
تبعات طوفان الأقصى
اظهر طوفان الاقصى وما تبعه من احداث هزت الكيان الصهيوني والعالم الضعف والهون الاسرائيلي وأثبت أنه لا توجد دولة او قوة لايمكن أن تقهر او تضعف أو يحدث بها خلل وثغرات أمنية يمكن استغلالها والبناء عليها من أجل تحقيق انتصارات أو مكاسب .
ولولا الأبرياء والمدنيين الذين يستهدفهم الكيان ويشن حربه الغاشمة عليهم لوجدنا هنالك سجالا و أخذا وردا بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني وقد يصل في إن حصلت الفصائل المقاتلة على دعم كما تدعم أمريكا اسرائيل الى تكبيد المغتصبين خسائر كبيرة في المال والعتاد والأرواح ولكن الولايات المتحدة هبت بكل ما لديها من توجهات لدعم الصهاينة والوقوف أمام أي سيناريوهات غير متوقعة قد تحصل .
وما كلمة الرئيس الامريكي بايدن في زيارته الأخيرة المشؤومة إلا تأكيد على التضامن الأمريكي والتأييد الصريح لكل ما قاموا به وينون القيام به في غزة وكل الأراضي الفلسطينية ودعم مباشر للصهاينة و لا بد أن تجد الولايات المتحدة الأمريكية ردود قوية من الدول العربية التي اسعدنا موقف اغلبها عند التقاء قادتها ومسؤوليها برئيس الوزراء الامريكي واتفاقهم على عدة أمور اعتقد أن جميعها لصالح أهل غزة وفلسطين .
ومازال لدينا أمل في أن يكون الموقف العربي والإسلامي اقوى واشد مع اشتداد الأوضاع وتأزم المواقف ونتمنى ان لا تكون هذه المواقف تعاطفيه او مبنية على الوقائع والأحداث التي تدور على الأرض وتنتهي بانتهائها
وبالنسبة للأسرى الموجودين لدى حماس والفصائل ادعوا أهلهم وذويهم والمنظمات الحقوقية والإنسانية بأن لا يقلقوا عليهم فهم بمأمن لدى المقاتلين الذي مهما كانت توجهاتهم أو اهدافهم أو طرقهم في القتال فإن عقيدتهم القتالية واحدة مبنية على ثوابت عديدة ومنها الحفاظ على الأسرى ومعاملتهم معاملة حسنة وعدم التنكيل بهم بعكس الأسرى الفلسطينيين الذين يقعون في قبضة الاحتلال وجنوده حيث يتم التنكيل بهم وتعذيبهم وقتلهم والاساءة اليهم وتعريضهم لضغوط نفسية كبيرة من أجل القضاء عليهم داخليا وخارجيا .
وما كان الإفراج في يوم أمس عن الرهينتان الأمريكيتان أكبر دليل على ما ذكرته وإن كان لدى هاتان الرهينتان البعض من المصداقية سيقولون الحقيقة كاملة من دون زيادة أو نقصان عن طريقة المعاملة التي عاملهم بها المقاتلين وكيف كانت اقامتهم معهم في الفترة الماضية ولكننا سنسمع ونرى الكثير من الأقاويل من وسائل الإعلام الغربية التي ستهاجم وبكل شراسة وستلفق الكذب وستظهر حماس ومقاتلي القسام كالوحوش التي لا ترحم اي شخص يقع في يدها .
وبالنسبة للموقف المصري نحن لا نتمنى ان يحصل اي ضرر لمصر والقيادة المصرية لها كل الحق في الخوف على بلدها من تسلل من تعتبرهم مخربين أو ارهابيين ولا اعرف ان كان القصد هو على حماس ومقاتلي الجهاد والفصائل الاخرى وكذلك لها كل الحق في ضمان بقاء الأرض لأهلها وإن كان موقف مصر هو من أجل تلك الأسباب ومن أجل أن لا تستغل إسرائيل النزوح الجماعي لأهل غزة فشكرا للقيادة المصرية ونحن معها قلبا وقالبا ولكننا نعترض على أمر ذكره الرئيس السيسي ولم يوضح المقصود منه وهو تحدثه عن صحراء النقب التي سيتم إسكان الفلسطينيين فيها لحين انتهاء اسرائيل من مهمتها المرسومة وهي القضاء على حركة حماس والفصائل المقاتلة .
فهل تتوقعون اذا دخلت قوات الاحتلال الى غزة ستخرج سالمة ؟ وأن خرجت سالمة فهل تعتقدون أنها ستخرج من دون أن تعيث في غزة الفساد وتفرض قوانينها وتضع أنظمتها ؟ وهل ستعيد سكان غزة الى مساكنهم أمنين ؟ بكل تأكيد لا فقد سبق وأن حدث ذلك في الأزمنة الماضية وأهل غزة لا يلدغون من جحر مرتين والأمر الأهم هو هل إذا سقطت المقاومة الفلسطينية سيهنأ الصهاينة بحياتهم طبعا لا لأنها لن تسقط أبدا فالمقاومة عقيدة ومنهج يسري في دماء الفلسطينيين ويفترض أن يكون كذلك في دم كل عربي ومسلم حر .
ورساله خاصة للمقاتلين المجاهدين لا يهم من يدعمكم ويمدكم بالسلاح طالما هو موجه ضد العدو الصهيوني ولكن أرجو تجنيب الأهالي والمدنيين القتال قدر المستطاع لأنهم لاذنب لهم ولا يخفى عليكم علما أن الصهاينة إن لم يقدروا الوصول إليكم فأنهم سيوجهون مدافعهم وطائراتهم ناحية الأبرياء العزل فجنبوهم القتل وخططوا قبل القيام بأي عملية تخطيطا مدروسا حتى لا يقع هذا العدد الكبير من الضحايا لأنكم كما تعلمون تقيمون في محيط ضيق وسهل كشفه بالنسبة للصهاينة وإن استخدمتم الأنفاق وتواريتم عن أسلحتهم وقناصتهم فلن يستطيع باقي الشعب الذي يعتبر الأغلبية منه شيوخ ونساء وأطفال الاختباء منهم فنرجو منكم دراسة الأمور وعواقبها قبل الإقدام على أي فعل بطولي .
بوركت تلك الأيادي والخطى التي أفزعت العدو وأبطلت الأقاويل ودحضت الأكاذيب حول أسطورة الجيش الذي لا يقهر والنظام الذي لا يخترق والقوة التي لا يمكن التكهن بها وأرجو استثمار هذا النصر وهذا التقدم الرائع بشكل يقوي الثقة ولا يترك للعدو مجالا لتصيد الأخطاء والزلات كما حدث في ما رأيناه من هجمه إعلامية شرسة قام بها الغرب وسخر كل وسائله الإعلامية من أجلها وفشلت بإذن الله وبحسن التصرف الذي أبداه المقاتلين وقاداتهم .
إن الأحداث التي جرت في الاسابيع القادمة كشفت الكثير من الأمور وأكدت على العديد من الامور ايضا وظهر المتاجرين بالقضية ومن يتكسبون منها وهذه عادتهم لا يظهرون إلا في النوائب والكروب وكشفت ايضا هذه الأحداث توجهات الكثير مما كانوا يعتبرون اصدقاء واخوة وظهروا على حقيقتهم الخبيثة التي تضمر السوء والحقد والغل .
وختاما نتمنى ان يحفظ الله غزة وشعبها وان يوقف هذا العدوان عليهم ويرد كيد المعتدي في نحره وان يسهل دخول المساعدات الإنسانية اليهم ويحقن دمائهم وأن يرفع من شأن المطالبين بالحقوق والساعين الى النصر والفوز ودحر المحتل وقهره .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا