- saraha-time الخبرات العربيه والخبرات الاجنبيه - saraha-time

هنا تجد الصراحه والوضوح في المناقشه والحوارمن دون تجريح أو تطاول

اخر الأخبار

الخميس، 23 يونيو 2022

الخبرات العربيه والخبرات الاجنبيه

 

الخبرات العربيه والخبرات الاجنبيه

الخبرات العربيه والخبرات الاجنبيه 


منذ سنين طويله ودول عالمنا العربي تقوم بجلب اصحاب الخبرات الاجانب من بلادهم وتدفع لهم مبالغ طائله من اجل ان يقوموا بنشر بعض تجاربهم وخبراتهم للشباب العربي الذي سيقوم بتحويل تلك التجارب واقعا على الارض يخدم به وطنه ومجتمعه وفي كثير من الاحيان لم تكن تلك الاستقطابات الاجنبيه ذات منفعه كبيره اما بسبب عدم جدية الشخص القادم من الغرب او بسبب الصعوبات الموجوده في تلك الفترة ، ولكن بعد ذلك تطورت الاوضاع واصبح بإمكان الشباب العربي والمسلم مغادرة بلاده الى البلدان المتقدمه والحصول على العلم والتجربه والخبره من ارقى الجامعات واكبرها والعودة للوطن والمساهمه في تطوره بما تم تعلمه واكتسبه من مهارات .


ومن سيقرا الكلام الذي ذكرته سالفا قد يدور في ذهنه بأن العلم والعلماء لم يكونوا موجودين الا في بلاد الغرب وان الدول العربيه والاسلامية كانت غارقة في الجهل والظلام وأنها لجئت للغرب من اجل ان ينير لها الطريق وينشر نور العلم بين اهلها وهذا الامر غير صحيح طبعا بل على العكس كانت الدول العربيه هي الاولى في العلم وهي من صدرت العديد من العلماء الذي غزوا بعلمهم ومعرفتهم كل العالم بل أن العديد من اكتشافاتهم وعلومهم مازالت تدرس في جامعات الغرب المتقدمه ولكن هنالك مؤثرات تسببت في تغير الحال وانقلابه ووضعتنا في خانه الباحثين عن من يعلمنا وينشر بيننا المعرفه في العلوم المختلفه . 


علماء العرب والمسلمين الذين ورثوا العلوم المختلفه كانوا يعتقدون ان علومهم ستجوب العالم وخاصة العالم العربي وسينهل منها الجميع وستنهض الأمة وتزدهر في  كل العلوم وتكون منارة يهتدي بها الجميع وحدث ذلك فعلا ولكن ليس في امتهم بل في الأمم الاخرى التي اخذت العلوم وعملت بها بطريقة صحيحه وجعلتها اساسا قويا تقوم عليه حضارتها واكتفت امتهم بذكر اسمائهم على الصيدليات والشوارع وبعض الاحياء او المواقع والبرامج الحواريه  واصبحت الأمة في حالة سبات طويل لا تهتدي بشيء  بل انها تتبع الغرب وتقلده في كل شيء وخاصة في توافه الامور وهذا امر مؤسف جدا .


وحتى الدول التي كانت منارات للعلم بسبب اهتمامها بالعلم والعلماء وكانت تشكل علامة فارقه بين الدول العربية كالعراق ومصر وسوريا  اليمن ودول المغرب العربي وغيرها  تأثرت كثيرا وأصبح العلم فيها ليس كما يجب أن يكون بعد أن كانت هجرات طالبي العلم   للدراسه والبحث عن صنوف العلم المختلفه مقتصره عليها ولكنها اليوم اصبحت هي من ترسل ابنائها للبحث عن العلم المفيد والنافع لبلاد الاجانب كأن ما يقدم من علم  في جامعاتها تضييع وقت لا أكثر ونحن لا نستنكر او نعترض على السفر لطلب العلم في الدول الغربيه التي قد توجد فيها بعض العلوم الغيرموجوده لدينا ولكننا نشعر بالغيره لاننا نحن الافضل سابقا وحاليا ولكننا بحاجة الى الرقي بأنفسنا وعقولنا ورفع هممنا والتركيز على ما يرتقي بنا ونحن قادرين على كل ذلك . 


وان استرجعنا الماضي وسرنا نحو العراق وما كان فيه من غزاره في العلم والعلماء وما قدموه من اجل هذه الأمة وما ساهموا به من أجل رفعها بين الأمم  سنتوجع كثيرا ونحن نتذكر الفتره الذهبيه لهذا البلد العريق الذي مر بالعديد من الاحداث التي اثبتت انه مركز العلم واساسه  وكذلك كان الحال في سوريا واليمن ومصر فكل تلك الدول كانت تمثل قوة علمية بما حباها الله من دور علم عظيمة خرجت العديد من جهابذة العلم واساتذته .


وبكل تأكيد لم تنتهي سلالة العلماء من تلك الدول وغيرها من الدول العربيه فهنالك كفاءات واصحاب خبره لا يعدون ولا يحصون  غادر منهم الملايين هذه الدنيا وبقي منهم بيننا عدد كبير ايضا ، وقد طرت علي تساؤلات منذ مدة لم أجد لها أجوبة حتى الان  وددت  أن اطرحها لعل هنالك من يجيب عليها وهي :


 لماذا لم يعطى العلماء واصحاب الخبرات والنابغين في عالمنا العربي الذين غادروا الدنيا أو الباقين فيها  فرصه لنشر علمهم وخبراتهم في الدول العربيه والاسلامية كما حظي بها العلماء الاجانب ؟!

ولماذا حظي اولئك بالثقه والتأييد ومنع منها علمائنا ؟!


وهل الأمانة المهنية موجودة في هذا الأجنبي ولا توجد عند نظيره العربي ؟ وهل المواقف والأفكار السلبية التي تتشكل عن شخص معين يجب ان تعمم على ابناء دولته ودينه ؟


 ولماذا عند هرم البعض منهم وكبره نجد وسائل الاعلام المختلفه مرئية كانت أم مسموعه او مقروءة  تستضيفهم وتعرف الناس بهم؟


 وهل أصبح العلم اخر اهتمامنا أم أننا اكتفينا بما يصنعه ويكتشفه الغرب وأصبح دور المتفرج حكرا علينا ؟


ولماذا اعطي من اختاروا العلم لغرض التكسب فقط واثارة الجدل والتعرض للعلماء الاجلاء وطلاب العلم الحقيقين فرصه أكثر من المخلصين والصادقين ؟


تساؤلات تجول في عقلي منذ مدة لأنني ارى ان لدينا عدد لا يمكن حصره من اصحاب الخبرات والمتعلمين والذين يمكن الاستفاده منهم سابقا وحاليا وسيغنوننا عن الخبرات والمتعلمين الاجانب الذين يكلفون كثيرا ماديا وحتى معنويا لكنهم لم يجدوا من يؤمن بامكانياتهم ويسعى لتسخيرها ونحن هنا لا ندعو الى الاستغناء على الخبرات الاجنبية التي نحتاجها في بعض المجالات ولكننا نحاول الاشارة الى امر مهم وهو أن الخبير والعالم العربي قد يكون نفعه وخبرته وتعاطيه للامور افضل مرات ومرات من الخبير الاجنبي نظرا لعدة امور منها الدين والعادات والتقاليد المشتركة والاهم من ذلك هو الحرص على عمله وعلى ابناء دينه او وطنه وان كان الخوف من بعض السلوكيات والطباع العربيه التي قد ثؤثر على سير العمل كالخيانة والتهاون او عدم الجديه او حب التكسب من الوظيفه او غيرها من الامور فانها امور يسهل تقييمها وتغييرها الى الأفضل وليست كل الناس متشابهة في السلوك والاطباع .


ولو تخيلنا أن العلماء والنابغين العرب والمسلمين الذين اهتم بهم الغرب واخذ علمهم ونسبه اليه  حصلوا على دعم كبير من الحكومات العربيه والمسلمه بشكل كامل واعطوا فرصه نشر هذا العلم وتشكيل جامعات وكليات ومعاهد متخصصه في العلم النافع الذي يخدم الامة ويساهم في رقيها وتقدمها وقدمت لهم كل الامكانيات التي تساهم في جعل العلم الذي في العقول واقعا ملموسا كيف سيكون الحال ؟ هل سيكون وضعنا كما هو الان ؟  بكل تأكيد لا فنحن امة لا ينقصنا شيء ابدا وكل الامكانيات موجودة ومتاحه سواء من مادة او كوادر او ادمغة نظيفه جاهزة للعمل والانجاز .


قد تكون الصراعات التي عصفت ومازالت تعصف بأمتنا من اهم الاسباب التي حجبت العلماء وأصحاب الخبرات  عن الظهور والبروز بشكل كبير والمحظوظ منهم من استطاع الهرب من بلده والحصول على فرصه في بلد اخر وطبعا كان كل علمه وخبراته موجهه الى ذلك البلد الذي احتواه بعد ان هرب من الرعب والترويع الذي يوجد في بلده والنماذج كثيره جدا .


وكم نتألم حينما نتعرف على عالم جليل أو صاحب خبره ودرايه وعلم غزير وهو في ارذل العلم ولم يستطع أن ينشر علمه أو يفيد أمته بالكم الهائل الذي لديه من خبرات وتجارب  كان بالامكان استغلالها لتغيير الواقع او جزء كبير منه الى الافضل ولكنه التقصير من وسائل الاعلام والمسؤولين الذين لا يلتفتون الى تلك الهامات التي تستحق كل الدعم ولا ندري ما سبب الابتعاد عن الاهتمام بالعلم والعلماء في امتنا وهي في أمس الحاجه الى اصحاب العقول النيره حتى تعيد الامجاد وتقوم من سباتها الذي طال كثيرا . 


وضع العلم والعلماء في عالمنا العربي وامتنا الاسلامية بحاجه الى اهتمام اكبر ونشكر المبادرات واصحابها الذين حاولوا وما زالوا يحاولون شحذ الهمم وابراز دور المختصين واصحاب القدرات والمهارات  ولكننا بحاجه ماسه الى مجهودات اكبر وفرص اكبر لاصحاب الخبرات العرب في كل المجالات والعلوم المختلفه لعلنا نستطيع في يوم ان نخرج من ينعش العلم ويعيد الأمة الى الامجاد العلمية التي مازالت تذكر على الرغم من مرور الأف السنين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا