- saraha-time الأقصى الجريح بين الواقع الفلسطيني وحال الأمة - saraha-time

هنا تجد الصراحه والوضوح في المناقشه والحوارمن دون تجريح أو تطاول

اخر الأخبار

الاثنين، 18 أبريل 2022

الأقصى الجريح بين الواقع الفلسطيني وحال الأمة

 

الأقصى الجريح بين واقع الفلسطيني وحال الأمة

الأقصى الجريح بين الواقع الفلسطيني وحال الأمة



للمسجد الأقصى مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتهاكات الصهاينه قصه معاناه والالآم طويله لا تنتهي مهما تغيرت الشخصيات والازمنة والاحوال فالوضع صعب والجرح الدامي مستمر في النزيف منذ سنين طويله .


ما جرى من انتهاك لحرمة المسجد الاقصى من الصهاينه الانجاس ليس غريبا فتاريخهم الاسود  مليئ بمثل هذه الانتهاكات وكم سقط من الشهداء والجرحى في اوقات ومواقف سابقه  سطرها تاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني في سجله .

هذا التمادي في الصهيوني له اسبابه العديده التي لا تعد ولا تحصى ولكن هنالك اسباب تستحق النقاش والغوص في اعماقها لانها تعتبر اساس لهذا الواقع المرير الذي يعيشه المسجد الاقصى .

وهذه الاسباب تنقسم الى شقين مختلفين في المضمون ومتشابهين في النتيجه 
  • الشق الاول : يتعلق بالواقع الفلسطيني المزري الذي طال أمده والخلاف الظاهر بين الفلسطينين باختلاف ميولهم وانتمائهم ،هذا الصراع الحمساوي الفتحاوي تسبب بتوجيه ضربه قاصمه لكل جهود الوحده الفلسطينية التي وان كنا نريد ان نكون متفائلين بحدوثها ولكن ما نراه من احداث وما نسمعه من تصريحات عدائيه بين الجانبين يقضي على هذا التفاؤل ويجعلنا موقنين ان حب السلطه الذي اعمى الطرفين ودخول اطراف تدعم هذا الجانب وذاك لن تمكن الفلسطينين من الحصول على السلام الداخلي بين اطياف المجتمع الفلسطيني المختلفه، وللأسف اصبح افراد المجتمع الفلسطيني تائهين وضائعين بين هذا الفريق وذلك وبين الواقع الصعب الذي يعيشونه والذي فيه اوجه كثيره من المعاناه كالحصار المفروض والصراع بين الاخوة والتعاون المخفي بين الخونه والكيان الصهيوني وبين اصحاب المصالح والاهواء وبين ضغط الحياه وصعوبتها  وبين الهجره للبحث عن حياة أفضل والمعاناه في سبيل تحقيق ذلك وغيرها الكثير من الهواجيس التي تؤرق المواطن فلسطيني .

     الصراع بين الاخوة الاعداء في غزة والضفة الذي يرفض الانتهاء توجد خلفه  قوى اقليمية تؤجج ناره وترغب في استمراره حتى تحقق ما تصبو اليه وتلك القوى لا تخفى على احد وهي واضحه وضوح الشمس فتركيا وايران اللتان تبديان اهتماما بالملف الفلسطيني كانتا من اكثر الدول تاثيرا في الخلاف الفلسطيني الداخلي وخاصة في غزة التي تسيطر عليها وتديرها بشكل تام حركة حماس والتي تتلقى دعما واهتماما مباشرا من تلك الدول وهذا الدعم  والاهتمام ليس  حبا في فلسطين والفلسطينين ودفاعا عن المسجد الاقصى كما فهم بعض الاغبياء وانما هي المصالح التي تسير الامور وفق ما يتماشى مع طرق تحقيقها والوصول الى النتائج المتأمله .

    قد ينزعج الكثيرين وخاصة من يعتبرون تركيا وايران من اكثر الدول دعما للمجاهدين الفلسطينين في وجه الكيان الصهيوني ويتهموني بالتحيز للصهاينه العرب كما يطلقون على باقي الدول العربية وهذا رأيهم وقناعتهم التي لا يمكننا تغييرها ولكن ان توغلوا قليلا في غزة وعايشوا الواقع اليومي في هذا القطاع سيعرفون مالذي صنعه هذا التمويل الذي تحصلت عليه هذا الحركة وماهي التجاوزات التي تحدث في القطاع من حماس وافرادها تجاه هذا الشعب الذي فرض عليه حب وتمجيد قادة حماس خوفا من العقاب الذي سيطاله ان تمرد او تردد في ذلك.


 ولابد ان هنالك توجيهات وتعليمات تلقاها هؤلاء لكي يتعاملوا مع شعبهم بهذا المنطق المعيب من أجل الحصول على حفنة مال أو بعض قطع السلاح التي يقال أنها لمواجهة الصهاينه فقط وهي تستخدم ضد الأخ والصديق هذا بالاضافة الى المغامرات العنتريه التي يقوم بها افراد المقاومة والتي تأتي بالويل والوبال على الشعب الذي يسقط ضحيه الاعتداءات الصهيونيه التي تأتي بعد اي هجوم صاروخي او اي عمليه تتعرض لها مستوطنات الاحتلال التي انشأتها بينما يقيم قادة المجاهدين خارج حدود الوطن ينعمون بالحياة الرغيدة والهانئه.

بكل تأكيد نحن مع المقاومة الصحيحه التي تكون خالصة دفاعا عن الارض والعرض وتسعى لتخليص الاراضي الطاهره من الانجاس وتدافع باستماته عن المسجد الاقصى وتسعى للحفاظ على دولة فلسطين التي مهما حاول العدو طمس هويتها لن يستطيع  ولكننا ضد التحالف مع العدو من أي جانب فلسطيني وضد تنفيذ الاجندة الخارجية التي يبحث أصحابها عن مكاسب دنيويه او تلميع الصورة أمام باقي المسلمين والأمة والعالم ونحن ضد ان يقوى جانب على جانب اخر ويكون دولة بداخل دولة كما حدث في لبنان مع حزب الله الذي تسبب بويلات وخراب وفساد وفقر في بلد متأزم ويعيش فراغ سياسي لم يتم ملئه حتى الان .


الشعب الفلسطيني شعب لا يكل ولايمل ولديه بأس وصبر وكلنا على يقين بأن النهايه ستكون مفرحه له ولا بد ان يذوق العذاب ويتعرض لأشد الضغوطات ويقاسي ويعاني من الخذلان والخيانات الداخليه والعملاء والمستأجرين واصحاب الاجندات حتى يخرج أجود وافضل مالديه وهذه هي قسمة كتب الله علي هذا الشعب الأبي نسال الله ان يولي عليه خيار ابنائه ويبعد عنه شرارهم ويكتب له النصر والتوفيق في صراعهم المرير الذي نتمنى انتهائه قريبا .


  • الشق الثاني : حالة التشرذم والتفرق الذي تعيشها أمة الاسلام جعلت المسلمين يعتادون على الانتهاكات التي تتعرض لها اوطانهم ومقدساتهم وحتى أنفسهم فأصبحوا لا يثورن لأجل انتهاك صارخ للمسجد الاقصى الذي يعلم كل مسلم قيمته واهميته ورمزيته بالنسبه لكل المسلمين وحتى استهداف الكعبه المكرمة والمسجد الحرام  من الحوثه المجانين اذناب ايران مر مرور الكرام ولم يحرك اي منهم ساكنا باستثناء الشجب والادانة اللذان لا يغنيان ولا يسمنان من جوع بل أصبح اغلبهم يلومون الفلسطنيين الذين لا نخلي مسؤوليتهم عن كل ما يجري في الاراضي المحتله ونعتبرهم جزءا لا يتجزأ من المشكله وقد ذكرت ذلك في الشق الاول  ولكن مسؤولية باقي الامة لا تقل أهمية عنهم فالأمة التي تدافع عن مقدساتها وتقوم من أجلها وتزلزل العالم لها سيخشى اي شخص التعرض لها وهذا ما كانت عليه الأمة في فترة من الزمان أما الان فقد تغير الحال كثيرا وأصبح الوضع مخزيا ومعيبا .

  ولا حظنا من فترة حملات التطبيع المتسارعه والتقارب الكبير بين عدد من الدول مع الكيان الصهيوني وهذا الامر بانت اثاره وانعكاساته سريعا على صعيد الصراع الفلسطيني الاسرائيلي حيث كانت هنالك تصرفات وتحركات اسرائيليه واستفزازات من الجانب الصهيوني لمشاعر المسلمين من كل العالم وانطلق قطيع المستوطنين من جديد بممارساتهم التي كانوا يمارسونها سابقا في حق الفلسطينين والمقدسين وكأن هذا التطبيع كان بمثابة اللون الخضر لانطلاق اله التدمير الصهيونيه بكل انواعها ومعداتها لتعيث في الارض فسادا وتثير الغضب في كل العالم الاسلامي بما تقوم به من اعمال مستنكره .


وكنا نعتقد ان هذا التطبيع سيقلل من اللهيب المشتعل بين الجانبين وسيقودهم الى غرفة الاجتماعات للحوار ومناقشة ما يمكن مناقشته من اجل الوصول الى صيغة تفاهم  وموقف متوازن يضمن قيام محادثات بنائه من اجل الوصول الى حل جذري للصراع ولكن ما حدث هو عكس ذلك واصبحت هنالك فجوة كبيره بين الفلسطينين واخوانهم من باقي الدول التي طبعت مع الكيان الصهيوني وخرج العديد من القادة وهم يوجهون رسائل فيه غضب وحنق على تلك الدول ولم يتركوا اي لفظ يجوز او لا يجوز الا وذكروه .


تصريحات من القادة والمسؤولين الفلسطينين كان بعضها غير مسؤول وغير موفق بالاضافة الى الاتهامات بالخيانه وغيرها ونسي هؤلاء  انهم هم من افتتح باب الخيانه لهذه القضية العادلة بل انهم تعاملوا  بشكل مباشر مع الصهاينه من اجل منصب او مبلغ من المال وهنالك نماذج كثيره لسنا بصدد ذكرها والتطرق اليها ربما سيأتي دورها في موضوع سابق .


المسجد الاقصى والحديث عنه يفتق الجروح كلها ويسيل الدماء منها هذه الدماء التي سالت من كل قطر عربي ومسلم تدل على أن المصاب واحد والمصير واحد ولكن التوجهات والولاءات مختلفه وتثبت صحة مقولة اتفق العرب على أن لا يتفقوا وليس العرب فقط هم من لم يجد الاتفاق بل كل المسلمين للأسف وهذا أحد اكبر الاسباب التي تؤدي الى ضياع المواقف وتسمح للعدو المتربص بالنيل منا والحصول على ما يريده بكل يسر وبدون ان يواجه اي مقاومة.


 كم نحن بحاجه الى اشخاص صادقين ومخلصين يعملون بمحبه ووفاء لدينهم قبل اي شيء لا تسوقهم المصالح والمطامع ويخشون الله في كل تعاملهم اولئك من سيكون على يدهم صلاح الحال واسترجاع ما تم تضييعه وهذا ليس مستحيلا او ضربا من الخيال لأن هذه الأمة ولادة ولا تنضب وستخرج لنا بإذن الله من يحمل الراية كما حملها السابقين من قادة وأمراء وشيوخ مخلصين وقبلهم اعلام الهدى ومشاعل النور الذين عاصروا زمن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم والعصور التي أتت بعده.


والشعوب هي الوقود الذي سيقود الى النصر وشعوبنا المسلمه وبفضل الله مازالت متمسكة بالمبادئ والاعراف ومازلت لديها الغيره المحموده التي تكون على الوطن والدين والعرض والتي نحتاجها للذود عن مقدساتنا ومكاسبنا والعمل على الرقي بأمتنا واعادتها الى مكانها الذي كانت فيه على رأس الأمم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا