- saraha-time أخطر ورث - saraha-time

هنا تجد الصراحه والوضوح في المناقشه والحوارمن دون تجريح أو تطاول

اخر الأخبار

الجمعة، 24 فبراير 2023

أخطر ورث

 

أخطر ورث 


ان دين الاسلام الذي اختاره الله وارتضاه للبشرية جمعاء وأرسل به حبيبه المصطفى صلوات ربي وسلامة عليه وجعله ختاما للرسالات  دين مختلف عن  الأديان الأخرى وله العديد من الأمور التي تميز وانفرد بها ولم يأتي بها دين غيره ويكفيه شرفا أن كل الأنبياء الذين ارسلوا للقرون السابقة منذ بدأ الخليقة دعوا اليه وحملوا أهم رسالة فيه والتي تحوي توحيد الله تعالى والايمان به واتباع ما أمر والابتعاد عما نهى عنه سبحانه وعدم الشرك به .


وتصديقا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم حول انقسام الأمة لعدة فرق تتبع دينا واحدا وتختلف في التوجهات والمعتقدات التي تسير عليها راينا ذلك الأمر وعشنا اوقاته على  الرغم من ظهوره المبكر في الازمنة والقرون السابقة ولكن الفرق التي ظهرت في العصر الحديث توفرت لها العديد من الوسائل والادوات التي ساعدت على تمددها وانتشار افكارها ومعتقداتها بسرعه كبيره وخاصة في ظل سهولة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي .


ومن أهم اسباب الانتشار والاستمرار لتلك الفرق هو التوريث الذي يقوم به الجيل السابق منها للأجيال التي تليه وأقصد بالتوريث أو الميراث الذي يترك ليست الأموال والثروات والعقارات بل هي الأفكار والمعتقدات التي هي أشد تأثيرا من أي ميراث أخر وخاصة أن كانت أغلبها شاذه وضاره وليس لها اي  منفعه للمتلقي وهي على العكس باطله وبنيت على باطل وان خالط بعضها  القليل من الحقائق والأحكام  الشرعيه الصحيحة والأفكار السليمة إلا أن الأنحراف والتلاعب بها هو الذي يغلفها عند اخراجها للناس ويجعل من افرادها اعداء للدين والملة الصحيحة السوية .


والغريب في تلك الفرق هو الطريقة التي يستخدمها قادتهم ومنظريهم ومراجعهم في الترويج للأفكار والمعتقدات وكيفية زراعتها في العقول بطريقة تضمن استمرارها لأزمنة وأعوام طويلة والأغرب من ذلك هو الانقياد الأعمى والولاء الغير طبيعي لأفراد تلك الجماعات من دون استخدام للعقل أو حتى السؤال عن أي أمر فيه شبهه اوشك على الرغم من حصول عدد كبير من اتباعهم على درجات علميه عاليه ووصولهم لمستويات تعليم مرتفعه وصدق من قال أن تغييب العقل بسبب الثقه العمياء أو الإيمان بشخص من أكبر المصائب ولو عقل هؤلاء لرأو أنه من باب أولى اتباع سنة الحبيب المصطفى والسير على هديه ونهجه بدلا من أي شخص اخر مهما بلغ علمه ومكانته . 


ومن أجل ذلك التغييب وعدم التفكير ظهرت اجيال وراء اجيال تشربت الفكر الذي ورثه الجيل المتقدم من تلك الفرق وبدأت في الدفاع عنهم والرد على كل المنتقدين وسبهم ولعنهم ان وجب الأمر واصبحت كل المناقشات عباره عن جلسات ردح وسب وتشفي بين المتحاورين وللأسف الشديد لم نجد اي شخص عاقل يخرج ويعترف بخطأ او بزله أو استعجال بدر من شيخه أو من الشخص الذي يؤمن بفكره ومعتقده وما يزعج أكثر هو شخص المتحاورين والهيئة التي يكونون عليها فبعضهم ترى الوقار يعلوه ومظاهر الصلاح والالتزام بادية عليه والبعض يكسو لحيته الشيب ولكن ما يصدر منه من أقوال وتصرفات يخجل من القيام بها حتى المراهقين والأدهى والأمر هو ان الكثيرين من الناس البسطاء واصحاب العلم المحدود او الاطلاع القليل يصدقونه ويتبعون ما يقول وينفذونه حرفيا وينشرونه في بيوتهم وبين افراد اسرهم .


وبسبب ما يحصل تشتت أفكار الناس وتوجهاتهم وأصبحوا حيارى لا يعرفون ممن يستقون العلم الشرعي الصحيح وخاصة في ظل حرب التشكيك التي تقودها الفرق بينها وانطلاق الناشطين من هذه الفرق في الوسائل المتاحة للهجوم على اخوتهم من باقي الفرق وتشويه سمعتهم والتشكيك في اي قول او أي فتوى تصدر منهم ولم يسلم من التشكيك حتى ائمة المسلمين وعلمائهم المشهود لهم بالصدق والاخلاص في العلم والعمل ووصل التشكيك حتى في افعال الانبياء والصحابه ايضا ودخل البعض من هؤلاء في نياتهم وخبايا حياتهم التي بنوها على بعض الروايات التي جاءت في الاسرائيليات التي تمتلئ بالقصص والروايات المشكوك في صحتها او من الاحاديث الضعيفه والمكذوبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . 


اما بالنسبه للانحرافات وعدم الخجل من تداولها أمام الناس بل التفاخر بها ونشرها والاستماته في تعميمها على الجميع فحدث ولا حرج فكما ذكرنا سابقا انه بعد تشرب الفكر والانغماس فيه أصبح الدفاع عنه عند هؤلاء أمرا واجبا وسيأثم عليه من يكتفي بالعمل به من دون الدفاع عنه والغرض تجميل صورة فرقته وجلب اكبر عدد من الناس لها والحصول على لقب حامي الفرقه والمدافع عن الدين ونيل رضى وبركة المرجع الكبير والسير على نهجه.


التنوع في الاسلام واختلاف المذاهب او الطرق كالحنفيه والشافعيه والحنبلية  أمر حسن وفيه سعه ورحمة للناس لأن اغلب تلك المذاهب لها نفس النهج والاختلافات التي بينها ليست في العقيده والافكار بل هي تنوع محمود واغلبها مبنيه على افعال أتى بها الرسول صلى الله عليه وسلم أو تركها في العبادات والتعاملات وحتى وان حصل خلاف بينها او  مع مذاهب او اصحاب اراء او افكار اخرى كان الخلاف وفق ضوابط ونظام متفق عليه . 


اما الاختلافات الحالية اسأل الله ان يخلصنا منها اختلافات في العقيده والفكر والتوجه والأهداف  وهي بعيدة كل البعد عن الدين بشكل كبير  ووصلت الى مرحلة التائلي على الله والتكفيروالاتهام في العرض والشرف للمخالفين وعدم قبول الراي الاخر نهائيا  بالاضافة الى  التراشق والتنابز بالألقاب والعبارات النابيه التي لا تخرج من مسلم عادي فكيف بشخص يعتبر اميرا في فرقته او شيخا او داعية.

  

 بل ان الخلافات التي تنشأ بين اغلبهم تقوم على مواضيع واسباب ضعيفه جدا ليست في الامور المهمه للمسلمين والتي قد تؤثر في الوضع الحالي الذي تعيشه الأمة فهي لا تصلح حال ولا تذكر بشيء تم اغفاله . 


ولمن أراد أن يتعصب فلا ضير من التعصب في حب الدين والرسول محمد صلى الله عليه وسلم في السير على نهجه ونهج صحابته الاخيار وال بيته الكرام بالطريقة التي نثبت بها حبنا لهم بتطبيق الدين الحق الذين تعلموه والعقيده السليمة والفطره النقيه التي فطروا عليها والتي جعلت منهم أعلاما للهدى . 


رسالة اخيرة 

اتقوا الله يا من تمثلون هذه الفرق الاسلامية المتناحرة لأنكم ستحاسبون عن كل شخص تبع نهجكم وسار على دربكم الذي ايدتم فيه مشايخكم الذين رحل اغلبهم  او من وضع افكاره ولا يوجد اي مانع من التراجع عن اي فكره او منهج ان تبين بطلانه أو أنه يحمل أمورا قد تقود الى الهاوية في الدنيا والأخرة.


 وشجاع هو ذلك الشخص الذي يتبرأ من فرقة ضالة وهو معتنق مبادئها بشكل قوي والأشجع منه من يظهر للملأ ويصحح أخطائها ليس من أجل الحصول على مكاسب شخصية بل من أجل الفوز برضى الله وتبرأة النفس من الغي والتيه الذي عاشه في الفترة السابقة قبل يوم الحساب يوم لا ينفع مال ولا بنون وبكل أسف هذا الشيء نادر الحصول او يكاد يكون معدوم وكم نتمنى أن يخرج مرجع أو من يعتبر نفسه شيخا على فرقته ويبوح بالحقائق ويوضح المخالفات ويعيد بوصلة الفرق الاسلامية الى اتجاهها الصحيح وتدمج جميعها في فرقة واحده تتبع كتاب الله وسنة نبيه وتسير على ما سار عليه نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم وأصحابه الاطهار وال بيته الكرام والتابعين لهم بإحسان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا