
هل تفعلها المملكة العربية السعودية وتغير واقع العرب ؟
تطورات مستمره واحداث لا تتوقف في العالم بأسره وتقلبات سياسية اشتركت اغلبها في أمر واحد او بتعبير اوضح برز لاعب مهم جدا كان متواجدا في السابق ولكن اللاعبين الدوليين السابقين حاولوا تهميش دوره وتحجيم امكانياته واهميته وكانوا مخطئين في كل ما يريدون فعله وانعكست كل تلك المحاولات لصالحه واصبح هو ابرزهم وله تاثير مباشر في الكثير من المناطق المختلفه من العالم وخاصة العالم العربي والشرق الأوسط ذلك اللاعب هو المملكة العربية السعودية .
نعم انها السعوديه التي يحب ان يطلق عليها شعبها الوفي السعودية العظمى وهي كذلك بكل تأكيد فمنذ نشأتها والتاريخ الكبير الذي مرت به والاحداث المتعاقبه التي عاشتها مناطقها ومن مروا على ارضها والتي بدت كتهيئه من المولى عزوجل لما ستكون عليه هذه الدولة مستقبلا وها نحن نرى ونسمع ما يبهر ويثلج الصدر ليس في هذا البلد فقط بل تعداه الى خارج الحدود.
وسواء اتفقت ام لم تتفق مع الحكومة السعوديه وتوجهاتها او ما قيل عن تجاوزاتها التي لم نرها بأعيننا ولكن سمعناها عن طريق المعادين للمملكة والحاقدين عليها والمقهورين من دورها المهم في احباط كل المخططات التي سعت وما زالت تسعى من اجل النيل من العالم العربي والاسلامي ووضع اليد على خيراته واستخدام ما يستطيعونه من اجل تحقيق مصالح وغايات شخصية او اجندات خارجية وهذا هو الأولى والاهم بالنسبه لهؤلاء وبكل تأكيد نحن لانزكي أحدا والأخطاء وارده عند كل شخص ونحن في النهايه بشر روساء كنا او مرؤوسين .
ولو استرجعنا الماضي القريب الذي كانت فيه السعودية منغلقه داخليا بعض الشيء وتطبق قوانين صارمه في الكثير من امور الحياه بسبب وضعها الديني الحساس والفترات المختلفه التي مرت عليها المملكه والاحداث الدينيه والسياسيه المختلفه والاضطرابات التي عاشتها لوجدت الكثيرين يلومون ويجرمون الاجراءات التي كانت تقوم بها السلطات السعودية التي اتهمت حينها بالتشدد والقسوه في التعامل مع الشعب ودفعه الى التطرف والعنف والمساعده في نشر الجهل ومحاربه التطور والتمدن الذي يربطونه بالعري والعهر ونسي هؤلاء ان تلك الاجراءات التي كانت تقوم بها السعوديه أمور داخليه لا يحق لأي شخص التدخل بها او تناولها بأي شكل من الاشكال ونسوا ايضا أن المقدسات الموجوده في المملكه والتي تعني المسلمين جميعا لابد أن يكون هنالك حرص واهتمام خاص ومختلف عليها بشكل أكبر وكل دولة حرة باختيار الطريقة التي تحفظ بها أراضيها وابنائها من دون ايقاع الظلم والقهر على الناس ونسوا أنه على الرغم من ذلك كان الدور السعودي مستمرا في حماية المقدسات والدفاع عنها وخاصة المسجد الاقصى والشعب الفلسطيني الذي لم تتركه المملكه منذ بداية مصيبته الى الأن وغيره من الدول والشعوب المسلمه المضطهده.
وبعد النقله النوعيه والانفتاح الكبير الذي طرأ على المملكة لم تسلم ايضا السعوديه من اسهم المنتقدين وحرابهم التي سلطوها على السلطه واتهموها بتمييع الدين والتلاعب بمشاعر المسلمين وطالب الكثير بتدويل الحج والعمره ونقل المقدسات بحجة بعض الاحداث التي جرت وبكل تأكيد لم يكن الهدف الحج او العمره بل كان الهدف الاساسي هي السعودية وانتشرت مقولة أطهر أرض وانجس شعب بشكل كبيرعلى الرغم من ان المجتمع السعودي في تلك الفتره يعتبر من أكثر البلدان التزاما بأمور الدين ولذلك كان أهل الوبعد الانفتاح أصبح السعودي مستهدف في كل مكان من أجل ايصال رسالة له بأن حكومتك هي من جعلتك منبوذا ومكروها وكل ذلك كذب طبعا وحتى وان كانت بعض الامور التي تجري في السعوديه مستنكره ومستغربه بسبب اعتيادنا على أن تكون المملكة خاليه من مثل هذه الممارسات لأنها بالنسبه للمسلمين تعتبر مرجع ديني اساسي ولكن نرجع ونقول أن ما يحدث من تغيير شأن داخلي سعودي وهذا الأمر يحدث في كل أو اغلب الدول العربية بل إن ما يحدث في اغلبها لا يقارن بما يحدث في السعودية.
وبالنسبه للمعارضين والاذناب الذين هربوا من المملكة لأسباب هم والنظام السعودي والشعب السعودي اعلم بها هؤلاء لايستحقون الاهتمام او التطرق اليهم لأنه خونة والخائن لا امان له فهل يعقل ان يكون هنالك شخص عاقل يهرب من بلده الى بلاد الكفر او كما يسمونها بلاد الحريات من اجل ان يعيش على الفتات ويتكسب من الهجوم على بلده الأم والتقليل من رموزه ونشر الشائعات وتنفيذ اجندات اسياده ومموليه والسعوديه ليست استثناء فالعديد من الدول العربيه كان فيها معرضين تم شراء ذمم اكثرهم وتم اغرائهم بالمال والمناصب او الإقامات الدائمه في القصور والفلل ، وحتى وان ظهروا في قنوات مموله ومواقع التواصل تراهم يتحدثون بطريقة تدلك على أن ما ينطقون به تم تلقينهم اياه حتى لا يتجاوزوه او ينقصوا منه وقد يكون اغلبهم مجبرا على لا يتم طرده من ذلك البلد لأن في وقت الخلافات بين المعارضين وبلدهم وخاصة ان كان هذا البلد مؤثرا في العالم كالسعودية تكشر اجهزة الاستخبارات المعاديه عن انيابها وتصطاد هؤلاء لتحصل على مكاسب لا يهم كم يبلغ حجمها والمهم لديها هو التشويش والتشويه فقط والسعوديه مستوعبه لكل ما يحاك لها وتتعامل مع هؤلاء الخونه بالاسلوب الذي يربكهم ويجعلهم يندمون على تصرفاتهم ويشعرون بالخوف والقلق وهم في بلد الحريات الذي سلب حريتهم .
وبالعودة الى الوقت الحالي والواقع الذي نعيشه وما يجري في المنطقه من احداث تتضح لنا مواقف السعودية التي حملت الرايه وحدها وانطلقت في خضم هذا البحر الهائج من أجل تجميع الشتات وتوحيد الصفوف ورصها والمحافظه على ما تبقى قبل أن تتحول دول كامله الى اثر بعد عين وسيقول المعادين ان السعوديه لعبت دورا في احداث ما سمي حينها بالربيع العربي وشاركت في بعض ما جرى في العديد من الدول والصحيح ان السعوديه كانت وما تزال تسعى الى اخماد الفتنه التي سميت حينها بالثورات لانها تعلم ان نتائجها مدمره وهي مما حذر منه نبينا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه والعلماء الربانيين وتعتبر خروج عن طاعه ولي الأمر وهاهي الدول التي تأثرت بالربيع العربي وركبت موجته تعاني الأمرين وتتحمل تبعاته بشكل كامل وان كان للسعوديه دور فهو محاولة كبح جماح الظالمين ومن ساعدهم واعانهم على الاستمرار في الظلم والبطش وكان كل وزاء ومسؤولي المملكه الذين رحلوا عن الدنيا والذين مازالوا فيها الا اليوم ينادون في كل مؤتمر بضرورة الاصلاح واعطاء الناس حقوقها والعدل والمساواه في التعامل حتى لا تترك الشعوب اوطانها التي يزخر اغلبها بالخيرات والموارد التي جعلت اعين الطامعين تتسع وتلتفت لها
وكانوا يركزون في خطاباتهم على حماية الشعوب وخاصة الشعب الفلسطيني والسوري والعراقي وسعوا جاهدين الى ايقاف حمام الدم واوقفوا دعمهم بعد ان تبين لهم أن الوضع لم يعد يتحمل استمرارهم في تقديم الدعم لطرف على حساب اخربعد انحراف الأمور عن مسارها الصحيح وبالنسبه لليمن فأهل مكه أدرى بشعابها واليمن البلد الجار للمملكة يعرف اهميته بالنسبه لها والدور الذي لعبته السعودية معها ولولا التصراع السياسي الداخلي الذي تصاعدت نيرانه ودخلت الى المملكة بسبب تدخل ملالي ايران ودعهم للحوثيين لكان لليمن وضع مختلف خاصه ان جاء على راس السلطه من يريد تغيير واقعها واصلاحه.
تحملت السعودية الكثير من المؤامرات والخيانات والغدر من ابنائها واخوانها وحتى اصدقائها وبقيت على الرغم من ذلك تمد يدها للجميع وتتدخل للصلح والدفاع عنهم جميعا وبسبب الصبر وطول البال وصلت السعوديه الى ما وصلت اليه وهذه المكانه تجعلنا نطرح هذا التساؤل المشروع المكسو بالأمل والتمنيات هل تفعلها السعودية وتغير واقع العرب ؟
بالنسبه لي هي قادره وبدأت في ذلك ولكن هذا الأمر سيواجه صعوبات وتحديات كبيره من الدول الكبيره والصغيره في نفس الوقت فلن تسمح لك دول عظمى لها تاريخ سياسي في المنطقة وقبل التاريخ لها مطامع ومصالح لم ولن تنتهي ابدا أن تقوم بأي فعل قد يجعلها خارج الحسابات وها هو بايدن يظهر لنا ما نتحدث عنه هو ومسؤولين في البنتاغون بالاضافة الى الحاقدين الذين سلطوا اقلامهم والسنتهم على المملكة التي تعمل بكل طاقتها ولا تلتفت الى الخلف ولا تعير هؤلاء اي اهتمام وتمضي في سبيل تحقيق ما تطمح له .
ومن الصعوبات التي قد تواجهها المملكة هو الحقد والغيره وعدم التفاهم بينها وبين الدول العربيه التي ما زال حكومات بعضها حاقدة على المملكة قيادة وشعبا وترفض أن تتعاون معها أو تستمع لأرائها حتى وان كانت هذه الاراء ستصب في النهايه في مصلحتها ولكنه الكبر والحقد الذي اذا استشرى في نفوس البشر لن يوقف تمدده اي شيء .
برغم كل ما قيل سابقا الا ان المؤشرات تدل على أن القادم مبشر بخير وستنجح السعودية في اعادة اللحمه العربيه وتغيير الواقع الذي اصبحت اجوائه مقبولة بعض الشيء وذلك بتوفيق الله ومجهودات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين الأمير الشاب محمد بن سلمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا