويلة سيستطيع الاستمرار بنفس الزخم في ظل ردات الفعل الإسرائيلية التي وجهت على المدنيين لأنهم أسهل وأوضح ما يمكن استهدافه في ظل وجود المقاتلين في الأنفاق والسراديب الأرضية؟
وهل عوائل المقاتلين الذي أذاقوا الصهاينة الويلات في مأمن من آلة القتل الصهيونية التي وبكل تأكيد ستكثف جهودها من أجل التأثير على الروح المعنوية العالية للمقاومين عبر التعرض لأسرهم بشكل مباشر إما بقصف المنازل التي يقيمون فيها أو الأسر للمساومة واستخدامهم في أي عملية تبادل أسرى أخرى قد تتم ؟
وسؤال لمسؤولي حماس وقادة المقاومة ما رأيكم في الدور الذي لعبته مصر في إيقاف نزيف دم الشعب الفلسطيني ولو لبعض الوقت الا يستحق هذا الجهد ورفض تهجير الغزاويين من أراضيهم كل تقدير واحترام ومراجعة للنفس في العلاقة مع السلطات في ان أم الدنيا ؟
وهل فكرت حماس في تغيير طريقة تعاملها مع مصر وتغيير نظرة مصر لحماس وفصائلها التي تعتبرها معادية لها وخطرا على سلامة أراضيها ومواطنيها نظرا لما حدث في الماضي ؟
وبالنسبة للمتحدث ابوضيف وخطابه الاخير الذي مجد فيه بأذرع ما يسمى بمحور الممانعة والمقاومة المتكون من ايران واذنابها في العراق ولبنان واليمن ونسى ذكر ما تقوم به باقي الدول كالسعودية ومصر وقطر والكويت من مساعي سياسية وجهود جبارة ساهمت في الوصول الى هذه الهدنة ووقف القتال فما الذي قدمه هذا المحور ليستحق كل عبارات الثناء والمدح؟
وما سبب التقارب الملحوظ بين حماس وإيران هل هي المساعدات العسكرية والمادية واللوجستية التي تتحصل عليها حماس والفصائل من إيران أم أن هنالك اختراق لعقيدة هذه الفصائل من قبل الملالي ادى الى اختلاطها واندماجها وتشابه اجنداتها وتوجهاتها وأصبحت أداة في يد خامنئي وحرسه الثوري ؟
ونريد أن يخبرنا ابوضيف هل سياسة ونهج حماس التي تعتبر تابعة للإخوان المسلمين هذا الكيان المتقلب في توجهاته وغاياته وأهدافه هو من تسير عليه كل الفصائل الموجودة في غزة ولذلك فهي تفضل الابتعاد عن التقارب مع أي دولة عربية تعادي التنظيم الإخواني ولا تربطها بطهران علاقة جيدة ؟
وهل نسيت حماس وقادتها أن الدول العربية التي تفضل حماس التعرض لقادتها وشعوبها من على المنابر هي من ساندت وستظل تساند القضية الفلسطينية الى النهاية على الرغم من تقصيرها في حق فلسطين والقدس وخضوعها في سنوات طويلة للضغط الدولي المتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وغيرها من الدول الغربية الداعمة للصهاينة ؟
وهل سيكون للدول العربية سواء كانت ممانعة ومقاومة أو غير ذلك دور مهم في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في الأيام القادمة ؟
وبالنسبة للدول والمنظمات الأممية التي عجزت عن حماية المواقع التابعة لها لا ننتظر من الكثير من الأدوار المهمة والمؤثرة ولكن هل ستبقى على حالاتها من دون القيام بأي دور في ما يتوقع أن يحدث في غزة والمناطق الفلسطينية الأخرى ؟
وهل سنشهد اتفاقات أخرى تصل إلى الإفراج عن كل الاسرى لدى الطرفين وادخال المساعدات لغزة والحصول على بعض الوقت لدفن القتلى وانتشال الجثث من تحت الأنقاض أم أنه بإنتهاء الهدنة وأيامها الأربعه ستعود اسرائيل الى ماكانت عليه وهل ستتدخل دول أخرى لضمان استمرار الهدنة ؟
العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام تدور حول مصير هذه الحرب التي خلطت الأوراق وأظهرت ثغرات كان مختفيه لدى الصهاينة وأكدت على أن أسطورة الجيش الذي لا يقهر تهاوت منذ زمن بعيد وكشفت الأقنعة عن العديد من الشخصيات والمنظمات التي كان الظن بها خيرا ولكن ظهرت عكس ذلك وللأسف الشديد ظهر الوهن والضعف العربي الذي لم يقدر على كبح جماح الصهاينة وكسر شوكتهم التي ازدادت قوة على الرغم من ضعفها ووهنها الظاهر للعيان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا