
تشابك وتخالط في المصالح والتوجهات والضحية واحدة
مع استمرار آلة القتل الصهيوني في قتل وتشريد أخواننا في الأراضي الفلسطينية المحتلة وبالتحديد في غزة العزة فإن الجهود والمساعي الدولية مستمرة بشكل كبير ايضا ولكنها مقتصرة على مراقبة الوضع الحالي عن كثب من دون القيام بأي ردة فعل سوى بعض الاجتماعات واللقاءات التي لم تحرك ساكنا في الوضع المأساوي الذي يعيشه سكان غزة والمناطق الفلسطينية المجاورة لها وأصبحت القوانين الدولية والمبادرات التي قد تساهم في نزع فتيل القتال لبعض الوقت مجرد أحكام من دون تنفيذ بسبب بعض الدول المؤيدة للصهاينة ودولتهم المزعومة وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية التي نزلت بكل ثقلها لساحة النزاع وبما أن الطرف الأخر هو الكيان الصهيوني فلا بد من أن تقف معه وتسانده وحتى وان خفت لهجة الخطاب الأمريكي في الأيام الماضية عما كانت عليه منذ هبوب طوفان الأقصى إلا أنها تبقى دائما وأبدا في صف المحتل تساعده وتؤيده وتحميه من أي تدخل إقليمي أو دولي وتصد عنه اي نقد او اعتراض وتبطل أي مشروع فيه كبح لرغباته وطموحاته .
وقد بدأت منذ أسابيع السيناريوهات المعتادة التي أصبحت مملة بسبب تكرارها وانتهائها بنفس الطريقة في كل مرة وخاصة من محور الممانعة والمقاومة وأذرعه التي أصبحت فجأة وبين ليلة وضحاها مشلولة وتحتاج الى عناية خاصة حينما أصبح الوضع متعلقا بفلسطين والأراضي المحتلة بعكس ما كانت عليه في سوريا ولبنان واليمن والعراق وأما تلك الطلقات الفقاعية التي تعامل معها الصهاينة وردوا عليها وانهوها بسهولة فما هي إلا مشاغبات لا تؤثر ولا تقلق الصهاينة بل فيها الكثير من رسائل التطمين بأن الجبهات الأخرى غير فعالة ولا تشكل خطرا كبيرا عليكم وأتمنى أن أكون مخطئ في تفسيري هذا .
وبالنسبه للخطب الرنانة والتهديدات المرسلة من قادة ما يسمى بالحرس الثوري الإيراني فما هي إلا رشات ملح للطبخه التي اعتاد الملالي على طهيها وتقديمها للمشاهدين وبمجرد ان تجهز ويتم تقديمها بالطريقة الإيرانية التقليدية سينتهي كل هذا المشهد وسترجع تلك العبارات الحادة الى الأفواه وستوجه مرة أخرى الى الدول العربية وخاصة دول الخليج العربي .
سيناريو بائس أهل غزة ليسوا في حاجته في هذا الوقت بل هم بحاجة إلى وقفة تكبح جنون اليهود وتقلل من البطش والتنكيل الذي يقومون به للعزل وإن لم يكن هذا الأمر ممكنا بالقوة فلا بد من ايجاد حلول اخرى للضغط، والعجيب في الأمر هو كلمات المديح التي سمعتها على القنوات الفلسطينية دون غيرها لإيران وقادتها وحرسها الثوري ولا اعرف ما هو السبب وراء هذا الغزل الصريح لنظام الملالي واذنابه والسؤال المطروح هنا هل يرى هؤلاء العاشقين لإيران والمطبلين لها ولقادتها أشياء وأفعالا لم نرها ولم نسمع بها ؟
وهؤلاء المادحون هم نفسهم الذين يهاجمون المملكة العربية السعودية ومصر والدول الأخرى التي طبعت مع الكيان الصهيوني ويتمنون زوالها في أسرع وقت وهي بشهادة الجميع الدول التي قامت بإعمار ما هدمه الصهاينة واعادت غزة بعد كل جولة قتال وتدمير وتجويع إلى ما كانت عليه كما قامت شعوبها بالحملات الشعبية للتبرع من أجل اخوانهم المصابين والمنكوبين في فلسطين وقد يكون سبب الهجوم على الدول تلك هو عدم تزويدها المقاومة بالسلاح والعتاد كما فعلت ايران وفي النهاية الأمر منوط بالدول وتوجهاتها وأهدافها ولماذا لم يلتفت هؤلاء إلى شرط المملكة العربية السعودية على الصهاينة إن رغبوا في التطبيع معها وهو قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية ؟ ولماذا أصبحت الدول التي تريد حقن دماء أخوانها هي العميلة والعدوة ومن تساعد في تأجيج النيران وزيادة المعاناة هي الدول الحليفة والصديقة ؟ وهل الحروب والصراعات والنزاعات تكسب بالقوة فقط أليس هنالك سياسة ودبلوماسية في التعاطي مع المواقف التي تتطلب ذلك ؟ وهل وقوف ايران مع حماس أو غيرها في وقت هدوء الأوضاع هو الذي يجعل إيران مميزه ؟ واين ايران اليوم في ظل ما يحصل من مجازر وهوائل أم انها تكتفي بالخطابات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ؟ وهل من يسعى للحفاظ على الشعب ورفع يد البطش والظلم عنه عميل ومن يمد بالاسلحة والعتاد لكي تحدث بعض المغامرات الغير محسوبة هنا وهناك هو الحبيب والمحب ؟
وعلى الجانب الآخر تقوم مصر بدور كبير ومهم كما هو ظاهر للجميع ولا ندري إن كان هنالك بعض الأمور الغائبه عنا ولكن بشكل عام تلعب أم الدنيا دورا مهما في موازنه الأمور بين الطرفين وتسعى جاهدة لإخراج أهالي غزه التي نالت نصيب الأسد من أثار الطوفان الذي ضرب اسرائيل وفي نفس الوقت تحاول ان تحفظ أراضيها وشعبها وأمنها من أي تطور قد ينقل الصراع والنزاع اليها وهذا أمر متفهم لأم الدنيا أو أي دولة أخرى ولكن ما صدم مصر وجعلها تغضب وتقف لبرهة للتفكير عدة مرات فيما ما تسعى للقيام به هو التحريض الغير مبرر لبعض قادة حماس عليها وتوجيههم إلى النزوح جهة مصر ومعبر رفح وهذا أمر مستنكر ليس في حق مصر فقط بل في حق أهل غزة الذين بذلوا الغالي والنفيس منذ سنوات طويله ولم يخرجهم أو يجعلهم يتنازلون عن أرضهم كل ما مروا به من هوائل وأمور يشيب لها رأس الجنين وإن كان هذا التحريض ردا على كلمة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عندما تحدث عن صحراء النقب وعن القضاء على حماس فهذا أمر غير مقبول أيضا فقد تم تفسير كلمة السيسي وما الذي قصده منها أما كلمة قادة حماس لم تفسر حتى الان .
ويعيب الكثيرين على الرئيس المصري أسلوبه في الحديث والطريقة التي يناقش فيها الأمور ففي كثير من الأحيان يتم فهم قصده بشكل خاطئ وفي بعض الأحيان يصعب فهم ما الذي يرمي إليه وكأنه يتحدث بالألغاز وقد تكون هذه طبيعة الرئيس المصري أو أن هذه الطريقة التي تعود عليها في ايضاح الامور والتي وجد انها تتناسب مع شخصيته وبالنسبة للمعارضين والكارهين للرئيس المصري أصبحت خطاباته مادة للتندر والضحك وأقيمت على كلمة من كلماته العيد من المقاطع والبرامج التي لم تغير شيئا ولن تصرف النظر عن الجهود الجبارة التي بذلها الرئيس المصري في تعمير البلد وهو مستمر في ذلك ولا يأبه لما يقال عنه وحتى وان كان بعض ما يقال صحيح وحتى وان غلت الاسعار وأصبح حال المصريين اسوء مما كان عليه وخاصة من ناحية المعيشة التي ضيقت عليهم بعض الشيء إلا أن الأمن والأمان لا يقدر بثمن وباقي الأمور يمكن اصلاحها نسأل الله أن يصلح حال المصريين حتى تبقى مصر صمام أمان كما عدناها لكل العرب والمسلمين .
أما قادة حماس في الخارج الذي طلوا علينا مؤخرا في أبهى حللهم وبكامل اناقتهم وكأنهم ذاهبون إلى حفلة عشاء ولا يشعرون بما يدور في غزة التي يفترض أن يكونوا فيها يعيشون مع شعبها مرارة وقسوة الهجمة البربرية التي طالته أريد أن أوجه لهم بعض الاسئلة التي تدور في أذهان الكثيرين غيري أولها ما هو شعوركم وأنتم تقيمون في أفخم الفنادق والفلل في قطر و تركيا وتتمتعون بالحياة الهادئة والصاخبة في نفس الوقت وتتابعون عن طريق التلفاز بعض ما يدور في بلدكم ومن ثم تخرجون بالخطابات العنترية والمقولات الرنانة ؟ ولماذا يقوم بعضكم بالتحريض وتأجيج النار في قلوب أهل غزة ضد اخوانهم من باقي الدول العربية وهم في أمس الحاجة إلى أن تمد لهم الأيادي لا أن تسحب وترفع عنهم ؟ وإن كان لكم يد في كل ما حدث وسيحدث هل هنالك خطة للعودة أم أنه اتفاق مسبق مع الصهاينة تم توقيعه ورسم أهدافه ؟ وهل الأسرى الذين في غزة سيكونون ورقة ضغط على الصهاينة من أجل التهدئة ومن أجل مبادلتهم مع الأسرى الفلسطينيين وخاصة في ظل عدم اللامبالاة الذي أبدته قوات الاحتلال في قصفها لكل الأماكن والتي قد يكون أولئك الأسرى الأجانب فيها ؟
أما الصهاينة الأنجاس فهم كما كانوا وكما سيبقون جبناء ومتفرقون ولم ولن يتفقوا على أمر واحد فلا بد من استغلال هذا الأمر الذي بدأت تتناقله وسائل إعلامهم وما الاعتراض المستمر على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلا دليل على ذلك وأن مصير هذا الكيان القذر الى الزوال عاجلا او أجلا ولكن لابد من الاستمرار بالإيمان بالحقوق وعدم الضعف او التراجع وعدم إعطاء المغتصب فرصة لإلتقاط الأنفاس وهذا الدور على كل المسلمين الذين يؤمنون بعودة المسجد الاقصى والأراضي المحتلة إلى الإسلام والمسلمين .
شعوب العالم الحر هبت من تلقاء نفسها وملئت الشوارع والميادين وخرجت في تظاهرات احتجاجا على ما يحدث في فلسطين والأراضي المحتلة وهذه الوقفات ستؤتي أكلها لأن بها رسائل ساخنه لحكومات الدول التي تؤيد الصهاينة وهم يعلمون أن ثورات الشعوب وانتفاضتها قادرة على تغيير الكثير .
طوفان الأقصى لم يكن مجرد عملية عسكرية فقط بل كان كصندوق أسرار أظهر بعضا من محتوياته ومازال هنالك الكثير لم يتم كشفه وكل ما حدث حسب ما رأينا وسمعنا مخطط له مسبقا أو تمت دراسة سيناريوهاته ونتائجه التي ظهرت وطبعا تبقى الضحية واحدة والجلادون كثر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا