
ما الذي تفعله مواقع التواصل؟
لا احد منا يستطيع ان ينكر ما تقوم به وسائل التواصل الاجتماعي من تأثير قوي سلبيا كان ام ايجابيا في حياتنا ومجتمعاتنا والعالم بأسره فهذه الاداه اصبحت متاحه للجميع والكل بات يدلي بدلوه فيها ويفعل ما يريده من خلف الشاشات وفي اغلب الحالات والاوقات لا يوجد رقيب يحاسب او ناصح يوجه .
ومن اهم الامور التي قدمتها لنا هذه الوسائل هي اللقاءت المباشره التي يتم طرح فيها مواضيع للنقاش والحوار ويكون المتصدرين لهذا الحوار أناس لا توجد لديهم ثقافه واساسات الحوار قواعده واغلبهم يناقش ويتفلسف في مواضيع ليست له اي درايه بها وهذا الامر قد يؤثر على شريحه كبيبره من المتلقين والمتابعين خاصه ان كانوا يستقبلون هذه الاطروحات والافكار من هذا المشهور او ذاك من دون مراجعه او بحث عن الحقيقه ومن هذا المنطلق نشرت الكاتبه المميزه فاطمه المزروعي في عمودها في جريده البيان مقالا عن هذا الموضوع بعنوان " ما الذي تفعله مواقع التواصل ؟ "جاء فيه:
نعتاد في كثير من الأحيان على بعض الممارسات بشكل يومي، بل وتتحول لجزء من يومنا ومن تفكيرنا، وننسى أن هذه العادة قد تشبه بطريقة أو أخرى الإدمان، فنحن نسلم بها ونستخدمها دون تنبه لآثارها، أو للكيفية التي يمكن أن نستغني عنها فيما بعد، وكما يقال كأننا نلف حول أعناقنا حبلاً ونشده.
الكثير من الناس يبدي رأيه، في مواقع التواصل الاجتماعي، ويدلي بهذا الرأي أيضاً في الحوارات، أياً كان نوعها، وهذا جميل، فكل واحداً منا لديه رأيه الخاص، ولكن من الذي يستخدم مهارة إبداء الرأي؟
يجب علينا قبل التحدث في موضوع ما، وقبل إبداء الرأي أن نكوّن معلومات حول الموضوع، أن ندرسه ونفهمه، وتحديد الأفكار الرئيسية وإعطاء أدلة عنه، لنكون مقنعين، ثم إذا طرحت رأيك ولم يعجب الآخرين، أو لم يتفقوا معك، فلا مشكلة، أن تقبل رفضهم. وللأسف باتت مثل هذه التطبيقات مصدراً حيوياً وهاماً ووحيداً لدى الكثيرين، مصدراً للمعلومات وللمعارف وللخبرات الحياتية ولآخر الأنباء، وهذه التطبيقات ليست بريئة أو منزهة عن العيوب، بل توجد بها ثغرات ومن خلالها تتسرب بعض الأمور السلبية كالشائعات والأخبار المغرضة وأيضاً ممارسات غير قويمة وسيئة بكل ما تعني الكلمة، والخطر الأفدح أن مثل هذه التطبيقات بين يدي حتى الأطفال، ولكم أن تتخيلوا مقاطع الأفلام أو الصور أو الأكاذيب التي تتسرب لذهن الطفولة.
كثير من خبراء التقنية وصفوا هذه التطبيقات بأنها معلومات متاحة وغير مشفرة ولا خصوصية لها، وأنها تتجاوز الحدود ولا قيود عليها، وعدوا هذا مكمن الخطر الحقيقي. نحن بحاجة لمراجعة شاملة لمثل هذا الموضوع، دعوة لمزيد من الدراسات العلمية والاجتماعية والتربوية لقياس الأثر والعلاج، لا أكثر ولا أقل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا