- saraha-time موجة الترند واثارة الجدل - saraha-time

هنا تجد الصراحه والوضوح في المناقشه والحوارمن دون تجريح أو تطاول

اخر الأخبار

الأربعاء، 22 يونيو 2022

موجة الترند واثارة الجدل

 

موجة الترند واثارة الجدل

موجة الترند واثارة الجدل 



في السنوات القريبه الماضيه ظهرت لنا العديد من المفاهيم والامور الغريبه جدا وتغيرت مفاهيم كنا نفترض انها ثابته لن يغيرها زمن أو حوادث وأصبحت بعض الامور التافهه ذات تركيز واهتمام كبير واصبح حب الظهور في وسائل التواصل الاجتماعي والشهره مطلب اغلب المستخدمين لهذه الوسائل ويكون سعيد الحظ من  يكون حديث الناس وأخباره في الصدارة او كما يطلقون عليه بمصطلحهم ( ترند) .



سبحان مغير الحال في الماضي القديم كان الناس يخشون من أن يذيع صيتهم في أمر أو فعل قبيح فتراهم يترفعون عن الإتيان بالسيء من الأقوال والافعال ويركزون على المكارم والافعال الطيبه وذلك خوفا من أن يكونوا من المجاهرين بالمعصية والذين لعنوا في الدين وتجنبا من أن يكونوا حديث الناس وشغلهم الشاغل لأنهم يعلمون أن وقوعهم في ألسنة الناس وخاصة أن قاموا بأمر مستنكر سيجعلهم مهانين وذليلين والكل سينظر إليهم بنظرة لا تليق وسيؤذي ذلك مشاعر أهلهم  وكل من يهمه أمرهم .


وحتى وإن وجد في ذلك الوقت بعض الذين لا يهتمون بالناس وما يقولون أو سيقولونه عنهم إلا أن تصرفاتهم الغريبه والغير متقبله كانت أهون مما نراه الآن من أفعال وتصرفات يشيب لها رأس الجنين ولا يتوارى أصحابها عن الأنظار بل يقومون بها أمام الملأ من دون خوف من الله أولا ومن ثم عباده .


لقد أصبحت إثارة الجدل والخروج عن المألوف والتركيز على مبدأ "خالف تعرف" الذي جعله البعض أساسيا في حياتهم والقاعدة التي يبنون عليها كل تطلعاتهم وآمالهم من الأمور المشتركة في جميع المجتمعات دون استثناء ففي مجتمعاتنا المسلمة المحافظة ظهرت تلك الفئه بقوة وأصبحت تنتشر بسرعة كبيرة ولا يكاد يخلو يوم من دون ظهور شخص مخالف للعرف وله وضعه الغريب والمختلف عن الواقع وكل ذلك لا يتعدى كونه تصنعا وتمثيلا فكيف يستطيع شخص عاقل أن يظهر وهو يتفوه بأمور لا يقبلها دين ولا عقل وهو نفسه غير مقتنع بما يقوله ولكنه حب الشهره الذي أعمى الأعين والابصار.


ويكون الوضع مؤسفا ومزعجا اكثر ان كان هذا الشخص صاحب علم ومكانه وله اثر سابق في المجتمع قبل أن يتردى وينكص على عقبيه ويصبح علمه نقمة عليه ويضرب بكل المبادئ والاسس التي كان يسير عليها عرض الحائط وقد ظهر عدد لاباس به من هذا النوع مؤخرا وبدأو بالحديث عن الكثير من الامورالتي مجدوها في السابق واثنوا عليها ومنها زمن الاباء والاجداد وما كان فيه من امور نحتاجها بشدة  في ايامنا الحاليه لتربية الجيل الجديد مثل حب الوطن والولاء له والتمسك بالاخلاق الاسلامية والفضائل الحميده وكيف استقبلوا التطور الذي جاء اليهم والتمدن وكيف تعاملوا معه وقتها وكل ذلك من اجل لفت النظر واثارة الجدل بعدما خفت نجمهم قليلا او انهم يريدون ان يركبوا الموجه التي ركبها اغلب الباحثين عن الشهره الزائفه .


وهنالك فئه وهي المنتشره بكثره والتي تعتلي في اغلب الاوقات نشرات اخبار السوشل ميديا المختلفه وهي فئه اصحاب التصرفات الغريبه والالفاظ الوقحه والغير مسؤولة والذين يقرنون كل ما قيل وذكر بالعري وابراز المفاتن ان كانوا اناثا وبالتصرف بليونه ونعومه وذكر الفاظ خادشه للحياه ان كانوا ذكورا هذه الفئه اصبحت هي الاكبر والاكثر انتشارا لسهولة الانضمام اليها والمحزن ان من يقومون بهذه التصرفات يشعرون بالندم والضيق خلف شاشات الهواتف ولكنهم اصبحوا مجبرين على التظاهر امام متابعيهم والمطبلين لهم والذين سيردونهم في الهاويه ان لم يتراجعوا عما يقومون به فأغلب المتابعين يشجعون هذا الغبي او تلك الغبيه ويشجعونها على افعالها اما لشهوه عارمه تعتريهم او بسبب حبهم لرؤية التصرفات الغير مقبوله من الغير وعدم استطاعتهم الاتيان بها او لاسباب اخرى تدور في الذهن البشري .


والشيء الذي يلفت الانظار هو اعتقاد الكثير من طالبي الترند واثارة الجدل ان ما يقومون به هو حرية شخصيه وجرأه وتعبير عما في الخاطر من هموم واوجاع او ملاحظات على المجتمع وافراده واصرارهم الشديد على ذلك وحتى في مقابلاتهم تجدهم يبررون ويكررون ما يقولونه بكل راحه ومن دون خجل و تجاهلوا ان ما يقومون به وقاحه وقلة ادب وتربيه وان تلك الامور ستؤثر على اجيال تتابع وسائل التواصل الاجتماعي وتتخذ تلك النماذج السيئه قدوه لها وهم بعيدين كل البعد عن كونهم قدوات .

وطبعا وسائل الاعلام التي تنقل وتستضيف هؤلاء هي سبب في الانتشار وتلميع الصوره التي يجب ان لا تلمع وتظل معتمه لانها لا تستحق التلميع بل تستحق التجاهل والحرق لانها صوره مخله لا يحب عرضها ، وقد يجهل البعض ان وسائل الاعلام تستفيد من استضافه اصحاب الترندات والتصرفات الغريبه لرفع نسبه المشاهدات والمتابعات على قنواتها المختلفه وخاصه القنوات الموجوده على مواقع التواصل الاجتماعي ، ولا يمكن ان ننسى دور اصحاب الاعمال الذين يستأجرون هؤلاء للترويج لهم وبذلك يكسبون اقبال اكبر من متابعيهم على منتجاتهم التي قد لا تصلح للاستهلاك وظهرت الكثير من المشاكل في تلك المنتجات بل انها تسبب في اصابات وامراض لعدد كبير من المتابعين واستمرت نجومية هذا المعلن من دون ان تتأثر بما حدث انه التلميع والترويج الغير مستحق .


وإذا نظرت إلى عشاق الترند ومثيري الجدل تجدهم أشخاص فارغين وخاوين من الداخل والخارج ولا يحملون فكر متفتح لانهم ان كانوا متفتحين سينكرون ما يحدث لانه امر لايجوز ولا يتقبله اي عاقل .


وكل ما تم ذكره لا يمنع وجود اشخاص واحداث لها اهميتها وتستحق ان تكون في الصدراة او كما قلنا سابقا ترند لانها تخص امورا مهمه او شخصيات لها تأثيرها في محيطها او مجتمعها وطبعا تلك الترندات تزول بسرعه بسبب ترندات التافهين الذي يعتبرون الاغلبيه العظمى على مواقع التواصل الاجتماعي .


وبشكل عام اثارة الجدل في وقتنا الحالي اصبحت مهنه من لا مهنة له وقد اعتلى الكثيرين تلك الموجة وساروا يترزقون ويكتسبون من ذلك ولذلك اتسعت الهوه واصبحت المجتمعات العربيه خاويه وعقيمه ولا تنجب الا العاهات الا من رحم ربي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا