- saraha-time تمدنا وتطورنا وازدادت عيوبنا - saraha-time

هنا تجد الصراحه والوضوح في المناقشه والحوارمن دون تجريح أو تطاول

اخر الأخبار

الأربعاء، 19 يوليو 2023

تمدنا وتطورنا وازدادت عيوبنا

 

تمدنا وازدادت عيوبنا

 

التمدن والتطور أمر واقع أصبحنا نعيشه منذ عدة سنوات وأثر على كثير من نواحي حياتنا احببنا ذلك أم لم نحب ورضينا بذلك ام لم نرضى .

 

ولكن الغريب في الأمر أن هنالك أمور حياتية كانت بارزة في العصر الذي سبق عصر التمدن والتطور الذي نعيشه الأن خف بريقها حاليا بل إن كثيرا منها قد تلاشى واندثر وظهرت لنا الكثير من الأمور التي شوهت جمال ما تربينا عليه وورثناه من أجيال ابائنا واجدادنا وقداوتنا.

 

فهل إثر التمدن والتطور سلبا علينا وأبرز عيوبنا التي كانت خفيه وغير ظاهرة للعيان؟

 

سؤال مهم يجب الوقوف عنده مرات ومرات لأن الواقع الذي نعيشه والأمور التي كانت تعتبر في الماضي من الأسرار أصبحت ظاهرة للجميع في هذه الفترة ولم يعد هناك ما يسمى سر بل إن كل شيء أصبح قابلا للعرض والفرجة.

 

فهل يا ترى هو سوء استخدام للوسائل الحديثة أم أن التمدن فرض نظامه علينا وأصبح الانقياد والإذعان لما جاء به هو السائد ولم يعد لنا رأي او قدرة على تغيير تلك الأيديولوجيات والفروض التي جاء بها عصر التطور والتمدن؟

 

وقبل ذلك كله هل التمدن والتطور سلبيان لهذه الدرجة وفيهما الكثير من الأمور المفسدة للمجتمعات والدول أم أننا نحن من فسرنا الأمور على هذا النحو وأساءنا الاستخدام وتركنا الفضائل والمنافع الموجودة فيهما وركزنا على المساوئ والمضار؟


وهل صحيح ما يقال أن من أسسوا التمدن والتطور ووسائله وأنظمته من الغرب وضعوا سيناريوهات كل ما يحدث الأن من أجل التدمير والتأثير السلبي على المجتمعات المسلمة الملتزمة التي وإن تأثرت بالاستعمار والحروب التي مرت عليها والتغيرات الديمغرافية والجغرافية إلا أنها ما تلبث ان تعود الى سابق عهدها ؟


وهل ديننا الحنيف ضد التطور والتمدن ؟ بكل تأكيد لا فالاسلام هو دين الحضارة ودين الرقي وهو الدين الذي يدفع الناس دفعا الى العلم والارتقاء بالنفس والذات وعمارة الأرض وينفر من التقاعس والهدم وكل ما فيه إيقاف لعجلة الحياة التي يجب ان تكون منطلقة بكل سرعة لإعمار الأرض .

 

أمر غريب جدا كيف غيبنا عقولنا وأصبحنا نقاد ولا نعترض على ما يحدث من سلوكيات وممارسات مستنكرة في شتى نواحي الحياة بل أصبحنا ندعمها سواء بقصد ام بغير قصد وأصبح الغرب المنحل يرى في نشر تلك السلوكيات والممارسات بيننا هدفا لا بد من تحقيقه والسعي بكل جهد من أجله.

 

ما الذي جرى للعقول واصحابها ما الذي جرى للمفكرين ومن كانوا يصدحون على المنابر ويستنكرون ويحتجون حتى على الأمور العادية والتي لا يجب استنكارها هل رضوا بالواقع وأذعنوا لما حمله هذا العصر ووقفوا بجانب أولئك الذين تأثروا أم أنهم ينتظرون ان تأتي الهداية من الله ونسوا أن النصيحة والاعتراض على الباطل وأهله وفاعلية أمر واجب في الإسلام وخاصة في زمن الفتن الذي نعيشه وجميعنا نعلم ماهي الطرق المتاحة لاستنكار المنكرات ؟

 

ولماذا ربطنا التمدن بالانحلال والتقليد الأعمى لتلك الأمم التي لا مبادئ لديها من الأساس والتي قامت على العهر وقلة الدين وهل اختلفت نظرتنا لانحلالها ؟

 

ولماذا أصبحت تلك الدول التي تعرف وتوصف مجتمعاتها بالفسق والمجون والتردي في الأخلاق والتصرفات هي من يحتج على الممارسات الخاطئة ويعترض عليها ولماذا أصبحت الاحتجاجات تعمها وأصوات الاستهجان والاستنكار تملئها ونحن من يفترض ان نقوم بذلك؟

 

هل أصبحت المجتمعات الغريبة هي أكثر عقلانية منا وأصبحت ترفض الفكر الذي جاء به التمدن الذي رسمته تلك الجهات التي تدعم الانحلال والفجور في المجتمعات بشتى توجهاتها ودياناتها وشعرت بخطورة تلك الأمور على أجيالها القادمة ومستقبل بلادها ؟


أمر محزن حينما نرى الشباب المسلم وهو يقوم بالتمسك بما جاء به الغرب وحتى وان كان هذا الأمر لا يجوز شرعا ولكنه التقليد الاعمى الذي ابتلينا به والذي ينظر اليه شبابنا بأنه تمدن وتحضر وهو تخلف وتراجع وانحدار وصدق رسولنا الكريم حينما قال 

لتتَّبعنَّ سَننَ من كانَ قبلَكم حذو القُذَّةِ بالقُذَّةِ حتَّى لو دخلوا جحرَ ضبٍّ لدخلتُموه. قالوا: اليَهودُ والنَّصارى؟ قالَ: فمَن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا