المسيرات وسيلة إيران في التعبير عن العجز
ضجت مواقع الاخبار في الأيام الماضيه بأخبار المسيرات والاعتداءات الصاروخيه المليشويه العنترية وبدأت في العراق عند محاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للمره الثانية على التوالي من المليشيات التي تعيث فسادا وتخريبا في العراق احتجاجا على الانتخابات العراقيه الأخيرة والتي فاز بها شخص لا تفضله إيران وانتهت بالتصعيد الخطير على المنشأت الحيوية والنفطيه في أبوظبي والسبب كما يقول الحوثي استمرار الإمارات في التدخل في حرب اليمن.
كل تلك الأحداث يربط بينها رابط مشترك واضح لكل متابع وهو إيران محور الشر هذه الدولة التي أخذت على عاتقها تأجيج الصراعات في المنطقة تحت عذر حماية الطائفه المظلومه والمهضوم حقها وهم الشيعه واستطاعت أن تستميل ابناء هذا المذهب نحوها ولكن الحقيقة هي عكس ذلك وبعيدا عنها والهدف الحقيقي لها هو تحقيق المشروع الفارسي الذي وضعه مرشدهم وصاحب فكرة الثورة الإسلامية المشؤومه الأمام الخميني والذي يحمل شعار مزقوا العرب من الداخل واجعلوهم يضربون رقاب بعض ومن ثم احتلوهم وخذوا اراضيهم .
فلو اخذنا كل دولة وضعت إيران فيها قدمها لوجدنا أمورا مشتركة بينها اولها هو الضياع والتشتت السياسي وسيطرة طائفه او مذهب معين على مفاصل الدولة ومراكز القرار فيها وطمس هوية الدولة بشكل كامل واحتكار الصوت والرأي وانعدام وجهات النظر الأخرى وان ظهر صوت ينادي بأمور عكس ما تتمناه إيران في تلك الدول سيكون مصيرة القتل وان فلتت السيطرة من يد أداة إيران في أي بلد ترغب بالسيطره عليها فإنها تستخدم سلاحها الفتاك وهو سلاح الطائفيه والمذهبية والتعصب وتشعل النار بين أبناء المجتمع الواحد وتأخذهم إلى الهاوية وتبدأ بينهم الصراعات والصدامات ويكون الفائز هو الطرف الذي يقف في صف إيران .
ولسوء حظ دول الخليج أن إيران تقع في نفس المنطقة التي تقع فيها تلك الدول وهنالك تاريخ قديم وصراع كبير بين العرب والمجوس الذين استطونوا في بلاد فارس ( إيران حاليا) وهذا الأمر اشتشربه الجيل السابق ونمى معه ونقله للجيل الذي بعده إلى الجيل الذي يليه وحدثت تغييرات وتحريف فيه وكانت النتيجة حقد وكراهيه دفينه ممزوجة بالتكفير وعدم التصديق بالثوابت الموجودة لدى العرب ومسلمي الجزيرة العربية ورغبة عارمه في الانتقام منهم واذاقتهم الويل وهذه نبده عما تخفيه طهران لدول الخليج .
وهنالك درس لم نتعلمه نحن العرب وفطنه الايرانيين وعملوا عليه وهو التركيز على الاجيال القادمه من الشباب وتوريث الافكار التي تجعلهم محافظين ومعتزين بهويتهم الايرانيه الفارسيه بعكس بلداننا العربيه التي تورث اجيالها وتبث فيهم الروح الانهزاميه وتجعل بكائهم على الاطلال هو السائد والمسيطر بدلا من النهوض بهم وتقويتهم وتبيان من هو عدوهم وكيف يجب التعامل معه وماهي الاساليب المتبعه لذلك ونحن لا ندعو للكراهيه والعنف بل ندعو الى رفع الهمه وعدم اعطاء التنازلات لكل شخص حتى لايستضعفنا اكثر من ضعفنا الحالي .
وإن أردنا تحليل الامور وفق المنطق التي فرضته حرب اليمن سنقول حرب اليمن التي كان مخطط لها أن تنتهي بالقضاء على المليشيات الحوثيه وارجاعها الى جبالها وحدودها أخذت منحنى آخر بدخول قوى اقليمية في مستنقعها الموحل وزاد ذلك من تأجيج نار الصراع وأصبح للحوثي الزيدي دعم قوي لا يتوقف بمختلف أنواع الأسلحة الفتاكة وأصبح التراجع والخروج من هذا المستنقع أمرا مستبعدا بل أن الصراع أصبح شخصيا بين دول التحالف و الحوثي المدعوم وبما أن التحالف كان بتمويل ومشاركة من دول سنية كالسعودية والإمارات لابد أن يكون لإيران الشيعية دور أكبر في هذا الصراع .
فبدأت إيران ببث سمها ومدت الحوثي بالأسلحة المتنوعة وارسلت الخبراء لتدريب مقاتليه عليها وتخيل شخص مجنون عاش في الجبال وخاض حروب مع ابناء بلده لسنين طويله ولديه أفكار مجنونة ومذهب غير سوي يجتمع بشخص متعصب لمذهبه ولديه اطماع في المنطقة ويضيق صدره حين يتذكر ماضي اجداده الذين خسروا في معركة ضد المسلمين ولم يجد مانعا لامتطاء عذر الدين وحماية ابناء طائفته ومذهبه لتحقيق مآربه فياترى ما ستكون نتيجة اجتماع هذان النموذجان أليس الخراب والويلات ؟!
دفاع الحوثي عن إيران ودفاع إيران عن الحوثي ما هو الا تبادل منفعه وكل طرف يعلم أن الطرف الاخر يستغله لمصلحته وطبعا ايران هي الرابح دائما وكذلك الحال مع حزب الله في لبنان والمليشيات العراقيه المنبطحه ، وكما ذكرنا سابقا كلما استشعرت إيران الخطر وان الامور ستخرج عن نطاق السيطرة وان الخسائر هي ما ستحصل عليه تبدأ على الفور بمناوراتها المعتادة وهو ما رأيناه في العراق بضربها وتهديدها لرئيس الوزراء وفي الإمارات بقصفها وارسالها المسيرات والصواريخ الباليستيه.
الحوثي او إيران منزعجين من انتصارات لواء العمالقة الذي تقول المصادر ان الإمارات جهزته ودعمته وزادت من قوة وكفاءة مقاتليه حتى استطاعوا ردع الحوثي ورده الى حدوده وسيطروا على شبوة ايضا ولذلك بدأ القصف باشارة واوامر ايرانيه طبعا تغطية على الوقائع والهزائم التي في الميدان .
وفي العراق انزعجت إيران من نتائج الانتخابات وأثارت القلاقل وبدأت بالتهديد والوعيد وفكت قيد كلابها الضالة في العراق حتى تنهش كل من يتسبب بازعاجها ولم تجد إلا الكاظمي الذي يقاتل لوحده في هذا الخندق ولذلك حاولت التخلص منه وايصال رساله تحذيريه له عبر اذنابها وان حصل اغتيلاته ستخرج وتنتقد وتشجب وتدين .
وفي لبنان هي تمد وتدعم منذ سنين ربيبها وابنها البار حسن نصر الله وحزبه الذين تعاظمت قوتهم واسلحتهم حتى اصبحوا دولة في داخل دولة وهم ونظام الملالي سبب رئيسي فيما يعيشه لبنان اليوم من وضع سيئ جدا ووضع اقتصادي متردي و أصبحت لبنان بسببهم بلدا منكوبا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وللأسف الشديد اللبنانيين منقسمين بشكل واضح ولكن الانقسام هذا يصب في مصلحة ايران والحزب التابع لها ، واصبح قادة الحزب يصرحون ويتحدثون بدون خشيه او خوف من أحد وكأن لبنانه كله محافظه ايرانيه يسمح فيها برفع صوت احباب الملالي فقط .
وعلى الجانب الاخر من المنطقة نرى مسيرات التأييد انطلقت في غزة نعم في غزة !! من أنصار حماس وقادته انه أمر مضحك ومبكي في نفس الوقت ، فهنالك فئه من الفلسطينين يهللون ويرحبون ويحتفلون فرحا بالحوثي وافعاله ليس حبا فيه بل تقديرا لداعمته إيران التي تصفها الحركة بأنها الداعم الوحيد الذي لم يتخلى عن فلسطين ويقصدون حركتهم حماس حينما تخلى عنه كل العرب لذلك هو يستحق الحب والتقدير والاحترام حتى وان قام بقصف بلاد الحرمين والإمارات الدولتان اللتان دعمتا واعادتا بناء ما هدم في فلسطين باسرها والشواهد والأدلة كثيره لا يمكن حصرها.
كل ذلك التقدير لطهران كان سببه مد حركة الجهاد الاسلامي حماس بالاسلحه والمعدات المتنوعه واستقبال قادتها في طهران ووقوفها كعقبه في طريق الوفاق الفلسطيني عبر تحريضها حماس وتقويت الحركة اكثر واكثر والمظاهرات الاخيره التي فيها تأييد للحوثي المدعوم ايرانيا اكبر دليل على المكانه العاليه التي تحظي بها طهران واذنابها لدى حماس واتباعها او ما يعرف بمحورالمقاومه والممانعه .
والمتابع للاوضاع في بلدان المحور المزعوم يجد ان الموقف الايراني من الاحداث التي تمر عليها موقف ثابت وواحد فهي تندد ان وجد اعتداء او هجوم او رده فعل عليها وتبارك وتدعم ان باردت تلك هي بالهجوم وبكل كل تأكيد هي لاتكترث للضحايا والمنكوبين الذين يقعون بالمئات فيها ولا بالبنيه التحتيه التي تدمر بشكل كبير وتتحول الى انقاض بل تزيد من مأساتهم ومعاناتهم هذه هي ايران التي تتعامل بمبدأ التقيه مع الجميع حتى تدخل القلوب وتتوغل في الاراضي عبر اذنابها .
وبالنسبه للمفاوضات والتلاعبات السياسيه يقول المحللين ان لدى طهران امر مختلف عن باقي الدول فهي مفاوضه ومراوغه محترفه ولها طولة بال غير طبيعيه وتستطيع الصبر وتحمل كل الضغوط الى ان تنال ما تتمناه وقد ساعدها تساقط دول محور الممانعه كما تطلق عليهم على السيطره اكثر واكثر وما كان ذلك التساقط سيتم الا بسبب ابناء تلك الدول الذين باعوا دولهم وولائهم لها من اجل شعارات ومظلوميات مر عليها1400 سنة .
عقول خاويه وافكارعقيمه وجهل مستفحل استغلته ايران وتمكنت من وضع خطط هدم المجتمعات العربيه التي تعاونت فيها مع عدد من الدول الغربيه التي ترى في العالم الغربي مخزنا للثروات فقط وان كل من فيه من حكام ومحكومين لايستحقون العيش بعزه وكرامه ونحن ساهمنا وان لم نكن نقصد في دعم مخططهم وانجاحه وها هم اليوم يعبثون في امننا وارضنا ويذيقوننا شتى انواع الذل والهوان ولكن ذلك لن يدوم طويلا وستنكسر تلك المخططات عند اول اختبار حقيقي وهو لم يأتي حتى الان وكل ما مضى مجرد مقدمات له.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا