رمضان 2022 مشاغل الدنيا تزاحم روحانيات الشهر الفضيل
انتصف الشهر الفضيل وغفر الله لمن احسن واعتق من النار من اخلص وقدم للأيام المعدودات ما تستحق من عمل واجتهاد وطاعات وصلوات.
وحرم من قصر ومن لم يشمر على ساعد الجد واكتفى بالامتناع عن الطعام والشراب واخذ الصيام بمعناه اللفظي فقط ولم يلتفت الى معناه الروحي والعقائدي الذي يوجد فيه العديد من المعاني التي يجب الوقوف عندها وفهمها بشكل اكثر تفصيلا .
ومنذ عدة سنوات كان هناك شيء ملحوظ على الاجواء الرمضانيه ورايته في هذه السنه اكثر ظهورا وبروزا وبكل تأكيد لن اتكلم عن التفاهات التي يقدمها التلفاز من برامج ومسلسلات هابطه فقد سبق لي ان تحدثت عن ذلك في موضوع سابق يمكنكم الرجوع اليه ولكن ما اقصده ان جو الروحانيات والقدسيه التي يحملها الشهر الفضيل والاحترام الذي يكنه المسلمين لهذه الايام المعدودات لم يعد كما كان عليه.
ولو سالتني كيف ذلك ساجيب واقول انه في الاعوام الماضيه كان للشهر الفضيل احساس جميل قبل دخوله واستعدادت لا تتوقف من الجميع باستثناء لصوص رمضان اما اليوم فهنالك انشغال كبير عن الشهر الفضيل بل وصل الامر الى الاعتراض على حلول موسم الخير لدى البعض من المسلمين للاسف الشديد لانهم يرون حلوله سيغير نظام حياتهم ونسوا انهم من يحب ان يتأقلموا مع شهر رمضان ويضبطوا اوقاتهم الضائعه على توقيته الثمين .
نعم اصبح الوضع مختلف في ظل التخبط الداخلي والانقسامات والانشقاقات في اغلب الدول العربيه وطغيان المادة على كل نواحي الحياه وتراجع الاهتمام بالدين كثيرا فهل توقعتم في يوم ان تخرج مظاهرات في بلد عربي مسلم تندد بشهر رمضان وتتحدث عن حريه الاكل والشراب في رمضان وكأن الامر اصبح خياري وليس ركنا من اركان الاسلام؟ .
وهل اصبح الشهر الفضيل موسما لعرض البضاعات المتنوعه والترويج لها في كل الوسائل الاعلانيه والاعلامية ؟ اما اكتفئ اولئك المخربون من الترويج لسلعهم طوال ايام العام ؟ لماذا لم يتركوا شهر رمضان للاستزاده والعباده والاستعداد ليوم الرحيل ؟ لماذا يحاولون سرقة الفرحه التي يشعر بها القلب منذ اعلان حلول الشهر الى اخر يوم فيه ؟
وهنالك سؤال يدور في ذهني في كل عام مالذي حل بالناس مالذي غيرهم وجعلهم يستسهلون المعاصي في شهر رمضان ولا ينكرون المنكر الذي يعرفون انه مضاعف ومشدد في شهر الخيرات ؟ هل اصبح التعود على المناظر الخادشه والتصرفات الغير لائقه امرا معتادا لذلك اصبح الانكار صعبا علينا؟ ام ان مفهوم الحرية الجديد الذي ساد واكتسح هو الذي فرض ذلك علينا ؟ وان كان كذلك هل الحرية تسمح لنا باسقاط هيبه الشهر الفضيل وخسارة اوقاته الثمينه التي قد لا تعود علينا مرة اخرى ؟
وسؤال للكاسيات العاريات هل الابتذال الذي تعيشونه يمنعكم من الاحساس بقدسية هذا الشهر ؟ وهل هذه الاجساد التي تعرضونها طوال العام عبر وسائل التواصل الاجتماعي لم تخبركم ان هذه الاوقات مباركة وتحتاج منكم الى مراجعة النفس ولو لبعض الوقت ؟
هذا بعض ما طفى على السطح اما ما خفي في الاعماق فهو كثير جدا ولا يمكن حصره او عده ولذلك وجب مني ان انوه وانبه نفسي وكل من يقرا كلامي هذا بأن يستغل ماتبقى من الشهر في الخير والطاعه وان استطاع ان يكون من الدالين على الخير ومن مذكري الناس به فليفعل وليبشر بالخير والاجر الكبير من الله تعالى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا