.jpg)
الخبايا والاسرار السياسية بين تبرئة الذمة وبين السبق الاعلامي
انتشرت في السنوات الاخيره العديد من البرامج السياسية التي كشفت العديد من الاسرار السياسية ورفعت الحجاب عن معلومات كانت طي الكتمان وذهبت بذهاب فترة أصحابها ، وان عرف بعضها وتم تداوله الا ان هذه المعرفة في الأغلب تكون ناقصه وغير واضحه المعالم ولذلك أتت بعض هذا البرامج التي اماطت اللثام عن الأسرار وجعلت من عاش تلك الفترة يبوح بكل ما شهده من احداث وعاشه من وقائع .
بالنسبه لي فإن التاريخ وما دار فيه من وقائع في عالمنا العربي والإسلامي أمر يستحق المتابعه والمراجعه للاستفاده من الدروس والعبر التي حملها والاتعاظ والتعلم من الاخطاء الكبيره التي ارتكبت حينها ولكن هنالك أمر مهم وهو المصداقيه في نقل ما دار والتوثيق الصحيح لما تم لأن هنالك تزوير وتأليف وزيادة ونقصان واردان اثناء الحديث عن التاريخ يؤثران سلبا و ايجابا في المتلقي ويشعلان بداخله صراعا قد يؤثر في فكره ومعتقداته وانتمائه .
وهنالك أيضا أمر غريب ويدعو الى الحيرة والتساؤل وهو ما السبب في خروج هذا الكم الهائل من السياسين والمسؤولين السابقين والذين ارتكبوا او شاركوا في ارتكاب الفظائع والفضائح في ازمنة غابره وأماكن مختلفه مؤخرا؟ ولماذا لم تكن هذه الصحوة والاستفاقه في فترة متقدمة وهم في عز قوتهم وقمة توهجهم لعل ما سيقولونه حينها قد يغير شيئا من الواقع المر الذي تعيشه الأمة الأن ؟
أم أن تلك الفترة كان يصعب فيها التحدث عن الأوضاع الراهنة ويخشى كل من لديه سر من مقص النظام الذي يمكن ان يطيح برقبته حينها ؟ ام انه التواطئ والمصالح التي كانت تدير تلك الشخصيات منعتهم من البوح بما يستحق أن يقال ؟ وهل سيصدق المستمع والمتابع ما يكشفه هؤلاء السياسيين السابقين من أسرار ويعرضونه من حقائق في هذا الوقت ؟
كل تلك الأسئلة المهمة أجابت عنها بعض البرامج التي استضافتهم وجعلت الأمور شبه واضحه لمتابع الشأن السياسي والساسة في عالمنا العربي والإسلامي والعالم بأسرة .
تبرئه ذمة
سبق اعلامي
ان الاستضافات للشخصيات السياسية التي عاصرت عدة أزمنه وشاركت في العديد من الأحداث التي أثرت على المنطقة في البرامج الحوارية والنقاشية أمر تستهدفه أغلب الشبكات التلفزيونية و الإذاعية من أجل تدوين أسمها في سجل القنوات الناجحة وصاحبة الريادة والسبق في تقديم كل جديد ونيل اخبار ومعلومات حصرية لم تسبقها اليها أي شبكة إعلامية ولذلك تجد هذه المذيع يتفنن في طرح الأسئلة واستخراج اكبر قدر من المعلومات من الضيف ومحاولة الدخول معه الى دهاليز السياسة والغوص في اعماقها للحصول على الدانات الثمينة التي يبحث عنها كل اعلامي عند اجرائه للقاء مع شخصية سياسيه لها صولات وجولات في عالم السياسة
وفي كثير من الأحيان يتعمد المذيع الى استفزاز الضيف بتوجيه كيل من الاتهامات والتجريح من أجل تسجيل ردة الفعل التي ستصدر من هذا الضيف حتى يتم اصطيادها وتحويلها الى لحظة نجاح للقناة والمذيع والحصول على تصريح حصري وفي الحقيقة ما هو الا ردة فعل على تم ذكره من كلام لم يعجب الضيف ووجب عليه الرد على ما جاء فيه.
وفي اغلب اللقاءات تكون الأسئلة متكررة واجوبة الضيوف كذلك الا الذين يحبون التأليف والزيادة والتنويع في الأجوبة وسرعان ما يقعون في شرك الكذب الذي يكذبونه ويكون الجمهور المتابع هو من يكتشف هؤلاء ويفضحهم بل إن البعض تخصص في عمل البرامج التي تكشف مزوري الحقائق السياسية وتفضح كذبهم وتلفيقهم .
ولا ننكر وجود لقاءات لشخصيات حياديه عاصرت فترات مهمه من تاريخ الأمة ووقفت في عدة مواقف وحاولت قدر الإمكان الحفاظ على الاتزان السياسي في المنطقة في تلك الفترة ولكن الظروف والأوضاع كانت أقوى منها ومثل هذا الشخصيات تستمع بالاستماع لحديثها وشهادتها على التاريخ وتعيش معها الوضع من كل نواحيه من دون التحيز لطرف .
ذلك بعض ما استنتجته من موجة البرامج السياسية التي تضرب شواطئ الاعلام العربي لتخرج ما كان مخبئا في أعماق البحار العميقة التي لم يكتشفها الكثير من الغواصين حتى الأن لأن السياسة بحر عميق بل محيط بحاجة إلى دراسات مستمرة لا تتوقف للوصول إلى كل ما يحويه من أسرار .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا