قدوات شباب اليوم ما الذي تغير؟ وكيف اصبحت ؟

لكل منا قدوه ومثل اعلى يحب ان يتشبه به او يصل لمستواه في ما يقوم به او ما هو عليه من صفات وتصرفات جيدة كانت ام سيئه وقد يكون اختيار هذه القدوه تلقائيا بسبب اعجاب او حب لشخصية معينه وما قامت به من ادوار كبيره ومؤثره او قد يكون سبب الاقتداء البحث والتمحيص والمراقبه لمجموعه من الشخصيات واختيار احدها بسبب قربه منه او اجتهاداته .
وعندما كانت الفطره سليمه والعقول ثابته كان اختيار القدوه امرا مهما واخرجت لنا القدوات الرائعه العديد من الاجيال التي سارت على نفس الدرب وتشربت من تلك الافكار النيره ولنا في قدوتنا ومعلمنا وملهمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم اسوة حسنه ومن جاء قبله من الرسل ومن صاحبهم وتبعهم من الصحابه والتابعين والعلماء الربانيين الذي كانوا قبلنا ومن عاصرناهم اولئك قدوات رائعه لن يخذل او يندم من اتخذ احدها .
وقد يكون الأب هو القدوة الأولى لكل طفل وطفله في بداية حياتهما ولكن مع مرور الوقت قد تضاف قدوات من هنا وهناك وهذا يعتمد على تمر به حياه الشخص من احداث يحتاج حينها لمن يصقل وينمي ما اكتسبه من القدوة الاولى وهو الاب وقد يستمر الأب في كونه القدوه الاولى والاخيرة والوحيدة للبعض .
وفي السنوات البعيدة الماضيه تغير مفهوم القدوات عند الشباب عما كان عليه في ذلك الوقت واصبحت الظروف المحيطه في المنطقة والاوضاع المترديه التي صار اليها حال امتنا تؤثر بشكل مباشر على كل مايجري في هذه الحياه فقد قامت حروب في الشرق والغرب وارتكبت مجازر وفظائع وشردت الملايين من الناس وكان هنالك امر واحد مشترك في كل تلك الاحداث وهو ان من وقع عليه الظلم هنا وهناك هم المسلمين الذين كوتهم واحرقتهم نار الحرب في شتى بقاع العالم .
ولذلك كانت هناك ردات فعل ونفره في تلك الايام قام بها شباب الامة وبغض النظر عن اتفاقنا معهم او اختلافنا الا انهم اصبحوا رموزا وقدوة للكثيرين ووضعوا بصمة كبيره ومهمة في تاريخ الامة وقد ازدادت الاعداد التي تحاول السير على خطاهم وتواجه المعتدي بكل بسالة وثبات ومن اولئك الذين الهموا الناس في ذلك الوقت واصبحوا قدوة القائد السعودي المسلم خطاب الذي اذاق الروس الويل ومنهم ايضا اسامة بن لادن الذي مازال محل اثارة للجدل بعد ان رحل وخرجت من تحت عباءته العديد من الفصائل والجماعات الجهاديه والكثير منها حاد عن الدرب واصبحت اهدافه شخصيه بعيده كل البعد عن الدين .
الشخصيات التي ذكرتها اثارت الجدل بين الناس وبرز معارضون ومؤيدون لها والبعض جعلها نجوما تدير دربه وسار على دربها واحتذى بها ليس حبا بما قاموا به او قدموه ولكن للرسالة والاهداف التي حملوها والتي كان اساسها رفع الظلم عن المظلومين من المسلمين في تلك الدول ولم يخطر بباله ما هي كواليس كل تلك الشخصيات وماهي الاهداف الاساسيه التي وجدت من اجلها ان كانت هنالك اهداف مخفيه او من هي الجهات التي تديرها في الخفاء ان وجدت جهات .
تلك النماذج المذكوره يقابلها نماذج غربيه اثرت في الناس واثرت حياتهم كتشي جيفارا وغاندي ونيلسون مانديلا ومالكوم اكس وغيرهم الكثيرين من الشخصيات التي احدثت نقلات نوعيه في انظمة دول وضمنت حقوق فئات كانت مغيبه ومهضومة الحقوق .
ومن الشخصيات التي اصبحت قدوة في تلك الفترة الرئيس العراقي صدام حسين القائد الذي ادخل بلاده في حرب اتت بويلاتها على العراق الذي مازال الى اليوم يعاني من فتره حكم صدام ومغامراته التي قام بها ولكن على الرغم من لك اصبج صدام قدوة كبيره وله اتباع الى اليوم يمجدونه ويبكون على فترة حكمة التي باتفاق الجميع كان افضل مما يعيشه العراق الان من وضع غير مستقر .
ولوخيرت اي عراقي بين بطش صدام ونار الطائفيه التي تحرق العراق والانفلات الامني المريع الذي يحدث في بلاد الرافدين لختار صدام وفترة حكمة التي تعتبر اهون واخف مما يحدث ويدور الان .
وهنالك قادة كثر ضربوا مثالا راقيا في التعامل وحمل هموم الشعوب والامة منهم المغفور له باذن الله الملك فيصل والشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رحمه الله حيث كان هذان الاثنان مثالا لا يمكن نسيانه او التغاظي عنه في التضحيه والحب والمواقف المشرفه التي لا يمكن نسيانها والتي غيرت مجرى الاحداث في المنطقة والعالم وبرزت في تصريحاتهما واوامرهما الحرص والخوف على مستقبل هذه الامة والسعي الى النهوض بها من دون دسائس او احقاد ولذلك كسبوا محبة الجميع .
نماذج مشرفة كثيره في هذه الحياة مرت علينا في الازمنة الماضيه وللأسف الشديد بعد رحيلها لم تأتي قدوات بتلك القوة التي كانت عليها وجاءت شخصيات مختلفه ومهزوزه لا تمتلك جزء من الصفات العظيمة التي كانت تمتلكها الشخصيات السابقة بل ان قراراتها وتصرفاتها تفتقر الى الحكمة والعقلانيه وتسببت في مصائب وبلاوي في العالم ونيران لم تستطيع التعامل معها بشكل صحيح حتى احرقت دولا بأكملها ومجتمعات وشردت الالاف بل الملايين ودمرت ماكان قائما وسوته بالارض .
وللأسف كان للقدوات التافهه نصيب كبير في وقتنا الحالي وما اقصده بالقدوات التافهه هي الشخصيات التي لا تقدم شيئا للمجتمع ولا للأمة بل هي تنخر في عظم الأمة وتضعف البنيان القوي التي كان لها وتوجه الضربه تلو الضربه الى جدارها التي اصبح متهالكا من كثرت الضربات التي توجه له من كل صوب وحدب .
هؤلاء التافهين اصبح لهم شأن كبير في المجتمع وتصدروا في كل شيء وتراجع في المقابل من كنا نأمل بأن يعيدوا زمن القدوات المميزة الى الواجهه وينهضوا بالامة بعلمهم وثقافتهم ووعيهم الذي يندر ان نلقى مثله في هذا الزمان بل ان الهجوم اصبح كاسحا ومركزا عليهم حتى لا تقوم لهم قائمه ولا يقوموا باي فعل قد ينير عقول الناس ويزيل عنهم غشاء الغفله والجهالة والفحش الذي البسوه لهم .
ولكن هنالك بوادر امل رايناها مؤخرا حيث اصبح هنالك امتعاض وضيق من الكثيرين مما يرونه من تصرفات وحماقات تقوم بها تلك الشخصيات التي نصبت كقدوات للاجيال الناشئه التي تطلع عليها ليلا ونهارا وتجد ما تقوم به شيئا رائعا ولا تعلم ان كل ذلك مجرد كذب ونفاق وغش وتظاهر والحقيقه هي عكس ذلك بكثير، فلقد راينا تشكل موجه رائعه وقوية من الانتقادات طالت تلك القدوات الزائفه ونشرت ولو جزءا بسيطا من الوعي الذي افتقدناه منذ فتره طويله جدا ووعت الشباب الذين ما زال جزءا كبير منهم غائبا عن الوعي وغير مدرك لما تبثه هذه الفئه الغير سويه من سموم في المجتمعات من اجل تحقيق مصالحها ومصالح من يدعمونها .
كل شيء زائف له وقت انتهاء والقدوات الزائفه التي تغرر بشبابنا سياتيها يوم ونتنهي وتظهر الحقيقه الواضحه للملأ وسيعود الناس للاقتدء بالشخصيات التي تستحق ولا يمكن ان يخلو زمن من الاشخاص الذين يلونون الحياة وينشرون الامل ويعطون دروس مجانية في التعامل والاحترام وحب الوطن والتضحيه من اجله وحتى ان عاندتهم الظروف وساهمت في اطفاء شمعتهم المتقده سيعودون كما كانوا مشعلا للنور كما كان من سبقهم .
رائعه جدا هذه المقاله بالفعل القدوات اصبحت عمله نادره
ردحذفشكرا للتفاعل
حذف