- saraha-time الثبات الثبات بعد رمضان - saraha-time

هنا تجد الصراحه والوضوح في المناقشه والحوارمن دون تجريح أو تطاول

اخر الأخبار

الخميس، 13 أبريل 2023

الثبات الثبات بعد رمضان

 

الثبات الثبات بعد رمضان

الثبات الثبات بعد رمضان


ها هي ايام الشهر الفضيل ولياليه تمر  مسرعة وتهم بالرحيل عنا نسأل الله أن يعيدها علينا أعواما عديدة وسنين مديدة وأن يتقبل منا ما قدمنا فيها من أعمال وأن يجعلنا فيها من الفائزين فيها بالجنان والعتق من النيران وأن يكتب لنا فيما تبقى منها القبول وممن تتبدل اقدراهم في ليلة القدر أمين يا رب العالمين .


شهر رمضان الفضيل في هذا العام كان سريعا جدا واتفق المسلمون كلهم على أنه من أسرع الأشهر التي مرت عليهم ففوق سرعته مضيه وانتهائه بكل روحانيته وسكينته كانت أجوائه باردة ومريحه للصائمين فلم يكن هنالك أي جوع أو عطش وأكرمنا الله بسقوط الأمطار والأجواء الغائمة فيه ووجب على المسلمين استغلال كل تلك الميزات للاستزادة والإحسان وعدم التقصير ومن قصر فبإمكانه التدارك والبذل وشد المأزر وعدم التقاعس فيما بقي منه . 


وهنالك أمر يجب أن نجد له حل سريع وجذري في نفس الوقت وهو  ما يحدث للناس بعد رمضان من انتكاسه وانا اقصد الفئه التي بدل الله احوالها في رمضان الى الأفضل في كل شيء وأصبحت شخصية مختلفة عما كانت عليه قبل رمضان في تعاملها مع الله وتعاملها مع الناس وفي أسرتها وحياتها اليومية وكل حركه وسكنه تقوم بها ولا أقصد أولئك الذين لم يفرق لديهم دخول رمضان أو خروجه فهم في غفله دائمه وحتى إن استيقظوا في بدايته فسيكون هذا الاستيقاظ مؤقتا أي لغاية الفطور وبعد ذلك تباح لهم كل المحرمات والممنوعات وكأن وقت رمضان لديهم ينتهي بعد المغرب نسأل الله الهداية لنا ولهم . 


الانتكاسة اخواني واخواتي والعودة الى مستنقع الذنوب الذي خرجنا منه في رمضان أمر مقلق جدا يتطلب وقفه صادقة مع النفس للمحاسبة وترتيب الأوراق والبحث عن الأمور المهمة التي فيها النجاة من الدنيا وأفخاخها والفوز بالأخرة بالرضى والرضوان وعالي الجنان  فما الذي يدفعنا الى طريق الانتكاسة ويبعدنا عن الثبات على الطاعات والعبادات؟ 


*ان عدم التفكير في أن الله تعالى هو رب الشهور كلها وليس شهر رمضان وأنه سبحانه تجب عبادته والتقرب اليه في كل وقت وحين من أهم الأمور التي تقود الناس الى درب الانتكاسة فالكثيرين  ينسون أن العبادة في باقي شهور السنه وقراءة القران والدعاء والصدقات وقيام الليل وغيرها من أعمال الخير من الأمور الواجبة على المسلم والتي يجب أن لا تتوقف طوال حياته لأن فيها خير كثير له ولمن حوله ولها بركة تحل في كل شيء وللأسف الشديد أصبحت العبادات  والصلوات  والقران واطعام الطعام واللين في التعامل غيرها من الخيرات عند الكثيرين مرتبطة برمضان فقط دون غيره .


*الملل الذي يتركه عدم التعود على الاستمرار على العبادات والطاعات واحد من أهم الأسباب التي تعجل بالانتكاسة فمن لم يعتد على الصلاة بسبب انشغاله عنها بالدنيا وملهياتها ومن لم يفتح المصحف في باقي أيام السنه ولم يختم قراءته وتدبره وفهم معانيه في أوقات السنه الباقية ومن لم يستشعر حلاوة الدين والايمان والخيرات التي يحويها ديننا العظيم سيشعر بالملل والضيق من استمراره على العبادات والطاعات ان لم يشرح الله صدره ويلهمه الصبر عليها . 


*الاستعجال في العودة الى الروتين القديم قبل رمضان بدلا من الثبات على نظام رمضان الجميل المليء بالروحانية والجمال النفسي والراحة للذهن والجسم وكل الحواس والموفق من يستمر على النظام الرمضاني ولا يفكر في العودة الى الروتين القديم وما فيه من تأثيرات سلبيه على الانسان تشغل الفكر وتتعبه وتنهك الجسد وتتلفه وهؤلاء العائدين الى روتينهم وحياتهم السابقة لم يستشعروا فضل الصيام وخاصية رمضان وبركاته على الحياة والاوقات والاعمال وكل شيء في هذه الدنيا . 


*انتكاس الاصحاب وتراجعهم عن الطريق الصحيح وهذا الأمر يحدث إن كانت هنالك مجموعه من الأشخاص تزاملوا ولا تلازموا في أدائهم للعبادات وعاشوا أجواء رمضان معا من صلاة وصيام وافطار صائمين وصدقات وحتى الإفطار والسحور ولكن ما أن ينقضي رمضان حتى يتراجع احدهم أو اغلبهم ويؤثرون على البقية ويسحب كل منهم الأخر الى طريق الانتكاسة وكما يقال الصاحب ساحب وطبعا كل ما نقوله مرتبط بتوفيق الله واعانته لنا على الثبات على الحق وعدم التراجع عنه . 


*الاهتمام بنظرة الناس ورأيهم والخشية من انتقاداتهم وهذا من أخطر الأسباب التي قد تهلك من يأخذ بها لأنه في هذه الحالة تكون عبادته ليست لله تعالى ورغبة فيما عنده من خيرات وبحثا عن فضله ورضاه بل كانت من أجل أن لا يتحدث عن الناس ولا ينتقدوه وحتى لا يكون مادة للتندر وتسليط الألسن عليه ومن يحمل هذا الفكر يجب أن يراجع نفسه ويجب أن يفيق من غفلته لأنه في خطر عظيم وسيخسر بذلك دنياه وأخرته فالناس الذين ينتقدونك لن يدخلوك الجنة ولن يرفعوا من قدرك عند الله أو يعطوك شيئا من حسناتهم  إن مدحوك وأثنوا على عباداتك بل إنك ستأثم لبحثك عن رضاهم وخشيتك منهم وتركك لرضا المولى عزوجل وخشيته .


*رمضان فرصة للتغير والكثير لا يستغلها وهذا الأمر ما يجعل الانسان يدخل لرمضان ويخرج منه مثلما دخله لأن لم يضع في نيته وقلبه أن الفرصة سنحت لي ويجب أن استغلها وأخرج من الشهر الفضيل شخص جديد لديه نظره جديده ويبحث عن تعويض ما خسره في الأشهر الماضية وما ارتكبه من أخطاء وذنوب فهل من معتبر ؟


نسأل الله الثبات على الطاعات بعد رمضان ونسأله سبحانه أن يجعلنا ممن قام رمضان ايمانا واحتسابا وغفر له ما تقدم منه ذنبه وما تأخر ونسأله سبحانه أن يكرمنا بإدراك ليلة القدر والفوز فيها بالمغفرة والنجاح والفلاح ولا تنسوا من الإكثار من هذا الدعاء الذي وصى به الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :(( اللهم انك عفو تحب العفو فأعفو عنا )).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا