- saraha-time الخبايا والاسرار السياسية بين تبرئة الذمه وبين السبق الاعلامي - saraha-time

هنا تجد الصراحه والوضوح في المناقشه والحوارمن دون تجريح أو تطاول

اخر الأخبار

الأحد، 23 أكتوبر 2022

الخبايا والاسرار السياسية بين تبرئة الذمه وبين السبق الاعلامي

 

الخبايا والاسرار السياسية بين تبرئة الذمه وبين السبق الاعلامي

الخبايا والاسرار السياسية بين تبرئة الذمة وبين السبق الاعلامي


انتشرت في السنوات الاخيره العديد من البرامج السياسية التي كشفت العديد من الاسرار السياسية ورفعت الحجاب عن معلومات كانت طي الكتمان وذهبت بذهاب فترة أصحابها ، وان عرف بعضها وتم تداوله الا ان هذه المعرفة في الأغلب تكون ناقصه وغير واضحه المعالم ولذلك أتت بعض هذا البرامج التي اماطت اللثام عن الأسرار وجعلت من عاش تلك الفترة يبوح بكل ما شهده من احداث وعاشه من وقائع .


بالنسبه لي فإن التاريخ وما دار فيه من وقائع في عالمنا العربي والإسلامي أمر يستحق المتابعه والمراجعه للاستفاده من الدروس والعبر التي حملها والاتعاظ والتعلم من الاخطاء الكبيره التي ارتكبت حينها ولكن هنالك أمر مهم وهو المصداقيه في نقل ما دار والتوثيق الصحيح لما تم لأن هنالك تزوير وتأليف وزيادة ونقصان واردان اثناء الحديث عن التاريخ يؤثران سلبا و ايجابا في المتلقي ويشعلان بداخله صراعا قد يؤثر في فكره ومعتقداته وانتمائه .


وهنالك أيضا أمر غريب ويدعو الى الحيرة والتساؤل وهو ما السبب في خروج هذا الكم الهائل من السياسين والمسؤولين السابقين والذين ارتكبوا او شاركوا في ارتكاب الفظائع والفضائح في ازمنة غابره وأماكن مختلفه مؤخرا؟ ولماذا لم تكن هذه الصحوة والاستفاقه في فترة متقدمة وهم في عز قوتهم وقمة توهجهم لعل ما سيقولونه حينها قد يغير شيئا من الواقع المر الذي تعيشه الأمة الأن ؟


  أم أن تلك الفترة كان يصعب فيها التحدث عن الأوضاع الراهنة ويخشى كل من لديه سر من مقص النظام الذي يمكن ان يطيح برقبته حينها ؟ ام انه التواطئ والمصالح التي كانت تدير تلك الشخصيات منعتهم من البوح بما يستحق أن يقال ؟ وهل سيصدق المستمع والمتابع ما يكشفه هؤلاء السياسيين السابقين من أسرار ويعرضونه من حقائق في هذا الوقت ؟


كل تلك الأسئلة المهمة أجابت عنها بعض البرامج التي استضافتهم وجعلت الأمور شبه واضحه لمتابع الشأن السياسي والساسة في عالمنا العربي والإسلامي والعالم بأسرة . 


تبرئه ذمة 


يقول الكثير من المتابعين أن ظهور هؤلاء الساسة والمسؤولين والرؤساء السابقين بعد اعتزالهم العمل السياسي واكتفائهم بما ارتكبته أيديهم من فظائع وفواجع وخيبات أمل أو انتصارات ونجاحات يــأتي لتبرأة ذممهم مما قاموا به في فترة من الزمان وتبييض صفحاتهم التي تلوثت بالعديد من الأحداث،  ولكن للأسف هذه الاعترافات لن تكون كما يتمنى أولئك لأن ما قاموا به  ترك أثـارا وجروحا في أجساد وعقول الكثيرين بل إن بعضهم اورث تلك الجراحات والألآم لأبنائه وأحفاده فهي لم تبرأ بمجرد اعتراف مرتكبيها وطلبهم التوبة والسماح من الشعوب التي ذاقت الأمرين منها ومات أغلب أبنائها او غيبوا في السجون أو هجروا من بلدانهم  في فترة وجود هؤلاء على رأس السلطة أو فيها.

وقد يكون السرد وإظهار الحقائق جالبا للويلات والاحقاد على هذا الشخص خاصة ان كان هذا الشخص صاحب علاقة مباشرة مع النظام الديكتاتوري الذي كان يدير مقاليد الحكم في هذا البلد أو ذاك أو ان كان مساهما بطريقة مباشرة في القمع والتعذيب وارتكاب المجازر وبعد أن يلعنه التاريخ ستلعنه الشعوب التي اكتوت بناره ونار النظام الذي ينتمي له وسيجد الهجوم الذي لم يتوقعه خاصة بعد ذهاب الحصانة والحماية التي كان يتمتع بها بل إن الكثير من المتابعين يشككون في رواية هذا السياسي لأنه كان مشاركا في الخراب والدمار الذي لحق بهذا البلد اما بالتأييد أو الاكتفاء بالسكوت ومباركة ما يحدث  .

وقد رأيت في بعض اللقاءات التي جرت لشخصيات عاصرت الأحداث في بعض الدول التي تحمل تاريخ سياسي عريق ومظلم في جانب ومشرق في الجانب الأخر مثل مصر و سوريا والعراق واليمن ولبنان وفلسطين والكويت والسعودية  انهم يستخدمون بعض العبارات التي عرضت الكثيرين منهم لهجمات وصلت لمحاولة الاغتيال والتصفية في الداخل والخارج مثل عبارة "أنا لست نادما " و "لو عاد بي الوقت لقمت بما قمت به وأكثر " و " ما ارتكبناه في تلك الفترة كان أمرا عظيما يستحق التكرار" وغيرها الكثير من العبارات الاستفزازية التي يرى أصحابها أنها أمر صحيح لا يجب الندم عليه. 

حتى أولئك الذين لم يكونوا في السلطة بل عاصروا فتراتها والاحداث التي جرت فيها سيكون اعترافهم وسردهم للخبايا والاسرار بمثابة جرعات استفزازية للكثيرين ومطلب سياسي للباحثين عن  التوضيحات لبعض الأحداث التي غابت حقيقتها عنهم ولكن في النهاية هنالك نظرة مختلفة للمتابعين من الجيل السابق عن نظرة الجيل الحالي الذي قد ينبهر ويتعجب ويعجب بما يسمعه من سرد وبعد ذلك سيبحث عن المصادر والكتب التاريخية التي تحدثت عن تلك الفترات، وهذه ميزة من الميزات القليلة لإظهار الخبايا والاسرار السياسية بالإضافة الى المعرفة السياسية التي قد يكتسبها الجيل الشاب الذي لم يعيش الفترات التاريخية السابقة المليئة بالأحداث في العالم .

سبق اعلامي


ان الاستضافات للشخصيات السياسية التي عاصرت عدة أزمنه وشاركت في العديد من الأحداث التي أثرت على المنطقة في البرامج الحوارية والنقاشية أمر تستهدفه أغلب الشبكات التلفزيونية و الإذاعية من أجل تدوين أسمها في سجل القنوات الناجحة وصاحبة الريادة والسبق في تقديم كل جديد ونيل اخبار ومعلومات حصرية لم تسبقها اليها أي شبكة إعلامية ولذلك تجد هذه المذيع يتفنن في  طرح الأسئلة واستخراج اكبر قدر من المعلومات من الضيف ومحاولة الدخول معه الى دهاليز السياسة والغوص في اعماقها للحصول على الدانات الثمينة التي يبحث عنها كل اعلامي عند اجرائه للقاء مع شخصية سياسيه لها صولات وجولات في عالم السياسة 


وفي كثير من الأحيان يتعمد المذيع الى استفزاز الضيف بتوجيه كيل من الاتهامات والتجريح من أجل تسجيل ردة الفعل التي ستصدر من هذا الضيف حتى يتم اصطيادها وتحويلها الى لحظة نجاح للقناة والمذيع والحصول على تصريح حصري وفي الحقيقة ما هو الا ردة فعل على تم ذكره من كلام لم يعجب الضيف ووجب عليه الرد على ما جاء فيه. 


وفي اغلب اللقاءات تكون الأسئلة متكررة واجوبة الضيوف كذلك الا الذين يحبون التأليف والزيادة والتنويع في الأجوبة وسرعان ما يقعون في شرك الكذب الذي يكذبونه ويكون الجمهور المتابع هو من يكتشف هؤلاء ويفضحهم بل إن البعض تخصص في عمل البرامج التي تكشف مزوري الحقائق السياسية وتفضح كذبهم وتلفيقهم .


ولا ننكر وجود لقاءات لشخصيات حياديه عاصرت فترات مهمه من تاريخ الأمة ووقفت في عدة مواقف وحاولت قدر الإمكان الحفاظ على الاتزان السياسي في المنطقة في تلك الفترة ولكن الظروف والأوضاع كانت أقوى منها ومثل هذا الشخصيات تستمع بالاستماع لحديثها وشهادتها على التاريخ وتعيش معها الوضع من كل نواحيه من دون التحيز لطرف .


ذلك بعض ما استنتجته من موجة البرامج السياسية التي  تضرب شواطئ الاعلام العربي لتخرج ما كان مخبئا في أعماق البحار العميقة التي لم يكتشفها الكثير من الغواصين حتى الأن لأن السياسة بحر عميق بل محيط بحاجة إلى دراسات مستمرة لا تتوقف للوصول إلى كل ما يحويه من أسرار . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا