.jpg)
الشباب بين الطموح والتثبيط
لعب الشباب في العصور الذهبيه من تاريخ المسلمين دورا مهما واثروا في كثير من المراحل المهمه من تاريخ امتنا العريق فقادوا الجيوش في الغزوات والمعارك وسطروا اسمائهم في قائمه العظماء نذكر منهم اسامة بن زيد بن حارثه الذي يعتبر اصغر قائد لجيوش المسلمين و طلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن الداخل وعبد الرحمن الناصروأسامة بن زيد و محمد الفاتح: و الزبير ابن العوام و معوّذ بن عفراء ومعاذ بن الجموح و زيد بن ثابت وغيرهم الكثيرين من الصحابه والتابعين .
ولو رجعت الى الاسماء التي ذكرت لاستغربت من الاعمار التي كانوا عليها وماهي الانجازات التي قاموا بها والتي مازال يتحدث عن التاريخ ويذكرها في كتبه وستتوارد الاسئله في ذهنك ما هو المحفز والطموح الذي جعل اولئك القادة الذي كانوا في عمر المراهقه والشباب من النهوض بالامة في تلك الاوقات الصعبه وقيادة من يكبرونهم قدرا وسنا في اهم المعارك في تاريخ المسلمين ويقومون بفتوحات عظيمة هزت اركان دول عظمى كانت قائمه في ذلك الوقت وقد يكون مصاحبتهم للرسول صلوات ربي وسلامه عليه وحضورهم لمجالسه واستماعهم لنصائحه واحاديثه النبوية وتوجيهاته الأبوية التي انارت طريقهم وطريق كل من تبعها وسيتبعها وسترشده الى طريق الحق والرشاد اومرافقتهم الخلفاء الراشدين ائمه الهدى وخير البشر بعد الرسول ومن ازدادت شعلت الايمان وهجا في عصرهم السبب الرئيسي في ذلك ومن ثم الوالدان اللذان يؤثران في حياة الابناء اكثر من غيرهما من خلال التنشئه الصحيحه .
ولو القيت نظرة على الواقع الذي نعيشه والذي عشناه سابقا سترى الاختلاف الكبير الذي طرأ على شبابنا على الرغم من انهم مسلمين موحدين يحبون الله ورسوله وفطرتهم طيبه يتبعون الحق ويسعون له وحتى ان ابدا بعضهم غير ذلك الا ان ما في القلب والعقل يختلف ومن اول نصيحه او توجيهه يصل اليهم قد يتراجعون ويعودون الى فكرهم ومنطقهم ويلفظون كل فكر غريب لان فطرتهم سوية وصالحه ونشــأتهم صحيحه .
وفي هذا المقال احببت ان اسلط الضوء على الطموح الذي يوجد لدى شبابنا المسلم العربي والاسباب التي تؤثر فيه وتتسبب في تثبيطه وبعد التوكل على الله نبدأ مقالنا :
نظرة عامة على الشباب العربي المسلم :
الشباب هم الوقود الذي تنطلق به الشعوب الى تحقيق ما تطمح به فهم القوة والطموح والاندفاع والنشاط والحيوية وان أعطوا المجال لإبراز قدراتهم سنجد منهم مايسرنا ويرضينا ويعزز مكانة دولنا ويرفع من شأنها في مختلف المحافل .
وعند حديثي عن الشباب المسلم الطموح والموهوب أجد نفسي في حيره بسبب العدد الكبير من النقاط التي يمتاز بها شبابنا وسأذكر بعضها بإختصار :
1- عدم اليأس والسعي وراء الأحلام مهما كانت مستحيله ومهما كانت العراقيل والظروف فكم خرجت لنا من أحداث سوريا والعراق واليمن ولبنان نماذج مشرفه للشباب الذين ابرزوا أن الاصراروالعزيمة يصنعان المستحيل .
2- التشجيع الذاتي الموجود لدى اغلبهم وخاصة في ظل انعدام الهيئات والجهات التي تهتم بهم في أغلب دول عالمنا العربي والاسلامي فكيف لك أن ترى شاب في وضع سيئ يقوم بعمل جبار يبرز نفسه فيه للعالم من دون دعم او تسويق من اي جهه او اشخاص.
3-إلتزام اغلبهم بتعاليم الدين وحبهم له ولتعاليمه حتى وإن خاض بعضهم في بحور الشهوات والملذات الدنيويه إلا انه في النهاية يرجع إلى جادة الصواب والشيء الرائع هو مراعاة الشباب للحلال والحرام في كل تعاملاتهم بسبب الفطرة السليمة التي فطروا عليها .
4- الطاقة الجبارة الموجودة لديهم والتي تذلل الصعاب وتجعل المستحيل ممكنا .
5- ميزة التفكير خارج الصندوق التي رأيتها لدى العديد من الشباب والتي أستغلها الغرب وقام بوضع الاغراءات العديده للشباب من أجل جذبهم واستمالتهم .
6- الصبر وطول البال وعدم الاستعجال في تحقيق النتائج أو الوصول إلى الاهداف .
وغيرها الكثير من الأمور التي تجعل الشباب المسلم منافسا لأقرانه من الجنسيات المختلفه الموجودة على ظهر البسيطة بل إنه يتفوق عليهم في كثير من الأحيان ويبهرهم بإمكانياته .
معوقات الانطلاقة والرقي :
على الرغم مماذكرناه سابقا من مميزات وخصائص يتميز بها الشباب العربي المسلم إلا أن هنالك معوقات وعراقيل تتسبب في حصول الإنطلاقة التي كانت ترتجى من الشباب ومن هذه المعوقات :
1- عدم الإيمان بقدرات الشباب ومواهبهم وعدم اعطائهم المساحه اللازمة للتعبير عن هذه القدرات وابرازها بالشكل المطلوب من أغلب الحكومات في عالمنا العربي والاسلامي .
2- سيطرت فئه كبار السن او من يسمون بالعواجيز الذي يثتشبثون بالمقاعد والمناصب ولا يتركونها لمن جاء بعدهم من الشباب الذين يستطيعون أن يطوروا ويضيفوا لمساتهم الخاصه على المكان الذي احتلته هذه الفئه لسنين بل إن بعضهم يظل في منصبه حتى وان كان هنالك شباب ويكون فكره القديم هو الذي يدير ويسيطر على سير العمل في هذه الدائرة او المؤسسه او الحكومة .
3-هدم اي فكرة يقدمها الشباب بوضع العراقيل أمامها او بجعلها فكرة يصعب تطبيقها على أرض الواقع حتى يصاب المتقدم بالفكرة بالإحباط ويرفع راية الاستسلام ولا يشارك في أي مجال أو حدث ولا يبدي أي رأي او اعتراض ويصبح مع الوقت مهمشا لا دور له في بلده .
4- ظهور الفتيات كعنصر منافس في كل المجالات وتفضيل المدراء او المسؤولين لهن على الشباب لأسباب ليست بواقعيه يذكرها اولئك والأسباب الحقيقية بعيدة كل البعد عما يذكر وتتعلق بالانوثه وحب النساء الطاغي على بعض المسؤولين الذين وصلوا سن الاربعين وما فوق ولست معارضا لتعيين الفتيات وتمكنينهن ولكن ليس على حساب الشباب الذي تحتاجه بعض الوظائف والمناصب .
5- الواسطات والمحسوبيات التي تقدم البعض من الذين لا يملكون أي مؤهلات وليسوا من المخلصين والمتفانين في العمل على حساب من يستحقون العمل سواء في عطائهم واخلاصهم وحبهم لتقديم شيء لوطنهم .
6- الفساد الذي يؤثر في مقدرات الأوطان ويوقف عجلة التطور والنماء وخاصة في الدول التي دخلت في الاضطرابات أو خاضت الحروب مثل مصر وسو ريا والعراق ولبنان واليمن وهي تمتلك طاقات شبابيه كبيره ولكن الفساد وسيطرت مجموعه معينه واحتكارها للرأي والثروات يثبط كل طموح .
7- دخول الغرب على الخط ونجاحه في كسب ود الشباب العربي المسلم وتسهيل أموره للهجره اليه والاستفاده من خبراته ومواهبه وفي كثير من الأحيان تستخدم تلك المواهب ضد بلاد المسلمين بالطريقة التي يراها الغرب .
كل ما تم ذكره يجعلنا أمام حقيقه وحده وهي أن شبابنا بحاجه الى اهتمام كبير واستغلال لهذه القدرات المهدره وبدلا أن يكون الاستغلال في مجال واحد مثل كمال الأجسام او الرياضات المختلفه التي يكون تأثيرها شخصي محدود وانجازاتها فردية فقط نريد أن يكون هنالك اهتمام أكبر يساعد في استخراج المواهب والقدرات التي لم تكتشف حتى الأن ليكون ناتجها عام وشامل لكل دول عالمنا الاسلامي وينتفع به العالم بأسره ونرى شبابنا كما رأينا مؤخرا عددا من الشباب والفتيات السعوديات في المحافل الدولية وهذا أمر مشرف ويبعث بالفخر والتفاؤل ونتمنى ان تحذو الدول العربية الاخرى حذو المملكة العربية السعودية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا