
لغتك هويتك اعتز بها ودافع عنها
لفت انتباهي هذا المقطع الذي جمع مذيعه احد البرامج مع فتاه في سن الدراسة حيث أصرت الأخيره على التحدث باللغة الانجليزية ولكن المذيعه اصرت على أن تتحدث باللغة الأم وهي اللغة الأسبانية وبعد أن اشتد اصرار الفتاة أشتدت لهجة المذيعه وارتفع صوتها وأصبح اسلوبها في الكلام أكثر قوة وحمل بعض كلمات التهديد المخلوط بدعوى الاعتزاز باللغة وفي النهاية رضخت الفتاة لطلب المذيعه واعتذرت منها أو وافقت على رايها وردت عليها باللغة الأسبانية .
بغض النظر على الطريقة والأسلوب التشدد الكبير من المذيعه مع الفتاه إلا أنها تشكر على هذا الاعتزاز الكبير بلغتها واصرارها على ان تكون هي لغة الحوار في البرنامج وهذا أمر يجب أن يقوم به كل شخص يحب لغته ودينه فلغة البلد تعتبر عنوانا له وكثيره هي الشعوب التي تقيس ولائها وحبها لوطنها باللغة التي يتحدثون بها ودائما ما تركز العديد من الدول كألمانيا على الحديث باللغة الأم وحتى القادمين الى بلادها كالمغتربين واللاجئين والباحثين عن فرص العمل يجبروا على دخول معاهد من أجل تعلم اللغة لأنها ستكون لغة الخطاب الأولى لهم طول فترة اقامتهم أو ان ارادوا الحصول على جواز البلد أو الامتيازات التي تعطيها الدولة لهم .
وطبعا في البلاد العربية التي خص الله شعوبها بأفضل وأسمى لغة وهي اللغة العربية لغة القرأن أصبح ابنائها هم من يقومون بطمس هويتها وتشويه صورتها إما بتركها نهائيا او اضافة كلمات اجنبية على أغلبها ولم نعد نسمع اللغة العربية الفصحى الجميله الا في بعض البرامج ونشرات الاخبار في وقتنا الحالي بعكس السنوات الطويلة الماضية التي كانت هنالك برامج لا تعد ولا تحصى تعتني باللغة وتهتم بها وتدخل في تفاصيلها وأزمنتها وضمائرها وكان الناس يحضرون دروس مجانية عبر التلفاز والمذياع مختصه باللغة العربية الجميلة .
وكذلك الأمر في المدراس والمعاهد التي كانت اللغة العربية هي السائده فيها بل ان في بعض مراحل الدراسه كانت اللغة العربيه والحديث بها يفرضان فرضا على الطلاب حتى يتعودوا على أن تكون هي اللغة الأولى في التخاطب بينهم واتذكر تلك الأيام التي كنا نعود الى بيوتنا ونتحدث بالفصحى مع والدينا او في مجالسنا وتجمعاتنا وكانت فرحتنا بهذا التغيير لا توصف وفي اليوم التالي نتفاخر أمام معلمنا بأننا تحدثنا طوال اليوم بالفصحى من دون أن نأتي بأي كلمة عامية وكانت المراقبه الذاتيه حينها عالية جدا فماذا اختلف الأن؟ولماذا لا تعود مثل هذه النشاطات في المدراس بتخصيص يوم كامل أو أكثر في كل اسبوع للافتخار باللغة والحديث بها دون غيرها من اي لغة أو لهجه محليه ويبدأ بذلك المعلمين لكي يقتدي بهم الطلاب ويتم اخبار الطلاب بضروره نشر الحديث بالعربية الفصحى في اليوم المخصص لها خارج المدرسه وفي اي تعامل مع الاهل والاصدقاء أو شخص اخر .
لماذا لم تعد اللغة العربية مقدرة في المدراس والجامعات والمعاهد ؟ لماذا اصبح الابناء من عدة سنوات ماضية لا يفقهون الكلمات العربية البسيطة ولا يستطيعون أن يصيغوا موضوعا بسيطا عن أي أمر من أمور الحياة الا بمساعده من هنا وهناك ؟ ولماذا أصبحت اللغة العربية لا يمكن أن تظهر لنا من دون اضافة كلمات اجنبية ؟ وهل هذه الاضافات تعتبر من التقدم أم انها تخلف وتأخر ؟ وما علاقة اللغة الاجنبية الدخيله باللغة العربية الأصيله وهل هذا التداخل والمزج يقوي اللغة القوية ؟ لماذا أصبحت اللغة العربية غريبه في بلادها وبين أهلها ؟ لماذا بتنا نسمع اللغة الجميلة السليمة من غير ابنائها ومن ولدوا وشبوا على لغات وثقافات مختلفه ؟ هذا أمر أخر يحتاج الى وقفه وتفصيل لأنه خطير جدا ومحزن في نفس الوقت .
الأجانب الذي تعلموا اللغة ابهرونا بإتقانهم الحديث باللغة العربية بل إن الكثيرين منهم درسوا اللغة العربية وعرفوا تاريخها وخبايها واسرارها وطبعا لم يجدوا كتابا أفضل من القران الكريم لاستقاء اللغة منه وأخذها من منبعها الصافي المليئ بالمعاني والكلمات التي تستحق التمعن والخوض في بحورها فدرسوا القران وحفظوه ايضا وشرحت صدور الكثيرين منهم للاسلام بمجرد سماعهم بعض الايات باللغة العربية التي فيها اعجاز رباني كبير وخاصة في حديث غير الناطقين بها وتعلمهم لها عن طريق القران وهنالك سؤال تداوله الكثيرين من المهتمين باللغة العربية وهو ألا نستحي من أنفسنا ونحن نرى غير ابناء اللغة هم من يهتمون بها ويدافعون عنها ويسعون الى نشرها ؟ ولماذا يؤثر الأجانب علينا لغويا في بلادنا من دون أن نؤثر عليهم وهم بين ظهرانينا ؟
ومما يعطينا أملا في استمرار الحفاظ على اللغة في زمن السوشل ميديا هو تلك البرامج التي خرجت من فتره بلغة عربيه فصحى سليمه رائعه سواء كانت ترفيهه او وثائقيه أو تاريخيه وقام أصحاب تلك البرامج والقنوات بدور رائع من قصد أو من دون قصد بدعم اللغة والتأثير على غيرهم من أصحاب القنوات والحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي واصبحت العربية الفصحى هي السائده والأكثر انتشارا في مواقع التواصل الاجتماعي بجانب اللهجات الأخرى ونرجو أن تكون العربية على الواقع كما هي في العالم الافتراضي وأكثر.
وهنا استحضر فيديو رائع للأمير السعودي خالد الفيصل وهو يتحدث عن اللغة في موقف حدث له وتعليقه بعد سماعه مقابله لمرأه في لقاء تلفزيوني تقوم بمزج اللغة العربية بالإنجليزية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا