
لا تفجر بالخصومة فالخلافات لا تدوم
موضوع مهم جدا تم نقاشه ولكن بصورة مختصره ومن دون تعمق تأخرت في نقاشه والخوض فيه على الرغم من اني ادرجته في أحد المواضيع التي تطرقت لها في احد مواقع التواصل الاجتماعي التي لا يحضرني اسمه الأن .
هذا الأمر الذي حذر منه الكثيرين في الفترة التي شهدت خلافات وانقطاع العلاقات بين الدول العربية في الفترة التي سميت بفترة الربيع العربي وما عقبها من أحداث .
وحتى في فترة الأزمة الخليجية بين قطر وباقي دول الخليج باستثناء الكويت وعمان والعزلة التي عاشتها الدوحة من كل النواحي ولجؤها إلى إيران وتركيا في تعويض ما نقص عنها من احتياجات والفوضى التي حدثت حينها. `
وكان التحذير لتلك الفئه التي ظهرت من الخفاء واشهرت سهامها ورماحها البلاستيكية من أجل الحصول على مكاسب من الحالة التي كانت عليها المنطقة على الرغم من وجود الكثير من الأصوات التي طالبت بعدم التدخل في السياسة وزيادة ايقاد النار التي ان استعرت وزاد لهيبها فإنها ستأكل الأخضر واليابس .
ولمن لا يعلم فبعض أولئك الذين ظهروا لا تربطهم أي علاقة بالأمور السياسية وهم بعيدين كل البعد عنها ولكنها الرغبة في ركوب الموجه والسعي الى اقحام النفس في المعترك وكسب مكانة غير مستحقة دفعهم للقيام بما قاموا به .
ومن نقصده هنا هم أولئك الذين خرجوا لنا على منصات التواصل الاجتماعي وسلطوا السنتهم وكلماتهم والفاظهم الجارحة والبعيدة كل البعد عن الأدب والأخلاق على الشعوب التي اكتوت من نار الربيع العربي التي لم تبقي ولم تذر أي شيء يصادف طريقها .
والمزعج في الأمر ان التعليق والاستهزاء الذي قام به هؤلاء غير مبني على تحليلات سياسية او اجتماعية أو أي أمور لها صلة بالمشكلة الدائرة حينها وانما كان مجرد تعبير بطريقة لا تصلح مناقشته في وسائل مؤثره ومتابعه من الملايين مثل وسائل التواصل الاجتماعي .
وفوق أن المذكورين لا يملكون أي صفه تسمح لهم بالخوض في تلك المواضيع والنقاش فيها فإنهم ليسوا اهل اختصاص او أصحاب دراية ومعرفة في تلك المواضيع وقبل ذلك لدي تساؤل هل يجب على الشعوب أن تكره بعضها ان حصل خلاف بين حكامها وأن تبدا بكيل التهم وتبادل السباب والاهانات بينها بسبب سوء فهم بين سلطة البلدين ؟ .
الرد على هذا التساؤل عند أصحاب العقول والفكر المتفتح هو لا يجب أن اخاصم اخي من الدولة الشقيقة أو صديقي بسبب خلاف بين حكومة البلدين في أمور لا علاقه لي فيها لأن ولي الأمر كما عرفنا وكما وجهنا ربنا ونبيا الكريم في ديننا الحنيف يطاع في كل شيء إلا الأمور التي فيها قطيعه رحم او ارتكاب معصيه مع النصح والتوجيه له من ان أمكن او عن طريق من لديهم صلاحية وقدره في الوصول اليه وقبول عنده مثل رجال الدين والوزراء الناصحين الصالحين والمؤثرين في قرارات البلد مثل مجالس الشورى وغيرها من الهيئات التي تعنى بهذا الأمر .
وانا أجزم ان ولاة الأمور برغم خلافاتهم لم يجبروا شعوبهم على الدخول في المعترك وفتح جبهه مع إخوانهم من باقي الشعوب او يحرضوا على ذلك في وسائل الاعلام المسموعة والمقروءة حتى يكتمل المشهد ويكون خلاف حكومات وخلاف شعوب في أن واحد لأنهم يعلمون أن شعوبهم قد لا تكون راضيه عنهم كل الرضى بسبب الأوضاع التي تعيشها اغلب دولنا العربية من ناحية أمور المعيشة وما يرافقها ولكون الشعب السبب الأول في كل ما حدث ونظرا لذلك فلن ينصاع احد لأمر ولي الأمر الا المنتفعين وأصحاب المصالح والأهواء والساعين الى الفتنه أما السواد الأعظم فلن يقدم على أي تحرك لصالح ولي الأمر خاصة إن كان ظالما لهم وغير منصف وعليه ما عليه من الملاحظات ولا اعتقد أن ولاة الأمر في الدول العربية والإسلامية بهذا الفجر الذي قد يقودهم الى تأجيج الصراع واستخدام الشعوب التي ضاقت ذرعا منهم في تحقيق اطماحهم واطماعهم والنيل ممن خالفهم في الرأي او اعترض على ما يقومون به ولكننا لا نستبعد ذلك أيضا لأن الانسان ينال نصيبه من الطمع والجشع والكبر والغرور خاصة حينما يمتلك السلطه والقرار .
وبالنسبة للفئه التي تقتات على الفتات فهي التي ستسر وتسعد بتأجيج الصراع وقيام الخلافات بين الأخوة من أجل تحقيق ما ترغب به وتصبو اليه وستنشط كثيرا في هذا المجال وستقوم بما لم يقم به غيرها ونسيت أن هنالك الكثيرين من أصحاب الفتن الموجودين بيننا ويقومون بهذا الدور منذ سنين طويله كالكتاب والمذيعين والصحافيين وغيرهم من المحسوبين على هذا التيار او ذاك وللأسف لهم محبيهم ومتابعيهم ومن يؤمنون بما ينشرونه من سموم .
ويتوجب على الشعوب ان تكون اكثر وعيا وتيقظا وتسعى دائما في المحافظة على لحمتها وأن تبتعد عن الأمور التي قد تتسبب في قطيعه وخصام قد يطولان لسنين وستكون اثرهما مدمره على الجميع لأننا قد ندخل في دوامة قطع الرحم أو قطع العلاقات أو تشتت الأسر كما حدث في أزمة الخليج وأزمة قطر التي حدث فيها ضرر كبير على عدد كبير من الأسر التي كان جزء منها في قطر والجزء الاخر في باقي دول المنطقة المقاطعة لقطر.
وكذلك الأمر بالنسبة لمصر وسوريا والعراق واليمن وكانت المكاسب من كل تلك الصراعات والاحداث لأولئك المطبلين والمستفيدين ولكن عند زوال الغمه عن اغلب تلك الدول وبقائها في دولة أو اثنتين نسأل الله ان يتخلصا من هذا الكابوس الجاثم عليهما وعلى الأمة انكشف الغطاء عن المنتفعين وفضحوا بشكل واضح ونبذوا من دولهم ومن تلك الحكومات التي كانوا يدافعون عنها وغيروا نهجهم ومواضيعهم رغبة وطمعا في الحصول على بعض الانتباه الذي فقدوه منذ زوال الخلاف بين تلك الدول وتلميع صورتهم التي شوهت ولن تصلح معها أي عملية تجميل
يستحق هؤلاء وكل شخص طفيلي يعيش على الخراب ويستغل الأوقات الصعبة ليحقق مكاسب مؤقته بأن يعرى ويكشف ويوضع في حجمه ومكانه الذي يستحقه وان تسحب منه كل الألقاب والدفعات والعطايا والهبات التي نالها او استولى عليها بكذبه وغشه وتسلقه على الجراح والألآم التي تعيشها الشعوب وعدم احترامه للنزيف الذي تنزفه الأمة التي تحتاج الى تضميد وليس الى زيادة في الجرح .
الخلافات لا تدوم مهما طالت فلا بد أن تنتهي في يوم وتزول وتعود العلاقات كما كانت والتاريخ العربي والإسلامي يعلمنا ذلك فكم حدثت خلافات بين الاتراك والعرب منذ الدولة العثمانية وقد يكون قبلها ولكن الأوضاع عادت الى ما كانت عليه وها هي العلاقات عادت منذ فتره بين السعودية وتركيا وغيرها من الدول الخليجية وكذلك الحال في سوريا التي عصفت بها احداث الربيع العربي ولكن بعد انقضائها عادت الأمور مثلما كانت واحسن .
وغيرها الكثير من الدول التي تصالحت مع بعضها وفتحت تاريخا جديدا بينها مبني على الاحترام وتبادل المنافع والمصالح من دون غش او كذب او خداع هو المصير والدين الواحد الذي يجمعنا ويجعلنا مرتبطين في بعض ويجعل الخلاف مؤقت ويسارع في اندمال الجرح فلا تفجروا في الخصومة ابدا لأن الخلافات لا تدوم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا