راح تعمروا لبنان غصبن عنكم
تصريحات من هنا وهناك فيها مافيها من انتقاص للحكام والشيوخ واهانة لهم من أحد السياسيين اللبنانيين ولا ادري ان كان المذكور يعتبر سياسيا ولكنه محسوب على هذه الطبقة المتخبطة في هذا البلد المسكين الذي يعيش أزمة لم ولن تنتهي إلا باجتثاث هذا الورم الخبيث من جذوره وتسليم الدفة للمخلصين من أبناء هذا البلد الذين لم تسلط عليهم الأضواء بسبب ابتعادهم عن المشهد السياسي اللبناني .
تصريحات فيها نفس طائفي خبيث وتعالي لا يمكن تجاهله من هذا السياسي الذي اترفع عن ذكر اسمه حتى لا الوث ابصاركم بقبح شخصيته التي يشير إليها إسم هذا الذنب الإيراني الذي لا يحتاج إلى الكثير من البحث والتحري لمعرفة المنبع الذي ينهل منه والبيئة القذرة التي ترعرع فيها .
المتابع للشأن اللبناني وخاصة في ظل الأحداث السياسية التي تعصف بالمنطقة يرى التشابه الكبير بين التصريحات التي نسمعها من المسؤولين اللبنانيين والسياسيين الممولين من الخارج وبين رئيس ما يسمى بحزب الله حسن نصر الله حيث تتركز كلها على أمور معينة أهمها رفع قيمة وشأن إيران وقادتها وإظهارها كالدولة الحامية للأمة ومقدساتها والمدافعة عنها وهي الصدر الحنون والحضن الدافئ لكل الفصائل المسلحة التي ترفع راية ما يعتبرونه جهادا في سبيل الله والأمر الاخر هو مهاجمة الدول المعادية لإيران او المختلفه معها وخاصة الدول الخليجية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي تنال ما لا يناله الشيطان الأكبر حسب زعمهم ( الولايات المتحدة الامريكية ) من الشتائم والاتهامات التي لا تنتهي .
وبالنسبة للكراهية والضغينة والحقد الذين ينمون منذ سنين في قلوب بعض مواطني دول بلاد الشام تجاه دول الخليج وخاصة السياسيين منهم ومن لهم توجهات ومصالح كما هو الحال مع هذا الشخص وبعض المتأثرين بالثورة الايرانية وما خلفته من سموم على المنطقة فهذا أمر أعتقد أن حكام دول الخليج وشعوبها على دراية تامة به واعتادوا عليه ولكنهم وبالرغم من كل ما حصل من مكائد ودسائس ومحاولات للتخريب والتدمير لتلك الدول والتآمر عليها بالليل والنهار تعاملوا بأصالتهم وعروبتهم التي استمدوها من دينهم الحنيف ولم يتخلوا يوما من الأيام عن اخوانهم من باقي الدول العربية واتحدى أي شخص ينكر الدور الذي لعبته دول الخليج منذ تأسيسها في مناصرة كل قضايا البلدان العربية حتى تلك التي أظهرت العداء لها وتسببت في ازهاق أرواح العديد من أبنائها .
وأما بالنسبة للتطبيع الذي أقدمت عليه بعض الدول والتقارب الذي حدث مع الصهاينة فهذا أمر يخص تلك الدول ولا يستطيع أي شخص إملاء ما يجب أن تفعل وما يجب أن تترك عليها فالكل يبحث عن مصلحته وله كل الحرية في ذلك ولكن إن تعارضت تلك المصالح مع مصالح الأمة فإننا نعترض ونقف في وجه هذه الدولة ونعاتبها ونرفض نهجها وانا لا أرى ان تلك الدول مهما قيل عنها ستقف مع الصهاينة ضد إخواننا في فلسطين والمواقف في الاسابيع الماضية أظهرت ذلك وأما الهجمة القوية التي وجهت لها فيقف خلفها أحزاب وشخصيات معارضة تحاول جاهدة لإستغلال أي حدث لتأليب الشارع عليها واكتساب بعض التعاطف وعلى رأس تلك الشخصيات والاحزاب الاخوان المسلمين والموالين لملالي طهران .
ونعود مرة أخرى إلى هذا العميل الذي ندعوه إلى أن يراجع حساباته مرة أخرى وخاصة في ظل بلوغه هذا العمر الذي يفترض منه أن يكون صاحب رأي حر بعيد عن كل التأثيرات والايدولوجيات وأن ينتقي كلماته قبل التفوه بها لأن الدول الحرة التي يعتبرها هو ومن على شاكلته تابعه للشيطان الأكبر لن ترضى أن يفرض عليها أمر هي لا ترغب به لأن لها سيادتها ووضعها الداخلي وتستطيع اتخاذ قراراتها حتى وان كانت تحت الضغوط الدولية ولو عدنا قليلا الى الخلف وبالتحديد للسنوات القريبه الماضيه لرأينا الموقف السعودي الصارم حينما قررت المملكة إيقاف المساعدات عن لبنان وايقاف المساهمة في اعمار ما يهده حزب الله وداعمه الإيراني بالشراكة مع الكيان الصهيوني وهي التي تعتبر الداعم الرئيسي للاقتصاد اللبناني والمساهم الأول في لبنان ولقد رأينا حجم الضرر الذي أصاب هذا البلد وتسبب في دخوله في دوامه ما زال يدور فيها الى اليوم .
وبدلا من مهاجمة هذا البلد الذي لم يأتيك من وراه إلا الخير كان من باب أولى ذكر دوره المهم في إعمار البلاد والمساهمة في تجنيب لبنان الكثير من الأزمات التي تسبب بها حزب ايران الذي أصبح دولة في داخل دولة وأصبح هو من يقرر ويخطط ويدير المشهد السياسي اللبناني على كل الأصعدة وفي كل الجهات .
والمزعج ان لبنان وسياسييها انهم يعلمون جيدا ان دول الخليج هي السند والمعين لهم قبل العديد من الدول العربية والغربية حتى فرنسا التي تأثر بها لبنان وشعبه كثيرا واكتسبوا اغلب ثقافتهم منها لم تقم بما قام به الاشقاء الخلجيين وعندما يتحدث مثل هذا الشخص وان بدأ في حديثه الكثير من التعالي إلا أنه يخبي بين جنباته أمورا أخرى منها الثقة المطلقة بالخليج وقادته في الاستمرار بمعاونة لبنان حتى وان حصل خلاف وخصومة لأن والمواقف السابقة تشهد على هذا الأمر فكم وقفت دول الخليج مع لبنان على كل ما قام به بعض أبنائها والمحسوبين على بعض طوائفها من أعمال ارهابية في الكويت والسعودية والبحرين .
ومن الأمور الأخرى التي تفهم من كلمة هذا الأبله هو عدم الاعتماد نهائيا على ما يسمى بمحور المقاومة والممانعة وعلى رأسها ايران في اعادة الإعمار والتشييد لما يتم هدمه في لبنان لأنهم يعلمون أن دور طهران يكمن في اثارة الفتن والقلاقل والتلاعب بأتباعها وذيولها الذين يقومون بكل ما يطلب منهم تلبية لنداء إمامهم الأعظم الخامنئي وحرسه الثوري فقط وكما أن أنهم يعلمون كل العلم أنه أن من يساهم في الهدم لن يساهم في البناء مرة أخرى .
فاهدى هداك الله وحاول إصلاح علاقتك بتلك الدول التي أنت وبلدك في أمس الحاجة إليها لأنها أحنى عليك من الدول التي تدافع عنها مقابل حفنة من المال .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا