
إن كنت مسلما أو عربيا أرضى بالظلم ولا تعترض
عنوان مستفز وغير مقبول لأي إنسان حر بغض النظر عن أصله وديانته وانتمائه لأن كل شخص يولد حر ولم يخلق عبدا الا لخالقه سبحانه وإن حصل وتم استعباده على الرغم من تمتعه بالحرية فهذا لتقصير منه ورضوخ وانكسار رضي به على نفسه .
وعلى الرغم من كون الاسلام هو الدين الحق الذي أكمله الله واتمه بإرسال خير البشر نبي الرحمة صلوات ربي وسلامة عليه إلا أن هذا الدين ومنذ قديم الأزمان إلى وقتنا الحالي تعرض لهجمات كثيره كانت ترمي الى القضاء عليه وعلى اتباعه ومعتنقيه والمؤمنين به ولكن الله أبى الا أن يحفظه ويبقيه الى زوال هذه الدنيا وما عليها .
وبسبب الضعف الذي أصاب المسلمين بإبتعادهم عن دينهم وتعاليمه أصبح لأهل الباطل صوت عالي وأصبحت الساحه لهم فارغه ليصولوا ويجولوا ويقوموا بكل ما يريدونه ويغيرون في واقعهم وواقع غيرهم ووصل بهم الأمر الى التدخل في ديانات الناس وفرض قيود على الكثير من المفاهيم والاساسيات التي تعتبر من الثوابث إما بالتأثير المباشر على أولياء أمور المسلمين سواء بالاغراءات الدنيويه الزائله كالحمايه لسلطة هذا الولي والحرص على بقائه على عرشه أو الدفاع عن بلده ضد اي خطر محتمل أو ابتزازه واخافته بالتهديد والوعيد وغيرها من الاساليب القذره أو ان يكون ذلك بالتدخل في المناهج التعليميه التي يتلقاها الطلاب وازالة الاحاديث والايات التي تدعو الى الحفاظ على الدين ونبذ الفرقه وتحض على قتال العدو وعدم التهاون في التعامل معه وعدم الخضوع والخنوع له وابدالها بدروس تدعو الى الانفتاح على كل ما في هذه الدنيا من دون ضوابط وتحليل الفتن وتسهيل المنكرات واباحتها كما نرى ونسمع ما يتعلمه ابنائنا الان نسأل الله السلامة .
وبسبب ما وقع على بلاد العرب والمسلمين من قوى الظلام الاستعمارية دخلت بلدان المسلمين في دوامة كبيره حاولت وسعت بجد وجهد على مدار القرون الماضيه للخروج منها وتمكنت من ذلك بسبب رغبة ابنائها المخلصين للتخلص من سيطرة تلك القوى على الحياة والدين فيها ولكن بقي جزء كبير من التأثير الذي حملته قوى الظلام في تفاصيل الحياة وبعض نواحي الدين في بلداننا وأصبحنا مراقبين ومحاسبين على أي خطوه ايجابيه للتغيير نسعى للقيام بها خاصة إن كانت ستدفع الأمة إلى نقلة نوعيه كبيره وقد تعيدها الى سالف عهدها وقوتها وستقلل من سيطرة الغير علينا .
وعند احساس اولئك الطامعين والحاقدين بأن هنالك دولة عربيه مسلمة تسعى لاخراج نفسها من دوامة السيطرة الغربية تجدهم يسرعون اليها وفي يدهم عصى الطاعه يهددون ويتوعدون وإن لم ترتدع أو تعود الى صوابها تراهم يشيطنونها ويحاربونها ويسعون الى تأليب اخوانها عليها والتضييق عليها من كل جهه من أجل أن تخضع وتستسلم وهذه الاستراتيجية مرت بها العديد من الدول العربية والإسلامية التي وللأسف الشديد لم تستوعب الدرس ولم تتعلم حتى تواجه ما يحاك لها ولم تتمرد على الواقع الذي يريدون أن يضعوها فيه ولم تستطع تشكيل تحالف مضاد لذلك التحالف الاستعماري .
وما يزعج ويسبب الضيق الشديد هو قيام دول عربية أو إسلامية حليفه لتلك القوى الاستعمارية بدور خبيث تجاه اخوانها من أجل كسب رضا الغرب أو الحصول على دعم منه وضرب كل مفاهيم الاخوة والولاء والبراء عرض الحائط من أجل مصالح دنيوية مؤقته تزول بزوال اسبابها وقد تجعل هذا المتعاون هو الضحية التالية ولنا في ما جرى من مجموعه من حكام العرب أسوة حسنه وخير دليل على خسة الغرب المحتل ونظرته الدونية لنا كمسلمين وتمتعه بالتلاعب بنا كالدمى.
وفي وقتنا الحالي نرى الولايات المتحدة الامريكية ومحاولاتها المستمره لاحباط أي أمر تقوم به السعودية حليفتها والتي منذ قديم الزمان وتحت قيادة ال سعود وقبلهم ترفض أن تكون تابعه لأحد وأن تكون حذاء في رجل أحدهم يدوس بها على اي مكان يريده وتفضل أن تكون صقرا محلقا في السماء يرى الأمور من ارتفاع ويقدر كل ما يريد فعله من دون تأثير من الغير .
واوضحت ردة فعل الرئيس الأمريكي جو بايدن وعضبه الشديد من التقارب السعودي الايراني برعاية صينية ذلك الأمر وقبل ايران كان التعاون السعودي الروسي الصيني في المجال العسكري سببا في اضطراب العلاقات مع امريكا وقبله ايضا الخطوة التي اتخذتها السعودية المتعلقه بالنفط كل تلك الاحداث اظهرت الأنانيه التي توجد لدى الغرب تجاه البلدان العربية والشرق الأوسط بشكل عام وطبعا لن نستثني روسيا وحتى الصين فكلها دول تبحث عن مصالحها فقط ولا يهمها ما الذي يحدث ويجري في بلداننا .
وكشف الوضع السوري الكثير من الأمور التي لا يمكن تجاهلها خاصه لايران وروسيا اللتان لعبتا دورا كبيرا في اطالة الصراع واشتداده والابقاء على حكم بشار الاسد الذي عاد من جديد الى جامعة الدول العربية وعادت معه سوريا الى صف اخوانها ولكنها لن تكون عودة صافيه وخالصة بسبب وجود ايادي خفيه ايرانيه روسيه خلف الاسد تدير له الامور وتقرر عنه او يشاورها في كل خطوه يقوم بها وهذا ما بدا جليا عند بدء الزيارات التي قام بها لعدة دول عربية وخليجية من أجل التقارب والتمهيد للعودة الى الجامعة العربية وفي نفس الوقت كانت هنالك استضافات لمسؤولين ايرانيين وتأكيدات على استمرار سوريا في محور الشر الايراني وهو ما سيجعل الولايات المتحده مستمره في متابعة التواجد الروسي الايراني ان استمر في سوريا عن كثب وانتهاز الفرصه للانقضاض عليه بمساعدة ربيبتها اسرائيل .
رغبة العرب والمسلمين في تغيير حالهم الى الافضل لن يستطيع احد أن يقف امامها إن وجدت رغبة صادقة في التغيير من دون خوف او مراعاة لأي طرف دولي لا يريدها وان وجد تغليب للصالح العام على أي مصالح شخصية لأن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا ولكنها النفس واتباع الهوى الذي أثر فينا وغير نظرتنا إلى الأمور وجعل تفكيرنا محدودا جدا وغشانا بغشاء الخوف من الغرب والخشية من عقابه المدمر وفي الحقيقة هو مجرد تلاعب نفسي و كلام يقصد به ارسال رسائل لمن يعنيه الأمر بأن لا تقدم على أي فعل يجعلنا نغضب منك لأنك ستجد عقاب لن تستطيع تحمله واتمنى ان يبعث الله لنا من يجمع قوتنا ويوحد توجهاتنا وصفوفنا ويجعلنا ننزع خشية البشر من قلوبنا وتبقى الخشية من رب البشر فيه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا