العنصريه في اشنع صورها اظهرتها حرب روسيا ضد اوكرانيا
فجع الرئيس الروسي العالم بالهجمه التي شنها على اوكرانيا البلد الذي اعتبرته روسيا الابن العاق والذي وجب تأديبه حتى يرجع الى عقله ويعود مطيعا وبارا بوالده .
وبغض النظر عن الاحداث التي وقعت والخذلان الذي تعرض له الرئيس الاوكراني من الدول الكبرى وخاصة الولايات المتحدة الامريكية التي كان ينوي الانضمام اليها في حلف الناتو والتي اعطته ضمانات وتطمينات كبيره ونست انها تتعامل مع الدب الروسي الذي كشر عن انيابه واظهر جزءا من قوته من اجل الدفاع عن بلاده وحدودها ومن اجل ردع النازيين الجدد كما يردد المسؤولين الروس من ايذاء روسيا وشعبها .
وسواء اختلفنا او اتفقنا مع الاعذار الروسيه التي ساقها بوتين ونظامه والتي يراها هو شرعيه وتوجب تحرك بهذا الحجم المدمر والمزلزل لأي دولة أصبحت الحرب واقعا يعاش واتت نيرانها على اوكرانيا البلد الجميل ولم تستثني المدنيين كما قيل .
وما يهمنا في هذه الحرب هو ما ظهر بشكل ملفت جدا وأكد لنا ان شعارات الانسانيه والمساواه التي تباهت بها الدول الغربية في اعلامها الحر وعملت بها بشكل اكبر واشمل من العرب والمسلمين لم تكن سوى شعارات رنانه زائفه تخفي خلفها منظرا بشعا لا يستطيع احد النظر اليه وكانت تظهر في أوقات الأمن والطمـانينة وتلاشت كأنها لم تكن وقت الحروب والشدائد .
وقد يلومنا البعض ان عممنا هذا الامر على الغرب كله وسنقول له أن لنا اسبابنا القويه التي تجعلنا نعمم هذا الامر ومثلما ايدنا تلك الدول في الاجراءات التي تتبعها من اجل حفظ امنها وسلامة مواطنيها الا اننا نعترض حين يكون هذا الخوف والحرص على الوطن مبنيا على عنصريه مقيته وتعالي على الناس الذين لو لا الحاجه لما واجهوا الاخطار وقطعوا السهول والوديان وركبوا البحار والمحيطات من اجل الوصول الى من كانوا يظنونها بر الامان لهم .
وقد راينا العديد من الممارسات التي قامت بها بعد سلطات دول اوروبيه في حق اللاجئين على اراضيها ولكن كان هنالك تفهم من الفئه المستهدفه في بعض الدول لأن المقصود كان واضحا للعيان وتم ايصاله لهم بالطريقة الصحيحه وتم نزع اي صلة تدل ولو بجزء يسير على العنصريه لذلك انصاع اللاجئين واحترموا الانظمة والقوانين .
ولكن ما رايناه في الايام القادمه من تصريحات وتصرفات وتعامل من اللاجئين من الجنسيات الغير اوروبيه كان امرا مخزيا ومشينا واظهر ان بنيان التعايش الذي نجده ونراه ونلمسه في الدول الاوروبيه ليس بتلك الصلابه التي بدا عليها حيث تهاوى من اول ضربه تلقاها وظهرت صور غير لائقه ومن حملوا الميكروفونات لايصال واظهار حقيقة ما يجري على الارض لم يحترموا المبادئ والمفاهيم الصحفيه التي يفترض ان يكونوا تعلموها في المعاهد او الجامعات او الكليات التي انتسبوا اليها .
للأسف الشديد نسي او تناسى هؤلاء الأمانه الصحفيه التي يجب ان يتحلى بها المذيع وناقل الخبر والتي يجب ان تكون بعيده وخاليه من العنصريه المقيته التي ظهرت عند اولئك المراسلين والمحللين الاوروبيين الذين قالوها بصراحه ومن دون خجل الاوكرانيين اناس منا وفينا وليسوا لاجئين سوريين او عرب او افارقه وهذا فيض من غيض ففي كل يوم تظهر لنا تصريحات من هنا وهناك تركز على امر واحد وهو ان ما يحدث في اوكرانيا يجب ان لايمس المواطنين الاوكرانيين بسوء الاوكرانيين فقط وليس غيرهم من الجنسيات وراينا ما يحدث على ارض الواقع من ممارسات لا يجب ان تحصل في ظروف مثل هذه.
فمن رفض نقل اشخاص من الجنسية الافريقية على متن مركبات النقل والحافلات التي تحمل اللاجئين والهاربين من حجيم روسيا بسبب انهم ليسوا بيضا او اوكرانيين الى محاولة اشراك اللاجئين العزل في المعارك الدائرة وجعلهم في مواجهة القوات الروسيه المدججه بالسلاح والتي جاءت لهدف معين ولن يعيقها اي شيء عن الوصول اليه وغيرها الكثير من الممارسات التي اثبتت ان ما كنا نعتقده في أن دول اوروبا بأنها تحارب العنصرية وتقف لها بالمرصاد لم يكن الا وحيا من الخيال .
نعم كان كذلك وسيظهر اولئك المدافعون عن الغرب وسيمدحون ويمجدون ويقولون ان الانسانيه التي عند الغرب فاقت ما نجده عند غيرهم وما بدر من اولئك المراسلين والمذيعين لم يكن الا ردة فعل على ما يجري لنظرائهم الاوكرانيين وهم معروفين بالانسانية الكبيره التي يتعاملون بها مع الجميع من دون استثناء ولكن هل الانسانيه تقتصر على التعامل في وقت الرخاء والسراء ؟ام انها تشمل وقت الشده والضراء؟ وهل ان حصل لأخي مكروه في بلده هل سيكون تعاطفي معه وحزني عليه بالاساءة الى غيره والتقليل من شأنه .
ان ما رايناه بعيد كل البعد عن الانسانيه والتحضر اللذان اشتهر بهما الغرب وما زلت استغرب من التنافض الغريب الذي رايته منذ تأجج نار الحرب في اوكرانيا وهل الاعلام الغربي المشهور بالمهنيه والاحترافيه نسي كل المبادئ التي تأسس عليها في وقت الحرب ام انه حين تصل نيران الحروب الى قارته ودولها تنسى كل تلك المبادئ وتصبح العنصريه هي التي تدير الامر .
نار الحرب يا من تتباهون بالانسانيه كانت في اوكرانيا ام غيرها من الدول لن تستثني او تبقي احدا ان استعرت وتأججت وستحرق كل من يأتي في طريقها وها هي روسيا مستمره في حرق اوكرانيا والنيل من شعبها الابيض المتحضر الذي تدافعون عنه واللاجئين والفارين من الاوكرانيين في ازدياد وارتفاع .
وحتى اكون منصفا فإني التقيت بأحد النازحين من اوكرانيا وسألته عن حقيقه الاوضاع التي انتشرت اخبارها وسألته هل الوضع في اوكرانيا هو كما قاله الرئيس الروسي بوتين ام ان هنالك امور اخرى تجري لا يعلمها الى الاوكرانيين والمقيمين في تلك البلاد فأجابني بإجابات وقال : ان الوضع الذي يجري في اوكرانيا هو وبصريحة العبارة غزو واحتلال روسي وليس كما تذكر وسائل الاعلام الروسيه نقلا عن المسؤولين الروس وهو بعيد كل البعد عن تحليلاتهم واقاويلهم والهدف هو السيطره على مفاصل الدولة والهيمنه على الحكم ووضع تابعين وممثلين لروسيا في السلطة .
وبالنسبة للعنصرية التي برزت في وسائل الاعلام قال : في بداية الامر كان هنالك تصرفات وامور توحي للمتابع ان هنالك عنصرية ضد الجنسيات الغير اوكرانية حيث تم ممنع العديد من الصعود للباصات وطلبوا منهم الانتظار وتم دفع البعض ومضايقتهم ولكن لم يكن ذلك الا من اجل اجلاء الاطفال والشيوخ والنساء وبعد ان تم ذلك تم السماح للجميع بالمغادره ولكن هنالك امر واحد ظهر جليا ولا يمكن نكرانه وهو عنصرية الاعلام الغربي الذي ظهر مراسلوه بأبشع الصور واكثرها قرفا .
ما حدث في اوكرانيا مصاب سبق له الحدوث وبأشكال اشد واسباب اقوى في العديد من الدول والبلدان ولدولنا العربية نصيب الاسد من هذه الاحداث وكان هنالك تعاطف لا يمكن نكرانه من وسائل الاعلام ولكن لم يسبق ان سمعنا مراسلون يقومون بالحديث عن اجلاء جنسية دون غيرها او يتحدثون ان اهل هذه البلد من الذين لا ينبغي ان يحصل لهم ما حصل ويستحقوا الحياة الرغيده فقط .
الحرب في اوكرانيا كشفت العديد من الامور التي كانت تخفى على الكثير من الناس ومن اهمها ان روسيا مازالت هي روسيا ربيبة الاتحاد السوفيتي ومازالت اساليبها ومبادئها هي نفس الاساليب القديمه ومازالت عقيدة الحرب والاحتلال والغزو والقتل وحرق الارض والبشر مترسخه في قاداتها ومسؤوليها ، روسيا المعتدية على دول القوقاز في السابق ومرتكبة المجازر في الشيشان وداغستان وغيرها من الدول هي نفسها ولن تتغير وما التطور والتحضر والمنظر الخارجي الا وسيلة للتمويه وتخفي وراها امور عظيمة .
وكشفت ايضا ان الغرب هو الغرب غرب المصالح والاطماع وان اظهر لك الالفه والصداقه والمحبه فإنه حفاظا على مصالحه سيتركك في مواجهة مصيرك لوحدك حتى وان وعدك بالوقوف معك والشد من ازرك لذلك لا تثق بأحد الا بنفسك ولا تعتمد كثيرا على الغير.
وما نراه من ضغط على بعض الدول العربية من اجل الوقوف ضد روسيا ومؤازرة الدول التي تحاول كبح جماح الدب الروسي اسلوب رخيص جدا تتعامل به الولايات المتحده ودول الغرب مع تلك الدول العربية لانها تعتبرها كتابع يجب ان لا يخالف ويجب ان ينفذ ما يقال له.
وقد لفت انتباهي تحليل رائع قام به المحلل السياسي الرائع مشعل النامي تطرق فيه الى مبادئ الغرب واساليبه التي استخدمها وحورها وغيرها على حسب رغبته وحاجته وكيف تم تغيير العديد من القوانين والأنظمة والقناعات بعض الضربه الروسية لأوكرانيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا