
العراق وغليان السياسة وتضارب الاجندات
المشهد السياسي العراقي لا يحتاج الى شرح وتوضيح طويل لأنه مشهد ثابت لم يتغير منذ فتره طويله وكل تلك الأسماء والشخصيات التي تعاقبت عليه لم تستطع تغيير أي شيء فيه حتى رئيس الوزراء الحالي الذي يقوم بجهود جباره لا يمكن لاحد نكرانها لم يستطع تحريك مياه السياسة العراقية الراكدة .
ياترى ما هي الاسباب الذي تجعل المشهد العراقي بهذا التعقيد ؟ وهل توجد طريقه لجعل الامور والشؤون الداخليه العراقيه اكثر سلاسه ؟ وهل اللاعب الرئيسي في العراق سيسمح بأي تغييرفي المشهد السياسي ؟ أم ان الاراده العراقيه الوطنيه الخالصه هي التي ستتفوق على أي نفوذ وسلطه خارجيه ؟ وهل الشعب العراقي سيقف موقف المتفرج ام انه سيكسر جدار الخوف الذي فرضته عليه مليشيات الموت وقادتها المحسوبين على العراق والعراق منهم براء ؟
- أسباب التعقيد
قدر للعراق أن يكون بلدا غير مستقر في كل النواحي الا في النواحي الاجتماعيه حيث بقيت اللحمه الوطنيه لسنين طويله هي الشيء الوحيد الذي يجمع العراقيين بمختلف طوائفهم ومذاهبهم حتى في زمن الرئيس الراحل صدام حسين حينما كان هنالك بعض التضييق من النظام البعثي على ابناء المذهب الشيعي الا ان العلاقه بين افراد الشعب كانت علاقه رائعه فيها الاحترام والحب في الله وفي الوطن ولم تغيرها الانظمة والقوانين التي وضعت وقتها .
وهذا الامر ازعج الحاقدين والمتربصين بالعراق ويريدون أن يأخذوا ثأرهم من النظام البعثي الراحل وحاولوا ايجاد مدخل لضرب هذه اللحمه ولم يجدوا الا اللعب على وتر الطائفيه واثارة بعض الافكار التي تدعو الى حمايه ابناء المذهب ضد النظام البعثي الذي بالغوا في وصف ممارساته وتطرقوا الى ظلمه واعتدائه وتفضيله مذهب على اخر وغيرها الكثير من الافكار التي تشربها الاخوان الشيعة من ابناء العراق واخذوها منهجا في حياتهم الى يومنا هذا بالاضافة الى الافكار الفارسيه المجوسيه القذره التي كانت موجودة سابقا والتي تم دمجها مع الافكار الجديده واخرجت لنا عراقا تفوح منه رائحه الطائفيه العفنه ونسي هؤلاء ان النظام البعثي لم يستثني احدا وعاقب كل من كان يرفض ممارساته من مواطنين وسياسين من المذهبين وباقي الطوائف المجتمعيه والديانات وحتى من النظام نفسه .
هذا التأجيج الذي قامت به فئات تتبع لنظام الملالي في ايران مهد لكثير من الامور التي ظهرت لاحقا في العراق واصبح تاثيرها على ارض الواقع هو الأكبر والاقوى فبعد ان تمكنت ايران من شراء ذمم هؤلاء واستخدامهم كخناجر في ظهر العراق ونشرهم كعملاء متخفين يظهرون بمظهر العراقيين الحريصين على شؤون بلدهم ويسعون الى رفعته واعادته الى طريق الصواب وهم عكس ذلك وبدأت في تلقينهم ما يجب أن يقوموا به وينشروه في المجتمع العراقي وكان اكبر هدفها هو ترسيخ الفكره التي تشير الا أن ايران هي السند الوحيد للعراق وهي من ستعين العراقيين وتمنحهم حياة كريمه لم تستطع الحكومات العراقيه السابقه والحاليه من تحقيقها لهم ولا حتى جيرانهم من الدول العربية المجاورة .
تلك الحيله الايرانيه انطلت على بعض المنبطحين والساعين وراء المال ولم تنطلي على العراقيين الاصيلين الذين يعلمون من هي ايران وما الذي تهدف اليه في العراق ولذلك لم تكن النتائج كما تمنتها فعادت الى اصحاب الذمم الميتة التي كانت اشترتهم بأثمان بخسه ودعمتهم في الانتخابات وسعت لتوصيلهم الى مناصب حساسه وكل ما كانت تتمناه فرصه سانحه لفتح باب الحصن العراقي في غفله من الزمن حتى تدخل الى هذا البلد العظيم بشكل رسمي وبأذن من الحكومة القائمه وهذا ما تحصل لها عند اوصلت بعض الاذناب والخونه الى السلطه وسمحوا لها بالتسلل أمام الجميع الى العراق والعبث بتاريخ وحضاره هذا البلد الذي ارهقه ابنائه وتسببوا في ضياع امنه بأيديهم .
تمكن نظام الملالي من وضع خارطه الطريق للعراق وبدأ في تعزيز تواجده على الارض واول ما قام به هو نشر الفوضى واشاعة الرعب والخوف بين الناس واختلاق ما يسمى بالمليشيات التي للأسف الشديد كان اغلب من فيها من ابناء العراق والذين قاموا بالتنكيل باخوانهم بشتى الطرق وكل من كان يعترض ويرفض ما يحدث في العراق يتم تصفيته على ايديهم ومازالت عملياته التصفيه والقتل على الهويه مستمره.
واستمر دعم ايران لهذه المليشيات حتى اصبحت دولة بداخل دولة كما هو الوضع في لبنان وهذه السياسه كما يتبين لي انها سياسه ايرانيه بحته وعلامه مسجله باسم نظام الملالي وتعتمد على تشكيل قوه فيها فئه من العاطلين اوغير المتعلمين اوالمتشددين للمذهب او من لهم سوابق اجرامية ويسهل السيطره على مشاعرهم وافكارهم بسهوله يتم تدريبهم في المعسكرات التابعة لايران وملأ ادمغتهم بالافكار التي تخص هذا النظام ويكونون موالين للنظام ومعه في السراء والضراء وبعد ان يتخطوا بعض المراحل يتم ارسالهم الى بلدهم بفكر غير سوي لايعمر بلد بل يدمر وبذلك يكونون معول هدم في هذا البلد وبعد ذلك يستغلون لازعاج الدول المجاوره والمشاركة في حروب بالانابه عن ولي أمرهم الذين ينتمون اليه .
وحتى تزيد ايران من قوه قبضتها حول العراق قامت باغراق العراق بالديون بالتعاون مع اذنابها وبعد ان بلغت الديون مبالغ خياليه طالبت بها ولكن بطريقه اخرى وهي عبر جعل العراق ممرا خلفيا ومهربا لها من العقوبات الدوليه التي كانت مفروضه عليها بل انها باتت تتاجر بنفط العراق وكأنها تملكه بالاضافة الى تجارة الممنوعات والامور الغير قانونيه وكل ذلك على حساب ابناء العراق الذي باتت الحياه تضيق عليهم وغلائها يخنقهم يوما بعد يوم .
ومن اسباب التعقيد في العراق اختلاف الاجندات والمشارب والأهواء التي نسي اصحابها ان الجميع متواجدين في مركب واحد واذا حدث اي خلل في هذا المركب سيكون مصير الجميع الغرق وهذه المشكله ليست في العراق فقط بل في عديد من الدول العربيه .
امر محير بالفعل كيف يمكن لمجموعه من الاشخاص ان يفكروا في مصالح خاصه وامور يمكن تأجيلها لأوقات اخرى وينسون أمرا مهما يخص حياتهم كلها وهو الوطن فلتذهب المصالح والامور الشخصيه الى الجحيم ان كانت تتعارض مع مصلحة الوطن الذي يجب ان تكون له الاولويه في كل شيء ويكون هو العالي والشامخ حتى نرتفع ونسمو معه واين هؤلاء من اولئك القدوات الذين ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على اوطانهم وفضلوا الموت على ان يمس الوطن اي ضر وسوء .
- الحلول والطرق واللاعب الاساسي
وان كنتم قلقين من النفوذ الايراني في العراق لابد أن تعلموا أن طهران ونظامها لم تكن لتصل الى ما وصلت اليه دون اذن وتراخي وتهاون منكم كما ذكرت سابقا لانها لو وجدت رفضا منذ البدايه لم تكن لتصل لشيء ولذلك فإن رفضكم ووقوفكم على قلب رجل واحد لرفض التواجد الايراني سيمكنكم من طردها بسهوله ولا تهتموا للموالين لها لأنهم سيتراجعون عن ولائهم ان ضاق عليهم الخناق واصبحوا في مواجهة شعب غاضب وليس مجموعة معارضه .
العراق وطن عظيم وكبير مؤثر في محيطه وله وزن وثقل ولذلك يراد تغييبه ووضعه تحت الوصايه الايرانيه وجعله محور للشر ومنطلق لكل العمليات الارهابيه والتخريبيه وغرفة عمليات تدار فيها كل الدسائس والمكائد في المنطقة فلا تسمحوا يا اخواننا في العراق ذلك يحدث في بلدكم وردوا كيد العدو في نحره ونظفوه بلادكم من كل الخائنين الذين اصبحوا في مناصب حساسه يأمرون وينهون وللاسف يجدون من يطيعهم وينفذ اوامرهم حمى الله العراق وشعبه العظيم الغيور الصبور الذي لا يرضى بالظلم والمهانة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا