.jpg)
ما الذي يجري في مصر ؟ وهل ارتفاع معدل الجرائم ظاهره ؟ وهل للسلطه دور؟
مصر او المحروسه او ام الدنيا كلها اسماء لهذا البلد العربي الاصيل الذي تغنى به الشعراء قديما وحديثا وكان مقصدا للكثيرين لما فيه من ثروات وقدرات بشريه ويكفيك طيبه الشعب المصري والفطره الطيبه التي فطر عليها وخفة الدم التي ميزت هذا الشعب عن غيره من الشعوب وأما ما يقال عن المصريين وما ينسب لهم من صفات كالكذب والنصب والاحتيال والتلاعب بالكلمات من اجل الوصول لغرض وغايه ما وان فرضنا ان هذا الامر صحيح فهذا امر لا يقتصر عليهم وفي كل بلد تجد تلك الفئه التي تمتهن هذا الامر وتجعله وسيله للتكسب والرزق .
ولمصر عدة مشاكل ازليه وتكاد تكون ثابته في كل العصور والازمنه التي مرت على هذه الدوله والمتابع بتمعن للمشهد والتاريخ المصري سيستطيع حصرها ومعرفتها بسهوله وتتمثل في االسياسه والانقسامات الداخليه والتناحر الذي يحدث بين الاحزاب والحركات والتيارات السياسيه المتنوعه والتي لم تجد لها كل الحكومات المتعاقبه على رأس السلطه في مصر حل وانتشار الفساد في ارجاء الحكومه التي ينتظر منها ان تدير البلاد وتسيرها حسب ما يرجى وهذا الامر ينعكس بشكل مباشر على الاوضاع الداخليه في البلد ويتأثر به المواطن المصري البسيط الذي قد يضطر الى استخدام اساليب مخالفه وغير مقبوله من اجل الحصول على حقه لأنه يعلم أن مطالبته بحقه والصراخ بصوت عالي تعبيرا عما يقاسيه ويعانيه سيغيبه في السجون لفترات طويله جدا وقد تنتهي حياته في كثير من الاحيان في هذا المكان .
ومن الامور التي تزعج المواطنين وجود المنتفعين والمطبلين للحكومة الذين يعيشون حياة رغيدة بسبب تلميعهم لكل ما تقوم به الحكومة حتى ان كانوا يعلمون أن هذا الامر سيضر الكثيرين من اخوانهم من ابناء الشعب المصري ولكنهم يسيرون على المثل المقولة الفرنسيه القائله انا ومن بعدي الطوفان وهؤلاء يحتار الشخص في تصنيفهم كضحايا ام مذنبين لانهم قد يقومون بذلك رغبة في الحصول على معيشه كريمه بعدما ضاقت بهم السبل ولم يجدوا طريقه سوى التحول الى مطبلين لينتفعوا بالفتات الذي سيلقونه من الحكومة ويعيشوا هم ومن يعيلون وفي هذه الحاله قد يكونوا شبه ضحايا ولكنهم مخطئون أو قد يكونوا مقربين من السلطه والمسؤولين فيها وسنحت لهم فرص النصح والتوجيه لأصحاب الاهواء والطامعين وتليين قلوبهم القاسيه ولكنهم لم يقوموا بأي دور ولم يقدموا نصيحه او حتى تذكيرا بحال هذا الشعب الذي تعاني شريحه كبيره منه الفقر والحاجه ومن يقول غير هذا الامر فهو مطبل او مجامل.
وسيظهر اولئك الذين حفظوا بعض الكلمات وتمسكوا بها والتي تتحدث عن عدد سكان مصر الكبير والامكانيات الضعيفه للبلد الذي لايستطيع توفير كل احتياجات شعبه وهذا أمر عاري عن الصحه فمصر دولة غنيه وليست فقيره ولديها شعب عامل ومجتهد ويستطيع كسب رزقه بيده وعقله ان توفرت الوظائف والمساعده من الحكومه وما انتشار المصريين في كل العالم وتوزع الخبرات والكفاءات في كل الوظائف خير دليل على ان هذا الشعب لا ينقصه شيء ابدا ولكن المشكله في سوء توزيع الثروة وسوء الادارة واحتكار السلطه وعدم وجود خطط مستقبليه لهذا الوطن وهذا الشعب العظيم ، وردا على من يقول ان البلد فقيره ومديونه ولا تستطيع توفير كل شيء للشعب فأنا اوجه له هذه الاسئله :
هل المشاريع الاخيره التي تم افتتاحها كانت مجانيه ام انها كلفت الدوله ملايين ومليارات الجنيهات ؟
وهل تلك المشاريع ستنفع المواطن البسيط ام ان منفعتها للوزير والعضو والقاضي الفلاني ؟
وهذا التساؤل نجده في كثير من المواقع والبرامج المعارضه والمؤيده للحكومه لأن الكل يرى ان ما يحصل فيه منفعه لفئه على حساب اخرى ام البقيه فانهم يقفون موقف المتفرج الذي لا ناقه له ولا جمل في كل ما يجري .
وبالنسبه لمن يعترضون على الاوضاع في مصر واقصد المصريين الغيورين على بلدهم وليسوا الغيورين على حزب او تيار او جماعه لاني انبذ هذه الفئه ولا اريد التحدث عنهم لانهم يقدسون الاشخاص والكيانات ويتركون ما يتوجب تقديسه وهم مثل الدمى في يد هذا المرشد او ذلك المعارض يأتمرون بأوامره ويقودهم كقيادة القطيع من دون أن تفكير منهم أو اعتراض ، لماذا لا تقوم الحكومة بمقابله المعارضين لبعض سياساتها الداخليه التي تخص البلد ومواطنيه والسماع منهم لعل شيئا مما سيقولونه سيتسبب بصلاح حال هذا البلد بدلا من قمعهم ومضايقتهم في اهلهم ومالهم واجبارهم على الخروج من البلد خوفا من الملاحقه والموت ؟ ولماذا لا تبعد السلطه اي صوت من داخلها يدعو الى القمع والتعذيب والانفراد بالرأي الواحد ويمنع اشراك الشعب في اي امر يخص أمنهم ومستقبل وطنهم ؟ هل تجربه هذه السياسه التي تعتبر حق لاي مواطن فيها امتهان واذلال للسلطه ام ان الغرور والعنجهيه والدكتاتوريه وجنون العظمه سيطر على عقليه من جلسوا على راس السطله في مصر؟ .
وايضا هنالك أمر مهم جدا وهو غياب الدورالفعال للمؤسسات الاسلاميه التي ينبغي ان تقوم بدور النصح والارشاد لولي الامر الذي ينبغي منه ايضا ان يكون متفاهما ومستمعا جيدا لما يأتيه من نصح وتوجيه من المشايخ والعلماء لأنهم يرون الامور بنظره دينيه شموليه بعيده كل البعد عن المصالح الدنيويه وهم يقدمون لولي الامر خدمه لن يقدمها له حاشيته الذين قد يقودونه في كثير من الاحيان الى الظلم والتعامل بتعالي وقسوه مع الناس الذين ينبغي ان يكون بهم رحيما وحنونا ويعاملهم معامله الاب مع ابنائه والمسؤول مع رعيته لانه محاسب .
ولكن في مصر لم يكن للمؤسسات والتيارات الاسلاميه ذلك الدور الكبير مع العلم أن الشعب المصري شعب غيور على دينه محب لله ورسوله بشكل كبير وترى ذلك في كل نواحي حياته ، وللاسف الشديد انشغل اهل الدين والصلاح في تكفير بعضهم البعض كما هو الحال في اغلب بلادنا العربيه واصبحت الجماعه والحركه الفلانيه هي الاهم من الوطن والدين ويجب نصرتها ورفع شأن أعضائها وتمكينهم وحفظهم من أي خطر قد يتعرضون له واصبح التصادم مع السلطه وتكفيرها والتفكير في الخارج والتحالفات مع دول معاديه او حاقده لتنفيذ اجندات خاصه او الاطاحه بالنظام هذا وذلك هو الاهم الاكبر وأهم بكثير من مصلحه الوطن الذي يعيشون عليه ويستحق منهم الاخلاص والوفاء .
واصبح العلماء المعتدلين تحت طوع السلطه ولا يستطيعون توجيه اي انتقاد لها في السر او العلن لان هذا الانتقاد قد يقودهم الى غياهب السجون فلذلك لابد من الصمت ان ارادوا ان يعيشوا ولم يبقى في زمننا اولئك العلماء الذين يقفون في وجه الحاكم ويقولون له ان ما تقوم به يحتاج الى مراجعه منك ولا ادري ما الاسباب هل هي القمع ام ان الخوف من السلطات غطى على الخوف من الله ام ان حب الدنيا تسرب الى النفوس والقلوب وتمكن منها وجعل حب هذه الدنيا الفانيه هو الاولى والمبدى على كل شيء وانا استحضر فيديو الشيخ متولي الشعراوي وهو يتحدث مع الرئيس الراحل حسني مبارك ويوجه له كلمات اعتقد انها وصلت حسني مبارك واثرت فيه بشكل كبير وحتى ان شكك الكثيرين في المقطع الا ان الكلمات التي خرجت من الشيخ يندر ان يقولها اي شيخ في وقتنا الحالي .
بل ان التوجيه والتوعيه في امور الدين لم تعد كما كانت ورسالات المؤسسات الاسلاميه اصبحت ضعيفه جدا ولا تؤثر في المستمعين مثلما كانت سابقا .
معدل جرائم متزايد
الحوادث والجرائم التي تقع في مصر ليست بغريبه او حديثه الوقوع ومنذ سنين طويله ونحن نسمع ونقرا ما حدث في ام الدنيا من جرائم وقضايا والتاريخ المصري القديم والمعاصر حافل بما يشيب له راس الجنين ولا اعرف حتى الان ما هي الاسباب الرئيسيه لذلك ولكني من وجهت نظري قمت بتسجيل بعض الاسباب وصنفتها الى صنفين :
الصنف الاول : يخص السلطات المصريه التي كان لها يد مباشره في الجرائم التي حدثت قديما وحديثا بالاضافة الى التيارات والحركات المعارضه وعلى راسها جماعه الاخوان المسلمين الذين شاركوا ايضا في هذه الجرائم بمعنى اخر السلطه تصفي من يعاديها ويتحداها ويقف عثره في طريق تحقيقها او تحقيق احد التابعين لها اي امر او هدف يريد ان يقوم به والمعارضه ترد على هذا السلطه وفي كثير من الاحيان هي من تبدا التصادم مع الحكومة من اجل بث الرعب او تكوين ضعط عليها ووضع اسمها بقوه على طاولة اي نقاش او حوار سيحدث مستقبلا ولاثبات وجودها بقوه في الساحه المصريه والضحيه في الحالتين هم الشعب وبعض عناصر الجيش المصري وبعض قادات وشباب المعارضه والخاسر الاكبر هي مصر التي تنزف بنزف دماء ابنائها وسقوطهم الواحد تلو الاخر فالدم مصري والقتيل مصري والجرح مصري والخساره عربيه لان مصر تمثل ثقل وبلد مهم لا يستحق الا ان يكون بخير هو وشعبه وحتى حكومته العادله .
والصنف الثاني : هي طبيعه الشعب المصري الذي يرفض السكوت عن حقه في اغلب الاحيان وخاصه بين افراد الشعب نفسه والذين يوجد لدى كثير منهم مسـأله اخذ حقي بذراعي من دون اللجوء للشرطة والقانون الذي ارى ان اغلب المصريين لا يثقون فيه بسبب التراكمات السابقه والتي ادت الى وجود ثغره بين الشرطة والشعب وهذا الامر جعل الامور تفلت قليلا مع العلم ان الشرطة المصريه والاستخبارات المصريه والامن في مصر يعتبر قويا جدا مقارنه بالعديد من دول العالم ولكن كل ذلك لم يعطي الشعب الثقه الكافيه في القانون ومن يطبقه وحتى في القضاء الذي للاسف اصبح مسيسا ويدار من بعض الشخصيات من خلف الكواليس باختصار الظلم الذي يشعر به المواطن المصري سبب من اسباب ارتفاع معدل الجريمه .
كما ان المصيبه الكبرى التي انتشرت بين شباب مصر في الفترات الاخيره وهي المتعلقه بالمخدرات والحشيش والشبو وغيرها من المواد تعتبر سببا رئيسيا في ارتفاع معدل الجريمه في مصر ولوحظ ان العديد من مرتكبي الجريمه يتناولون تلك المواد التي تذهب العقل حتى يقوموا بما يقومون به من دون تفكير او خوف وهذه الظاهره لم تجد السلطات لها حلا فتعاطي الحشيش والمواد المخدره في مصر له تاريخ طويل ايضا ومرت السنين وتطورت تلك المواد السامة واصبحت طرق ترويجها اكثر تطورا وتنوع.
كما أن البطاله التي تعاني من شريحة الشباب تتسبب في ارتكاب الجرائم وللاسف فكثير من الخريجين المصريين الذين يكونون بالالاف في كل عام يجلسون في بيوتهم او في الحواري والازقه بعد انتهاء العام الدراسي وتخرجهم من الجامعات والمدراس ولا يجدون وظائف او اي شيء يشغل وقتهم ويعين اهلهم على المصاريف الباهظه والمعيشه الصعبه التي يعيشونها فيجبرون للبحث عن بدائل اخرى للعيش يتجه كثير منهم الى عالم الاجرام والبلطجه والنصب والاحتيال في الداخل والخارج وان تابعت حال بعض المصريين المغتربين في الخليج والدول العربيه ستعرف مالذي اتحدث عنه لانه يصعب ان يمر يوم من دون ان تسمع عن مصري تم ضبطه لارتكابه خطأ اوفعل يجرم في دولة من الدول التي تغرب فيها وعند البحث عن الاسباب الذي دفعته لذلك تجد انها نفس الاسباب وهي الفقر والحاجه سداد حاجة العائله التي يعيلها او الابناء الذين ينتظرون منه منحهم حياه كريمه .
دور السلطه
واللوم هنا على السلطه المسؤوله التي لم تقم بالبحث عن حلول ترفع من مستوى المعيشه وتقدم الحلول للقضاء على البطاله ودعم معدومي الدخل والذين لا يجدون ما يسد حاجتهم اليومية ولست ابالغ في هذا الامر فهذا هو الواقع في ام الدنيا التي نسأل الله ان يسخر قياداتها لرفع شأنها واصلاح الاوضاع فيها والالتفات لهذا الشعب الذي يستحق العيش بكل كرامه وعزة من دون ان يقطع البحار والمحيطات للبحث عن وظيفه لا تستحق كل هذا العناء ، مصر بحاجة الى شخص غيورغير مهتم بالسلطه والنفوذ يعرف اختيار معاونيه ومساعديه له نظره مستقبليه بعيدا عن المصلحه الشخصيه يقوده حب الوطن والمصريين وقبل ذلك كله يخشى الله الذي استرعاه على هذه الرعيه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا