
مشاهير من ورق
حاولت تجاهل هذا الموضوع وعدم التطرق له لاني لا اريد ان اعطيه اهتماما أو حيزا لا يستحقه وهنالك مواضيع تستحق النقاش والبت فيها نظرا لاهميتها ولكن ما رأيته في الفتره الماضية من تطورات واستمرار في نشر السخافه والتفاهه أجبرني على طرح هذا الموضوع لعلي أجد من يستفيد منه أو لعل أحدى أفكاره أو كلماته تؤثر في ذلك الشاب أو تلك الفتاة وتنبههم من غفلتهم التي طالت كثيرا .
أمر مؤسف ومزعج جدا حينما نجد أن من يتصدر الأخبار المرئيه والمسموعه واخبار منصات التواصل الاجتماعي بكل أنواعها هم اولئك المدعوين بالمشاهير بل إن المزعج أكثر أن كثيرا منهم أصبحوا مطلبا لوسائل الإعلام واصبح ظهورهم يفوق ظهور من يحتاجهم المجتمع من أطباء وخبراء واساتذه فاضلين.
لا أعرف ماسبب هذا التحول العجيب الذي طرأ على إعلامنا الذي كانت برامجه اليوميه والاسبوعية لا تخلو من عالم فاضل أو شيخ جليل أو خبير في مجال مهم من مجالات الحياة وأصبحت اليوم الضيافه حكرا على تلك المشهورة أو ذلك المشهور .
واسمحوا لي واعذروني على تكراري لكلمة مشهور لأني مستغرب مثل الكثيرين من المتابعين عن سبب هذه التسميه التي كان في السابق يسبق اسم كبير أو صفة أو مهنة تليق بها كأن نقول مثلا العالم المشهور الباحثه المشهور المفكر المشهور الدكتور المشهوره وغيرها الكثير من المسميات التي يكون أصاحبها قدموا الكثير للبشرية وأثروا في هذه الحياة .
أما اليوم فاصبح هذا اللقب متداولا وبسهولة ويمكن لأي شخص مهما كان اهتمامه و عمله وما يقدمه أن ينال شرف حمله وكل ما عليه أن يتعدى مراحل الجرأه ويحصل على دبلوم وماجيستير الوقاحه والانفلات وعدم الاتزان في القول والفعل وسيصل بسرعة البرق إلى هدفه ومطلبه .
وللعلم فإن مشاهير الورق هؤلاء غير مستوعبين أنهم أصبحوا في هذه المكانه بين ليلة وضحاها لانهم يعلمون أن لا محتوى لديهم ليقدم وينفع به الناس ولا اسلوب حديث يمكن أن يشدوا به الانظار ويجعل الأذان مصغية لهم .
وتجد نفسك وانت تتحدث الى أحدهم أنه يفقتد الى ابسط مقومات الحديث واللباقة بل إنه يكون على طبيعته بعكس التظاهر والتصنع الذي يكون أمام الشاشة والناس وفي بعض الأحيان قد يسقط هؤلاء المشهورين ويتعرون أمام الشاشات بسبب سؤال محرج يتسبب بفقدانهم السيطرة على مشاعرهم وخروجهم عن النص ومن ثم يخرج في حسابه على برامج التواصل يبرر ويعتذر للمتابعين ويحاول اثبات انه ليس بهذا السوء الذي رأيتموه.
وأما المتابعين فهم يحتاجون الى موضوع مستقل لانهم يرفعون من شأن هؤلاء ويدعمونهم ويعطونهم دفاعات كبيرة ويتهافتون عليهم أن وجدوا أحدهم في اي مكان او مناسبة وهم على صنفين :
الصنف الأول : هم المراهقين والمراهقات الذين يعجبون بسرعة بأي شخصية مهما كان محتواها واسلوبها لانهم لا يركزون الا على الاشياء على التي تعجب وتجذب من هم في هذا العمر مثل اللبس والشكل والمرح والتصرفات الصبيانيه القريبه من تصرفات اغلبهم
الصنف الثاني: وهم الراشدين والكبار وهم قد يتابعون هذه المشهورة أو ذلك المشهور لاسباب تتناسب مع اعمارهم كالإعجاب بالجمال والقوام والميوعه والدلع والتصرفات التي تثيرهم جنسيا والبعض الاخر قد يتابع للمتابعة فقط مثل متابعته كل الموجودين على وسائل التواصل من دون تفضيل شخص على آخر
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا نقوم برفع شأن هذه الفئه ؟ التي لم نحصد منها الا انتشار الفساد والعهر والامور التي تسيئ للدين وتهدم المجتمعات وتضعفها وللأسف ابعدنا اصحاب العلم والافكار النيرة التي تحتاجها اوطاننا ومجتمعاتنا ومن ثم نتحدث عن التخلف الذي نعاني منه والانحلال والتردي أل عليه حال الأمة نسأل الله السلامة والصلاح والهداية.
وهل انعدمت فينا القيم والمبادئ السمحه التي تشربناها بإنضوائنا تحت راية الدين الاسلامي المبني على اسس وتعاليم واضحه وصريحه لا تدليس فيها او انحراف ؟ ويا ترى ان كان ذلك صحيحا فماهي الاسباب التي جعلتنا لا ننكر المنكر بعكس ما كان عليه الوضع في السابق حينما كان انكار المنكر بصوت مرتفع واضح يصل مداه الى كل العالم ؟
ورسالة اخيرة الى مشاهير الورق قيمتكم التي تربطونها بما تكسبونه من اموال في الاعلانات او الظهور بماركة معينة وكسب المتابعين والمهتمين بما تقدمونه من محتوى غير مفيد نهائيا سيكون شاهدا عليكم في يوم الحساب الذي نسيتموه او تناسيتموه ولذلك لا تفرحوا وراجعوا انفسكم لبعض الوقت لعل هنالك بقايا عقل وضمير يريد تنبيه او قرصه تخرجه من غفلته التي طال أمدها ولن يعد يؤثر فيها عظه او نصيحه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا