
قرارات مجحفة وشعوب صامته
تعتبر منصات التواصل الاجتماعي متنفس لجميع المستخدمين وفضاءا مفتوحا وزاويه حوار او تفريغ يلجأ اليها من يريد اخراج ما بداخله من تساؤلات أو مشاعر أو طاقات سلبيه كانت أم ايجابيه بعيدا عن الرقابه وحتى من يريدون بث الاشاعات والسموم والفتن سيجدون مرادهم فيها وهنالك أمر مهم أيضا تتضمنه هذه المنصات وهو التسريبات والأسرار التي تتعلق بالحكومات والمسؤولين وبعض القرارات التي كانت سرية ويفترض أن يفاجئ بها الناس ولكنها أصبحت بقدرة قادر وغلطة شخص معروضه للناس وأمام الملأ .
ومن أهم المنصات وأكثرها فاعليه وتفاعلا منصة "تويتر" التي أصبحت منصة الشعب بسبب التغريدات السريعة التي تلف العالم بمجرد ارسالها وتلقى تفاعلا كبيرا وتجتمع في تويتر جميع المنصات الأخرى حيث يتم وضع روابط تأخذك الى الفيس بوك والانستغرام واليوتيوب وغيرها من المنصات كما تلتقي فيه كل فئات المجتمع من أولياء الأمور ومسؤولين ووزراء ومن يليهم وعامة الشعب والاغنياء و الفقراء والجاهلاء والمثقفين ومدعي العلم والثقافة وشيوخ العلم ومن يبحث عن المعلومة ومن يبحث عن التسلية واضاعة الوقت .
وتعرض وتناقش على هذه المنصة مواضيع مهمه جدا تمس دول وشعوب بطريقة مباشرة بجانب التسليه والترفيه والأخبار المتنوعه ولفت انتباهي في السنوات الماضية وما زال الأمر مستمرا حتى الأن أمر مهم جدا لا يمكن إهماله وهو التسريبات لبعض القرارات التي تصدرها الحكومات والمؤسسات في بعض الدول العربية حيث يتم نشر تغريدة تحوي وثائق تتعلق بمواضيع حساسة تهم المواطنين من قبل حساب يستخدمه شخص ولا ندري ان كان هذا الشخص محسوبا على تلك الحكومة أو تلك المؤسسة أم أنه معارض لها ويسعى للنيل منها والتشهير بها واثارة الشعب واللعب بمشاعره وما تلبث أن تنتشر تلك التغريدة وما تحويه في كل المنصة ويراها كل المستخدمين ومن كل الدول وهذا الأمر بقدر مساوئه وسلبياته إلا أن فيه العديد من الإيجابيات والمنافع .
فمن سلبيات هذه التغريدات الثقيلة التأثير نفسيا على نفوس الشعب المستهدف منها وخاصة ان كان هذا الشعب يعيش في معاناه من حكومته وتقصيرها في حقه واحتكارها للخيرات والموارد هي وزمرتها المقربه منها والمطبلين لها والمستنفعين من قراراتها وحتى المقتاتين على الفتات الذي يتركه المذكورين سابقا ومن الأمور السلبية التي تقوم بها أيضا هو زيادة الهوه بين الحكومة والشعب وجعل بعض افراد الشعب يبحثون على وسيله للنيل من الحكومة الظالمة بالظهور في وسائل الاعلام المختلفة ومنصات التواصل المنتشرة للحديث عن الظلم والاضطهاد الذي يقع عليهم مع المبالغة في الوصف لكسب استعطاف العالم وتحريك المنظمات الدولية الغربية التي تبحث عن أي فرصه من أجل الدخول الى الدول العربية والوقوف في وجه حكوماتها وايهام الشعب بحرصها ورغبتها في مساندتهم واسترجاع حقوقهم التي نهبت منهم ورأينا الأدوار التدميرية التي قامت بها تلك المنظمات في عديد من الدول.
ومن السلبيات أيضا وهذه من أشدها خطورة لجوء البعض للعدو الذي يراقب والذي قد يرسل عملائه والمتعاونين معه ويضع خيوطه ليصطاد من يسهل صيده من أبناء هذا الشعب او ذاك وبعد ذلك يقوم بتجنيده ضد بلده ويعزف على وتر المظلمة وأن مقاومة هذه الحكومة وعدم الرضوخ لها وعدم الرضا بما تقوم به من تصرفات أمر واجب ولو أدى ذلك الى احتراق البلد بكل من فيها .
وهنالك إيجابيات مقابله لتلك السلبيات قد تتأخر بالظهور ولكنها تظهر في النهاية ويشعر بها الشعب ومنها الخوف الذي يصيب المسؤولين الموقعين على هذه القرارات والمنتفعين منها خاصة إن كان صدورها من دون إجماع أو من دون دراسة للنتائج والانعكاسات التي ستترتب بعد تنفيذها وهذا ما هو حاصل بالضبط في أغلب القرارات التي تتخذ بدون دراسه مسبقه وتنفذ ارضاءا لأشخاص على حساب الملايين وتكون نتيجتها غضبه شعبيه يخشاها أصحاب القرار والمنتفعين منه ويتراجعون عنها أو يقومون بالتعديل عليها حتى يمتصوا موجة الغضب التي تصدر من الشعب المغلوب على أمره .
ومن ايجابيات تغريدات التسريبات هي اتضاح الصورة لدى من يجلسون على رأس الهرم في السلطة خاصة كالملوك والشيوخ والرؤساء وأصحاب السمو والمعالي إن كانوا قد سلموا الخيط والمخيط للزمرة التي تحتهم من وزراء ومسؤولين ولم تكن لهم اي دراية بما يجري من ورائهم وأصبحوا يفصلون ويلبسون بكل راحه وحريه ولكن ما أن تصلهم الأخبار ويعلمون بما يفعله اولئك المسؤولين يقومون بالتدخل ومنعهم من الاستمرار في غيهم وطغيانهم ولكن للأسف هذه الايجابية نادرة الحدوث نظرا لأن اغلب أولياء الأمور يثقون ثقة عمياء بمن ولوهم أمور الشعب ويصعب أن يمسكوا عليهم أي خطأ بسبب التعتيم والتغطيه والتعاون بين هذه العصابه التي يغطي كل واحد منها على مساوئ وتجاوزات الأخر وعند الاقالات وضبط أحد منهم متلبسا عن طريق الصدفه طبعا أو عند انهاء خدمة أحد منهم تخرج الاسرار والفضائح ولكن طوال فترة بقاء تلك الزمره في السلطة فإنها ستظهر بالوجه الحسن أمام القياده وستسرق وتحتال وتملئ جيوبها بالسر والخفاء .
ومما يزعج ويثير الغضب ويملىء الصدر حقدا وغلا في تلك التسريبات أن أغلب القرارت التي تحملها ظالمة ومجحفه ولا تحمل اي انصاف للمواطن والوطن وأغلبها تصب لصالح فلان وفلان وتضر بباقي فئات الشعب ومما يجعلها تستمر هو الصمت الغريب للفئه الكبيره المتضرره التي يبدو أنها تعودت على الظلم ولم يعد بإمكانها انكاره وأصبح منظر العضو والمسؤول الفلاني وهو ينهب ويأخذ حقوقها أو يتفنن في اضاعتها أمرا عاديا وان حصل ضيق أو غضب فإنه لا يطول ويبقى لمدة قصيره لعدة أسباب أهمها هو المهدئات والمخدرات التي يتم اعطائها للشعب الغاضب وأنا هنا لا أقصد العقاقير المهدئه والمخدره بل أقصد بعض العطايا والمكافأت وبعض التغيرات والتعديلات التي لا تؤثر على غنيمة الزمره السارقة ووضعها المادي وتفي بالغرض وتحقق هدفهم الأول وهو تهدأت الشعب وامتصاص غضبه وهذه الطريقة قد تنجح في معظم البلدان الا البلاد التي تشرب شعبها الخطه وعرفوا الحيلة التي لم تعد تنطلي عليهم والتي يقوم بها هؤلاء المسؤولين وتراهم رغم التعديلات يتظاهرون ويغضبون ويهاجمون ويعترضون ويستمرون في الاعتراض من دون توقف.
علة مستمره في بلداننا لم نجد لها حل على الرغم من توافر الحلول ولكن تكرارنا لنفس الأخطاء في اختيار الشخصيات التي تتولي المسؤولية والتي تأتي للسلطه وهي جائعه وتريد أن تلتهم كل ما تصل له يدها وبعد أن تذهب وتترك المكان لأي سبب كان انتخابات جديده أو اقالات أو استقالات تأتي شخصيات أكثر جوعا وجشعا وتريد أن تقوم بما قامت به الزمره التي قبلها بل تريد أن تتعداها في النهب والسلب ولا أدري متى سنحسن اختيار الاشخاص ومتى سيمنح الشعب فرصة لاختيار من يتولى مهام العمل في الوزارات والمؤسسات الخدمية بعيدا عن الواقع الحالي .
بالاضافة الى الصمت المميت والسكوت عن الظلم من دون اي رد فعل من الشعب المغيب والمهمش والرضى بما سيأتي بعد ذلك من مهدئات لا تسمن ولا تغني من جوع ووقوف العلماء و المثقفين موقف المتفرج من دون المشاركة في توضيح خطوره هذه القرارات على الأمة والتأثيرات التي قد تفتح باب جحيم يصعب اغلاقه أو الاعتراض بأسلوب علمي مقبول تبرز فيه سلبيات هذه القرارات مقارنة بالايجابيات التي يفترض أن تكون هي الأكثر وعدم الخوف من الله ومراقبه النفس ومحاسبتها من أصحاب القرار والقائمين على شؤون البلاد والعباد وتفضيلهم أنفسهم على وطنهم وابناء شعبهم ولا نبالغ في هذا الأمر فالحسد والجشع أمران مستشريان في أمتنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا