لماذا يصعب توفير مثل هذا المستشفى المتكامل في الدول العربية ؟
مستشفيات عديدة وعيادات ومراكز طبية قد يزورها الانسان ولكن القليل منها من يعلق بالذهن ويتمنى ان يتلقى العلاج فيه ان احتاج لذلك ، ومن تلك المستشفيات الرائعه والجديرة بالثقه مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي .
منذ افتتاح هذا المستشفى الأمريكي في أبوظبي الواقع في جزيرة لا الماريا تم جلب خيرة الأطباء والطواقم الطبيه واكفائهم للعمل فيه وكل ذلك من أجل توفير الرعاية الصحيحة والطبية الممتازة للمرضى والمراجعين .
فالمستشفى متعدد الأقسام والاختصاصات وفيه نخبه من الأطباء الاجانب والطبيبات المتخرجين من اعرق الجامعات العالمية والذين عملوا في مستشفيات عريقة في بلدانهم وكسبوا سمعة عالمية وتركوا بصمة واضحه ومؤثرة في حياة الكثير من المرضى.
ومن يقرأ اسم المستشفى قد يخطر في باله ان الطاقم الطبي العامل فيه وإدارته جميعهم من الأجانب ولكن الواقع ليس كذلك ففي كليفلاند كلينك أبوظبي تعدد جنسيات عجيب جدا فتجد الطبيب السوري والممرضة المصرية والأخصائي التونسي والمعالج العراقي والعديد من الجنسيات العربية بالإضافة الى عدد لابأس به من ابناء الإمارات الذين توزعوا في كل أقسام المستشفى أما إدارة المستشفى فجلها من أبناء الإمارات وهذا التنوع هو الذي أعطى المستشفى هذا التميز والتألق .
فالمراجع للمستشفى لن يشعر بصعوبه في التعامل مع الأطباء والممرضين وموظفي الاستقبال لأن كل اللغات متوفرة هنا فيستطيع أن يتحدث بالانجليزية والعربية والاوردية والفرنسية والألمانيه وغيرها من اللغات الحيه وهذا أمر يزيد من الإقبال على المستشفى فلن يشعر احد بالحرج لعدم إجادته الإنجليزية وسيتمكن من التعبير بكل سهولة .
وإذا جئنا لمبنى المستشفى ومرافقه فهي مبنية على الطراز العالمي والخدمات المقدمه ترقى وتفوق خدمات الفنادق العالمية الكبرى ذات السبعة نجوم من قبل دخولك المبنى إلى أن تنهي مراجعتك فهنالك خدمة الصف المركبات بالإضافة الى المواقف الكثيرة التي تستوعب جميع المتعاملين وهنالك المحلات التي توفر الطعام والمشروبات الساخنه و محلات الهدايا ومحلات العناية بالبشرة وغيرها من الخدمات الخاصة بالمراجعين .
أما الطاقم الطبي والإداري فتم توفير جميل السبل التي تجعله يقوم بعمله على أتم وأكمل وجه فقد تم توفير أماكن خاصه للراحه لهم والاسترخاء وتم توفير صالة لياقة بدنيه لممارسة الانشطة الرياضية وبإمكان الأطباء والممرضين والإداريين اخذ قيلولة في الهواء الطاقة إما عبر المنصات المطله على البحر أو عبر المشي على الكورنيش المصغر المجاور للمستشفى .
وبالنسبة لموقع كليفلاند فقد تم اختيار موقعه بعناية فائقه فهو في جزيرة جديدة جميلة هي جزيرة الماريه القريبه من جزيرة الريم وهو مطل على البحر والعديد من المعالم السياحية قريبه منه كما أن مناظر معظم الغرف والعنابر تعطي المريض راحة نفسيه لإطلالتها الساحره ، وبالنسبة لسير العمل فيه فالأمور تسير بكل يسر وسهولة فلا تعقيد في الإجراءات ولا تأخير في المواعيد ودائما مصلحة المريض وذويه لها الأولوية القصوى ومنذ افتتاح المستشفى الى اليوم لم ترد أي شكاوى أو ملاحظات لأن كل شي فيه يسير بنظام ووقت والمستشفى يقدم ما يفوق توقع المراجع .
وقد يظن البعض أن المستشفى مخصص لمواطنين دولة الإمارات أو المقيمين فيها وهذا أمر جميل لا يمكن الاختلاف عليه لان فيه إظهار لإهتمام الدولة بمواطنيها ومن يقيمون على أراضيها ولكن والأجمل من ذلك أن المستشفى يستقبل أي مريض من أي مكان وفق ضوابط ونظم معمول بها فعند زيارتك سترى أشخاصًا من دول عربية عديدة وأشخاص من دول إفريقيه وأشخاصا من أمريكا وأوروبا يراجعون لتلقي العلاج أو لإكمال علاج تلقوه سابقا في فرع آخر من فروع المستشفى .
وأعود الى سؤالي الاستفتاحي لماذا لا يتم توفير مثل هذا المستشفى في الدول العربية ؟ وهل هذا الأمر صعب ؟
برأيي الأمر ليس بتلك الصعوبة وخاصة أنه أصبح واقعا في دولة الإمارات ولكن الأمر بحاجة إلى عقل يفكر ويستطيع جلب مثل هذه المؤسسات الطبية العالمية الى الأراضي العربية وقبل ذلك هو بحاجة الى أشخاص يحملون هم المواطن في كل نواحي حياته وخاصة الصحية لأنها اهم ما يملك الإنسان وبدون الصحة لا معنى للحياة .
ولو تم إنفاق ميزانية المعدات الحربية والأسلحه على تطوير الأنظمة الصحية لاستطاعة اغلب البلدان العربية إنشاء مؤسسات طبية ذات كفأه على أراضيها ولأوجدت فرص عمل لأبنائها ولكسبو الكثير من الخبرات بإحتكاكهم مع الأطباء والممرضين والإداريين الأجانب الذين سبقونا في الأمور الطبيه والإدارية بسنوات ضوئيه وهذا أمر لا يمكننا أن ننكره وهذا الأمر الذي يجب أن ننافس فيه ونسعى لتطويره بدلا من تفاهات الأمور التي أصبح التركيز عليها كثيرا .
تخيلوا معي مستشفى عالمي ضخم في بلدان كسوريا والعراق واليمن فيه أطقم طبيه محليه توجهها وتديرها أطقم طبيه عالميه وبإدارة واعية تسير على نظام لا يوجد سرقة او اختلاسات في الميزانيات أو الواردات الكل يتلقى العلاج من دون تفريق أو عنصرية ومن دون تدخل من هذا المسؤول او ذاك وبعد ذلك تتم افتتاح افرع يديرها ابناء البلد بعد ان يتلقوا تدريبات مكثفه في كل الاختصاصات من دون الحاجه الى الى الانتظار سنوات طويلة من أجل الحصول على فرصة عمل بعد التخرج من الجامعة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا