للدياثه نصيب في عالمنا العربي
موضوع موجع ومؤلم وقد يزعج الكثيرين او قد لا بزعج احدا على الاطلاق لأنه أمر أصبح متفشيا وللاسف الشديد في مجتمعاتنا العربية ولست ابالغ في قول ذلك فالدياثه التي كنا نادرا ما نراها ونسمع بها اصبحت اليوم امرا واضحا للعيان وأصبح لها نصيب الاسد على غيرها من الظواهر والسلوكيات الدخيله والادهى من ذلك ظهور فئه تتفاخر به وتحاول نشره بين الناس .
وبدأ اولئك المتفاخرون بتغيير مسمى الدياثه إلى عدة مسميات اخرى كالتحرر وكالدعم الاخوي او الزوجي او كالانفتاح والتحضر والتمدن وغيرها من المسميات التي لم تغير نظرة وفكر اصحاب الغيره الحاضره والعادات الثابته والذين يرفضون الانصياع الى المفاهيم والتعليمات التي يحاول الغرب زرعها منذ سنين فينا وجعلنا نسخه مطابقة لما تعيشه مجتمعاتهم من انفلات وخزي وعري وتحلل لا يمكن ضبطه او تغييره وهذا امر مخطط له منذ سنين لاضعاف المجتمعات العربية وتدميرها اكثر مما هي مدمره ويرون ان اوان ذلك قد حان .
وقد ساهم وجود فئه من شباب وبنات العرب وقبلهم اولياء امورهم المنزوعي المسؤوليه في انجاج تلك المخططات الغربيه وجعلها واقعا نعيشه الان واصبحت نماذج الدياثه الموجوده لدينا تفوق تلك الموجوده لدى الغرب بل اصبحت اجود منها من ناحيه الاسلوب والطريقة والاثر السلبي على المجتمع .
فالمجتمعات الغربيه منذ نشأتها وهي منفتحه وفيها كل ممنوع مسموح ولا تكاد تسمع ولو بالخطأ بمصلطحات العرض والشرف والغيره لان هنالك حرية لكل فرد في مزاولة حياته وفق ما يراه وفي سن مبكره يتم تجريد الوالدين من سلطتهما على الابناء ويسمح للابناء بالخروج والعوده من دون حسيب او رقيب وممارسة حياتهم بكل حريه واذا قرر الوالدان المحاسبه سيتصدى لهم القانون والتشريعات ولذلك فانك ترى الفتيات الصغيرات في بلاد الغرب يقمن العلاقات الغير شرعيه من دون رادع او خوف من الاهل طبعا لن نقول الخوف من الله لان هذا الامر في ديانتهم لا يتم التطرق اليه الا في بعض الحالات فالرب عندهم يلجأ اليه لقضاء الحاجه ان وجدت وفي المناسبات فقط وهذا مايجعلك تستغرب وتحتار في معرفة طريقة وصفهم وتعريفهم للرب جل وعلا ان كان سبحانه هو المقصود نظرا لتعدد الالهه لديهم .
وحتى وان حدث تمازج وتداخل بين المجتمع الغربي وبين اشخاص جاءوا بأفكارهم ومبادئهم المختلفه عن تلك الموجوده كالمسلمين وغيرهم نجد انه لم يطرأ اي تغيير على أرض الواقع ولم يكن لأولئك القادمين التأثير الكبير وحافظة تلك الانظمة والقوانين على بقائها ولم تتغير الاوضاع كثيرا في تلك المجتمعات بل حدث العكس وتأثر القادمون الجدد بما وجدوه من انفلات وحريه مزعومه .
ونظرا لأن الانفلات المبالغ فيه عند الغرب له اثار سلبيه ومدمره على المجتمع وافراده كازدياد حالات الحمل خارج اطار الزواج وخاصة بين المراهقين وهذا الامر ينهك الدولة ويتعبها ويضعها امام مسؤوليات وتحديات جديده و انتشار تجارة الممنوعات بشكل اكبر وازدياد معدل الجرائم بكل انواعها ولذلك انتبهت السلطات والمسؤولين والمختصين لهذا الامر وبدأوا بمراجعة انظمتهم وقرارتهم رغبة في تدارك الوضع والسيطره ولو بشيء يسير على الخطر الكبير الذي يهدد تلك الدول فهم يعلمون ان قوة مجتمعاتهم وداخلهم سيجعلهم اقوياء أمام العالم بأكمله ومن الغريب أن اول الاشياء التي فعلوها لكي يصلحوا الاوضاع عندهم هي الالتفات الى النماذج العربيه والاسلاميه التي ما زالت محافظه على اصالتها وثابته على مبادئها وهي قليله جدا في وقتنا الحالي بعكس ذلك الوقت الذي التفت فيه الغرب اليها .
وعلى النقيض مما قام به الغرب الذي شبع افراد مجتمعه من الحريه الزائفه واعتادوا عليها كان الوضع في عالمنا العربي والاسلامي مختلفا ومخيبا للامال لكونك المثال الذي احتذى بك الغرب وسعوا لتقليده حتى يخففوا من وطأه ما أصابهم ، ولنتحدث قليلا عن مجتمعاتنا العربيه والمسلمه المحافظه والتي لن نزكيها او نخرجها بمظهر المجتمعات المعصومه والفاضله فهي مجتمعات توجد بها تجاوزات وانتهاكات وتصرفات غريبه لا تمثل الدين الذي ننتمي له ولا الى الرسول الذي نتبعه صلوات ربي وسلامه عليه ولكن بالمجمل وبشكل عام هي الافضل من ناحية الحفاظ على المبادئ والتمسك بالفضائل مقارنة بغيرها.
المجتمعات العربيه تكاد تكون متشابهه في اغلب نواحي حياتها وتصرفاتها وبعض السلوكيات والمشاكل ايضا وذلك لعدة اسباب قد تكون جيناتنا التي خلقنا الله عليها تجعلنا متشابهين اكثر عن غيرنا وقبل ذلك لاننا ندين بدين واحد ونعبد رب واحد ونتبع تعاليم نبي واحد وان كان هنالك اختلاف في المذاهب والتوجهات و لست هنا بصدد التطرق لها ولكن ما قصدته انك ان ذهبت الى اي بلد عربي محافظ على عاداته وطبائعه الاصيله ستجد ما رايته فيه مطابقا لما ستراه في البلد العربي الاخر وهذه ميزة حبانا الله بها .
ولكن دوام الحال من المحال ولن يبقى شي على حاله طول الزمان وقد اصاب الوهن والضعف نسيج مجتمعاتنا القوي والمتماسك واضر نواة المجتمع الاساسيه وهي الاسره التي تعتبر لبنة الاساس والمكون الرئيسي فلقد نخرت التأمرات فيها وزلزلت اركانها واوقعت العديد من الضحايا والمصابين في صفوفها وهم في ازدياد مستمر .
الاسرة في السابق كانت أهم مصدر للتعليم قبل المدراس والمعاهد وكم خرجت من أطباء وعلماء واساتذه ومخترعين ولكنها اليوم تخرج عاهات تضر المجتمع وتزيده ترديا وتراجعا وتنشر المساوئ بين افراده .
واصبح من الطبيعي ان ترى مجموعه من الفتيات يختلطن بالرجال بصوره واضحه مع اصوات الضحكات المرتفعه والتمايل الغريب من دون خوف او رادع وبكل تأكيد هذا يسر اولئك الرجال او الذكور الذين لا ينكرون المنكر و يرون في ذلك الانسلاخ والانفتاح نوعا من انواع الرقي وان هذه الفتاه وتلك اجتماعية ومحبه للحياه وهذا الامر يعطيها تميزا واختلافا عن غيرها من المعقدات والمتخلفات حسب نظرتهم .
كما ان العري المتزايد والتسابق في ابراز المفاتن خارج المنزل اصبح امرا مألوفا بل اصبح هنالك تنافس في من تحظي باكبر عدد من المعجبين بتلك المفاتن التي نرى تطاير الذباب عليها من كل حدب وصوب وما يؤلم ويدمي القلب هو نزع الكثيرات من الذين كانوا متسترات بالحجاب حجابهن لانه لا يرضي طموحهن ويعيق تقدمهن فالبعض منهن يقلدن المتبرجه فلانه لانها سيدة اعمال ناجحه وهي تعيش حياتها بالطول والعرض واهلها مشجعين لها ويدعمونها ولا يوجد من يعترض على اسلوب حياتها حتى وان كان حجابها المخلوع ليس شرعيا او ساترا ولكنه على الأقل يخفف من لهيب الفتنه التي ستتسبب بها ان خلعته وللأسف فإن الكثيرات من هذه الفئه يتواجدن في بلاد الحرمين ويقمن بكل ما ذكر وأكثر ولا يجدن أي حساب او حتى عتاب ولا نستطيع أن نعمم ونقول أنهن من أبناء المملكة لأن في السعودية جميع المقيمين والمقيمات يتحدثون اللهجة بطلاقة ويصعب معرفة اصولهم التي ينحدرون منها من دون تدقيق وتمحيص.
والبعض الاخر يرى ان التبرج هو اسرع وسيله للوصول وتكوين الثروه الطائله التي لم تأتي الا بعرض اللحوم الرخيصه والانفلات ومزاحمة الرجال ونزع رداء الحياء الذي يفترض ان يتزين به وقد تكون لدى بعضهن اسباب اخرى كالمخرجين واصحاب الاعمال الذين يرفضون التعامل مع المراه المحتشمه ويفضلون تلك العاريه وسليطة اللسان للتسويق لأعمالهن او المشاركة فيها وقد تداول فيديو مؤخرا لمجموعة من الفتيات يتراقصن في مكان يقام فيه فن العرضه السعودية ويحملن السيوف ويرتدين الشماغ ويقمن بتصرفات لا تصدر من فتيات بصراحة أمر مقزز ولا يدعو إلى الفخر والتباهي كما تقول إحداهن وهي تتباهى بدعم أهلها وتصريحهم لها بالتصرف كما تشاء .
نماذج الدياثه في عالمنا العربي اصبحت كثيره وللاسف الشديد أولياء الامور هم من يغذون هذا الامر ويرونه ويربون ابنائهم عليه بغضهم النظر عن التصرفات الغريبه والملابس الخادشه والتخالط الغير مقبول بين الجنسين منذ الصغر حتى وصلوا لدرجة الحياء من الابناء والخجل من نصحهم او الحديث معهم لانهم اصبحوا اصحاب قرار ولهم كلمة وراي بل إنهم يخصصون فردا من أفراد الأسرة يرافقهم ويحميهم ويدير اعمالهم ويحدد مواعيدهم إن وجدت وهذا احد اهم الامور التي زادت من ضياع المجتمعات وفي بعض الاحيان نجد ان الازواج الديوثيين هم أكبر داعم ومحفز لزوجته بل أنه لا يخجل من الظهور معها وهي متبرجه وكاشفة عن مفاتنها .
انعدام النصيحه والتوجيه وعدم وجود القدوه الصالحه التي ترشد الى طريق الحق ولا تمل من النصح للشباب أمر افتقدناه كثيرا وبرزت اهميته في المنتج النهائي الذي يخرج من المجتمعات ،ومن الامور التي زادت التردي والانحطاط وسائل التواصل الاجتماعي التي اصبحت الضيف الغير مرغوب فيه في كل منزل فهي تدخل البيوت وتتوغل فيها وتكشف اسرارها واخبارها وتنقلها الى الخارج برضى اهلها ومباركتهم وامام اعينيهم بل أنهم في اكثر الاحيان هم من يقومون بدور المراسل والصحفي والمحرر وصانع الخبر.
وقد نشأت تطبيقات نرى فيها العجب العجاب وأصبحت تنشر الدياثه علنا وتدعو إليها كتطبيق التوك توك وويغو والسناب شات وحتى اليوتيوب والانستغرام بدرجة أقل.
والملاحظ أن الدياثه بدأت بالانتشار بالتدريج عند هؤلاء الاشخاص وأصبحوا يرتقون سلم الدياثه درجه درجه ففي البداية كانت دياثتهم تقتصر على تصوير الاطفال وخاصة الفتيات الصغيرات بملابس غير محتشمة والعذر هو طفل او هي طفله ولا تحاسب على ما ترتديه او تقوم به وذلك لتأهيئتهم للقادم من أمور وحتى يتمكنوا مستقبلا من القيام بالترويج لأنفسهم من دون مساعدة أحد أمر غريب ومخيف .
حتى الطفولة والبراءة قتلت بسبب البحث عن الحرية والشهره المزيفه فما الذي يجعل الاب أو الأم يقومون بمثل هذا الفعل الظالم والمجحف في حق طفل لا يفقه شيئا في أمور الحياة والأدهى والأمر أنهم يثيرون ويحركون الغريزة الحيوانيه عند المرضى والذئاب البشرية الذين يحبون أكل لحوم الاطفال .
وقد تزايدت اعداد المتحرشين والمغتصبين وهاتكي أعراض الاطفال بسبب ما يبثه أهلهم من مقاطع عنهم وخاصة اولئك الذين اعطائهم الله حجما اكبر من عمرهم الفعلي وبرزت عندهم المفاتن وعلامات الانوثه وبعد أن تقع المصيبه ويحدث المحظور تجد الاعتراضات والشكاوى والندم على ما جرى ولكن بعد ماذا ؟ .
والدرجة الأخرى التي خطاها البعض هي ترويج الشخص لنفسه بكل جرأه ووجود دعم منقطع النظير من الداعمين الذين يحملون الذنب الأكبر لانهم يظهرون لنا هذه النماذج القذره للعلن ويتفننون في إغوائها وإغرائها بالأموال والهدايا والمكافأت حتى تظهر أكثر ما لديها من قذارة وقلة أدب .
الموضوع خطير جدا لانه يؤثر على الجيل القادم بعد ان تلوث الجيل الحالي الذي كنا نعقد عليه امال وتطلعات كبيره كانت ستترك بصمة كبيره في العالم بأسره ولكنه دخل في المستنقع القذر واصبح يطالب بالتحرر ومواكبة العصر والتقليد الاعمى للغرب الذي يستغرب من ضألة الفكر الذي وصل اليه شباب العرب بعد ان كان ينافسهم في جامعاتهم وكلياتهم ولم يبقى من تلك المنافسه والتميز الى الشيء القليل جدا .
نسأل الله ان يحفظ علينا غيرتنا وخوفنا منه وعلى كل عزيز وغالي علينا من كل شر وسوء ويجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر ننكر المنكر ونأمر بالمعروف ولا نرضي الدنيه في ديننا ونعتز به ونربي ابنائنا عليه بعيدا عن كل الملوثات البصرية والسمعية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا