.jpg)
عاصفة اختلاف بين العلماء وطلاب العلم
المتابع للمواقع والقنوات المهتمه بالأمور الدينية واخبار العلماء وفتاويهم ودروسهم سيلاحظ أن الأجواء مشحونه بشكل كبير جدا وصلت في بعض الاحيان الى مرحلة الانفجار .
هذا الانفجاركانت له ملامح واثار عديدة ابرزها توجيه الاتهامات والانتقادات اللاذعه والتشكيك في ميول هذا الشخص ومذهبه او الطريقه التي يسير عليها والعلماء والمشايخ الذين اخذ منهم العلم بالاضافة الى اتهامات بالزندقه والفساد ويصل بالبعض الى التكفير وغيرها الكثير من الأمور.
ومن ابرز الشخصيات الاسلامية التي اثارت الجدل وحصلت على ردود كبيره في الفترة الاخيره الداعيه الكويتي الشيخ سالم الطويل الذي تحدث عن الداعيه الهندي ذاكر نايك وغيره من العلماء الذين يختلفون معه في التوجهات او الافكار وحصل على ردود عديده من الكثير من طلاب العلم الذين يدافعون عنهم وسواء اصاب الطويل أو اخطأ في ما قاله إلا أن الردود التي غابت الموضوعيه والحياد والمنطقيه عن اغلبها لا تليق بالمتحدث ولا بمن قام بالرد عليه لأن الطرفين يمثلون الدين وأهله ولهم متابعين ومحبين .
وهنالك ايضا بعد الاعلاميين الذين اتخذوا الطعن في العلماء والتشكيك بالكتب التي كتبت قبل الاف السنين مادة دسمه لمحتوى قنواتهم ومنهم الاعلامي المصري صابر مشهور الذي تلقى ردود عديده من الكثيرين من رجال الدين والمهتمين بالشوؤن الاسلامية حيث قاموا بتخطئته والرد عليه بردود قويه جدا ولكن الاخير لم يرتدع وهو مستمر في ارسال المقاطع والتحدث عن ثوابت الدين والتشكيك في الكثير من الامور التي اتفق عليها سواد المسلمين .
صابر مشهور ومن على شاكلته يبحثون عن الشهره واثارة الجدل وليس غرضهم افادة الناس او توضيح الامور لهم وقبل هذا كله ماهو المستوى العلمي الذي يمتلكونه والذي يخولهم للتطرق لمواضيع مهمه قد يعتذر عنها المتبحرين في العلوم الشرعيه من العلماء والمشايخ خوفا من الخطأ او حدوث فتنه بين المسلمين؟! بالفعل نحن في زمن العجايب ونطق الرويبضه .
هؤلاء يجب ان يتم الرد عليهم ولكن يجب ان يكون الرد قاطعا حتى لا يتمادى هؤلاء اكثر ويشعرون بالنصر من كثرة الردود عليهم ويعيشوا نصرا وهميا ويرون انهم نجحوا في لفت الانظار لأباطيلهم واقوالهم التي لا تستحق الالتفات اليها .
ومن اكثر الامور التي تساهم في الفرقه واشتداد الخلاف بين المسلمين هو التعصب للفرق والمذاهب والمعتقدات بين المسلمين ورمي كل جماعه و حزب ومذهب للاخر بالكفر وبأفظع وابشع الألقاب فهذا اشعري وهذا مدخلي وهذا مرجف والاخر سروري واخواني ووهابي والكثير الكثير من المسميات بالاضافة الى البحث عن الزلات والعثرات والاختلافات واشغال الناس بما يدور بينهم بدلا من مناقشة بعض .
وهذا الامر الذي نبأنا به الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال ﷺ: ستنقسم أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة وكلها في النار ما عدا واحدة" نسأل الله ان يجعلنا منها وينجينا من الفرقه والتفرق.
وللاسف الشديد لم أرى أيا من اولئك المدافعين عن هذه الطريقه والمنهج او ذاك يقومون بالإجتماع فيما بينهم والتحدث والتناقش بطريقه علميه وعقليه من أجل توحيد الصف وجمع الكلمة اوحتى تخفيف الخلاف والاتفاق على خفض حدة اسلوب النقاش بينهم والتوصل لصيغة مقبوله لدى الكل كما كان يفعل العلماء السابقين حينما كانت ترسل رسائل بينهم وتألف كتب من أجل توضيح خطأ هذا الشيخ او للاعتراض على ما جاء به وكان الاسلوب حينها راقي ولا يوجد به اي تجريح بل كان هذا العلماء يعذرون اخوانهم ويسوقون العذر تلو العذر لهم حتى لا يقعوا في الفتنه التي ستصل الى من يتبعهم من عامة الناس .
ان التراشق والاختلاف الحاصل هذه الفتره بين العلماء وطلاب العلم أمر محزن وخطير جدا لابد من الانتباه اليه لأن التصرف الغير محسوب والشقاق المتزايد سيشتت الاراء وسيزيد الأمة ضعفا ووهنا فوق ضعفها ووهنها الذي تعيشه الان نسأل الله الصلاح والهدايه للعلماء وطلبة العلم وكل من يهتم بالدين ويعمل ويحرص عليه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا