لماذا السوريين؟
منذ بداية الاضطرابات في سوريا والاحداث التي جرت على الساحة والدماء التي سالت والناس التي هجرت وغادرت البلاد كان للمعاناه السوريه اوجاع اخرى غير كل تلك المذكوره .
فعلى الرغم من التهجير القسري الذي تعرض له المواطنين السوريين بسبب القصف الجوي الذي طال مناطقهم وقراهم أو بسبب الاجتياحات التي قام بها الجيش السوري أو مرتزقة حزب الله أو مرتزقة داعش والفصائل الايرانية والعراقيه والافغانيه والخليط العجيب الذي دخل إلى سوريا اثناء الأزمة إلا أن العذاب الذي تلى هذا التشريد والتهجير كان أشد وأقوى .
فلو اتجهنا إلى الحدود القريبه من سوريا سواء تركيا أو الأردن التي نصبت فيها المخيمات التي تأوي الألاف من السوريين والذين يعيشون كل فصول السنة وهم في العراء منذ عدة سنين يقاسون ويعانون من تقلبات الطقس الصعبه لوجدنا أن المعاناة لم تخف بل زادت وتنوعت أكثر فاصبح هناك تشريد وجوع وخوف وطقس متقلب وللأسف الشديد ظهرت تجاوزات واستغلالات للمشردين والمهجرين من قبل ضعاف النفوس الذين ماتت قلوبهم وأصبح الاسترزاق من معاناة السوريين مصدر دخل لهم .
فكم سمعنا وقرأنا من القصص والروايات التي تتحدث عن قيام مجموعة من الأشخاص بإختطاف الاطفال من الجنسين وأخذهم إلى مناطق غير معلومة للمتاجرة بهم أو استغلالهم جنسيا وحدث ذلك أيضا مع النساء والفتيات ولعب بعض تجار البشر والمافيا التي تنشط في هذا المجال دورا بارزا في مثل هذه الممارسات واستغلوا عدم وجود أمن أو قوة محليه أو دولية تحمي المخيمات ومن يقيم فيها في أول الأزمة وحتى بعد مرور سنوات عليها .
ولو اتجهنا باتجاه البحر الذي تستخدم فيه السفن والقوارب كوسيلة نقل لهؤلاء المهجرين للوصول إلى بر الأمان بعيدا عن ويلات الحرب وأشباح الموت سنرى أن تلك الرحلة محفوفه بالمخاطر الكبيرة التي قد تكون أكبر من أخطار اليابسه وركوب البحر ومواجهة أخطاره هربا من الواقع الصعب يشبه من يستجير من الرمضاء بالنار فالبحر الذي يبحرون فيه يمر بتقلبات ويتأثر بالأحوال الجوية بل إنه يشهد وجود أخطار أخرى كالقراصنه و الأسماك المفترسة أو حدوث عطل في وسيلة النقل أو غرقها وموت من على ظهرها .
وأن حدث أي مما ذكر سيكون الخاسر الأكبر هي سوريا التي خسرت العديد من ابنائها الذي تغرب بعضهم ومات بعضهم غرقا او رميا بالرصاص او قصفا بالطائرات والمدافع و حبس العديد منهم ومازالوا في السجون التي تديرها احد أطراف النزاع الدائر في سوريا وهم من كانت تبني عليهم الامال والاحلام العريضه للنهوض بالبلد.
وبعد عبور البحار والمحيطات أو تجاوز الحدود الى احدى الدول القريبه كلبنان والاردن وتركيا او البعيده كألمانيا والسويد وغيرها من دول الاتحاد الاوروبي والتي كان يعتقد انها بر الأمان للمهجرين الا انه لم يكن كذلك بل دخل السوريين فيه معاناة اخرى.
ففي بلدان مثل لبنان وتركيا وبشكل أخف الأردن نجد العديد من الممارسات التي يتعرض لها السوريين بمختلف اجناسهم واعمارهم حيث يتم استغلال فئه كبيره منهم واستخدامهم كـأيدي عامله رخيصه بل انها اصبحت بدلا للأيدي العاملة الاسيوية التي كانت تملئ تلك الدول والسبب الكفاءه والخبره التي توجد لدى السوريين وسهولة التعامل معهم بحكم القرب واللغة وتشابه العادات والتقاليد والاخلاص والتفاني في العمل الذي يتميزون به ورغبتهم الصادقة في الكسب الحلال .
والموجع في الأمر ما قد يسمعه السوريين من تجريح واهانات بسبب الوضع السيء الذي تمر فيه بلادهم وقد سمعت البعض منهم وهم يحكون معاناتهم والكلمات القاسيه والجارحه التي يستمعون لها من قبل بعض ارباب العمل او الناس الذين يتعاملون معهم وخاصة كلمة انتم سوريين رخيصين وان كنتم غاليين لم تكن حكومتكم شردتكم واطلقت عليكم المرتزقة الافغان والايرانيين بالاضافة الى الشماته المستمره في وضعهم وانهم يستحقون ما جرى لهم بسبب خروجهم على رئيسهم الذي كان محافظا على أمن البلد وكانت أوضاع السوريين جيده والامن مستتب في كل سوريا .
وبعيدا عن الاذى اللفظي هنالك اذى من نوع اخر وقد شاهدنا منه الكثير عبر وسائل التواصل الاجتماعي كاختطاف الاطفال ومساومة أهاليهم من أجل المال أو استغلال الاناث جنسيا أو سقوط حق الوالدين في الحفاظ على ابنائهم أو تربيتهم وذلك لأن قانون هذا البلد أو ذلك يمنع وجود سلطه للوالدين على ابنائهم عند بلوغهم سن معين ولا يحق لأي احد الاعتراض على هذا الامر كما يحدث في السويد والمانيا، كل هذا الاضطهاد والظلم والاستغلال الذي يقع على السوريين في بلادهم وخارج بلادهم أمر يدفعنا الى التساؤل مرات ومرات لماذا السوريين ؟
هل بسبب الظلم الذي وقع على سوريا من نظامها الحاكم وخروج الشعب ثورة وغضبا على الواقع الذي كان يعيشه سبب بوقوع لعنه ونحس على الشعب السوري لم يفارقه في كل مكان ذهب اليه قريبا من بلده ام بعيدا .
أم ان السوريين صعبين المراس ويصعب ترويضهم والتعامل معهم وهم من أتوا بالويل والخراب والدمار الى انفسهم ووطنهم بعد أن كانوا يعيشون حياة افضل من الحياة الحالية حيث كان الامن مستتب وكانت بلادهم وجهة وقبلة لكل من يبحث عن الجمال والطبيعه ويفضل قضاء اوقات ممتعه في بلد حباها الله بالكثير من المقومات السياحية الجباره التي تفوق دول اوروبا .
وأنه بسبب صعوبة التعامل معهم ارتأت تلك الدول التي يلجأون اليها الى وضع ضوابط وقوانين صارمة حتى تستطيع السيطره عليهم ومنعهم من القيام بأي من التصرفات الغيرمتوقعه والتي قد تسبب خلل في الأمن والنظام في تلك الدول المستضيفه لهم .
أم انها مؤامره حيكت بليل من اجل اضعاف الحكومة السورية وتشريد الشعب من أجل السيطره على هذا البلد الغني من دول تظهر الود والتعاون وتضمر الحقد والغل كتركيا وايران وروسيا والولايات المتحدة الامريكية وتسعى الى بسط هيمنتها على الاراضي السورية واستغلال حكومتها وتسييرها وفق الاجنده التي تراها كما صرحت ايران سابقا بفتحها نافذه اخرى تطل على اسرائيل تستطيع من خلالها ضرب الكيان الصهيوني من دون الحاجه الى تحريك قواتها الى تل ابيب والمقصود ميلشياتها ومرتزقتها والنظام السوري الذي تتعامل معه ومليشيا حزب الله اللبناني التابعه لها .
كل تلك الاحتمالات التي ذكرت سابقا قد تكون صحيحة وقد يكون هنالك امور اخرى تخفى علينا ولكن ما نحن متأكدين منه أن سوريا وشعبها يمرون بمعاناة وأزمة كبيره وهم بحاجة الى العودة من جديد الى الحضن العربي الذي حتى وان لم يكن متفاهما بشكل كبير مع سوريا في السابق ولم يقدم الكثير ولم يساهم في اصلاح الاوضاع ان كان على علم بها الا انه يعتبر أفضل بكثير من الحضن الفارسي الذي لم يحمل لسوريا الى الويل والخراب والتهجير وتسبب في دمار كبير في البنية التحتيه التي هي بحاجه الى اعادة ترميم وبناء من جديد.
اما الشعب السوري فهو بحاجه الى دعم كبير لانه شعب صبور ولديه همه عاليه كما هو شعب العراق واليمن وغيرها من الشعوب العربيه التي توجد فيها طاقات وخامات جيده تستطيع النهوض بأي دولة وتأخذها الى الطريق التقدم والرقي ولكن لسوء الحظ دائما ما يكون حظ تلك الشعوب ليس جيدا مع السلطات التي تحكم وتدير البلد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا