- saraha-time سباق رمضان الفني ابتدا الله يستر - saraha-time

هنا تجد الصراحه والوضوح في المناقشه والحوارمن دون تجريح أو تطاول

اخر الأخبار

الأحد، 13 فبراير 2022

سباق رمضان الفني ابتدا الله يستر

 

سباق رمضان الفني ابتدا الله يستر

سباق رمضان الفني ابتدا الله يستر




منذ نهاية الشهر الفضيل في العام الماضي انتهت موجة الافلام والمسلسلات التي يطلق عليها رمضانيه نظرا لبثها لأول مره في شهر رمضان والشهر الفضيل بريئ منها ومن نسبتها اليه كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام وبدأت على الفور موجة اخرى اشد من تلك التي انتهت وهي موجة الاستعداد لرمضان القادم بالمسلسلات والبرامج التي لا يصلح اغلبها للبث في ايامنا العادية . 



وطبعا تلك المسلسلات تحمل ما تحمله في طياتها من مشاهد العري والفحش والازياء والملابس التي تكشف اكثر مما تستر من أجسام الممثلات اللواتي يحتجن لمقالات عديده للحديث عما يقمن به من ادوار يخجل المجنون وفاقد الاهليه من تأديتها فكيف يقوم بها العاقل والمتعلم ؟ 


والمؤسف في الأمر أن اغلب القصص والروايات التي بنيت عليها هذه المسلسلات لا تصلح للمشاهد المتحفظ او الباحث عن المنفعه او القصص الهادفه لأن اغلبها لا تصلح حتى للكبار  لانها تتحدث بشكل عام ومركز عن الانفتاح وتظهر العلاقات التي تقوم خارج اطار الزواج بأنها شيء عادي وغير مستنكر ويستطيع اي شاب او فتاه القيام به وتظهر الاهل وهم ضعاف امام الابناء ولا يملكون اي سلطه عليهم فلا يستطيعون تقديم نصيحه او توجيه وعليهم الخضوع والرضوخ لما يرغب به الابناء من دون اعتراض او انزعاج .


كما تظهر المجتمعات العربية مفككه بشكل كبير ويجوز فيها كل ممنوع وتنتشر فيها الرشاوي والممنوعات وفيها ملجئ لكل باحث عن المتعه المحرمه بكل اساليبها ولاحظت ان في اغلب الاعمال  لا يوجد دور مهم للجهات التي يفترض ان تكون هي الدرع الحصين لكل مجتمع وان اعطيت دورا ستجده دورا ضعيفا ولا يكاد يذكر ابدا ولا ندري هل يتم ذلك عمدا لاننا راينا تراجعا كبيرا في الهيبه التي كانت موجوده لدى الجهات الامنية ووجود بعض التجاوزات عليها .


كما ان الجهات الوعظيه والدينية والتي يمكن ان تقوم بدور في ضبط النصوص او تحريم وتحليل بعض ما تحوية نصوص المسلسل لا يتم اللجوء اليها او اخذ رايها فيما يتم تقديمه فالدين الذي يفترض ان يكون له مشاركة وتدخل في كل نواحي الحياة لا يتم الأخذ بتعاليمه في كثير من الامور واعتقد انه لو تم الرجوع الى الدين في كثير من الامور لكانت اعمالنا ذات منفعه كبيره وتاثير مستمر وليش لموسم واحد ولتم حذف العديد من المشاهد او حتى النصوص الكاملة بسبب تجاوزاتها وافكارها المنحرفة وغير السوية . 


 وكلما زاد الكاتب والمؤلف والمخرج في  غرابه النص والادوار وطريقه اخراجها وتقديمها للمتابعين سيكون النجاح والتوفيق من حليفه اكثر واكثر لانهم يعلمون بأن الناس ينجذبون الى الامور التي تكون خارج الاطار وغريبه وخارجه عن  المألوف حتى وان اثارت الجدل وهذا هو اشد ما يرغبون به  حتى يصلوا وينجح عملهم .


زمان كان للكاتب والمؤلف نظره ثاقبه واحساس بالزمن الذي سيقدم  فيه العمل الذي سيؤلفه والفئه التي سيستهدفها والمحتوى الذي يريد الكتابه عنه ، فالكاتب الذي يعلم ان عمله سيتم تصويره وبثه في شهر رمضان تجده ينتقي الافكار بعنايه ويحيكها حتى يخرج منتجا لايؤذي الاذان والاعين ويشغل من ابتلوا بمتابعة المسلسلات وتركوا العبادات في الشهر الفضيل  عن التركيز على الاجسام التي تعرض والملابس الفاضحه التي تلبس بل يجعله يركز عن المحتوى والمضمون بعكس كتاب ومؤلفي اليوم الذين لا اعرف من اين تأتيهم الافكار الضعيفه والتي يخرجون بها النصوص الركيكة.


وغالبا ما يكون المستهدف مما يعرض في رمضان هي فئه الشباب والمراهقين لان اغلب القصص تتحدث عنهم وعن الواقع الذي يعيشونه وفي زمن مشاهير السوشل ميديا اصبح هؤلاء ضمن الاختيارات المتاحه للمخرجين والمؤلفين وذلك لاستخدامهم في  نجاح العمل وخاصة من لديه في حساباته على منصات التواصل الاجتماعي ملايين المتابعين فهم المستهدفون اولا واخيرا لانهم سيثرون العمل ويشهرونه لوجود مشهورهم الذي لا يفقه شي في الفن فيه . 


وبالحديث عن المحتوى المقدم فلا يوجد اي محتوى على الرغم من وجود الامكانيات الحديثه ووجود التسهيلات التي لم تكن موجوده عندما كان يقال للفن انه فن حقيقي وهادف ويحمل رسالة للمجتمع والافراد ولا ننكر وجود اعمال في الزمن السابق لم تكن موفقة واثارت الجدل وتسببت في ازمات كبيره وخلافات الا انها اهون مما يقدم الان من اعمال تركز على امر واحد او امرين كالانفتاح بكل ما فيه من تجاوزات وخطوط حمراء والحب والكراهيه وما فيهما من احداث . 


المسلسلات والاعمال القديمه تميزت عن مسلسلات هذا الزمان بتناولها احداث تاريخية في حقب مختلفه من تاريخ المنطقة او انها تناولت مجتمعات معينه بكل ما يدور فيها من تطورات وتراجعات وكم غيرت تلك المسلسلات اوضاع العديد من المجتمعات ونبهت الى امور كان هنالك غفلة عنها كما ان تلك الاعمال تميزت بالحشمه في اللباس والاحترام في الالفاظ والرقي في الاداء على الرغم من وجود مشاهد العشق والغرام الا ان القائمين بتلك الادوار كانوا يؤدونها بطريقة تجعل المشاهد ينبهر بما يراه ولا يخجل منه والمستغرب ايضا ان الاعمال القديمه كانت للجميع ويستطيع اي فرد من افراد الاسرة متابعته لانها لا يخشى ظهور ممثله بلقطه خادشة للحياء او لبس عاري ومغري يثير الشهوات كما هو الوضع الان وذلك لان من كان يعمل على تقديم تلك الاعمال كان يعلم ان هنالك رقابه قد تمنع وترفض ما سيعرض ان كان فيه تجاوزات  على الذوق العام وكان يراعي ايضا أن ابنائه واقربائه واناس يحبهم سيتابعون هذا العمل وهو لا يرضى ان يجرح مشاعرهم او يجعلهم يتابعون امرا منافيا للاخلاق من اجل كسب الشهره والمال وقبل هذا وذاك كانت هنالك رقابة ذاتيه  .



كل ما ذكرناه القصد منه ان يرتقي الفن برسالته وخاصة ما يتم تقديمه للناس في شهر رمضان  وان يتم احترام ذائقه الناس والارتقاء بها ونرجو من المؤلفين والمخرجين السعي الى نشر الفضائل والابتعاد عن الرذائل فالمجتمعات وما فيها من عادات وسلوكيات في انحدار مستمر وهي لا تحتاج الى اعمال تزيدها تردي  والناس لم تعد كما كانت محافظه تستهجن وتنكر التصرفات الغريبه والعجيبه بل اعتادت على كل ماهو مستنكر واصبحت تستغرب من الداعي للخير والحاث عليه .



اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين واعنا على صيام نهاره وقيام ليله والاكثار فيه من العبادات والطاعات والابتعاد عن المنكرات والملهيات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا