- saraha-time مساحة عمانية حرة - saraha-time

هنا تجد الصراحه والوضوح في المناقشه والحوارمن دون تجريح أو تطاول

اخر الأخبار

الاثنين، 12 مايو 2025

مساحة عمانية حرة

 

مساحة عمانية حرة

مساحة عمانية حرة 


يقال أن الحديث او الكلام  الذي يخرج من القلب يصل الى القلب وهذا ما وصل الى قلبي عندما حضرت احدى المساحات العمانية المفتوحه عبر منصة أكس حيث لمست الثقافه العاليه التي يتمتع بها هذا الشعب الخليجي والطريقة الراقيه في الحوار بين المتحاورين من دون مقاطعه أو تطاول ولمست ايضا الجرح والألم والمعاناه الشديده والكبيره التي يعيشها هذا الشعب الطيب بسبب فساد الحكومة التي عينها السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان والتي سارت على نهج من سبقها من حكومات ونقصد بالحكومات هم الوزراء وأصحاب القرار الذين لديهم تأثير مباشر على الوطن .



المساحة التي استمعت اليها واستمتعت بها  كانت تحمل عنوان أين الحكومة؟!! الشعب يصيح والمسؤولون يتجاهلون إلى متى هذا الصمت المريب ؟! عنوان عميق جدا وواقعي ويعبر عن بداية تأزم الوضع الداخلي في سلطنة عمان ومدى الاجحاف والاهمال الذي يعيشه المواطن العماني وبما أني متابع وقريب جدا من الشارع العماني و تربطني علاقات قرابة وصداقة بالشعب العماني فأنا اعرف طبيعة وطيبه هذا الشعب ومدى الصبر الذي يتحلى به ولكن إن بدأ شعب كهذا  بالتذمر والانزعاج  بهذه الطريقة التي استمعت اليها في المساحة الحرة ومالمسته على ارض الواقع  فأعلموا انه طفح به الكيل ولم يعد هنالك مجال للصبر والتحمل أكثر وان الظلم وصل لأعلى مستوى في هذا البلد الخليجي الغني . 


عمان بلد غني جدا بتاريخه وماضيه وحاضره وفيه موارد ومعادن وطاقات بشريه جبارة بالاضافة الى الثقافه المبهره لشعبه المتعلم الذي زرع فيه السلطان الراحل قابوس بن سعيد حب العلم والتعلم وقبل ذلك هو دعاء النبي صلوات ربي وسلامه عليهم لهم وثنائه عليهم  بالاضافة الى الكثير من الامور التي تعلق القلوب بهذا البلد وشعبه الكريم الطيب ولكنه وللأسف الشديد بلد يعاني من كمية فساد وظلم وقهر ينصب وينهمر كالمطر على هذا الشعب المغلوب على أمره والذي انقسم في ظل ما يعانيه الى اربع اقسام :


القسم الاول : هم اغلب الشعب وهو المظلومين والمضطهدين والمسلوبه حقوقهم بسبب الفاسدين والمفسدين من وزراء ومسوؤولين ومنتفعين من هذا الفساد والمطبلين لهم والباحثين عن موطئ قدم في ملعب الحكومة ومن يمثلها ويدخل معهم بعض ما يطلق عليهم بالشيوخ او رأس القبيله الذي يفترض أن يكونوا  لسان سكان المناطق والقرى  التي يقيمون فيها ولكنهم أصبحوا جدارا عازلا للصوت لا يسمح له بالمرور  وهذه الفئه من الشعب ملتزمة لابعد الحدود و يهمها أمن بلدها ولكن هذا الاهتمام والالتزام مصحوب وممزوج بخوف وذل كبير وكان ذلك على حساب وضعها المعيشي لأنها تخشى تطبيق القانون و عقوباته عليها  ولذلك فهي تكتفي  بالتعبير  في المجالس المغلقه او في التجمعات والاستراحات وتتجنب القيام بأي  فعل يجعلها عرضه لاي مسائله قانونيه من الجهات المتنفذة في السلطنة بل إنها ترضى بالظلم الذي يقع عليها وإن اعترضت فإن اعتراضها لا يطول وينتهي بصدور  اي قرار ترضيه يخرج من الحكومة مثل قرارات التوظيف او المكرمات بمبالغ زهيده لا تكفي لشراء المواد الغذائيه لفئات الشعب المختلفه والتي يطلق عليها محليا في عمان المنفعات الاجتماعيه او غيرها من تلك القرارات التي تعتبر  كأبر مخدره ومسكنات لحظية . 



القسم الثاني : هم المنافقين والمطبلين الذين يمجدون في السلطان وحتى ان لم يفعل شيئا ويشيدون بعمل الحكومة ويقفون على توافه الاحداث ويعظمونها من اجل اظهار صورة مشرقة للمسؤولين حتى وان كان هذا كذبا وتزويرا وضحكا على الذقون وهؤلاء يصلون الى المراتب والمكاسب بسرعه البرق ولا يحتاجون الى وقت طويل وميزه هؤلاء تزييف الحقائق ونقل صور غير واقعيه وايهام المقيمين خارج السلطنة والمهتمين لشؤونها أن الاوضاع مستقره والحياة المعيشية في أحسن حال والكثير من الأمور التي لا علاقه لها بأرض الواقع وطبعا كما ذكرت سابقا كل هذا التطبيل لا يكون الا بمقابل وقد يكون هؤلاء ضحايا في بعض الاحيان وما قيامهم بمثل هذه الامور الى من أجل مصالح خاصه او رغبة في نيل بعض المكاسب التي يرونها مشروعه في ظل التعامل مع حكومة يصعب الحصول على اي شيء منها في ظل وجود الفاسدين والمفسدين على عرشها وامساكهم بكل زمام امورها .


اما القسم الثالث: فهم الفئه التي لديها امتيازات خاصه وتعيش حياه افضل من الفئتين السابقتين ولديهاوضع خاص جدا وقد يحسدها باقي العمانيين على ما تتمتع به وهذه الفئه تنقسم الى قسمين ايضا :

القسم الاول: هم اولئك الذين ينتمون لجماعه او طائفه لديها نفوذ وتاريخ و اساس قوي في  السلطنة وذات تأثير  في مجرى الاحداث في عمان منذ نشأتها الى اليوم كالظفاريين وهم سكان ظفار الذين كانوا اصحاب قوة واجهت السلطان في ذلك الزمان ووصفت بالتمرد وحصلت على دعم كبير من اكثر من جهة  وبعد ان تم احتوائها اصبح لها و لأهلها وضع خاص في التعامل و الامتيازات التي لا يحصل عليها غيرها من ابناء الشعب واصبح لها صوت مسموع وكانت المعارضه ورجالها وروادها منهم حتى بات البعض يعتقد ان حكومة السلطنة تخشى مواجهتها او تتجنب ذلك حتى لا تحدث احداث مشابهه لتلك الاحداث التي حدثت في تلك الفتره من الزمان وهنالك ايضا من ينتمون الى الاباضية وهو المذهب الديني المنتشر في عمان والذين يبرز منه الشيخ الخليلي مفتي عمان صاحب التأثير الكبير والكلمات الرنانة والمواقف البارزه وكذلك الزنجباريين واعراق اخرى تعج بها عمان ويتم معاملتها بشكل مختلف والعماني القريب والمتواجد في السلطنة يعلم ما اتحدث عنه وسيكون ما ذكرته واضحا له لأنه يعيشه بشكل يومي ويتعايش معه.


والقسم الثاني : هم المقربين من الوزراء وذويهم واصدقائهم  او حاشيتهم وهؤلاء دائما ما يجوز لهم  لا يجوز لغيرهم وكأن قلم التكليف قد رفع عنهم وعن تجاوزاتهم واخطائهم التي تغتفر وتساق لها العديد من الاعذار والذرائع وهذه الفئه صاحبة التصرفات العجيبه والغريبه والتي يكون الكثير منها ظلما و تعديا تتسبب بكثير من المشاكل و تجعل الناس يلجأون للجهات المختصه من اجل التقاضي منها ولكن للاسف الشديد فهي صاحبة نفوذ وقوة بداخل اغلب المؤسسات الحكومية وتتم من اجلها تعديلات وتغييرات في القوانين والاجراءات وعلى الرغم من التشديد الذي اتى به السلطان هيثم والمحاسبه والرقابه التي وضعها على كل الجهات العاملة الحكومية والخاصه في السلطنة الا هنالك بعض  التجاوزات التي ما زالت مستمره وخاصة لهذه الفئه التي تحرك معارفها وواسطاتها في حال شعورها بأي خطر على حساب  المستضعفين وهذا يضاعف حجم الغل والقهر في الصدور تجاه الحكومة التي تبارك مثل هذه الافعال بصمتها او تجاهلها لمثل هذه الافعال .


وفي القسم الرابع يأتي  اولئك المعترضون والمتمردون على الواقع والذين يقيم جزء منهم في عمان وهم منتشرون في مناطق مختلفه بالداخل العماني  ويرفعون رايات المطالبه من على اراضيها ويتحملون ردة العفل القاسيه التي تصدر من المسؤولين وممن اوكلت اليهم مسؤوليه تكميم الافواه والنيل من كل معترض اما بالتغييب في غياهب السجون او التضييق عليه في الحياة التي تعتبر ضيقه من دون اي تضييق والمنع من ممارسة الحقوق والنشاطات بتعسف وجزء من اولئك لم يستطيعوا التحمل و اختاروا  الخروج والهروب والهجرة إلى الخارج  بعد موجة الهجوم الذي تلقوه من الجهات المعنيه و مايسمى بجهاز الامن الداخلي او أمن الدولة الذي أضحى مثالا يضرب للقمع و التعسف في المعاملة مع افراد الشعب العماني وهذه الفئه انقسمت الى قمسين الاول ايضا :

فمنهم من فر لانه لا يستطيع التعبير عن رأيه ويرغب بإحداث تغيير شامل في البلد ومنظومة ادارته مع الابقاء على هيبه السلطان و منصبه ومكانته وعدم التعرض لشخصه مع الاصرار على عمل تغيير شامل وكامل في الحكومة التي يتهمها بالفساد وانهاء سبب البلاء والمشاكل التي تعيشها البلاد .

والقسم الثاني هم من جعلوا هروبهم للخارج فرصة للانتقام  بنشر الفتنه وتشويه السمعة ومحاولة الحاق عمان بركب الدول التي عانت من القلاقل والحروب الداخليه و و تقسمت و تشظت واصبح شعبها الواحد طوائف وفرق وخرجت منها جماعات تكفر جزء من مكوناته و تبيح دماء الجزء الاخر منه واصبحت الدول ذات الاطماع تسعى للحصول على حصص من هذا البلد و انعدم الامن فيها و استشرى الخراب والدمار في كل ارجائها .



وبالعودة الى المساحة الحره ومن كان مشاركا فيها اتضح لي ان  المتواجدين كانوا من القسمين  الاول و الجزء الاول من القسم  الرابع  اللذان ذكرا سابقا وكانت درجة النقاش والتوضيح مرتفعه جدا وكما ذكرت فهي تشير الى درجة الاحتقان الداخلي والضيق الذي يعيشه العمانيين الذين لا يستطيعون التعبير عما يدور بداخل بلدهم  بسبب الرعب الذي بثته الاجهزة الأمنيه في القلوب وبسبب عدم استماع المسوؤلين واصحاب القرار الى الاصوات التي تطالب ببعض حقوقها  ومن يريد أن يتأكد من تردي الاوضاع وخوف الحكومة من نهوض الشعب عليه أن يسأل العمانيين المقيمين في مسقط وبعض مناطق السلطنه عن الاجراءات المشددة التي تم اتخاذها في تلك المناطق التي اعلن عن قيام وقفه احتجاجيه تضامنا مع غزة فيها بالاضافة الى  المطالبة ببعض الحقوق التي  يبحث عنها  المواطن العماني ويسعى اليها وسيجيبك من عاشوا تلك اللحظات و تأثروا بالاجراءات ان الشوارع امتلئت بالدوريات العسكرية وانتشر رجال الأمن بين صفوف المتجهرين ومع بدء كلمة المسؤولين او المتحدثين في تلك المظاهرات تم اعتقالهم و تغييبهم في السجون وحكم عليهم بتهمة اثارة الفتنه والتحريض على الفوضى وحتى ان كانت التهم الموجهه اليهم صحيحه ونحن نشد على يد القضاء العماني إن كان يسعى للحفاظ على وحدة الوطن ومكتسباته  ولكن يجب أن يعطي الناس بعض حرية التعبير وخاصة في بلد مثل عمان الذي لديه شعب هادئ بطبعه غير عدائي وهو ما يوصف بالأهدى بين دول الخليج العربي ولكنه اكثر شعب تعرض للظلم مع الشعب البحريني وخاصة فيما يتعلق بالحقوق الاساسيه كالمعيشه وما يرتبط بها من امور ( رواتب - سكن - اسقاط قروض - مكرمات جزله - تسهيلات للمواطن - معيشه كريمه - وظائف ذات مستقبل ومدخول ممتاز - حرية في الراي والتعبير والاختيار - الاحساس بالمواطنة بكل ما تعنيه).



وبالنسبه للمتحاورين وكل معترض في عمان على واقع البلد وما وصل إليه حال المواطن العماني البسيط أرجو أن يتدارك هؤلاء   الامور السلبيه الموجوده لديهم حتى تكون معارضتهم ايجابيه ولديها تأثير ولا تكون مجرد فضفضات على مواقع التواصل الاجتماعي  ومن الأشياء السلبية التي لمستها لدى المتحدثين هو عدم  وجود رؤية واضحه فالكثير منهم يتحدث ويعبر ولكن لا يضع حلول ولم يرسم خطة لانتشال البلد من هذا المستنقع الموحل الذي يأخذ البلاد الى الاسفل بسرعه فائقه أو حتى تدريجيا ومن الأمور السلبية أيضا هي عدم اتخاذ وسيله و آليه فعالة  لإيصال الصوت والأفكار والاراء للمسؤولين أو حتى أفراد الشعب ومازالت أفكارهم واقتراحاتهم حبيسه جوالاتهم ومواقع التواصل الاجتماعي التي ينشطون فيها وخلال فترات استماعي إلى كل المعارضين لم أرى فكرة ابداعيه مختلفه لإيصال صوت الشعب لولي الأمر على الرغم من الكم الهائل من الأفكار الموجوده في وقتنا الحالي ولا ادري ما سبب هذا الفقر الإبداعي ؟!؟! الذي لا ينبغي أن يكون لدى من يبحثون عن التغيير إلى الأفضل بل يجب أن يكون  لديهم   افكار وخطط غير متوقعه  أما  الكلام والتنظير والصراخ والسب والقذف لا ينفع بل يضر  ولا يخلق مجالا للحصول على نتائج مرجوه بل يجعل التصادم مع الآخر و المواجهه في مقدمة المشهد واما الهدوء وطرح الافكار المرتبه ذات الفائدة العظيمة والنتيجة الحسنه فهو من ستتغير به الاحوال وتصبح على قدر الطموح  وقد تتجاوزه. 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا