
الدعوة الى الإسلام في مونديال قطر2022
مع ارتفاع حرارة المنافسة واقتراب بطولة كأس العالم المقامة في قطر من مراحلها الأخيرة مازالت بعض الاحداث التي جرت ضمن البطولة تثير الجدل ويتم تداولها كمواضيع للنقد والتشفي من بعض الشخصيات التي شاركت فيها عبر منصات التواصل الاجتماعي كما أنها لاقت تفاعلا من بعض الشخصيات البارزة في المجتمع .
ومن أهم الاحداث التي شدت الأنظار هو تواجد بعض رجال الدين والدعاة وطلاب العلم في المونديال لاستغلال الحدث الرياضي الكبير في الدعوة الى الإسلام وايضاح سماحته وازاله الصورة المشوهة التي رسمت في مخيلة الغرب عنه .
في بداية الأمر لم نكن متأكدين من هذا الأمر وقد تم تداول مقاطع قديمة لبعض المشايخ والعلماء ولقاءاتهم السابقة على أرض قطر ولكن الهجوم العنيف الذي شنه بعض رجال الدين وطلاب العلم على تواجد ذاكر نايك وبعض العلماء معه أكد لنا صحة مايتم تداولة .
وكان من ابرز أولئك الدعاة الذين حضروا وشاركوا في هذه التظاهرة الشيخ الهندي المعروف ذاكر نايك الذي يعرفه الغرب جيدا نظرا للدروس والمناظرات التي قام بها مع الكثير من رجال الدين الغربيين والقساوسة والباباوات وغيرهم وبفضل الله وباجتهاده دخل الكثير من المسيحين ومن الهندوس وغير من الديانات في الإسلام بعد اقتناعهم بما جاء به الشيخ من أدلة وبراهين تثبت وجود الخالق العظيم سبحانه وحده لا شريك له .
وللأسف الشديد بدلا من مباركة هذه الخطوة التي أراها ذكيه وذات نظرة بعيده لا يقوم بها الا شخص محب لدينه ويسعى لنشره بين الناس لزيادة سواد المسلمين وتنصيع صورتهم التي تم طمس معالمها مع مرور الأيام والسنين بسبب الهجمة الشرسة التي تعرض لها الإسلام وأهله ومازالوا يتعرضون لها من قبل الغرب وبعض المحسوبين على الإسلام رأينا هجوما متنوعا على الشيخ ذاكر نايك وبعض الدعاة الذين كانوا معه من الكثيرين من المحسوبين على الدين ويعتبرون طلاب علم ودعاة ومشايخ فيا ترى ما سبب هذه الهجمة ؟
الشيخ ذاكر نايك الداعية المعروف له العديد من الدروس والمناظرات التي ان تابعها أولئك المتصيدون سيرون أنه شخص مجتهد جدا ويسعى في كل مناظرته ودروسه الى إقامة الحجة والاتيان بالأدلة الدامغة والبراهين الثابتة الصحيحة وان حدث خطأ منه في أي منها فهذا ليست نقيصة فيه أو تهاون ولكنه اجتهاد يؤجر عليه بإذن الله لأن أولئك الحاقدين على الشيخ كثيرا يركزون في المقاطع التي تابعتها لهم على بعض النقاط التي قد تعتبر أخطاء لفظية او نطقيه لكون الشيخ غير ناطق بالعربية وهي ليست لغته الأم وهذا الأمر الذي يجب أخذه بعين الاعتبار حتى لا يتم اتهام الشيخ ورميه بــأبشع الألفاظ التي لا تقلل من قدره بل تزيده رفعه وتحط من قدر أولئك المتحدثين عنه .
ان تصيد أخطاء المشايخ من اليوتيوبريه (نسبة لتطبيق اليوتيوب ) اهون من قيام العلماء او المحسوبين منهم بذلك الفعل لان هذا اليوتيوبر لا علم شرعي لديه وهو في الأغلب قد أنشأ هذه القناه للتربح وكسب المال والبحث عن الشهرة الزائفة واغلبهم يعتبرون جهال في الدين والعلم الشرعي وأصحاب اهواء ومصالح يتبعون شهواتهم وهدفهم مادي بحت ومن أجل الحصول على مشاهدات وارباح لابد أن يتطرق الى موضوع يثير الجدل ولا يوجد أفضل من المواضيع الدينية للفت الانظار.
اما أولئك العلماء وطلبة العلم الذين يظهرون بمظهر الصلاح والايمان والوقار فهم ولا نزكي على الله أحدا غالبا ما يكونون من الحافظين لكتاب الله والعاملين بسنة الحبيب المصطفى والمقتدين به والسائرين على خطى الصحابة والتابعين وغيرها الكثير من المميزات الموجودة لديهم ولا تتواجد لدى غيرهم ولكل ذلك ستكون تعليقاتهم على أي شخصية تأخذ حيزا كبيرا من الاهتمام والمتابعة من الناس ومن أجل ذلك لا بد أن يزنوا كلامهم ويتحدثوا بعقل وحكمة وروية وخاصة في حديثهم عن الدين وأهله الذين هم اهل الله وخاصته .
ومن المؤسف أن تجد شيخا او عالما او طالب علم يخرج على الملأ في موقعه او قناته أو حتى التلفاز وهو يقذف ويشتم ويسخر من الشيخ والعالم بطريقة لا تصلح ولا تجوز وهذا ما رأيناه في سياق الحلقات التي تحدثت عنها .
وان كان الشيخ أو غيره في قطر او لم يكونوا فيها فهل تواجدهم في اي بلد مسلم او غير مسلم يوجب الهجوم عليهم ومحاربتهم والتصدي لهم واستخدام المنابر والمنصات لذلك؟! ولم لا يتم التصدي ومحاربة من ينشرون الفتنه ويهيجون الشهوات ويتلاعبون بالمشاعر والعواطف الموجودة لدى البشر ؟!
ونظرا للفوضى التي نعيشها جالت في خاطري بعض الأسئلة الضرورية ومنها : هل التصرف والهجوم القاسي على الشيخ ذاكر نايك ومن كان معه مبرر و في محله ؟ وهل الانتقادات لأهل العلم بسبب أمر لا يوجد فيه شرك أو انتهاك لمحارم الله أمر عادي واعتيادي ؟ وهل الانتقاد أمام الملأ ومن دون احترام وتقدير للطرف الأخر من أصول الدين وتعاليم الإسلام السمحة التي تدعو الى حسن التعامل واللين والرفق ؟ وهل أصبح الاحترام منعدما بين أهل العلم علماء أو مشايخ كانوا أم طلبة علم ؟ ولماذا ؟ وأين كلام المشايخ أن الانسان يخطئ ويصيب ونحن لسنا معصومين وقد نخطئ في أي وقت ولا يجب أن نتربص بإخواننا حتى لا نكون في مكانهم يوما ما ؟ وما سبب استحضار مقاطع الشيخ القديمة واتهامه ببعض الأمور التي وردت فيها الان ؟ ولماذا تم اتهامه بعد هذه السنين الطويلة ولماذا الان بالتحديد ؟ هل توجد غيره وحسد بين المشايخ وطلاب العلم ولماذا لا يكون مشايخنا متأسيين بالعلماء الأوائل الذي كان بينهم حب واحترام لا يمكن وصفه او التعبير عنه؟
تلك تساؤلات مشروعه جدا وبحاجة الى ردود واضحة حتى لا يتأثر الناس بما سمعوه من اتهامات في حق الشيخ ذاكر وغيره من المشايخ ولكن من دون تجريح والاعتراف ان كانت هنالك اجندات خارجيه او حسابات سابقه يتم تصفيتها الأن .
الأمر جلل لأنه يمس حاملي راية الدين وورثة الانبياء ومن كان عليهم نشر المحبة والتسامح بين الناس وحثهم الى تطبيق السنة النبوية على صاحبها ازكى واطيب السلام والسير على ما قاله المولى عزوجل في كتابه الكريم ولا يجب ان نستسهل أي أمر له علاقه بالدين لأنه كل ما تبقى لنا في هذه الدنيا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا