- saraha-time عمان بلد غني مع وقف التنفيذ - saraha-time

هنا تجد الصراحه والوضوح في المناقشه والحوارمن دون تجريح أو تطاول

اخر الأخبار

الاثنين، 3 يناير 2022

عمان بلد غني مع وقف التنفيذ

 

مثليو الافلام تم حظرهم ولكن من سيحظر مثليو الواقع

عمان بلد غني مع وقف التنفيذ 


سلطنة عمان دولة خليجية مهمة جدا وعضو مثير للجدل في دول الخليج العربي وكثيرا ما انتقدت سياسات السلطنة  بل وصل الامر في بعض الاحيان الى اتهامها بالخيانه والوقوف مع العدو الأول لدول الخليج وهي ايران التي تعتبرها عمان صديقا وحليفا قويا لا يجب معاداته.


ولكن هنالك الكثيرين ايضا ممن تعجبهم ادارة  عمان  للأمور السياسيه واتخاذها مبدأ واحد في تعاملها مع كل الاحداث التي تجري في المنطقة وهو مبدأ النأي بالنفس قدر المستطاع ومحاولة القيام بدور الوسيط في حل الخلافات والنزاعات بحكمة وروية.


ولعمان تاريخ عريق جدا وقد مرت عليها الكثير من الأحداث التي سطرها التاريخ في كتبه وتغنى بها الادباء والشعراء حيث كان لها ولسلاطينها  زمن ذهبي تعدى حدود السلطنة وحدود القارة .


وانا هنا لن اتطرق الى ما جرى من احداث تاريخيه داخليه وخارجيه في هذا البلد لأن هنالك الكثير من المنصات التي تطرقت لذلك ولكن سأتناول موضوع يحيرني منذ فترة طويلة وزادت حيرتي مؤخرا لما رأيته وسمعته من ملاحظات.


  فعمان البلد الخليجي الغني يمر بأزمات كثيره وأهمها الأزمة الاقتصادية وما أوجع قلبي هي ما أراه من مقاطع وما اسمعه من صوتيات لبعض المواطنين العمانيين وهم ينادون ويستغيثون بالله ومن ثم بالحكومة بسبب ضيق العيش والحاجه التي يعانون منها.


وسيخرج أولئك المطبلين والمدافعين وأصحاب المآرب والمصالح والذين يعيشون في اوضاع اقتصاديه جيدة  ويقولون أن هذا المقطع او هذه الصوتيه لا تمثل حال الشعب وأن في كل بلد ستجد مثل هذه الحالات التي بالإمكان معالجتها بسهولة ويسر  وسأقول لهم أنتم محقين وكلامكم صحيح  ولكن عندما توجد  شريحة لابأس بها من هذه النوعية تعاني وتذوق الأمرين في بلد يفترض أن تعيش فيه بكرامة وعزة ورفعه ولا تحتاج فيه للتغرب وترك الوطن من أجل البحث عن مصدر دخل جديد يجب أن نقف طويلا لمعرفة المسببات لأنهم  بكل اختصار يعيشون في بلد لا ينقصه شي وفيه كل مقومات النجاح والتقدم ويستطيع توفير حياة كريمة لشعبه.


 فعمان بلد غني يزخر بالكثير من الخيرات والثروات التي  تفوق بها على  غيره من دول الخليج العربي والدول العربية الأخرى  فما السر وراء هذا التناقض الذي تعيشه السلطنة ؟ ولماذا يعاني الكثيرين من ابنائها ؟ وهل هذا البلد الذي لا يتجاوز عدد سكانه ال6 ملايين نسمه غير قادر على استيعابهم وتوفير حياة كريمة لهم ؟ وأين تذهب كل تلك الخيرات ومدخولاتها ؟


ان عدد سكان الشعب العماني لا يعتبر كبيرا بالنسبة لباقي الدول العربية كسوريا او مصر او العراق مثلا أو حتى المملكة العربية السعودية  وقد نعذر الثلاث دول الأولى  في حال عدم استطاعتها التعامل بما يلزم مع الشعب نظرا للظروف الصعبه التي مرت وتمر بها  وحالة عدم الاستقرار التي عاشتها او نظرا للتعداد السكاني المرتفع نسبيا او لغيرها من الاسباب التي يعلمها أهل تلك الدول وسنركز على السعودية التي يبلغ عدد سكانها اضعاف سكان عمان ويبرز لنا  العمل الدؤوب الذي تقوم به الحكومة من اجل التطوير واصلاح اوضاعهم وان وجد تقصير في حق من حقوقهم يكون هناك حساب وعقاب وانظمة وقوانين جديدة لتغطية هذا التقصير ولكن في عمان الأمر مختلف  والأمور واضحه  للعيان و الجرح ينزف على مرأى  الجميع منذ سنين ولكن لم يتقدم احدا لتضميده ولا نعرف ماهي الاسباب .


هذا الجرح  سببته عدة طعنات أولها الفساد الكبير الموجود في أجهزة السلطنة  ومؤسساتها والذي انتبه له السلطان هيثم وعمل على التخلص منه وتجفيف منابعه ولكنه بحاجه الى جهد أكبر مما يقوم به لأن هذا الفساد له جذور ضاربه في الأرض العمانيه منذ سنين طويلة ولابد من العمل بجد للتخلص منه والضرب بقوة على يد الفاسدين ومن يعاونهم من دون مراعاة لشخصه أو مكانته أو منصبه .


والطعنه الثانيه سوء توزيع الثروة وعدم تطبيق  قانون المحاسبة والرقابة المالية من اين لك هذا؟  على الجميع تسبب بنشوء طبقة مخملية لها وضع خاص مختلف عن باقي افراد الشعب لا يمكن محاسبتها او التعرض لها وإن كان هنالك اجراءات ضدها ستكون مخففه ولا تضر بها حتى وان كانت التهم موجهة إليها بل ستتم حمايتها والتبرير لها وذكر بعض محاسنها التي قامت بها من مال الشعب  .


 تليها طبقة تخدمها وتلبي رغباتها  وتتغذى على ما تتغذى عليه وترضى احيانا بالفتات وتكون في وجه المدفع ان تم تصويبه نحو  المخملين وتتحمل كل انواع السهام المقذوفات المصوبة وكل ذلك طمعا في كسب احترام وتقدير ومكافأة مجزية عوضا للتضحية .


 وبعدها تأتي الطبقة الكادحه العاملة وهم عامة الشعب وهي الطبقة التي تمر بكل المتغيرات النفسية فهي تعمل بجد ومثابره احيانا وفي بعض الأحيان تشارك الجرائم التي ترتكب في حق الوطن والمواطن  وتسكت احيانا اخرى ولا تهمس بحرف وهذه هي نقطة الضعف التي يبحث عنها اصحاب الطبقه الأولى  لان الصمت والسكوت وعدم الاعتراض على تصرف يضر بمصالحك يعطي المستفيد من هذا الأمر دافعا قويا للاستمرار والتمادي .


والطعنة الثالثه التعتيم الذي يمارسه بعض المتسلطين حيث يمنعون صوت الشعب وآهاته من الوصول إلى من يتلقاها ويعمل على حلها  وتراهم يهاجمون ويفندون أي صوت يخرج للمطالبة بحق او رفع ظلم وذلك خشية من تعرضهم للمسائله ان كانت هناك مسائلة وتراهم يخرسون الافواه التي تنطق بكلمة الحق وان تعاطف معهم اي شخص له منصه ويستطيع ان يوصل الملاحظات تجدهم يتعرضون له بالتهديد واغلاق المنصه او المحطه التي يبث منها وحدث ذلك كثيرا لا ادري لما اعتبر هؤلاء أنفسهم مقدسين يصعب التعرض لهم او الاعتراض عليهم .


والطعنه الرابعة احتكار المناصب حتى انتهاء الصلاحيه وهذه من المشاكل المعقدة  التي تعاني منها عمان فتجد   المدير الذي اكمل 30 سنة في الوزارة الفلانيه يرفض التنحي عن منصبه ويتشبث بالكرسي خوفا من ذهاب امتيازاته وعلاواته وتسهيلاته وخوفا من افتضاح امره ان كانت له ممارسات خاطئه وفي حال تركه المنصب سيظل اثره باقيا فقوانينه القديمة البالية مستمره والنظام الذي وضعه لم يتغير ولذلك نجد اكثر الناس لا يتاملون خيرا عند حدوث تعيينات جديدة لان القادم أتى بإسمه فقط وسيسير على نفس الأنظمة التي تركها سلفة ولذلك تتوجه الحكومات الذكية إلى إشراك الشباب المتعلم المتفتح في اتخاذ القرارت وتولي المناصب لأنه من هذا الجيل يعرف ان يجاريه ويتعامل مع متغيراته من دون ان يتم الاستغناء عن اصحاب الخبرة الذين يتم مشاورتهم إن تطلب ذلك وهذا ما ينبغي لعمان أن تعمل به .



وهنالك طعنات كثيرة ساعدت على استمرار نزيف الجرح  العماني وبرغم كل ما ذكرته إلا أني أر ى الأمل في التحسين والإصلاح قائما بوجود السلطان هيثم إن لم يحدث أمر لم يكن بالحسبان ونحن كالعمانيين متأملين خير ونتمنى للسلطان كل التوفيق وننصحه بأن يضع الشعب نصب اهتمامه فهم الذخر والسند وبالشعوب تنهض الدول والأمم وليس  باصحاب الكروش والارصدة الخيالية والأفكار العقيمة ومن يسلبون اللقمة من فم الجائع .


عمان كما قلت سابقا بلد غني ولكن مع وقف التنفيذ والعمل بهذا الغنى حتى إشعار آخر الله وحده هو العالم بوقته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا