لحوم رخيصه للبيع  على السوشل ميديا

نعم هي لحوم رخيصه تعرض كل يوم على مواقع التواصل الاجتماعي وينادي اصحابها المشترين ليتمتعوا بها ويشتروا ما يعجبهم ويطيب لهم أو يتفرجوا عليها  أو يتمنوا ان يذوقوا  منها   وان كلفهم الأمر صرف المبالغ الكبيرة.

بعد موجة المشاهير وما صاحبها من كذب وتمثيل وتظاهر بالكمال والثراء والعيش الرغيد أتت علينا موجة اقوى من اختها وتاثيرها مدمر ومزلزل .

وهي موجة استعراض الاجسام الفاتنه واظهار المفاتن للملأ التي  ضربت مواقع التواصل الاجتماعي وغيرت خارطة طريق وسائل التواصل الاجتماعي التي عرفها جميع المستخدمين وجعلت رواد تلك المواقع في صراع داخلي بين مواصلة الاستمتاع باستخدام تلك المواقع ونيل حظ وافر من الذنوب وحرق الاعصاب وصداع الراس  وبين الابتعاد عنها وغض البصر ونيل راحة البال  .

هذا الصراع الداخلي تأجج ناره اللحوم الرخيصه التي تتفنن صاحباتها في اختيار طرق العرض التي تصيب المتابع بالظمأ وتجعله يتصبب عرقا ليس لاستغرابه مما يرى أو دهشته لأن هذه المناظر في زمننا هذا أصبحت عاديه ويمكن أن تراها في كل مكان ولكن بسبب الفحش المبالغ فيه من دون مراعاة لأي ضوابط وبشكل يومي وكأنك تقيم مع هؤلاء العارضين في نفس البيت .

وللأسف صارت بعض البرامج متخصصه في عرض اللحوم الرخيصه ومنها تطبيق السناب شات الذي تفضله تلك الفئه بسبب سماحه لهن بالتمايل وكشف  أجسامهن بكل راحة وحرية وبسببه تنهال عليهن الاعلانات من مختلف الشركات .

عرض اللحوم أصبح يدر على أصحابه مبالغ ماليه ضخمه لم يحلم هؤلاء في الحصول عليها في يوم ما ولذلك زاد عدد العارضات وأصبح هنالك تحدي في أماكن العرض وطرقه وأصبح اظهار الصدر أو المؤخره دليل نجاح وتقدم ورقي   بعد أن كان دليل على عدم الحشمه وشيئا مستنكرا يجب محاسبة فاعله عليه .

وأصبحت العارضه الفلانيه صاحبة قرار ولها سلطه وقوه ونفوذ ويكفي عليها  إن أرادت  الحصول  على مبلغ وقدره من دون جهد وتعب أن تخرج وتبرز جزءا من صدرها أو فخذها أو تتعرى أمام الكاميرا  وتكتب على هذا المكان أو ذاك  لعيون متابعيني وستجد التعليقات و الاعجابات والهدايا تنهال عليها وفي دقائق يصبح لديها الآلاف الدولارات في حسابها .

نحن في اخر الزمان الذي ذكره الحبيب المصطفى في أحاديثه وحذر مما سيحدث فيه من هوائل ومصائب تحير أصحاب العقول ويشيب له رأس الشاب .

لا اريد أن ادعي إلى محاربة أو مقاطعه أو اتخاذ إجراء ضد هذه العارضه أو تلك لأن هذا لن يجدي نفعا  ولكن أريد أن أرى المجتمعات تتخذ قرارات داخليه في عدم إعطاء هذه الفئه حجما أكبر من حجمها الطبيعي وانا اقصد أولئك الغيورين على دينهم وعلى أبنائهم ويخشون عليهم من أن ينجرو خلف تلك اللحوم الرخيصه المسمومة وقبل ذلك يخشون محاسبة الله جل وعلا لهم .

وحتى إن استمروا في استخدام التطبيقات التي أصبحت شرا لا بد منه ولكن لابد من وجود ضوابط داخليه و خارجيه مستمده من الدين الحنيف والعادات والتقاليد التي ترفض هذه السلوكيات الغير سويه.

أما من يجرون خلف الشهوات ويتتبعونها ويرفعون من قدر عارضات اللحوم الرخيصه فهؤلاء لا اكترث لفعلهم واذكرهم بأن الوعد سيكون يوم الوعيد حينما تسألون عن سبب تشجيعكم للمنكر وتصفيقكم لأهله ودعمكم المستمر بمتابعة حساباتهم وزيادة أرصدتهم البنكيه .

الوضع خطير جدا وقد لايراه الكثير مثل ما أراه ويقولون إن هؤلاء لا يؤذون أحد سوى أنفسهم واقول لهم أن الضرر يمس الجميع ولا يقتصر على مجتمع بل على أمة كامله لأن انشغال مجتمعات هذه الأمة بالشهوات متمثله بالنساء صاحبات اللحوم الرخيصه يجعلهم بعيدين عن هموم أمتهم ومشاكلها ويستغل المتربصين هذا الوضع لبسط سيطرتهم اكثر واكثر .

ومن ينشغل بشيء من أمور الدنيا ويتعلق به ستجده ويحب حب حجما لن يستطيع التراجع عنه حبه له وكما سمعت وقرأت ورأيت أن العديد من أبناء المسلمين متعلقين بالعارضة المشهوره ويقدسونها ويحبونها لدرجة الكفر ولا اعلم مالذي يحبونه في شخصها هل هو جمالها الصناعي ام حجم بعض الأماكن في جسدها أم أنها النصائح والتوجيهات التي تقدمها والمحتوى المحترم الذي ينفع ولا يضر بالفعل أمر محير .

منذ فترة ليست بالطويله قام مجتمع الكويت الغيور وأفراده بمقاطعة المشاهير ومهاجمتهم وعدم السماح لهم بنشر سمومهم في البلد .

حققت تلك الحملة اهدافها بشكل كبير وملفت أشاد به الجميع وخفت تلك الهبه التي قام بها مشاهير السوشل ميديا بل أصبح هؤلاء يفكرون كثيرا قبل القيام بأي فعل أو تصرف .

مثل هذه الحملات التي تعاون فيها كل فئات المجتمع نحن بأمس الحاجه اليها لضبط الأمور وإعادة الأمور إلى نصابها ونحن بكل تأكيد أكثر من أولئك المؤيدين لاستعراض اللحوم الرخيصه وستكون لنا الكلمة العليا بإذن الله ولكن لا بد من التحرك وترك الشعارات والكلام .