- saraha-time دانة الخليج لم تعد كذلك - saraha-time

هنا تجد الصراحه والوضوح في المناقشه والحوارمن دون تجريح أو تطاول

اخر الأخبار

الاثنين، 10 يناير 2022

دانة الخليج لم تعد كذلك

 
دانة الخليج لم تعد كذلك

دانة الخليج لم تعد كذلك 


إن سألت  دول الخليج العربي عن دولة كانت في الطليعة في كل شيء وكانت رائدة وقائدة وداعمه ومنذ قيامها وهي تقوم بدور محوري في منطقة الخليج  ولها بصمة قديما وحديثا سيجيبك الجميع انها دولة الكويت .



نعم هي الكويت كويت التاريخ كويت العرب والمسلمين كويت الكلمة الحرة كويت المواقف المشرفة كويت المجد والعزة والإباء كويت الفن كويت المحبة.


دولة صغيره ذات تأثير وحضور خليجي وعربي وعالمي مؤثر نالت حب واحترام وتقدير الجميع وكان لها قدم السبق في العديد من الأمور .


فهي الدولة النفطية  التي كان اكتشاف النفط في اراضيها بشرى خير على جميع اخوانها  وأصدقائها حيث لم تقتصر الاستفاده منه في تطوير البلد والنهوض بها واعمارها بل وصلت فائدته الى باقي دول الخليج فساهمت في دعم التعليم والاقتصاد والصحة والوضع العام في تلك الدول التي كان النفط فيها حبيس الابار في ذلك الوقت .


وعرفانا من تلك الدول الخليجية بفضل الكويت عليها  قامت بتسمية مؤسسات حكومية وشوارع رئيسية وحتى بعض مواليد تلك الفترة  على أسماء شيوخ الكويت تأكيدا للدور المهم الذي لعبته الكويت وشيوخها  في تلك الفترة .


وكانت الكويت أول دولة خليجيه تدخل عصر الديمقراطيه حيث حدث فيها أول انتخابات للسلطه في المنطقة الخليجيه وأصبح الصوت الكويتي والرأي الكويتي مسموعا وبقوة بداخل الكويت واصبح للكويتين من يمثلهم ويثقون به ويوصل صوتهم الى أصحاب القرار في مجلس الأمة .


مجلس الأمة جهاز عظيم تم انشائه جمع كفاءات الكويت وخيرة ابنائه من أجل التخطيط لمستقبل مشرق لهذه الدولة العظيمة حيث كانت تطرح فيها مشاكل الكويت والخليج والأمة كلها وتتخذ فيه قرارات جريئه تصب في الصالح العام من دون محاباه وإن حدثت خلافات أو اعتراضات كانت تحل في المجلس بكل اريحيه وكل ما يهم المجتمعين تحت قبته هي الكويت أولا.



وكان بلد النهار سباقا في كل شيء ففي السياسة تجد الكويتين في المقدمه وفي الفن هم ملوك الفن الخليجي والعربي ونافسوا المصريين والسوريين في الابداع وفي الاقتصاد هم أيضا معروفون ولهم بصمه وفي الدين والدعوه إليه لديهم شخصيات أثرت في حياة الكثيرين وأخذت بأيديهم الى طريق الفلاح ومازالت الكويت ولادة.



ولكن منذ غزو جيش العراق للكويت تغيرت الأوضاع بشكل كبير فمن بعد التحرير ظلت الكويت فترة طويلة جدا وهي تعيش في دوامه أو كما يطلق عليها محليا حوسه حيث تشابكت الامور في معظم نواحي حياة الكويتين وأصبحت الظواهر السلبيه التي لم تكن موجوده في الماضي ظاهرة للعيان وأصبحت الانظمة والقوانين للأسف مخترقة وبقوة ولا أدري ما الأسباب التي أدت إلى ذلك على الرغم من أن الكويتين في وقت الأزمة التي عصفت ببلادهم أبدوا ثباتا وقوة وتمساكا وترابط أشادت به كل دول العالم والتحرير أتى من الداخل أولا ولم يأتي من الخارج وكنا نتأمل أن تستمر تلك القوة وذلك التعاضد ولا ينتهي بإنتهاء الأزمة.


وما حصل من لوم وعتاب وتقاذف للتهم منذ ذلك الوقت إلى اليوم أمر محزن ولابد أن يعي الكويتين أن ما حصل قد حصل ولا بد من العودة إلى الوحده والتآلف ورفع أعمدة البلاد والنهوض بها ورفعها إلى القمة من جديد .


وطن النهار يحتاج إلى عودة ابنائه والاجتماع على قلب رجل واحد بدل التشرذم والتفرق الذي يحصل الآن بين أغلب أطياف المجتمع الكويتي ولا نتمنى أن تصبح الكويت لبنان أخرى ممزقة لا كيان لها ولا سلطه ولا حكومة ولا قرارات وتسيطر عليها فئه ولائها لمن يغذيها ويساعدها على تسيير أمور البلاد وفق اهوائه ورغباته.


الكويتين لفتوا النظر إليهم مؤخرا بما يقوم به بعضهم من تجاوزات وطغيان طال القوانين والتشريعات والعاملين على تطبيقها فلم يسلم شرطي ولا ضابط ولا قاضي من التطاول واذا وصل الأمر الى هذا الأمر فقل على الكويت السلام ولا يستطيع احد ان ينكر أن مثل هذه الاحداث والتصرفات قد تحدث في أكبر الدول وأولها تطبيقا للانظمة والقوانين ولكن أن يحدث ذلك في دولة كالكويت فهذا أمر مستغرب ومستهجن لأننا نعرف الكويت وأهلها جيدا فهم ليسوا بالعدائيين أو الثائرين أو المتمردين كالسوريين والأردنيين والعراقيين وبعض الدول العربية الافريقية مثل المغرب والجزائر وتونس   فتلك الشعوب بسبب ما مرت به من فترات ظلم وفقر وحاجه أصبحت طباعها حادة جدا ويسهل استثارتها .



وللأسف اصيبت الكويت بالفساد وسوء توزيع الثروات  الذي  أصاب اغلب الدول العربية وتسبب في تأخر وتوقف حركة النماء والتطور التي كانت تجري في الكويت بشكل سريع ومنذ ذلك اليوم والكويت متوقفه ومتأخره كثيرا عن الركب الخليجي وهذا أمر لا يسعد عدوا ولا حبيبا فالأمر مؤلم وقاسي حينما ترا من كان بالأمر يرشدك ويعلمك الى طريق النجاح والتفوق والتطور يقف في مكانه ولا يستطيع أن يكمل بناء ملعب ومن حوله من دول تطاول بنيانهم وناطحت السحاب ابراجهم .



طبعا هذا ما نراه نحن الموجودين خارج الكويت لأننا اعتدنا على أن نرى الكويت  حاضنة للجميع وقلبا ينبض بالحب كما هم شيوخها الذين حكموها وأداروا امورها بكل حب ووفاء واخلاص فمنذ الحاكم الشيخ صباح بن جابر رحمه الله الى الحاكم  الحالي الشيخ  نواف الأحمد الصباح أحبت هذه العائلة الشعب وحنت عليه حتى عشقها الشعب واخلص في حبها والولاء لها وأصبح الحب هو ما يربط الشعب الكويتي بحكومته وقد اختلطت دماء شهداء ال صباح مع دماء ابناء الكويت في أكثر من موقف وأصبحت كما يقول الكويتين هنالك ميانه بين الحاكم والمحكوم حيث يستطيع المواطن البسيط أن يقدم ملاحظته وشكوته للشيخ وعلى الشيخ او احد افراد اسرته من دون خوف أو تردد .



ولكن هذا التغيير المفاجئ الذي لا يمكن احد ان ينكره لم يمس الثوابت الكويتية المعروفه عن أهله فهم مازالوا اهل الكرم والجود واهل المواقف المشرفه ونتمنى أن تعود دانة الخليج كما كانت .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا